المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

السر العجيب

السر العجيب : يتناول الدرس سرا من أسرار القلوب العجيبة التي بسبب فقدانه ضاعت الأمانة وانتشرت الرذيلة واختفت الفضيلة ثم يعرض لآثار هذا السر في حياة النبلاء ابتداءً برسولنا صلى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-09-2003, 11:42 AM   #1
إسماعيل رفندى
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية إسماعيل رفندى
إسماعيل رفندى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2423
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
 المشاركات : 591 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
السر العجيب



السر العجيب
: يتناول الدرس سرا من أسرار القلوب العجيبة التي بسبب فقدانه ضاعت الأمانة وانتشرت الرذيلة واختفت الفضيلة ثم يعرض لآثار هذا السر في حياة النبلاء ابتداءً برسولنا صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بجمع من سلفنا الصالح، ثم ذكر كيفية الوصول لهذا السر العجيب، ثم تناول رقابة الله المحيطة بالعبد، ولم يبق إلا تربية النفس على هذا السر .
ما هو السر في حياة أولئك الرجال الذين هم أموات في قبورهم ولكنهم أحياء في ذكرهم، ونحن نسمع ليل نهار تلك الأسماء على المنابر وعلى كل لسان، وفى بطون الكتب وفى كل مكان، فلا إله إلا الله من أحيا هذه الأسماء؟ وهذه هي والله الحياة الحقيقية .

السر العجيب يتحدث إلى القلب: تعال أيها القلب، لتعلم حياة النبلاء، وسير الرجال يوم أن كنت أتربع على العرش في قلوبهم، وأصول، وأجول في صدورهم. اسمع أيها القلب: يوم أن فتح لي أولئك الرجال قلوبهم؛ فأصبحوا سادة في كل شيء، فعن الحسن بن عيسى مولى ابن المبارك قال: اجتمع جماعة، فقالوا: تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا: العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والفصاحة، والشعر، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام في مالايعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف على أصحابه، والتجارة، وسخاء النفس، والتصديق، والورع، والتقى، وكل ذلك عنده وأكثر .

إذا سار عبد الله من مرو ليلة فقد سار منها نورها وجمالها

إذا ذكر الأحبار في كل بلدة فهم أنجم فيها وأنت هلالها

أسمعت أيها القلب بفضل الله، ثم بفضلي أنا السر العجيب كان كل ذلك، فهل عرفتني؟

واسمع لعلم ثان من هؤلاء النبلاء: إنه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، مؤرخ، مفسر، محدث، مقرئ، فقيه، أصولي، من أكابر الأئمة المجتهدين . قال الخطيب البغدادي فيه:' كان أحد أئمة العلماء، ويحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه؛ لمعرفته، وفضله، وكان قد جمع من العلوم مالم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظاً لكتاب الله، عارفاً بالقراءات، بصيراً بالمعاني، فقيهاً في أحكام القرآن، عالماً بالسنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفاً بأقوال الصحابة، وأقوال التابعين ومن بعدهم من المخالفين في الأحكام ومسائل الحلال والحرام، عارفاً بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور في تاريخ الأمم والملوك، وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله' .

فما السر في حياة هؤلاء النبلاء؟ وأين أنت من أولئك؟ هلا ذكرت لي منقبة واحدة من تلك المناقب فيك أيها الأخ؟ مسكين أيها القلب غرقت في الشهوات والملذات، أصابك الكسل والخمول، أصبحت عبداً للدنيا دون أن تشعر كل ذلك يوم هجرتني أيها القلب .

