ايها الأطباء ارجوكم اريد حلاً

ايها الأطباء ارجوكم اريد حلاً

بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الأطباء المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
أنا احمد لي أخت اسمها حنان عمرها 24 سنة طالبة جامعية في السنة الأخيرة ( وهي المريضة التي أريد الاستشارة في حالتها ) نشأت حنان بين الأولاد حيث ترتيبها السادس بعد إخواني الذكور وعند طفولتها ظلت حنان محل تجاذب من زوجات إخواني الثلاثة الكبار كل زوجة تريد من حنان أن تكون لها تهتم بها وبأطفالها حيث كان إخواني يعيشون في بيت واحد وعاشت حنان هذا التجاذب بين زوجات إخوانها وغيرة كل زوجة مما تقدمه حنان للزوجة الآخرة 0 حتى تخرجت حنان من الثانوية العامة 0
وفي السنة الأولى الجامعية كان لحنان صديقتين مقربتين نرمز لهما ( أ – ب ) وعندما أردت الزواج اختارت لي حنان (صديقتها أ ) حيث كانت تمثل لي مواصفات الزوجة التي أتمناها 0
وبعد زواجي ازدادت العلاقة بين حنان وصديقتها الأخرى (ب) ، ولكن هذه العلاقة التي كان يؤرقها غيرة صديقتها (ب ) من جميع المحيطين من حنان ولاسيما زوجتي ( صديقتها أ ) حيث اختارتها زوجة لي ولم تخترها 0
وظلت هذه الغيرة بشكل مرضي وجنوني وكانت حنان وهي ( حساسة جداً ) تحاول أن ترضي صديقتها بقدر المستطاع لأنها كما تقول أريد من جميع الناس أن يرضوا عني ، ولكن صديقتها (ب) والتي أعتقد أنها مريضة نفسياً كانت تغار بشكل جنوني 0حيث أنها لا تسمح لحنان أن تقيم أي علاقة مع غيرها أو تبدي أي اهتمام لأحد غيرها ولاسيما زوجتي 0
وكانت حنان تسايرها لعدم إغضابها وخوفاً عليها حيث كانت زميلتها (ب ) تقول لها إنها سوف تنتحر إذا لم تستجب لها 0 وبالتدريج أخذت تتحكم صديقتها بحنان وتصادر إرادتها حتى أنها لا تستطيع الخروج من البيت إلا بإذن من صديقتها (ب ) وتذكر لها جميع ما يحدث لها في البيت وخارجه كل شيء حتى ما تأكل وما تشرب وما تلبس وموعد النوم ومشاكل البيت وكل شيء حيث كانت تتصل معها يومياً بالهاتف مالا يقل عن أربع ساعات هذا غير لقاءات الجامعة والزيارات الخاصة ، وإذا لم تخبرها بشيء حدث لها تقيم الدنيا ولا تقعدها من العتاب الموجع للقلب 0000إنك لا تحبيني 00 أنك لا تريدين صداقتي 000 أنت قاسية 00 ومثل هذا الكلام ، فتضطر حنان لإجابة رغبتها لهذا العتاب الذي لا ينتهي وخوفاً عليها من أن تنتحر وتكون هي السبب 0وبالتدريج 00وبعد مضي عدة سنوات عاشت حنان أسيرة بلا حرية ولا إرادة ولا رأي ولا شخصية أمام صديقتها (ب ) التي حرمتها من كل لقاء أو زيارة أو فسحة تجريها حنان مع أحد زوجات إخوانها وخصوصاُ زوجتي 00 فكلما كنت أدعوها لفسحة تعتذر 0 طبعاً خزفاً من صديقتها وغيرتها التي سوف تجر إلى العتاب الذي لا ينتهي 0وبدأت أثار هذه الضغوط تظهر على حنان أيام الاختبارات حيث كانت حنان تمرض ( يزداد نبض قلبها سريعاً ويتغير لونها وتصبح هزيلة ضعيفة لا تغادر السرير أشبه بالذي يحتضر ) وعندما ذهبنا إلى الطبيب وبعد عمل تخطيط للقلب قال الطبيب أن النبض سليم ، ومع تكرار هذه الحالة نصحنا الطبيب بمراجعة الطبيب النفسي 0 وعندما حملناها إلى الطبيب النفسي قال لها أن ليس لديها أعراض المرض النفسي أعطاها حبوب منظمة لنبضات القلب استراحت حنان لهذا الرد وهذا العلاج ولكن بعد عدة شهور عادت لحنان تلك الأعراض وعندما ذهبنا إلى الطبيب النفسي قال لها أن هذا بسبب أنك حساسة فإنك لا تحتملي الضغوط النفسية وعاملها الطبيب بصورة غير جيدة حيث رد عليها عندما كانت تكلمه لماذا أنت عصبية مما أزعج حنان كثيراً وجعلها ترفض فكرة الطبيب النفسي تماماً ولم تقبل كلامه لأنها ترفض أن تكون دائما ًضعيفة في مواجهة الضغوط النفسية ومعنى ذلك أن لا أمل لها في الشفاء من هذه الحالة ، رغم أنها لم تبين للطبيب سبب مشكلتها الأساسية مع صديقتها (ب )
بل ذكرت الامتحانات وضغوط الأهل لكي تتخرج من الجامعة 0
واستمرت تلك الأعراض معها وخصوصاً بعد كل خلاف مع صديقتها (ب ) حيث كثيراُ ما تختلف معها بشكل يومي بسب الغيرة ، وكانت حنان ترضخ لصديقتها وطلباتها الغير طبيعية لعدم قدرتها على النقاش والرد لأنها تكون في حالة من التعب الجسمي المذكور سابقاً وطبعاً كانت حنان ولازالت تخفي كل هذه المشاكل معي صديقتها (ب ) إلا على زوجتي 0
طبعاُ أنا انتقدت هذه العلاقة الغير طبيعية ولكن حنان أصبحت بلا إرادة تستطيع معها ترك صديقتها أو حتى مخالفتها 0 اقترحت عليها قطع هذه العلاقة المشؤومة ، وبدت حنان استعدادها لذلك ولكن بالتدريج حتى تستعيد حنان إرادتها وحريتها بالتدريج أيضاً ونجحنا إلى حد ما حيث قللت مدة المكالمات واللقاءات والأمور الأخرى 0
ولكن عادت الأمور إلى وضعها السابق وأصبحت حنان بلا إرادة ولا رأي أمام صديقتها (ب ) المريضة( كما تقول حنان) 00000
وأنا متيقن أن حنان مريضة وتحتاج إلى علاج لكنها ترفض فكرة الطبيب النفسي بأي شكل وأنا لا أعرف ماذا أفعل هل أتدخل لقطع هذه العلاقة بالتحدث مع أسرة صديقتها وحنان ترفض ذلك لأنها تكون لم تستعيد إرادتها بنفسها أم ماذا أفعل ؟؟؟؟؟؟
أرجو الجواب أن يكون شاملا ً مفصلا ً0
أحمد -

