16-09-2001, 11:21 PM
|
#1
|
كاتبة في جريدة البلاد
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 672
|
تاريخ التسجيل : 09 2001
|
أخر زيارة : 02-01-2006 (03:45 PM)
|
المشاركات :
128 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
واضحى .. !؟
واضحى !..
دخلت عليك غرفتك و أنت ترقدين على سريرك الأبيض وابتسامة تعلو شفتيك صافية كصفاء وجهك البريء الذي يطغى نوره عليه ليظهره كوضوح اسمك، كنت تحاولين بها اخفاء دموعك التي تحتبس في مقلتيك تحدياً منك على ألا تتركيها تفر من عينيك ألماً وحزناً على عزيز افتقدته .. أخفيت عن الجميع جروح قلبك التي كانت تنزف خوفاً من اعتقادهم أنك تستدرين عطفهم عليك للسماح بأن تبقى معك اختك تشاركك حزنك لعلها تستطيع التخفيف عنك بعض الشيء .. فمأساتكن مشتركة.
ولكنك لم تستطيعين إخفاءها عني فتلقيتها رأساً كسهام حارقة موجهة إلى قلبي الذي شعر بك مثلما شعر بابنتي يوم فقدت أباها " زوجي " وتمثلت أمامي الأحداث في شريط سينمائي يأبى إلا أن يكرر عرضه في خيالي في كل مناسبة مؤلمة تمر بي حاملاً معه دقائق الآلام وكأنها وقعت لي بالأمس القريب والتي جعلتني أتذكر تلك الفترة والتي وجدت نفسي فيها وبدون شعور لي أكثر من ساقين تحملاني وتجري في كل اتجاه وراء أطفالي في محاولة لتهدئتهم وأكثر من يدين تمتد لكي تضم كلاً منهم لعلني أستطيع امتصاص آلامهم التي ربما لم يشعروا بها مثلي وذلك بسبب حداثة سنهم، وكان قلبي يحنو ويدمي مع كل فرد منهم.
فهمتك يا وضحى .. ثم اعترفت لي بفقدان والدك منذ اسبوع واحد فقط وهو يؤدي صلاته في غرفته .. ونزلت عبرتك التي أخفيتها وراء ابتسامة يعجز القلم أن يصفها ، وأخفيت وجهك تحت ملاءتك البيضاء التي شاركتني في التخفيف عنك .. لم أنس يا وضحى كم كبرت في نظري بل في نظرنا جميعاً .. وتمنى الجميع بعد أن نقلت لهم ما ألم بك أن يكون لديهم المقدرة على غسيل قلبك من الحزن مثلما هم يغسلون دمك من المرض .
لقد اثبت لك ذلك الموقف قوة ايمانك وشجاعتك في محاولتك لتحمل الألم النفسي وحدك كما يتحمل جسدك الضعيف المرض وحدة .. خرجت منتصرة على الهزيمة وانتصرت على الضعف في داخلك مؤمنة بقضاء الله واثقة من شفاء نفسك الطاهرة من الحزن كشفاء جسدك بإذن الله من المرض .. وأشكرك على رسالتك الرقيقة والتي حفرت كلماتها في قلبي مكاناً لن يمحى ما حييت.
ليلى عناني
|
|
|