الرهاب الأجتماعي بدا ياخذني إلى عالم أخر ..
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبينا الكريم ، محمد ابن عبدالله -صلى الله علية و سلم- وبعد . السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .. بداية أنا مشكلتي متداخلة وربما تدرج تحت إطار "الرهاب الاجتماعي" وأعتبر أني أنا صنفت هذا المرض من خلال ملاحظتي للأعراض التي تأتي إلي خلال التعرض للجمهور ، في بداية حياتي منذُ طفولتي كنت في مجتمع مغلق وكنت من ضمن شريحة كبيرة في أحد دول الخليج وكان يطلق علينا أسم "فئة غير محددي الجنسية" الذين لا يحملون بطاقة الهوية الشخصية عشت في هذا البلد قرابة الستة عشر عام وأنا شبه إنسان كان الألم يحاصرني من كل اتجاه مع العلم أني أنتمي إلى قبيلة عريقة لها ثقلها في الخليج العربي كنت محروماً من التعليم والصحة وقيادة المركبة وكنت محروماً من الزواج وكنا نعيش على عاتق والدي الذي أرهقة العمل وكانت حياتنا بائسة بكل ما تحمله لنا وكانت سجادة والدتي دائماً موضوعة وأرى يد أمي ترتفع مع كل دعوة تدعوها لكي تذهب هذه القمة تخيل أنك أنت و والدك وأجدادك عاشوا وماتوا على أرضاً لا تعترف فيك و كانك مهمشاً أو لقيطاً تعيش وطئة الألم في كل لحظة و ثانية ، لم أشعر بسعادتي إطلاقاً كنت محطاً كانوا يعتبروني لقيطاً مع العلم أني من أسرة شريفة والدي حمل السلاح دفاعاً عن الوطن الذي ولد فيه وأبنة و والدة كذلك ولدو فيه ، لم ينتهي المشوار إلى هذا الحد طلبت الدولة التي عشت فيها من والدي أن نرجع إلى البلد الذي ننتمي له، وأنا قلت في بادئ الأمر أني من قبيلة عريقة تنتمي في جذورها إلى شبهة الجزيرة العربية ذهب وألدي إلى أرض أجداده فرحبوا فيه وستعاد وطنية الذي سحقت من الدولة التي عاش بها فأستخرج والدي جميع الأوراق الثبوتية وأخذ جنسية هذا البلد وأنا إلى الأن لم أخذها وننتظر الإجراءات اللازمة ، ولكن لم أحرم من حق العلاج او الدراسة أو القيادة أو الزواج فالأمور الإنسانية مسيرة لي والحمد الله وها أنا الأن في سنتي الثالثة في أحد الجامعات ولكن هنا تكمن مشكلتي ، أنني جئت من بلد عشت فيه طفولتي وأخذت من ثقافته و طبيعته ووجدت صعوبة في عملية التكيف تحت هذه الظروف اختلاف الثقافات و الطبيعة واللهجة واللبس والسلوك وكل شيء تقريباً أختلف علي ، أصبحت أحاول أن اغير من لهجتي وسلوكي حيث أتماشى مع الواقع الذي أنا فيه الأن ، مشكلتي في الجامعة و المناسبات الاجتماعية و التقدم في الصلاة للإمامة ، كنت لدينا في الجامعة عروض تسمى "البرينتيشن" وكان يجب على الطالب التقدم أمام زملائه لكي يشرح العرض الذي قدمة أو حتي يقرأه فكنت أخاف من هذه التجربة خوفاً شديداً وهناك مصادفة غربية أني مرتين خرجت وعرضت مشروع البوربوينت و وجدت قبول من الدكتورين واخذت تقريباً الدرجة كاملة ولكن تخلفت ثلاث مرات عن العروض كنت أشعر قبل العرض برعشة باليدين احمرار في وجهي وتلعثم عجيب واريد أن أذهب إلى دورة المياه -اعزكم الله- لكي اقضي حاجتي ، وكانوا الاساتذة يعتقدون انني اتغيب او أني غير كفء لهذه المهمة مع العلم انني اخذ كل دراجتي في الاختبارات النصفية والنهائية شبهة كاملة ، وبدأت هذا العام أمور أشعر بأمور غريبة تحدث معي مثل التفكير الشديد لدرجة يصعب تصورها في تخيل الأشياء الغربية وأن أعزل عن عالمي أبني تصورات غربية أبني عالم أبني أسرة وأنفي العالم الحقيقي أجعل الأفكار و التصورات وأجعل الواقع خيال وكآن الحلم حقيقة والحقيقة حلم بدأت تخف هذه التصورات قرابة الشهريين السابقين , وللعلم انا اعتقد انني رجل اجتماعي احب ان اذهب للمريض وان اتحدث مع عائلتي واقاربي وحتي علي مستوى الجماعات الصغيرة اتحدث بطلاقة دون الشعور بالعراض كـ الرجفة او التعرض او احمرار الوجه ، انا فعلاً عانيت في حياتي لم أذهب إلى اي طبيب او معالج أيماناً مني انني استطيع التغلب على هذه المعضلة من خلال قراءتي وتعديل افكاري في دماغي ، وهناك امر يجب أن اذكره قراءة موضوع عن علاج اسمة الاندريال يخفف الاعراض الفسيولوجية الظاهرية وتناولت هذا الدواء ولم استطع ان اتقدم للعرض بل انه زاد من حدة توتري لدرجة كبيرة ، وشكراً لكم اتمنا ان اجد حبلاً صغيرة لنجاتي من هذه المعضلة وشكراً جزيلاً لكم على هذا الموقع الرائع .. "ما نقلته هو جزء من الألم ولو نقلت كل ما تعرضت له لـ احتجت مجلداً كاملاُ")
|