|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
22-03-2008, 12:08 AM | #1 | |||
عضو فعال
|
تفاضل الناس وتسابقهم في عالم الأزل
تفاضل الناس وتسابقهم في عالم الأزل
لم يكن بين أفراد هذه الفئة يومئذٍ سابق ومسبوق ولا فاضل ومفضول ولم يكن بينهم ساعتئذٍ نبي ولا رسول فآدم عليه الصلاة والسلام ومن سواه كلهم كانوا يومئذٍ بين يدي خالقهم سواء. إذ لم تكن لهم بعد من أعمال يتفاضلون بها وليس يميز أحداً عن أحدٍ بين يدي هذا الإله العادل ما دام الخلق جميعاً عباده سوى الأعمال. ولذلك وتشميلاً لمبدأ العدالة، ولئلا يكون لأحد من الناس على الله حجةً، عرض تعالى على بني آدم جميعاً كما ذكرنا من قبل كما عرض على الجن أيضاً أنه سيضع فيهم الشهوة وذكرهم العهد الذي قطعوه على أنفسهم بأن ينظروا للشهوة بنور خالقهم الكريم، وحذرهم من الانقطاع عنه طرفة عين، ثمَّ إنه تعالى عرض عليهم الدنيا وما فيها وألقى في نفوسهم الشهوة وذكرهم بعهدهم منادياً: (ألستُ بربكم): أي ألست الّذي خلقتكم وأوجدتكم بإمدادي قيامكم وحياتكم، ألست المتفضل عليكم. أفيمكن لكم بعد هذا أن تنقطعوا عني وتنظروا إلى الشهوات دون الاستنارة بنوري...؟ وما إن سمعوا كلمة " ألست بربكم " حتى أجابوا جميعاً بكلمة " بلى " أي أنت ربّنا، وإلى ذلك تُشير الآية الكريمة: {وَإذْ أَخَذَ رَبُّك مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِمْ ذُرّيَّتهُم وَأَشْهَدَهُمْ عَلىْ أنْفُسِهِمْ: ألَسْتُ بِربِكُمْ؟ قَالُوا: بَلى} الأعراف (172). غير أن كلمة بلى لم تكن ساعتئذٍ صادرةً من ألسنة واحدة وإنَّما تمايز بنو آدم وانقسموا أقساماً وصاروا على درجات: فمنهم من نظر إلى شهوته فاستهواها واستغرق فيها فغمرته وسترته عن خالقه المتفضّل عليه بها، وكان من هذه الأنفس أنفس الكفار جميعاً. إذ الكفر هو الستر، فهؤلاء سترتهم شهواتهم عن خالقهم فانغمسوا بها ونسوا عهدهم الّذي عاهدوه. وهناك أنفس ذكرت عهدها لخالقها فقالت: بلى، أي أنت ربنا ولا ننقطع عنك؟ فما أن رأوا الشهوة حتى افتتنوا بها ونسوا عهدهم أيضاً وينطوي تحت هذه الفئة المنافقون الّذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم. وهناك أنفس أخرى نظرت إلى الشهوة فاستحلتها ومالت إليها. غير أنَّها ذكرت عهدها لخالقها فعادت إليه تائبةً من تقصيرها، وتشمل هذه الفئة على العصاة الّذين إذا جاءوا إلى الدنيا مالوا إليها، فإذا ذكرتهم وعادوا تائبين من تفريطهم نادمين على تقصيرهم فيما مضى. أمَّا الأنفس الّتي ذكرت عهدها ولم تنظر إلى الشهوة إلاَّ بنور خالقها ولم تتحول عنه أبداً فتلك هي الأنفس المؤمنة حقاً، لقد رأت الشهوة فرأت فضل خالقها عليها بها فشكرته على فضله وحمدته على نعمته. وتشمل هذه الفئة على الأنبياء والمرسلين وكُمّل المؤمنين، فهؤلاء جميعاً قالوا بلى ونفوسهم مشغوفة بحُب خالقها إقراراً بفضله وحمداً له على نعمته، وكان أسبق هؤلاء في ذلك إلى الله تعالى وأحمدهم له على نعمته وفضله سيدنا محمَّد صلى الله عليه وسلم. وبذلك صار للعالمين سيداً وللمرسلين إماماً. ونظر الله تعالى إلى بني آدم في تلك الساعة من بعد أن احتل المكانة الّتي احتلها فعلم سبحانه أنَّ فئة الكافرين والمنافقين الّذين أعرضوا عن ربهم ولم ينظروا إلى شهواتهم بنور خالقهم، هؤلاء قد امتلأت نفوسهم بذلك الإعراض خبثاً ومرضاً ولا بدّ لهم من الخروج إلى الدنيا ليخرج من نفوسهم خبثها ومرضها كما علم أنَّ فئة المؤمنين الّذي نظروا إلى شهواتهم بنور خالقهم وعرفوا فضل ربهم. هؤلاء قد امتلأت نفوسهم بإقبالها على ربها خيراً ولا بدّ لهم من الخروج إلى الدنيا أيضاً ليُظهروا ما في نفوسهم من كمال. المصدر: نفساني |
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|