|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
14-02-2010, 02:20 PM | #1 | |||
عضو دائم ( لديه حصانه )
|
يا إبليس تعني ...يا أيها الواقف المتحير
إبليس ... يا أيها الواقف المتحير
بسم الله الرحمن الرحيم جاء ذكر إبليس مسميًا بهذا الاسم في القرآن الكريم في تسع آيات تتحدث عن موقف واحد؛ وهو في عصيان إبليس لله تعالى برفض أمر الله تعالى بالسجود لأدم. وذكر في موقفين آخرين سنعود لها بعد ذلك. لماذا سمي إبليس بهذا الاسم؟ إبليس من مادة "بلس" وهو جذر استعمل عند العرب للتحير وعدم الثبات.. ومن ذلك جاءت تسمية إبليس بهذا الاسم. جاء في المعاجم: الإبلاس : الحيرة . والقنوط وقطع الرجاء من الله . والانكسار والحزن . والسكوت غمًا . والمبلس : اليائس . والساكت من حزن أو خوف . ويقال للذي يسكت عند انقطاع حجته، ولا يكون عنده جواب: قد أُبلس. كل ذلك الذي يصيب المبلس يجعله في حالة من التحير. وقد سمي العدس بالبُلس؛ لأن حاله القريب من التكور يضعف ثباته ويسهل تحريكه، وحبه مقلقل في غلافه قبل درسه وفصل الحب عن قشره. وسمي التين أو ما يشبه التين بالبَلس؛ لأن التين بعد نضجه طري غير صلب، وتماسكه ضعيف بشجرته، فحركة ضعيفة تسقطه وتفسده. ويرجع سبب تسمية إبليس بهذا الاسم إلى موقف التحير الذي وقفه إبليس عندما أُمر أن يسجد لآدم عليه السلام؛ فهو لا يريد السجود لآدم مستكبرًا عليه، ومفضلاً عليه نفسه، وفي الوقت نفسه يخشى الله عز وجل عواقب عدم تنفيذ أمر الله والسجود لآدم ... وانتهى أمر السجود .. وإبليس على موقفه لم يفعل شيئًا، فناداه الله عز وجل: بيا "إبليس" أي يا أيها الواقف المتحير: ما منعك أن تسجد؟، وهو أعلم به سبحانه وتعالى. ومن عدل الله تعالى، أنه لم يحكم على إبليس بعلمه فيه، بل سأله وهو أعلم به، ليدين نفسه بنفسه، فلا يبقى له عذر يعتذر به بعد ذلك، ولو كذبًا يفتريه. كيف أدان إبليس نفسه؟ لما سأله الله تعالى: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) ص. أجاب إبليس: قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) ص. أقر إبليس أن الذي اختار لإبليس أن يكون من النار هو الله . وأن الذي اختار لآدم عليه السلام أن يكون من الطين هو الله. ولم يكن لآدم أو إبليس أي خيره في ذلك. فعلى أي شيءٍ يفضل إبليس المخلوق من النار نفسه على آدم المخلوق من الطين؟! لقد اتكل على علمه، وحكم بهواه، فأضل نفسه، وأدانها في عصيانها لله .. فكان ما كان من لعنة وطرده من الجنة. ويسميه تعالى عند الحديث عن ذلك الموقف بإبليس في تسع مواضع في القرآن الكريم . وليتنا نعرف حسرة إبليس عندما تبين له – بعد زمن طويل من هذه الحادثة- أن الطاقة والمادة شيء واحد .. بل إن في المادة من الطاقة المهولة ما لم يخطر على بال إبليس ولا غيره، وهذه الطاقة المهولة موجودة في أخف المواد إلى أثقلها .. بل إن في الهيدروجين من الطاقة التي تمكن الإنسان من تحريرها؛ ما يخشى على البشرية لو تحررت من بضعة أطنان منه فقط. ليس عندنا علم لنعرف كم من الطاقة جعل الله في خلق واحد من الجن لنقارنه بالطاقة الكامنة في جسد واحد من الإنس .. لكن الفارق المتوقع سيكون كبيرًا وشاسعًا، فماذا سيقول إبليس عندها؟ ... ومن سيكون له الأفضلية بمقياسه هو؟ له وذريته .. أم لآدم وذريته؟! وقيل في تسمية إبليس بهذا الاسم من أبلس من رحمة الله أي يئس وندم. وقيل أنه لما أُويس من رحمة الله أبلس يأسًا. وكل ذلك لا يصح لأن الله عز وجل خاطب إبليس بهذا الاسم قبل أن يحكم عليه بالطرد من رحمته، ولم يكن منه ندم على فعلته بعد ذلك، بل طلب أن ينظره الله تعالى إلى يوم القيامة حتى يتمكن من إغواء أكبر عدد من البشر. وجاء ذكر إبليس بهذا الاسم في موضعين آخرين : - في موقف الحساب يوم القيامة؛ (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) الشعراء. حيث يكون إبليس وجنوده في أشد الحيرة في ذلك اليوم، لا يريدون العذاب، ولا يجدون سبيلاً للنجاة من عذاب الله، ولن يتقدم أحدهم من نفسه إلى عقابه الذي يستحقه، ... فيلقون فيها، ويأخذون إليها سحبًا وجرًا وعتلاً. - وموقف آخر في الإغواء: (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2.) سبأ. كان إبليس متحيرًا في الحكم بنجاح قدرته على إغواء بني آدم، وظنه أنه سيقدر .. فصدق ظنه.. ولم ينج منه إلا فريقًا من المؤمنين. وجاء أيضًا من مادة "بلس" في المواضع التالية ونذكرها لتوضيح التحير فيها: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) الأنعام. (حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77) المؤمنون . (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) الروم . (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) الزخرف . تحيرهم في المواضع السابقة أنهم يفاجؤون بعذاب الله، ولا يجدون سبيلاً ومخرجًا للنجاة منه في الدنيا، ولا من عذاب الله في الآخرة، وهم غير راضين لأنفسهم بهذا المصير البئيس. وأما في قوله تعالى: (وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) الروم. فإن تحيرهم كان من تأخر الغيث؛ هل يصبرون في أرضهم حتى يأتي الغيث؟! أو أنهم يهجرون المكان قبل أن يطبق عليهم القحط ويهلكهم؟! وغير ذلك لم يأت من مادة "بلس" في القرآن شيء . وانتهى أمر السجود لآدم ... وانتهى موقف التحير .... وسمي إبليس بعد ذلك بالشيطان .... بقلم : أبو مسلم العرابلي فلم سمي إبليس بالشيطان ؟ ... المصدر: نفساني |
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|