المصدر: نفساني

يا سيدي هناك مريضان كما ذكرت:
المريض الأول هو الصديقة (ب) و التي تعاني من الغيرة المرضية و التسلط. أما المريض الثاني فهو الأخت حنان و مرضها هو الإستسلام لهذه العبودية. و لعلي أن اتفلسف قليلاً و أقول أن حنان قد تعودت على دور الإستسلام و هذا ما لمسته فيها هذه المتسلطة و إستثمرته ، فوافق شن طبقه.

بالله عليك ماذا يضر حنان لو إنتحرت هذه الصديقة؟ و من قال أن حنان هي المسؤولة؟ هي تعلم ان هذه الصديقة مريضة في شخصيتها لا في عقلها ، و بالتالي فهي مسؤولة عن تصرفاتها ، و إن شاءت ان تقتل نفسها فهذا شأنها. دعها تفعل ذلك. قد يكون ذلك خيراً لحنان و لا إخال هذه الصديقة فاعلة ماتهدد به.

من الخطأ ان لا تخبر حنان طبيبها بكل التفاصيل ، فالطبيب النفسي بشر لا يعلم الغيب و ليس لديه من الوسائل المخبرية أو الإشعاعية ما يعلم به ما تخفي الصدور.

لا اعتقد ان دواءاً يمكن أن يفيد أختك. لذلك نصيحتي لها ان تراجع أخصائية علاج نفسي لا طبيب او طبيبة ، و لتتحمل الحقيقة المرة فالمعالج يساعد في حمل المرآة امام المريض ليرى عيوبه و مسؤوليته عنها. إن لم تستطع هي التحكم في إرادتها و إسترداد حريتها السليبة فما يمنع من ان تقوم انت بذلك؟ ولتقل هذه الصديقة ماتقول و لتفعل ما تفعل.

حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الاخرين ، و لا شك ان حرية حنان هداها الله قد صودرت من قبل هذه الصديقة. و إسترجاعها لا بد و انه سيخل بهذا التوازن المرضي في العلاقة و لكن ليكن ذلك فالحق أحق ان يتبع. و السلام.