|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
12-11-2005, 02:37 AM | #1 | |||
V I P
|
رحلـــة إالـى الســــــــــماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت في رحلة إلى محافظة القريات في شمال المملكة. . و بعدما انتهيت من المحاضرات سافرت جنوباً إلى جهة محافظة سكاكا الجوف. . و كانت محاضرة سكاكا بعنوان ألحان و أشجان حول الغناء. . و بعدها جاءني شخص متأثراً. . و معه ولد له عمره 11 سنة . . قال لي : يا شيخ. . في طريق مجيئي من القريات معي ولدي هذا. . مررت أثناء الطريق بحادث مروّع. . سيارة جيب. . كان فيها اثنان من الشباب . . قادمان من. . ! ! . . انقلبت السيارة بهم عدة مرات. . حتى تطايروا . من خلال النوافذ. . وتبعثر عفشهم و تمزقت ملابسهم. . كنت أول من وقف عليهم . . اتصلت بالإسعاف فوراً. . في الحقيقة لم تكن أول مرة أرى فيها حادث سيارة . . بل ولا موتى. . تعودت على رؤية هذه المناظر منذ زمن. . أقبلت أنظر إليهم . من أول وهلة تنظر فيها إلى ملابسهم. . وقصات شعورهم . . تعرف يقيناً لماذا . كانوا هناك. . لا حول ولا قوة إلا بالله. . عفا الله عنا وعنهم. . المهم . توجهت مسرعاً إليهما. . أحاول إنقاذ ما أستطيع إنقاذه. . أما الأول فكان منكباً على الأرض. . قد تمرغ وجهه بالتراب. . لايزال جسمه حاراً. . لا أدري هل مات أم لا. . تمزق بنطاله وقميصه. . والغبار قد اختلط بالدماء التي صبغت ثيابه. . حتى أصابع يديه لم تسلم من جروح و دماء. . قلبته على ظهره. . فإذا . لحم وجهه تمزق حتى لا تكاد ترى شيئاً من ملامحه. . إلا شعرات يسيرة من شاربه . . ناديته. . فإذا هو قد قضى. . أسرعت إلى الثاني . . فإذا هو على وجهه أيضاً . و الأرض حوله مليئة بالدماء. . وثيابه حمراء. . وعظامه بارزة. . ويبدو . أن الضربة الكبرى كانت على رأسه . . فقد انشقت جمجمته. . وخرج مخه من خلالها . لم أتحمل المنظر. . انتبهت أن ولدي معي التفت أنظر إليه فإذا هو يبحلق . بعينيه مشدوهاً. . حاولت الوقوف بينه وبين الجثة لئلا يرى. نظرت إلى الأغراض المبعثرة حول جثته. . فإذا جواز سفره و محفظة نقوده وعلبة دخان. . كل هذا لم يشدني فلم أكن أنتظر أن أرى مصحفاً و سواكاً. . التفت . جهة رأسه. . فإذا شريط واقع على الأرض ليس بينه وبين رأسه إلا شبر واحد . خفضت رأسي أنظر إلى اسم الشريط فإذا قطعة من المخ قد وقعت على الشريط و غطت اسمه. . تحاملت على نفسي. . و رفعت الشريط بيدي أنظر إليه. . ثم تناولت حجراً من الأرض مسحت به المخ المتلطخ على الشريط. . فإذا هو شريط غناء بعنوان أغني في حبك. . لاحظت أن بكرة الشريط مسحوبة إلى خارجه. . و إذا خيط الشريط منطلق إلى الخارج. . و كأنه لا يزال متصلاً بشيء. . التفت أنظر إلى أين يصل ؟ فإذا بي أرى مسجل السيارة واقعاً على الأرض. . و قد خرج من مكان في السيارة مع قوة الحادث. . وبعدما ضرب الأرض بقوة انطلق منه الشريط و وقع عند رأس هذا الفتى ليقع عليه مخه. . نعم ليقع على : أغني في حبك. . إي و الله مشكلة حبه. . ويبعث أحدكم على ما مات عليه. . ما علينا. . بدأ الناس . يكثرون حولنا. . و صار كل من مر بنا يوقف سيارته و يقبل ينظر إلى الحادث . وصل الإسعاف. . كشف الطبيب عليهما في عجل. . غطاهما بملاءة بيضاء أيقنت . عندها أن أرواحهما قد صعدت إلى السماء. . لا أدري هل تفتح لها أبواب السماء . و تبشر بروح و ريحان. . أم تخر من السماء فتخطفها الطير. . أو تهوى بها . الريح في مكان سحيق. . بدأ سائق الإسعاف و أصحابه في حمل الجثتين. . و بدأت أجمع أغراضهما المبعثرة. . هذه محفظة. . وهذه ساعة. . وتلك كاميرا . أخذت أجمع في كيس معي . . في أثناء ذلك وقع في يدي ظرف مغلق. . قد انشق طرفه مع وقوعه على الأرض. . مكتوب عليه: يصل إلى يد أبي محمد! ! . . و بعدها كلمات مكتوبة لا أرغب في ذكرها. . نظرت إلى داخله فإذا مجموعة كبيرة من الصور. . أخرجتها فإذا هي أكثر من خمسين صورة لنساء عرايا. . حاولت أن أخفيها عن الناس. . لئلا بفتضح الشابان. . دافعت عبراتي. . قلت . . هذه . فضيحة الدنيا بين عدد قليل لا يعرفهما. . فكيف بهما في فضيحة الآخرة. عند الأولين و الآخرين. . مع اشتداد الرعب. . وكثرة الفزع. . وتطاير . الصحف. . اللهم استرنا بسترك . ما ضرهما لو أطاعا الله فما كلفهما شططاً. . إقامة خمس صلوات. . و فعل الواجبات . . وترك المحرمات. . وليس في ذلك مشقة. . فالمحرمات أشياء معدودات. . ما ضر العبد لو تركها طاعة للملك ليحبه و يدخله جنته. هنا انتهت تلك القصة التي بعنوان أغني في حبك نقلتها من كتيب ( رحلة إلى السماء ) للدكتور محمد العريفي ,, ما شعوركم بعد قراءة تلك القصة ؟؟ و ما ردت فعلك بعد قراءتها؟؟ ألم يحن الوقت للعودة إلى الله ؟؟ ماذا ننتظر؟؟ ألم يحن الوقت للقلوب القاسية و العقول المظلمة و الأذن التي أدمنت سماع الأغاني أن تتوب؟؟ ماذا ننتظر لم يتبقى من العمر كثيراً قد يباغتنا الموت على غفلة منا و نحن لا نعلم ؟؟ ألم تشاهد كثرة من فارقونا و هم في عز الشباب؟؟ ألم تشاهد كثرة المصائب في هذه الدنيا؟؟ إن لم يكن حان وقت التوبة متى أخبرني؟؟ و هل تستطيع أن تضمن أن يطول عمرك ! لذلك الوقت ! كثير منا يقول إذا كبرت سأتوب ,, و هل تعلم أنك ستكبر أم لا ؟؟ أخواني الكرام و أخواتي الكريمات منقول المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|