الأحلام المزعجة وكيفية التخلص منها

الأحلام المزعجة وكيفية التخلص منها

هذه بعض القواعد والفوائد التي قد تفيد إن شاء الله من رأى حلما في المنام يكرهه أو لا يعجبه أو ظاهره الشر أسأل الله أن ينفع بها فمن هذه القواعد:

1-التعوذ بالله من شر هذه الرؤيا :

فالله سبحانه وتعالى بيد النفع والضر فهو المدبر الخالق فمن التجأ بالله حفظه ومن استعان به أعانه فالخير بيده لا معطي لم منع ولا رادّ لما أعطى ... ودليل هذه المسألة قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
(( ...فإذا حلِم حُلُماً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثاً وليتعوذ بالله من شرِّها فإنها لا تضره )) ...

فهذا أدب عظيما جدا علمناه النبي صلى الله عليه وسلم فيه تنبيه على أساس هذا الدين ألا وهو توحيد رب العالمين وفيه أن المسلم الصادق يعلق قلبه بالله ويلجأ إليه ولا يلجأ لأمور شركية كالحروز والتمائم والاستعاذات الباطلة بالجن أو غيرهم من الأولياء والصالحين ...

2- التعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

فهو أساس الشر وهو حريص على إبعاد العبد عن الخير حتى في نومه بأنه يجعل يصاب بالحزن والهم بعد الاستيقاظ من النوم ونجد أحيانا أن العبد إذا ابتلي بالأحزان قد لا يؤدي العبادة على الوجه الذي يحبه الله تعالى وقد قال الحافظ ابن قيم الجوزية عليه رحمة الله متحدثا عن وسائل الشيطان في إغواء الإنسان : ((...ولا بد له من واحدة من ست ينالها منه: إحدها وهي غاية مراده منه أن يحول بينه وبين العلم والإيمان فيلقيه في الكفر فإذا ظفر بذلك فرغ منه واستراح فإن فاتته هذه وهدى للإسلام حرص على تلو الكفر وهي البدعة وهي أحب إليه من المعصية فان المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها لأن صاحبها يرى أنه على هدى ... فإذا ظفر منه بهذه صيره من رعاته وأمرائه فإن أعجزته شغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليرتج عليه الذي بينهما وهي الخامسة فإن أعجزه ذلك صار إلى السادسة وهي تسليط حزبه عليه يؤذونه ويشتمونه ويبهتونه ويرمونه بالعظائم ليحزنه ويشغل قلبه عن العلم والإرادة وسائر أعماله )) [مفتاح دار السعادة].

ودليل هذه المسألة قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ))

وقد ذكر أهل العلم أنه لا بد حين الاستعاذة من صفاء القلب وحضور الذهن وجمع الهمّة وصحة التوجه إلى الله فلا يكفي اعتياد إمرارها على اللسان فقط.

فكم من مستعيذ بالله بلسانه وقلبه في واد آخر فهو يردد الذكر بلسانه وعقله وفكره بعيد عما يقوله اللسان فلننتبه لهذا الأمر فإنه أمر يغفل عنه كثير من الناس.

3- النفث والبصق والتفل ثلاثاً عن الجانب الأيسر :

وقد سبق قبل قليل ذكر دليل هذه المسألة ... قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : (( النفث طرد للشيطان الذي أحضر الرؤيا وخُصت به اليسار لأنها محل للأقذار ونحوها والتثليث للتأكيد )) , وقد ورد في بعض الروايات فليتفل وفي رواية فليبصق وفي أكثر الروايات فلينفث ولعل هذه اللفظة هي المرادة في الجميع إذ النفث: هو النفخ اللطيف بلا ريق ويكون التفل والبصق محمول عليه مجازاً.

4- التحول عن جنبه الذي استيقظ عليه :

ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
(( وليتحول عن جنبه الذي كان عليه )) .
والتحول عمل بدني يدفع العبد لنوع من النشاط والحركة ومفاده : التفاؤل بتحول تلك الحالة التي كان عليها إلى أخرى أفضل ...

5-أن لا يذكر المنام المكروه لأحد أبداً:

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدِّث بها وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره )) .

وقد ذكر أهل العلم أن الحكمة من ذلك أن الذي يسمع المنام ربما يفسره تفسيرا مكروها مذموما على ظاهر صورتها فيقع المنام كما أوِّل فيزداد صاحبه هماً وحزناً ونكداًوهنا فائدة نفسية جدا قالها ابن العربي المالكي انتبه لها غاية الانتباه ولا تفرط فيها أبدا قال رحمه الله : (( حافظ على ما ذكر في الحديث من الاستعاذة والكتم ترَ برهانه فإن كثيرا من الناس وإن استعاذ يتحدث بما رآه فأوصيك أن لا تفعل )) فيالها من فائدة قيمة جدا ينبغي أن ننبته لها

6- الصلاة بعدها :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ...فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصلِّ ولا يحدّث بها الناس )) وفي رواية عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (( فلا يقصه على أحد وليقم يصلي )) قال الحافظ المناوي عليه رحمة الله : (( بالصلاة تكمل الرغبة وتصح الطلبة فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد واعلم أن الأمر بالصلاة زيادة ينبغي إضافتها للحلول المتقدمة بل لعلها من أعظم الحلول أثراً ومنفعةً )) وقال بعض أهل العلم : والمتدبر لشأن الصلاة هنا يجدها جامعة لكل الآداب .

7- أن يسأل الله من خيرها :

فقد تحمل الرؤيا في طياتها خيرا للإنسان وهو لا يدري فحري به أن يسأل الله من خيرها فقد قال صلى الله عليه وسلم (( إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثا وليسأل الله من خيرها وليتعوذ بالله من شرها )) .

8- أن يعلم أنها لا تضره :

ففي الحديث : (( وليعلم أنها لا تضره )) قال أهل العلم : فإن رأى العبد الرؤيا السيئة ثم تعوذ بالله من شرها ولم يخبر بها أحداً فإنها لا تضره وقد جعل الله ما ذكر سبباً للسلامة من المكروه المترتب على الرؤيا ...

فائدة تتعلق بكتب تفسير الأحلام:

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عن هذه الكتب كما في فتاوى نور على الدرب :
لا يقتنوها ولا يطالعوا فيها لأنها ليست وحياً منزلا وإنما هي رأي قد يكون صحيح وقد يكون غير صحيح.
ثم إن الرؤيا قد تتفق في صورتها وتختلف في حقيقتها بحسب من رآها وبحسب الزمن وبحسب المكان فإذا رأينا رؤية على صورة معينة فليس معنى ذلك أننا كلما رأينا رؤية على هذه الصورة يكون تأويلها كتأويل الرؤية الأولى بل تختلف قد نعبر الرؤيا لشخص بكذا ونعبر نفس الرؤيا لشخص آخر بما يخالف ذلك.



وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...

00``00`

المصدر: نفساني

جــزاك الله كل خيــر

جزاك الله خير اخوي محمد كمال

بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء