|
|
||||||||||
ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية |
|
أدوات الموضوع |
14-07-2002, 12:36 PM | #1 | |||
عـضو دائم ( لديه حصانه )
|
الثقة بالنفس و اللاشعور
الثقة بالنفس Self Confidence
بمثابة ثمرة لعاطفة تقدير الذات Self regarding sentiment التي أشار اليها مكدوجال (1871_1939) Mc Dougall . و الواقع أن المرء يحس بالثقة بالنفس اذا ما توافرت لديه مجموعة من الشروط التي نستطيع تقديمها فيما يلي : أولا- قدرة المرء على التعبير و ايصال مشاعره و أفكاره الى الآخرين : فالثقة بالنفس لا تتأتى للمرأ الا اذا أقام قنطرة بينه و بين الآخرين ، فيفهم ما يقولونه ، ويصدر اليهم انطباعاته النفسية ، و أفكاره ، و ما يرغب في الحصول عليه منهم من أفكار ، أو خبرات أو أحداث ، و لا شك أن ثقته بنفسه تتأتى له كنتيجة لاستمرار العلاقات بينه و بين غيره من أفراد و مجموعات ، وشعوره بتقديرهم له ، واهتمامهم بما يفصح به لهم من مشاعر و أفكار . _________________ ثانيا- القدرة على التأثير : فكلما استطاع المرء أن يترك أثره فيما حوله من أشياء ، وفيمن يتعامل معهم من أفراد أو مجموعات ، فانه يحس بالثقة في نفسه ، كنتيجة تقديره لشخصيته ، و ما استحوذت عليه من وسائل تترك أثرا في الواقع الخارجي . وكلما تقدمت الحضارة ، فان مجالات التأثير تتسع نطاقا أمام المرء ، و تزداد عمقا . __________________ ثالثا- الاعتماد على النفس : فالطفل كلما استطاع أن يعتمد على نفسه في قضاء حاجاته ، و استقل عن أمه ، فان ثقته بنفسه تزداد . و كلما تقدم في معارج العمر ، و اتسعت دائرة علاقاته الاجتماعية ، و تنوعت المجالات التي يطل عليها و يتعامل معها ، و ينجح في الأخذ عنها ، و تقديم العطاء لها ، فان ثقته بنفسه تتأكد ، و تزداد صلابة و تماسكا . _______________________ رابعا- التميز من الآخرين : فمن دواعي الثقة بالنفس ، قدرة المرء على شق خطوط جديدة تميزه من الآخرين . ذلك أن المرء الذي يحس بأنه لا يعدو أن يكون نسخة من ملايين النسخ البشرية ، لا يستطيع أن يقدر نفسه ، و أن يثق في علو مكانته بين الناس المحيطين به . و لكنه اذا شعر و تأكد من أن له بصمة معنوية شخصية ، تختلف عن بصمات الآخرين ، و تعلو مقاما عن بصماتهم ، فانه عندئذ يحس بتقديره لذاته ، و بثقته في شخصيته . ___________________________ خامسا- ما تم له انجازه : فلكي يتسنى للمرء أن يثق في نفسه ، فلابد أن يحس أن مشوار حياته الذي قطعه جدير بالتقدير .و لا شك أن المبدعين في المجالات الأدبية و الفنية و الفلسفية ، بالاضافة الى المخترعين و التكنولوجيين و المكتشفين ، يستشعرون الثقة العميقة بأنفسهم ، لا لأنهم يمتازون عن المحيطين بهم فحسب ، بل لأنهم يحسون بأنهم قد تخطوا المكان و الزمان . فما فعلوه و قدموه من ابداعات ، يتخطى نطاق معاصريهم و مواطنيهم ، الى أقطار العالم أجمع ، و لسوف يستمر ما قدموه للبشرية ساري المفعول ، و دائم التأثير في الأجيال التالية . __________________________ المصدر: نفساني
|
|||
|
14-07-2002, 12:51 PM | #2 |
عـضو دائم ( لديه حصانه )
|
العوامل التي تؤكد الثقة بالنفس :
و بعد أن قدمنا هذه الشروط الخمسة ، التي يجب أن تتوافر لدى المرء الواثق في نفسه ، فاننا نلقي الضوء على العوامل التي تؤكد ثقة المرء بنفسه ، فنجد أن هذه العوامل تتمثل فيما يلي : أولا- ترسب آثار النجاح في الحياة في لاشعور المرء : فكل ما يتأتى عما يحرزه المرء من نجاح و توفيق في حياته ، يترسب في لاشعوره . و هذا الترسيب يبدأ مع بداية حياة المرء ، أي أنه يبدأ من الطفولة ، و يستمر عبر مراحل عمره التالية ، حتى اللحظة التي يحياها في حاضره . و لكن علينا ألا نغفل ما يترسب في لاشعور المرء من أصداء الفشل و عدم التوفيق في بعض جوانب حياته . فالواقع أن مايترتب على النجاح و على الفشل جميعا من آثار نفسية ، يترسب في لاشعور المرء . و لكن كلما كانت الغلبة لآثار النجاح على آثار الفشل في لا شعوره ، فان ثقته بالنفس تكون هي الغالبة نتيجة محصلة الاثنين ، أي أنه ما دامت الغلبة للنجاح على الفشل ، فان ثقته بنفسه تكون هي الراجحة . _____________ ثانيا- ثقة الناس في المرء تنعكس على نفسيته : و كذا فان ما يستشعره المرء من ثقة الناس فيه ، ينعكس على مشاعره نحو نفسه . فالشخص الذي يحس بأن الناس يقدرونه و يبدون له الاحترام ، و يذكرون مآثره ، فانه يزداد ثقة بالنفس . فكما أننا نؤثر في الآخرين ، فان الآخرين يؤثرون فينا ، و كما أننا نضفي على الآخرين الثقة في أنفسهم ، بما نشجعهم به من أقوال و مواقف ، كذا فان الناس يضفون علينا الثقة بأنفسنا ، بما يعبرون عنه من مشاعر بالثقة فينا ، و بما يتصرفون به قبالتنا . _______________ ثالثا- الآثار السلوكية التي ينطبع بها الآخرون نتيجة تأثير المرء فيهم : فالمرء الذي يلاحظ أن الآخرين يتأسون به ، و يضربون على منواله ، و يتخذونه مثلا أعلى لهم ، فانه يمتلىء ثقة بنفسه ، و يحس بأنه واقف على أرض صلبة ، لا تميد من تحت قدميه . _________________ رابعا- استشراف مستقبل يوحي بالتفاؤل فلكي يحس المرء بالثقة بالنفس ، فانه لا يكتفي بأن يتصفح مآثره الماضية ، أو ما يضطلع بعمله في الحاضر ، بل لابد أن يستشرف المستقبل ، و أن يحس بأن ما سوف يضطلع به خلاله ، سوف يكون علامة تحسب له ، و أنه قد اكتسب من الخبرات ، ما يؤهله لإنجاز الخطط التي يترسم تنفيذها ، و اخراجها الى الواقع الموضوعي . __________________ خامسا-النمو الخِبري المستمر : و لكي يستشعر المرء الثقة بالنفس ، فلابد أن يحس بأنه مستمر في النمو الخبري ، و دائب عليه ، و أنه لا يتوقف عند حدود الخبرات التي سبق له أن حصلها ، و استوعبها . فالتوقف عن النمو الخبري ، معناه الجمود و العجز عن احراز التقدم ، و بالتالي اضمحلال الثقة بالنفس ، و التخاذل أمام التيارات المتدفقة بالخبرات التي لا يحصلها الا المفعمون بالثقة بالنفس ، و الثقة في قدرتهم على التحصيل الخبري المستمر . ___________________ |
|
14-07-2002, 01:06 PM | #3 |
عـضو دائم ( لديه حصانه )
|
الدور الذي يلعبه اللاشعور في الثقة بالنفس :