وخذ مثلاً ثالثاً لتقنع: أسمعت بابن تيمية؟ لاشك: نعم، إذاً فاسمع كلام ابن سيد الناس فيه حيث قال عنه:' كاد يستوعب السنن والآثار حفظاً، إذا تكلم في التفسير؛ فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه؛ فهو مدرك غايته، أو ذاكر في الحديث؛ فهو صاحب علمه وروايته، أو حاضر في النحل والملل؛ لم تر أوسع من مشيته في ذلك ولا أرفع من درايته، برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله...' . فعجيب أمر أولئك الرجال: جمعوا الخير كله، لكنه السر العجيب الذي حولهم إلى أعلام وأبطال، فهل عرفتني أيها القلب ؟ والآن أتركك وسأرجع إليك بين الحين والحين حتى تعد لي منزلا في سويداك أيها القلب.

------يتبع----

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 06-09-2003, 11:49 AM   #2
إسماعيل رفندى
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية إسماعيل رفندى
إسماعيل رفندى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2423
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
 المشاركات : 591 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أهمية السر في طريق الصحوة:

إن الجميع بحاجة لهذا السر مع شدة غفلتهم عنه، ويعجبك أجسام أولئك الرجال- رجال الصحوة-وأشكالهم وأحوالهم، لكنك تبحث عنهم في الميدان؛ لترى الأعمال، فتجد الخمول والكسل، والهوان .

إن هذا السر مهم جداً، ومؤثر فعال في حياة شباب الصحوة والدعاة إلى الله وما أكثرهم والحمد لله. فنسأل عن السبب في هذا الخمول والكسل والهوان، فإذا هو هذا السر . نقرأ الآيات، فلا قلب يتأثر، ونسمع الأحاديث والمواعظ، فلا عين تدمع، ننظر للقصص والعبر، فلا جسد يقشعر ويخشع، نحمل الموتى، وندخل المقابر ونخرج، والقلب هو القلب، ونسمع أنين الثكالى، وصرخات اليتامى، والأحداث في الشرق والغرب تتوالى، والقلب هو القلب، لا إله إلا الله: ماذا أصاب هذا القلب، فنسأل عن السبب ونبحث عن العلاج، فإذا هو أيضًا في هذا السر.

أصبحنا نكذب، ونغتاب، ونأكل الشبهات، وربما المحرمات، فنسأل عن السبب، فإذا هو غيبة هذا السر، هذا السر أقض مضاجع الصالحين، وأزعج قلوبهم، وأسال دموعهم؛ فعرفوا حقيقة الحياة. هذا السر يحفظ الأمن والأمان، وتكثر الخيرات، وتنزل البركات. وبغيبته ينتشر الفساد، ويعق الأولاد، فهل عرفتني أيها الأخ الحبيب، لابد أنك عرفتني، إنني الحارث الأمين لقلبك المسكين، إنني المراقب الشرعي، إنني: مراقبة الله، أو الخوف من الله، أو إن شئت، فقل: الخشية أو التقوى . فاتق الله حيثما كنت، وانتبه لقوله تعالى:} وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ[123] {“سورة هود” . } وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ[235] {“سورة البقرة “ .وردّد في كل لحظة:} وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا[52] {“سورة الأحزاب” .وتذكر أنه:} يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ[19] {“سورة غافر “ . ويا أخي الحبيب أين المفر:} وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ[4] {“سورة الحديد” . وويل لذلك العاصي:} أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى[14] {“سورة العلق “ .

وداو ضمير القلب بالبر والتقى فلا يستوي قلبان قاس وخاشع

آثار هذا السر في حياة السلف:

1- استشعار عظم الذنب : هذا السر وهو:مراقبة الله وخوف الله في قلوب الصالحين؛ جعلهم يستشعرون عظم الذنب صغيراً كان، أو كبيراً، فإذا أخطأ أحدهم، فسرعان ما يرجع ويتوب، والبشر كلهم خطاءون، وخير الخطاءين؛ التوابون. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ:' إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ فِي أَصْلِ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ وَقَعَ عَلَى أَنْفِهِ قَالَ بِهِ هَكَذَا فَطَارَ' رواه البخاري والترمذي وأحمد. وهذا شأن المسلم: دائم الخوف والمراقبة، يستغفر، ويستصغر عمله الصالح، ويخشى من صغيرها السيئ والقبيح.

