الهيئة من (دكّات) سويقة إلى صالون 2003م

الهيئة من (دكّات) سويقة إلى صالون 2003م

مقال رائع للكاتب عبدالعزيز الجارلله عن الهيئه اعجبني فا أردت ان تشاركوني قرأته .
اترككم مع المقال

الهيئة من (دكّات) سويقة إلى صالون 2003م
التاريخ: الأربعاء 2003/05/28 م

لا أخفيكم انه لم يكن في ذهني عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا صورة صالون الهيئة ينزل منه رجال ملتحون (متسربلون) بالبشوت السوداء ويرافقهم جندي وصورة أخرى أبكر من هذا التاريخ تعود الى أوائل الثمانينات الهجرية من القرن الماضي لرجال يلبسون المشالح القصيرة ووجوه طوقتها تجاعيد الزمن وغزت ذقونهم لحية كثيفة غمرها الشيب يفترشون دكات طينية ممسكين بعصا على مداخل الأسواق والزوايا الركنية في الأحياء في محلات سويقة بالديرة وحلة القصمان والبطحاء بالرياض وفي أسواق المجلس وقبة رشيد وسوق الوسعة شمال الجامع الكبير وسوق داحس والجردة في بريدة.. وفي مرحلة وسطية ما بين صالون الهيئة 2003م وأوائل الثمانينات الهجرية مشهد لرجال هيئة أواخر التسعينات الهجرية من القرن الماضي رجال ملتحون يتلفعون بالشماغ، ومرات بلا مشالح ليس لهم نمط محدد فهم يتخذون أسلوب الغزوات في الوصول الى المنكر وأهل المنكرات وكانوا يضبطون في ذلك الوقت إيقاع مدن القصيم ويطلق عليهم (المتطوعون) لأن معظمهم متطوع لله لمكافحة المنكرات فهم لا ينتمون الى أي جهاز حكومي رقابي بل عمل تطوعي يمولون أنفسهم ذاتياً.. وصورة أخرى من الوسطية الزمنية لرجال هيئة يتمركزون في الأسواق النسائية بالرياض: شارع الوزير وشارع الثميري وسويقة وحلة القصمان وشارع المتنبي وفي مرحلة لاحقة بالعقارية وأسواق اليورومارشيه والعويس والشعلة.. ويحدث دائماً احتكاك مع المراهقين والشباب وتطور الأمر لمهاجمة الأوكار: سوق الأفلام في حي المربع ومحلات الفيديو التي تتاجر بالأفلام الإباحية، وأوكار الدعارة وتصنيع الخمور وتطور الأمر أكثر في المزارع والاستراحات وسكن العمالة التي حولت مقارها الى أوكار دعارة وتصنيع مسكرات وبيع المخدرات..
هذه هي الصورة الذهنية لرجل الحسبة الرقيب الأخلاقي وفي حالات كان يقال لهم الرقيب على النوايا عندما يتعدى حدود التقديرات والفهم الخاطئ للأشخاص وهي قصص وحالات انفرادية تحدث مع جميع الأجهزة الرقابية.. لكن ما صحح تلك الصورة النمطية لرجال الهيئة التي كانت بدايتها الدكات الطينية في محلات سويقة وشارع الثميري بالديرة بالرياض مروراً بفترة التبدلات الحضارية في المجتمع ما بعد (95هـ) بداية الطفرة الاقتصادية ومروراً بمتطوعي القصيم الذين يعملون بالحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجاناً ولوجه الله وطمعاً بالاحتساب والثواب والأجر من الله وحتى صالون هيئة 2003م.. ما صحح الصورة التقليدية هو الحوار الموسع في ندوة جريدة الرياض مساء أول أمس الاثنين مع رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي ستنشره الجريدة قريباً حيث قدم لنا الأستاذ الدكتور حمد ناصر العمارمستشار معالي الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والشيخ عثمان ناصر العثمان المدير العام المساعد لهيئات منطقة الرياض والشيخ الدكتور عبدالله السهلي الآمر المناوب لفرع هيئات الأمر بالمعروف بمنطقة الرياض، والشيخ بندر المطيري رئيس هيئة العليا.. صورة مغايرة ومختلفة جداً عن المراحل التاريخية التي كانت في ذهن البعض منا حيث كشفوا عن الهيكل الإداري والتخطيط لبناء الهيئات الادارية والدليل الإجرائي الذي يعملون وفقه والخطط المنهجية والتسلسل الدعوي والأساليب المتبعة لمعالجة الأحداث التي تقع في الميدان، وان جهاز الهيئة يمر بتحديث إداري وتقني في تطوير أدواته ومواكبة التنظيمات الحديثة التي طرأت على أجهزة الدولة كما اوضحوا الخطوط الادارية المساندة للعمل الميداني وان جهاز الهيئة مثل بقية الأجهزة الحكومية الرقابية يخضع الى رقابة أعلى ولمحاسبة وتدقيق من نفس الأجهزة الرقابية المعنية بمراقبة عمل أجهزة الدولة.
كما كانت المفاجأة لنا نحن المحاورين أن القيادات الإدارية والاشرافية والتنفيذية في أجهزة الهيئة هي طاقات مؤهلة علمياً ولها ممارسات مهنية في أجهزة الدولة وتطور ذاتها من خلال الدورات التثقيفية والتخصصات المساندة لمهنة الحسبة مثل علم النفس وعلم الاجتماع والقانون الجنائي والحقوق العامة وهذا بلاشك ينعكس على أداء الهيئة وتعاملها مع المجتمع وبلاشك ان قيادة بهذا القدر من التفكير فهي قادرة على طمأنة الآخرين لأنها تملك الحجة والقدرة على تنفيذ أهداف الحسبة وتصون للآخرين حقوقهم وكرامتهم.
المصدر منتدى الكتاب.......مقالات عامه

المصدر: نفساني