و علينا بعد هذا أن نلقي الضوء على الدور الذي يلعبه اللاشعور في الثقة بالنفس ، فنجد أن هذا الدور يتمثل فيما يلي : أولا-الثقة بالنفس صدى و انعكاس لا شعوري : فالشخص الواثق بنفسه ، يكون شعوره بالثقة بالنفس ، مجرد انعكاس لما يحس به لاشعوره بالاتزان النفسي ، و بالنمو و التوظيف المتآزر لجميع مقوّمات شخصيته ، أعني المقومات البيولوجية ، و ما يترتب عليها من وظائف فسيولوجية ، و من ذكاء و قدرة على اقامة العلاقات بين الأشياء بعضها و بعض من جهة ، و بين الرموز بعضها و بعض من جهة أخرى ، و من ذاكرة يتسنى له بواسطتها استرجاع الخبرات التي مرت عليه ، و تذكر المعلومات التي وقف عليها و استوعبها ، سواء من الواقع الخارجي مباشرة ، أم عن طريق الرموز ، و أيضا من قدرة على تشكيل صور خيالية من المعلومات التي ترسبت بذاكرته ، و من قدرة على الافادة من هذا كله بإزاء العمليات العقلية العليا ، أعني التفكير Reason ، و كذا فان اللاشعور يقدر مواقف الآخرين من المرء ، و تحديدهم لوضعه ، و تقديرهم لمكانته ، و طريقة استقبالهم لما يؤثر به فيهم ، و قدرته على اقامة علاقات اجتماعية ، و الافادة منها ، سواء كانت الفائدة راجعة الى شخصه أم الى غيره ، الى آخر تلك التقييمات التي يضطلع بها اللاشعور ، فيحدد ما يستحقه المرء من ثقة بالنفس . ______________ ثانيا-القدرة على توظيف الامكانات المادية و المعنوية : فالشخص الواثق بنفسه ، يحس في قرارة لا شعوره ، بأنه خليق بتوظيف الامكانات المتاحة في المكان المناسب ، و بالطريقة المناسبة ، بغير تبذير أو تبديد ، و بغير تقتير أو تقصير ، و هو يثق في لاشعوره ، بأنه بذلك ، سوف يكون مفيدا في الواقع الاجتماعي الذي يحيا في نطاقه . _________________ ثالثا-القدرة على الاستفادة من الأخطاء : فلاشعور المرء هو أعدل حكم يمكن أن يصدر الأحكام الرشيدة و العادلة على المرء ، في ضوء مدى قدرته على الافادة من الأخطاء التي وقع فيها ، و من المواقف التي فشل خلالها في تحقيق أهدافه . فهو لا يعمى عن مشاعر المرء ، و لا عن محاولاته لتخطي المواقف التي فشل فيها ، و احلال العمليات الناجحة محل العمليات الفاشلة ، و احلال المحاولات الصائبة محل المحاولات التي لم يقيض (بشد الياء) لها النجاح ، و لم تكن مسددة بدقة . ____________________ رابعا-استئصال أسباب الشعور بالاحباط و فقدان الثقة بالنفس : فالواقع أن اللاشعور هو الذي يستنهض الإرادة ، لكي يتسنى بها القضاء على مشاعر الاحباط و التدني الى قاع الفشل و فقدان الأمل في تحقيق مستقبل أفضل من الحاضر . و لاشك أن ما يسمى بالايحاء الذاتي Auto-Suggestion ليس سوى رسائل يبعث بها المرء عن طريق شعوره الى لاشعوره ، يناشده فيها بأن يقوم باستئصال الشعور بالاحباط و فقدان الثقة بالنفس . ______________________ |
|
14-07-2002, 01:18 PM | #4 |
عـضو دائم ( لديه حصانه )
|
متى يعجز اللاشعور عن دعم الثقة بالنفس ؟
و في نهاية المطاف علينا أن نقوم باستعراض العوامل التي تحول دون دعم اللاشعور لثقة المرء بنفسه ، و العوامل هي : أولا-اعتمال عقدة النقص في اللاشعور : و الشعور بالنقص مباين لعقدة النقص ، في أن الشعور بالنقص يكون طافيا على سطح الوعي ، أعني الشعور . أما عقدة النقص ، فإنها تكون كالسرطان الذي يتلبس به اللاشعور . فبينما يكون من السهل التخلص من الشعور بالنقص ببذل الجهد في سبيل التقدم في المجال الذي يحس المرء بإزائه بالنقص ، فان عقدة النقص تتبدى على سطح الشعور ة