وهذه أمثلة في حياة أولئك النبلاء؛ لنرى هذا الأثر جليا واضحاً سلوكهم، وتصرفاتهم:

رسول الله صلى الله عليه وسلم:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [إِنِّي لَأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي فَأَرْفَعُهَا لِآكُلَهَا ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً فَأُلْقِيهَا]رواه البخاري . هذه هي المدرسة المحمدية التي تخرج منها أولئك النبلاء، تمرة، ولم يأكلها صلى الله عليه وآله وسلم لماذا؟ هل لأنها من تمر الصدقة ؟ لا، لأنه خشي أن تكون من تمر الصدقة! شبهة، فلم يأكلها صلوات الله وسلامه عليه .

أبو بكر الصديق رضي الله عنه: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: [ كَانَ لِأَبِي بَكْرٍ غُلَامٌ يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ: أَتَدْرِي مَا هَذَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَمَا هُوَ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لِإِنْسَانٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَا أُحْسِنُ الْكِهَانَةَ إِلَّا أَنِّي خَدَعْتُهُ فَلَقِيَنِي فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ] رواه البخاري. هكذا الورع! هكذا التقى! هكذا مراقبة الله! لا يريد أن يختلط في بطنه، أو أن يبني جسده على شيء من الشبهات، فضلا عن المحرمات، فأين الناس اليوم من هؤلاء؟! كانت أمة المسلمين تتربى على الورع، وعلى خشية الله، وخوف الله، و الآن: انظر لبيوت المسلمين على أي شيء تتربى اليوم؟!

أيها الولي: ستسأل من الجبار لامن البشر عن وسائل التربية التي ربيت عليها قلوب أهل بيتك، فبماذا ستجيب؟ أبالتلفاز، أم بالمجلات، أم بالأفلام، أم بأشرطة الغناء؟ كيف تريد الصلاح، وهذه هي وسائل التربية .

2- كثرة الخلوة بالنفس والدمعة المباركة: نقرأ في سير أولئك الرجال؛ نجد كثرة خلوتهم بأنفسهم في ظلمة ليل، وسرعان ما تسيل الدموع على الخدود، وهذا أثر السر العجيب:رقابة الله وخشيته. ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: [وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ]رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأحمد ومالك . فهل مرت عليك هذه اللحظة؟ هل شعرت يومًا من الأيام بهذا الموقف؟ هل وقفت ليلة من الليالي وتمثلت هذه الصورة؟ إن الصالحين، وشباب الصحوة، والدعاة من الرجال والنساء؛ بحاجة شديدة لهذه الخلوة؛ لننظر إلى أنفسنا، وفى عملنا، وقولنا، وننظر إلى حقيقة أمرنا وسلامة صدورنا... إننا أيها الأخيار بحاجة ماسة، وملحة لتلك الدمعة الغالية في لحظة خلوة، بتذكر نعمة الله، ثم تذكر عظم الذنب والتقصير في حق الله، فلعل الدمع أن يأتي، ولعل القلب أن يلين، فيترجم ذلك إلى الدمعة الحارة الغالية، التي فقدناها في مثل هذا العصر.

فهذا عمر بن الخطاب: وما أدراك ما عمر؟ اقرأ سيرته؛ ستجد العجب العجاب، وهو من العشرة المبشرين، ومع ذلك:هل اتكل على هذا؟ لا بل كان إمام الخاشعين رضي الله عنه، كان يمر بالآية في ورده، فتخنقه، فيبقى في البيت أياماً يعاد يحسبونه مريضًا، ومن صفاته رضي الله عنه أنه كان في خديه خطان أسودان من أثر البكاء من خشيته لله، وقرأ يومًا:} إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ[1] {حتى انتهى إلى قوله تعالى:}وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ[10] {“سورة التكوير “ فخر مغشياً عليه. وكان يأخذ عود نبات، فيقول:'يا ليتني كنت هذا العود، يا ليت أم عمر لم تلد عمر، يا ليتني كنت شجرة تعضد- أي: تقطع-' . رحمك الله يا عمر:




 

رد مع اقتباس
قديم 06-09-2003, 12:09 PM   #3
إسماعيل رفندى
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية إسماعيل رفندى
إسماعيل رفندى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2423
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
 المشاركات : 591 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


فمن يباري أبا حفص وسيرته أو من يحاول للفاروق تشبيهًا

وفى الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [ لَا يَلِجُ النَّارَ رَجُلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ] رواه الترمذي والنسائي وأحمد .

