التوكل على الله ج\2

التوكل على الله ج\2

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد
وكذلك لو لم تزرع وطمعت أن يخلق الله نباتاً من غير بذر ونحوه , أو أن تلد الزوجة من غير وقاع , فكل ذلك جنون , وليس التوكل في هذه الحالة ترك العمل , بل التوكل فيه بالعلم والحال .
أما العلم : فهو أن تعلم أن الله خلق الطعام واليد والأسباب وقوة الحركة وأنه الذي يطعمك ويسقيك .
أما الحال : فهو أن يكون قلبك واعتمادك على فضل الله تعالى , لا على اليد والطعام لأنه ربما جفت يدك وبطلت حركتك وربما سلط الله عليك من يغلبك على الطعام . فلا بد من بذل الأسباب .
- 2- ومن الأسباب سبب غير مقطوع به أو قل الأسباب التي ليست متيقنة ,لكن الغالب أن المسببات لا تحصل دونها .
مثاله : من يفارق المدن ويخرج مسافراً إلى البوادي التي لا يطرقها الناس إلا نادراً ولا يتزود بشيء من طعام وشراب
فهذا كالمجرب على الله , وفعله منهي عنه وحمله للزاد واجب عليه ومأمور به
3 – الأسباب المظنونة التي يظن إفضائها إلى المسببات . فمتى كان قصد باذلها صحيحاً وفعله لا يخرج عن الشرع لم يخرج
عن التوكل . كالتكسب لأن ترك التكسب ليس من التوكل إنما هو من فعل البطالين الذين آثروا الراحة والدعة وتعللوا بالتوكل

وأما ما يتعلق في التعرض للأسباب بالادخار فمن وجد قوتا حلالا يشغله كسب مثله عن جمع همه فادخاره إياه لا يخرجه عن التوكل ففي الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه أن النبي r كان يبيع نخل بني النضير ويحبس لأهله قوت سنتهم .
أما مباشرة الأسباب الدافعة للضرر فليس من التوكل تركها فلا يجوز مثلا أن ينام المرء في فلاة مليئة بالسباع والحيوانات المفترسة أو في مجرى سيل أو تحت جدار خرب فكل ذلك منهي عنه.
ولا يناقض التوكل لبس الدرع أثناء الحرب وإغلاق باب الدار وشد البعير بالعقال، جاء رجل إلى النبيr فقال يا رسول الله أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل قال r اعقلها وتوكل .
والتوكل في ذلك كله على المسبب وهو الله وليس على السبب فيكون المتوكل راضيا بكل ما يقضيه الله عليه .
وفي الأخذ بالأسباب والسعي في إزالة الضرر كالتداوي ونحو ذلك فكذلك الأسباب فيها تنقسم إلى
1. مقطوع به كالماء المزيل للضرر العطش فهذا القسم تركه ليس من التوكل في شئ
2. غير مقطوع به بل مضنون كالتداوي عند المرض فإن الرسولr قد تداوى وأمر بالتداوي وقال r ( ما أنزل الله من داء إلا وأنزل معه الدواء علمه من علمه وجهله من جهله)
والله أعلم
وصلي اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه القدير علي بن صالح بن عبد الله العنقري غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين وجعل عملنا خلصاً لوجه
الكريم انه ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

المصدر: نفساني

(( جعله الله في موازين حسناتك)) انشاءالله..
.........اسال الله ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح.........
.............والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.............