الوعي بشكل معكوس عن حقيقتها . فالشخص المصاب بعقدة النقص يتظاهر بعكس ما يعتمل بدخيلته . فهو يُظهِر أنه متفوق و ممتاز ، بينما يكون في أغواره خاضعا لعقدة النقص . ______________________ ثانيا-الصدمات النفسية المفاجئة : فما قد يصيب المرء من صدمات نفسية مفاجئة ، كالفشل في الدراسة ، أو الفصل من الوظيفة ، أو انهيار صرح الزواج ، الى آخر تلك الصدمات النفسية ، التي تترك أثرا عميقا في نفسية المرء ، يهبط الى قوام اللاشعور ، فيصيبه في الصميم ، و بالتالي فانه يفقد ثقته في نفسه ، و يحس بالاحباط و الخذلان . و الكثير من الأشخاص الذين أصابتهم الصدمات النفسية العنيفة ، لا يتسنى لهم النهوض من الحضيض النفسي الذي سقطوا في هوته . _____________________ ثالثا- مقابلة الكفاح بتثبيط الهمة و الفت في العضد : فالشخص المجتهد و المثابر ، اذا وجد الجحود أو اللامبالاة و عدم الاكتراث ، من جانب الأشخاص الذين كان يجب أن يؤازروه و يشجعوه ، فإن جحودهم و لا مبالاتهم و عدم اكتراثهم به ، يصيبه في صميم لاشعوره ، وبالتالي فانه في الغالب ينزوي بعيدا في ركن قصي ، وقد امتلأ لاشعوره بالبهتان و التخاذل ، اللذين ليس ثمة علاج بعد الاصابة بهما . ____________________ رابعا-الاستعناء عن المرء : فقد لوحظ أن نسبة كبيرة من المحالين الى التقاعد ، أو الذين تستغني عنهم الجهات التي يعملون بها ، يفقدون ثقتهم في أنفسهم . ذلك أن لاشعورهم لايساعدهم على التشمير عن ساعد الجد ، و إثبات الكفاءة للمساهمة في ركب الحياة . و كذا فإن الآباء و الأمهات الذين يستغني أولادهم عن معاونتهم لهم ، و إسداء المشورة و التوجيه إليهم ، كثيرا ما يصاب لاشعورهم بالافتقار الى الثقة بالنفس . فتتضاءل شخصياتهم ، يحسون بتفاهة حياتهم ، و أنهم غير مطلوبين ، بل إنهم قد صاروا منبوذين ، و أن موتهم أفضل من استمرارهم على قيد الحياة . ________________________ خامسا-الاصابة بمرض ميئوس منه : و كذا فإن الشخص الذي يصاب بمرض عضال ، ليس هناك رجاء في الإبلال منه ، يكون في الوقت نفسه ، قد أصيب في لاشعوره بعدم جدوى استمراره على قيد الحياة ، فيتمنى لو تقصر مدة بقائه على هذه البسيطة ، و أن تنتهي حياته في أقرب وقت ممكن . و بتعبير آخر ، فإنه يفقد ثقته بنفسه تماما ، و تهبط معنويته الى الحضيض ، و لا يستطيع لاشعوره مساندته ، و بث الثقة بالنفس في قوامه النفسي . __________________________ من كتاب: ( ماذا تعرف عن اللاشعور؟ ) تأليف: ( يوسف ميخائيل أسعد ) |
|
22-07-2002, 02:12 PM | #5 |
عضو
|
هلا mirror
بصراحه موضوعك كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيييييييييير حلوووووووووووووو
ومفيييييييييييييييييييييييييييييييد جداااااااااااا مع........:-شذاااااا |
|
03-08-2002, 12:11 AM | #7 |
عـضو دائم ( لديه حصانه )
|
شكرا شذا
جزاك الله خير * * * * * شكرا أستاذة أماني بارك الله فيك |
التعديل الأخير تم بواسطة mirror ; 14-08-2002 الساعة 04:10 AM
|
09-08-2002, 02:56 AM | #9 |
عـضو دائم ( لديه حصانه )
|
شكرا جزيلا ريم
و الحمدلله أن الموضوع لاقى الاستحسان و القبول ووجدتم فيه فائدة تحياتي للجميع |