خطأ! اسم الملف غير معين.وهذا أحمد بن حنبل:وهو صاحب الورع والخشية كان جالساً يوماً مع تلاميذه يحدثهم، فاقشعر بدنه، وشعر بحلاوة الإيمان، فقام وتأخر على التلاميذ، وذهب أحد التلاميذ؛ ليرى أين ذهب الإمام، فاقترب من باب الغرفة، فسمع الإمام أحمد يتمثل هذين البيتين، ويبكي بكاءً شديداً :

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفـل سـاعـة ولا أن ما تخفي عليه يغيب

ذكر الذهبي في السير: أن القاضي حسين حكى عن القفال أستاذه: أنه كان في كثير من الأوقات يقع عليه البكاء حالة الدرس- يعني وهو يلقي الدرس- ثم يرفع رأسه، ويقول:' ما أغفلنا عما يراد بنا!'. فأين نحن من هذا؟ وأين المدرسون، والمربون الذين يربون أبناء المسلمين عن هذه الخشية؟

في قصة تربوية يذكرها بعض علماء التربية: أن شيخاً قال لتلاميذه الصغار: يا أبنائي -هذه القصة رسالة للمدرسين والمدرسات- إذا كان الغد، فلا يأت أحد منكم إلا وقد جاء معه بدجاجة قد ذبحها في مكان لا يراه فيه أحد، فجاء التلاميذ من الغد، وكل منهم قد علق دجاجة في يده إلا غلامًا واحداً، فسأله الشيخ: يا غلام أين الدجاجة ؟ فقال الغلام- انظروا التربية-: يا شيخ إنك قلت: أن أذبح الدجاجة في مكان لا يراني فيه أحد، وإنني دخلت الحجرة، فوجدت أن أحداً يراني، فصعدت السطح، فوجدت أن أحداً يراني، وما طرقت مكاناً إلا وكان ذلك الأحد يراني، فقال الشيخ: من هذا الذي يراك؟ فقال الصغير، ذاك القلب الخاشع لله: إنه الله، إن الله معي في كل مكان يراني. أرأيت التربية! فأين أنت أيها المدرس الفاضل؟ أين أنت أيها الداعية الصادق؟ أين أنت يا أيتها المدرسة الصالحة؟ أين أنتم من تربية أبناء وبنات المسلمين على مثل هذا السر العجيب . إننا نحتاج إلى وقفة مراجعة ونظرة إلى النفس، فإننا نسمع ونقرأ في حياة النبلاء: أنه إذا كان الرجل الصالح لوحده في قريته ومدينته؛ أصلح الله به أهل المدينة .

إذاً فما دهانا وأين أثرنا وأين نتائجنا ؟!

3- حمل هم الآخرة وتعلق القلوب بها: نعم إن هذا السر: مراقبة الله ما زال يفعل الأفاعيل في قلوب الصالحين، حتى جعل تلك القلوب تتعلق بالآخرة، فهمومها هي الآخرة، وأحاديثها هي الآخرة، ودندنتها هي حول الآخرة، ولذلك قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ فَرَّقَ اللَّهُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ وَمَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ نِيَّتَهُ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَهُ وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ] رواه ابن ماجه بسند صحيح. نسمع هذا الحديث ثم نرى الأمور الدنيوية هي حديث مجالسنا: فتارة عن المشاريع التجارية، وتارة عن المعمارية، وتارة عن الوظيفة ودرجاتها، وأخرى عن المركب، وأخرى عن الملبس ،وأخرى عن المشرب... وهكذا، حتى الصالح من الناس إن حمل الهم، فإذا هو هذا همه.

عن القاسم بن محمد قال:' كنا نسافر مع ابن المبارك، فكثيراً ما كان يخطر ببالي، فأقول في نفسي: بأي شيء فضل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس بهذه الشهرة إن كان يصلي؛ إنا لنصلي، وإن كان يصوم؛ إنا لنصوم، وإن كان يغزو؛ فإنا لنغزو، وإن كان يحج؛ إنا لنحج . قال: وكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ انطفأ السراج، فقام بعضنا لإصلاح السراج، ثم جاء السراج، فنظرت إلى وجه ابن المبارك ولحيته، وقد ابتلت بكثرة الدموع، فقلت في نفسي: بهذه الخشية فضل هذا الرجل علينا' . ولعله فقد السراج، فصار إلى الظلمة فذكر القيامة...لحظة من اللحظات يغيب السراج، فإذا الدموع قد ملأت وجه ولحية ابن المبارك رضي الله تعالى عنه. إنها قلوب حملت همّ الآخرة، وتعلقت بها، فإذا رأت ظلمة؛ تذكرت ظلمة القبر، وإذا رأت ناراً؛ تذكرت نار جهنم، وإذا رأت نعيماً وخضرة؛ تذكرت جنان الفردوس... هكذا القلب المتعلق بهموم الآخرة، يفكر في أحوال القيامة، وكل أمر يلحظه في دنياه، ويمر على مخيلته ينتقل مباشرة إلى مواقف القيامة، وأحوال الآخرة.

وذكر أحمد في 'الزهد': أن ابن مسعود مرّ على هؤلاء الذين ينفخون الكير، فوقع رضي الله عنه، وأنه مرّ مرة أخرى على الحدادين، فبصر بحديدة قد أحميت، فبكى. أرأيت القلب كيف يتعلق بالآخرة وبهمومها؟!

الحسن البصري رحمه الله:صاحب الدمعة، وهذه إحدى قصصه: يقول صالح بن حسان:' أمسى الحسن صائماً، فجئناه بطعام عند إفطاره، فلما قرب إليه، عرضت له هذه الآية:} إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا[12]وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا[13]{ “سورة المزمل “ فقرصت يده عنه، فقال: ارفعوه، فرفعناه، فأصبح صائماً، فلما أراد أن يفطر ذكر الآية، ففعل ذلك أيضًا، فلما كان اليوم الثالث انطلق ابنه إلى ثابت البناني ويحيى البكاء وأناس من أصحاب الحسن، فقال: أدركوا أبي، فإنه لم يذق طعاماً منذ ثلاثة أيام، كلما قربناه إليه ذكر هذه الآية:} إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا[12]وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا[13]{ “سورة المزمل “ فأتوه فلم يزالوا به حتى أسقوه شربة من سويق'. غلبه هم الآخرة وتذكر أهوالها؛ فجعله لا يشتهي الأكل وتأباه نفسه .

4- هضم النفس والإزراء عليها مهما بلغت من الصلاح: فخشية الله ومراقبته؛ جعلت أولئك الرجال يحتقرون هذه النفس، فما زالوا في هضمها، واحتقار شأنها؛ تربية لها ومحاسبة، وإن كثيراً من أهل الخير والصلاح غفل عن قلبه حتى ظن أنه ليس بحاجة إلى موعظة تذكره بالجنة والنار، والحساب والعذاب . فمن آثار استشعار مراقبة الله في حياة السلف أنهم عرفوا حقيقة أنفسهم، وحرصوا على تربيتها:

فهذا سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث:كان رضي الله عنه لشدة تعلقه بالآخرة، واستيلاء همها عليه، لكأنه جاء منها، فهو يحدثك عنها رأي العين، يقول أبو نعيم:' كان سفيان إذا ذكر الموت لم ينتفع به أيامًا ' ويقول ابن مهدي:' كنا نكون عنده، فكأنما وقف للحساب'. عجبًا لهؤلاء الرجال !