التعديل الأخير تم بواسطة mirror ; 14-08-2002 الساعة 04:30 AM
|
08-11-2002, 10:31 PM | #12 |
شيخ نفساني
|
شكـــر الله سعيــــــــك علــــــــى هذا الموضوع الرائــــــــــع
والله اختي اننــي افرح بعودتــك للكتابة تقبلي احترامي |
|
30-11-2002, 04:11 AM | #13 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
يعتقد معظم الناس في العالم المتقدم أن الثقة بالنفس هي المفتاح الذي سيفتح الأبواب المغلقة على أرواحهم، وقد نشر أكثر من 2000 كتاب للقراء طرقا لتحسين الثقة بالنفس، وفي الاعلانات الشخصية في الصحف وفي برامج الدردشة التلفزيونية والكتب المساعدة وفي علم النفس والعلاج النفسي وفي المؤتمرات الاكاديمية ومؤسسات التعليم المحلية، هنالك سعي محموم وراء الثقة بالنفس وكأنها اليد الخفية التي ستحرر المجتمع من الاجرام والإدمان على المخدرات والانحراف والاكتئاب، أي من كل شيء يجعل الانسان تعيساً يقول نيكولاس ايملر استاذ علم النفس الاجتماعي في مدرسة لندن للاقتصاد افكار قليلة فقط في العلوم الانسانية استطاعت ان تحقق مستوى الاهتمام الذي حظيت به فكرة الثقة بالنفس فهو يشير الى ان هناك اكثر من ألف ورقة بحث اكاديمية تتناول موضوع الثقة بالنفس لكن الفكرة نفسها لها أسس مهزوزة وعلى نحو غريب، فإن صناعة الثقة بالنفس بأكملها، وبدءا من المشعوذين والعطارين وحتى المعالجين النفسانيين الجيدين، مبنية على وهم كبير، والوهم هذا يتمثل في القول بوجود اساس علمي معين لكل هذه المزاعم في حين ان الحقيقة غير ذلك ان رفع مستوى الثقة بالنفس ليس له تأثير على التحصيل العلمي ولاتأثير له على ميول الاجرام او العنصرية او حتى الادمان على المخدرات، وفي حالات الانتحار او محاولة الانتحار، يبدو ان ضعف الثقة بالنفس هو مجرد عامل ثانوي يقول إيملر ان الثقة بالنفس هي ظاهرة سطحية لاتثير الاهتمام كثيرا ولها نتائج ملموسة قليلة جدا وكان ايملر قد أجرى مراجعة لجميع البحوث التي تتناول الموضوع لصالح مؤسسة جوزيف راونتري، وقد جاءت ورقة البحث التي اعدها تحت عنوان تكاليف وأسباب ضعف الثقة بالنفس بنتائج صاعقة، فهي تنسف الفكرة وتكشف المدى الذي بلغه ضخ الاموال العامة في بريطانيا والولايات المتحدة على برامج للثقة بالنفس عديمة الفائدة اجتماعيا، وكان من المفروض ان تجعل ورقة البحث تلك الناس يعيدون التفكير في الموضوع، ولكن ذلك لم يحدث، والسبب في ذلك هو ان فكرة الثقة بالنفس كعلاج اجتماعي وشخصي قد برهنت على جاذبيتها في عالم مشوش مخلخل الجذور وتكمن جذور هذه الفكرة، التي باتت مذهبا حياتيا في الوقت الحاضر، في الثورة الصناعية، فقبل ان تطغى الثورة الصناعية على العالم، لم يكن هناك اي معنى لفكرة دراسة او حتى الاهتمام بالذات الفردية وقد كان الناس جزءا من نظام ديني واجتماعي، وعملت اعمالهم وحياتهم كجوانب في ذلك النظام، لكن الثورة الصناعية اوجدت انماط حياة متخصصة فصلت الناس عن بعضهم البعض وكان معنى العلمانية المصاحبة هو ان على الفرد أن يبحث عن الخلاص داخل نفسه وهذا قاد مباشرة إلى الفكرة القائلة بان النفس يجب أن تُدرَس ويعتنى بها ثم يتم تقديرها ومنذ أن ظهرت مبادىء علم النفس في عام 1890 والمحاولات مستمرة لتعريف الثقة بالنفس ولكن التعريفات كلها ظلت قاصرة على أن تعكس حقيقة هذه الظاهرة ولايزال الباحثون غير قادرين على الجزم فيما إذا كانت الثقة بالنفس شيئاً إدراكياً أم عاطفياً، أي بمعنى آخر هل هي شيء تدركه أم تشعر به؟ غير أن معظم التعريفات للثقة بالنفس ربطتها بالنجاح على كافة الاصعدة وبالصحة الجيدة، بل ان مقدمة البرامج الحوارية التلفزيونية الامريكية الشهيرة أوبرا وينفري بلغ بها الامر ان تقول إن الاشخاص الذين يحبون انفسهم بحق لا يخرجون ويحاولون قتال الآخرين ويبدو أنها لم تسمع بأدولف هتلر أو ماوتسي تونغ أو جوزيف ستالين، الذين هم طغاة كانوا يتمتعون بثقة عالية بأنفسهم، أو انها لم تسمع بموجات الجرائم التي يرتكبها تلامذة المدارس في بريطانيا وأمريكا صحيح أن هؤلاء الاشخاص ربما كانوا يفتقرون لأشياء كثيرة، ولكن الأمر المؤكد هو أن الثقة بالنفس لم تكن واحداً منها
/*/*/*/*/ سلة مهملات الشراني |
|
13-12-2002, 01:23 AM | #14 |
عـضو دائم ( لديه حصانه )
|
شكراً جزيلاً لك أخي البتار
و لك مني أصدق الدعوات و أطيب التحايا و الله لا يخلا المنتدى من أمثالك .. دمتَ بخير |
|
23-12-2002, 12:28 AM | #15 |
عضو نشط
|
بسم الله الرحمن الحيم
أشكر الأخ Mirror على هذا المضوع الهام ،ولي هنا اضافه : ان الثقة بالنفس هي امر هام وضروري ،وتتأكد عندما يريد الانسان أن ينجز شيئا ذا قيمة .وعموما كل حركة للانسان قائمة عليها،فاذا شكيت أنك لن تسطيع أن تبلع الطعام ستموت جوعا (بعض الناس لا يستطيع أن يبلع حبة دواء) وهذ أمر بسيط جدا لاأحد ينتبة لة ولكنة قائم على الثقه.ومن هذا المثال البسيط يتضح أن الثقة تكتسب بالتجربه والتكرار،فاذا ماعمل الأنسان عملا ما وكرره حتى يتقنة ستنشأ لدية ثقة بقدرته على انجاز ذلك العمل فى أي وقت. واذا ما وقر في نفس الانسان أنه يستطيع........... فقد بلغ من الثقه بالنفس مبلغا. لكن هناك أمر مهم جدا هل تعرفونه؟ الله،نعم ان الثقة الحقيقيه بالنفس هى امتداد للثقة بالله والتوكل علية (كلا ان معى ربي سيهدين). اننا نستطيع نعم لكن بتوفيق الله،اننا نقدر لكن بعون الله، اننا سنكون مانريد لكن بأمر الله (لايغر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) لقد عهد الله لنا بالاستطاعة ،استطاعة التغيير،وهو القدره على العمل، القدره على الانجاز، ومن هنا تنبع الثقه بالنفس ، ولذلك فروح هذه الثقه هو التوكل على الذى اعطانا هذه القدره. لقد بحث الغرب هذا الموضوع واستفاضوا في بحثة كما ذكر احد الاخوه وجهدهم مشكور وهذ لايقلل من قيمة هذة الدراسات وان لم يصلوا الى ما يطمئن النفس فهم معذورون . وأنصح كل اخت واخ يقرأ هذة الكتب أن يضيف لها عنصر الايمان وان يحاول يقابلها بآيات من القرآن التي يحفضها او الحديث الشريف وبهذا العمل سيكمل نقصها ويجبر كسرها وسيخرج منها بفائدة عظيمه، وسيجد في هذة الدراسات حقائق تبين اعجاز الاسلام و ان لاسعة للناس الا هو ان ارادوا الحياة السعيدة المطمئنة لأن هناك بعد مهم ينقص علم النفس الغربي انه بعد الايمان ربما اقتربوا منه لكنهم حتى الان ضلوا عن حقيقتة ولم يهتدوا اليها ولن يجدوه الا في الاسلام. |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|