والسر الذي جعلهم يصلون لهذا: رقابة الله وخشيته، فنسأل الله أن يملأ قلوبنا بخشيته وخوفه.


 

رد مع اقتباس
قديم 06-09-2003, 12:13 PM   #4
إسماعيل رفندى
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية إسماعيل رفندى
إسماعيل رفندى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2423
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
 المشاركات : 591 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


كيف الوصول لهذا السر العجيب ؟

أولا: المعرفة الحقيقية بالله سبحانه وتعالى: من أراد الخشية من الله، والخوف من الله سبحانه، فليتعرف على الله حقيقة المعرفة من خلال أسمائه وصفاته، وذلك متمثل في توحيد الأسماء والصفات . أليس من أسماء الله عز وجل: الرقيب؟ ومن أسمائه: الحفيظ، ومن أسمائه: السميع، والعليم، والبصير .

فمن عقل هذه الأسماء وتعبد بمقتضاها؛ حصلت له المراقبة، فالمراقبة كما يعرفها أهل العلم: هي ثمرة علمك بأن الله سبحانه وتعالى رقيب عليك، ناظر إليك، سامع لقولك، مطلع على عملك كل وقت، وفى كل نفس، وكل لحظة، وكل طرفة عين، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته؛ ازداد إيمانه، وقوي يقينه بالله. وهذه المعرفة تحصل بمراتب ثلاث في توحيد الأسماء والصفات:

أولا:إحصاء هذه الأسماء بألفاظها وحفظها.

ثانيًا:فهم معانيها ومدلولها دون تحريف، ولا تعطيل، ولا تشبيه، ولا تكييف.

ثالثا:دعاء الله بها، وهو على نوعين: دعاء الثناء، ودعاء المسألة .

ومن عرف الله؛ عظّمه، وأجله. ومن عظّمه؛ عظّم حرماته، وائتمر بأمره، وانتهى عن نهيه:} وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ[30] { “سورة الحج “ ودوام تأمل الأسماء والصفات بالله؛ يورث ذلك حقيقة:} وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[67]{ “سورة الزمر” فلذلك تعرف إلى الله حقيقة المعرفة.

ثانيًا:الإكثار من ذكر الموت وأحوال الآخرة: فهو الأمر الذي لا مفر منه، ولذلك: فإن أردت الخشية والخوف؛ فتذكر الموت وسكراته وشدته، تذكر القبر وسؤاله وعذابه ونعيمه وضيقه وظلمته وضمته، تذكر أهوال يوم القيامة وشدته وطوله والعرض على الله سبحانه وتعالى، وتطاير الصحف، والميزان، والصراط، وذهول العباد من الموقف، فمنهم من يساق إلى الجحيم، ومنهم من يدخل الجنة . إن تذكر ذلك كله؛ يدفع الإنسان إلى العمل الجاد المتواصل؛ فالبكاء والندم بتذكر هذه الأمور؛ لا ينفعان صاحبهما إذا لم يقرنا بالعمل .

ثالثًا: شهود المنة والفضل: وهو أن تتذكر فضل الله عليك ومنته، والكرماء هم الذين يعرفون الفضل لأهله، فانظر لنعم الله عليك، انظر لنعمة الإسلام وحدها، انظر إليها ويتضح ذلك عندما ترى أحوال الكفار ،وأهل البدع . وانظر لنعمة الهداية، ويتضح ذلك عندما ترى أحوال الفساق، والفجار. وانظر لنعمة العافية، ويتضح ذلك عندما ترى أحوال المرضى وأهل العاهات، فاحمد الله، واشكر الله على هذه النعم ... وهكذا نعم الله سبحانه لا تحصى، فتذكر أنه قادر على سلبها بكلمة: كن فيكون، فكن ذاكراً، شاكراً،حتى تعبد الله كأنك تراه.

رابعاً: تقوية القلب بالجلوس مع المؤمنين والصالحين: أصحاب القلوب الرقيقة، والدمعة الدفيقة . احرص على الجلوس مع أولئك الذين يخشون الله ويهابونه، وهذا على نوعين:

1- إما بالمخالطة في المجالس للصالحين والأتقياء، وهم الذين قال عنهم:} الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ[67]{ “سورة الزخرف” .

2- أو بالإكثار من قراءة قصص الصالحين والنظر في سيرهم: قيل لابن المبارك: إذا أنت صليت لم لاتجلس معنا؟ قال ابن المبارك: أجلس مع الصحابة والتابعين، أنظر في كتبهم وآثارهم، فما أصنع معكم! أنتم تغتابون الناس . فعليك بالنظر في سير أولئك الرجال حتى يتعلق قلبك بأحوالهم وصفاتهم.

وأخيرًا:

اعلم أن رقابة الله عليك متنوعة ومنها:

1- رقابة الملائكة: يقول تعالى:} أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ[80]{ “سورة الزخرف” ويقول سبحانه:} وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ[10]كِرَامًا كَاتِبِينَ[11] يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ[12]{ “سورة الانفطار” .

2- رقابة الكتب: فلكل عبد كتاب، فيه كل صغيرة وكبيرة، قال تعالى:} وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا[13]اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا[14]{ “سورة الإسراء”.

3- رقابة الجوارح: }يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[24]{ “سورة النور” .

4- رقابة الجلود: }وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[21] وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ[22]وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ[23] { “سورة فصلت” .

هذه الرقابة المتنوعة لا مفر، إذاً الأبواب موصدة، فما بقي أمامك إلا باب واحد مفتوح، وهو باب تربية النفس على خشية الله، ومراقبة الله، هذا هو السر العجيب الذي أردت أن أطلعك عليه، الذي قلب حياة أولئك الرجال، فجعل حياة النبلاء حياة ذات معنى، وذات لذة، وذات حلاوة، فهل تريد يا أخي الحبيب هذه الحياة ؟ هل تريد أن تشعر بمعنى قيمة الحياة؟ جرب ذلك، وحاول أن تتمثل هذا السر، فستجد العجب العجاب في حياتك كلها كبيرها وصغيرها ، نسأل الله أن يرزقنا خشيته في السر والعلن .


من محاضرة: السر العجيب للشيخ/ إبراهيم الدويش


 

رد مع اقتباس
قديم 10-09-2003, 02:02 PM   #5
§الـقـريـشـيـه§
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية §الـقـريـشـيـه§
§الـقـريـشـيـه§ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2744
 تاريخ التسجيل :  10 2002
 أخر زيارة : 30-12-2004 (03:20 PM)
 المشاركات : 2,855 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال


 

رد مع اقتباس
قديم 18-09-2003, 07:18 PM   #6
إسماعيل رفندى
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية إسماعيل رفندى
إسماعيل رفندى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2423
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
 المشاركات : 591 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الاخت الفاضلة --- القريشية-- بارك الله فيك واشكرك شكرا جزيلا


 

رد مع اقتباس
قديم 22-09-2003, 10:32 AM   #7
وهج
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية وهج
وهج غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4338
 تاريخ التسجيل :  07 2003
 أخر زيارة : 18-10-2005 (09:21 PM)
 المشاركات : 1,251 [ + ]
 التقييم :  20
لوني المفضل : Cadetblue


شكرا لك أخي اسماعيل رفندي


 

رد مع اقتباس
قديم 25-09-2003, 11:15 AM   #8
إسماعيل رفندى
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية إسماعيل رفندى
إسماعيل رفندى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2423
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
 المشاركات : 591 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الاخت الفاضلة -- وهج - بارك الله فيك واشكرك شكرا جزيلا


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:58 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا