المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

هل حقا سحر الرسول (ص)؟؟

ورد في التفاسير وكتب الحديث "لا سيما كتاب البخاري سامحه الله" أن سبب نزول المعوذتين قصة الوليد بن الأعصم الذي سحر رسول الله صلى الله عليه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28-03-2008, 02:08 AM   #1
طالب الاله
عضو فعال


الصورة الرمزية طالب الاله
طالب الاله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23050
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 29-03-2008 (12:40 AM)
 المشاركات : 49 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
هل حقا سحر الرسول (ص)؟؟



ورد في التفاسير وكتب الحديث "لا سيما كتاب البخاري سامحه الله"

أن سبب نزول المعوذتين قصة الوليد بن الأعصم الذي سحر رسول

الله صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاطة وجف قشر الطلع

طلعةٍ ذكر ووتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروز بالإبر فأنزلت

عليه المعوذتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد في نفسه خفة


صلى الله عليه وسلم حتى انحلت العقدة الأخيرة فقام فكأنما نشط

من عقال وأنه خلال مرضه هذا لا يدري على حد زعمهم هل كان


يدخل على نسائه الطاهرات أم لا يدخل فزعمهم الخبيث الباطل

عن "سحره" المدسوس والذي أورده تفسير الجلالين برواية لبيد

اليهودي معناها أن الشيطان كان يدخل على نسائه بل بلغت بهم

صفاقة الوجه في رواياتهم أنه صلى الله عليه وسلم بقي تحت تأثير السحر وشياطينه 18 شهراً.. فهل انقطع الوحي بهذه المدة.


أما قال تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}(1)..


أفكان الوحي شيطانياً؟!. وهو طعن بالقرآن العظيم بأنه من وحي

الشياطين وذلك قول العميان المقطوعين عن الله،

ولكن الشياطين تتنزل على أمثالهم


{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ، تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}(2) ..


وما الأفاك الأثيم إلاَّ أمرؤ متحوِّلٌ عن طريق الحق مُصرٌّ على حبِّ الدنيا الدنية وشهواتها المنحطة فهل يليق هذا بحقِّ رسول الله صلى الله

عليه وسلم فيصِمُونه بهذه الصفة الشيطانية وهو أكمل الخلْق الذي


شهد بكماله الله سبحانه وتعالى وهو هادي العالمين إلى الصراط المستقيم!.


{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}(1)..


فهو صلى الله عليه وسلم ما ضلَّ وما غوى وما نطق عن الهوى إذ هو وحيٌ يوحى لا يسبق ربَّه بالقول وبأمره دوماً يعمل، وعلمه مباشرةً من حضرةِ الله الذي بيده مقاليد السموات والأرض ومسيِّرها بكمال الكمال، ثم هل تسكت قريش واليهود إن رأت نقيصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا تقول أن القرآن من وحي الشياطين إن كانت هذه الرواية المدسوسة صحيحة عكس



قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(2).


فهل في عقول الداسين على رسول الله صلى الله عليه وسلم عماء، وهل في أفكار المضلين غباء حتى أدخلوا هذه الدسوس من أن


للشيطان على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلطان حتى


يمرضه.. مع أنه حقاً لا تستطيع الشياطين أبداً حضور مجالسه صلى الله عليه وسلم:


{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ، إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ}(3)... فهل بعدَ بيانِ الله بيان!.


{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}(4) .



. فما دام الشيطان أخسأ أن يكون له سلطان على مؤمن، بل يفر هارباً


من عمر بن الخطاب: «يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غيره»


التاج لجامع الأصول (ج3 ص311).


وفي حديث آخر: «إنَّ الشيطان ليفرُّ منكَ يا عمر» رواه الترمذي رقم (3937).
فسلطان الشيطان على من يتولاه من الخبثاء وعلى المشركين لا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الموحدين.



وأن الشيطان ذاته لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه ارتعدت فرائصه وفرَّ هارباً، {..فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(1)..



لما رأى التأييد الإلهي للمؤمنين، فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة الله في أرضه وسفيره لخلقه، صلى الله عليه وسلم..



وكلمة (وسلَّم) أي سلَّمه تعالى بديمومة إقباله عليه تعالى من كل شيطان مريد ومن كل مخلوق لتحصُّنه بربِّ الفلق وبربِّ الناس وهو عليه السلام، والسلام تعني الأمان من كل ذي شر..



والعكس صحيح: {.. وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ..}(2) .


وقوله صلى الله عليه وسلم: «نُصرت بالرعب مسيرة شهر»(3) .



والشيطان الأول إبليس عندما حاول الوسوسة لسيدنا آدم العظيم

ليثبت أن آدم صلى الله عليه وسلم قد يعصي ربه ولكن لا يحيق المكر السيء إلا بأهله فسيدنا آدم صلى الله عليه وسلم قد أصبحت له بدل الجنة الواحدة التي كان بها جنات وإبليسْ بالشقاء يعيشْ، والنار مثوى له. فعندما رأى إبليس هذه النتيجة


{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ، قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ، إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}(1).



فها هو إبليس يرى خسارته باقترابه من عباد الله المخلَصين:



أي الأنبياء، فيتجنبهم بذاته {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}


ويقول الله تعالى أنه لا سلطان له حتى على المؤمنين {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}: الغاوين: وهم الذين لا يُعملون تفكيرَهم في السعي الحقيقي لمعرفة ربهم والدنيا أغوتهم فظنوا أن بها شيئاً وعند الموت تنكشف الحقيقة بأنه لا شيء فيها بل كان كله من الله عطاءً وفضلاً وإحساناً فيعيشون في الحسرات والندامة ثم مثواهم النار لتسلِّيهم عما بهم.



أفلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المخلَصين وهو الذي اصطفاه لتبليغ رسالته والله السميع العليم فهو سميع لقوله صلى الله عليه وسلم عليم بحاله ونيته فكلامه صلى الله عليه وسلم عالٍ وحاله لذلك اصطفاه الله لطهارته وعلو نيَّته ليرشد الخلق إلى الله.. أفيُقال عنه هذا القول الشنيع ويقبله عميان القلوب؟!.



أولم يقل تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً}(2)،


ما يفعل الله بعذابكم.. لماذا يعذبكم؟.


خلقنا ليسعدنا دنيا وآخرة لكن حيث النفس فيها ما فيها من علل يسوق لنا هذه الشدائد لنرجع عن غيِّنا فنتوب ونصلي لتطهر نفوسنا مما بها وبما أن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم أنقى نفس بمداومتها على ذكر الله وعدم انقطاعها أبداً عن الله فحاشا أن يُمكِّن مخلوقاً من الإنس أو الجن أن يمسه أو يلمسه صلى الله عليه وسلم بلمسة أذى لالتجائه الكلي إلى الله فكفاه


{أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ..}(1)..


فمن كان الله معه فمن ضده.

{..وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ..}(2) ..


الله يعصمه فلا أحد يستطيع الوصول إليه بأذى


{قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ}(3) .



وقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً}(4) :

يحفظونه من السوء أو أي أذى من مخلوقٍ كان لا من الإنس ولا من الجان.



في هذه الآية {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ}..


اعتماد من الرسول صلى الله عليه وسلم على الله تعالى بأنه هو الفعَّال وحده وأنه صلى الله عليه وسلم طاهر لا يمكن لأحد أن يتسلَّط عليه فلا خلل ولا خطأ وقع منه حتى يتسلَّط عليه أحد فلا حول ولا قوة إلا بالله وحده.


فكل ما قيل عنه صلى الله عليه وسلم من أن لبيد اليهودي سحره أو أن رباعيته الشريفة كُسِرَت في أُحُد أو ضربه أحد في الطائف إن هي إلا من دسوس كفرة اليهود الأذلاء بسبب طرده إياهم من الجزيرة العربية وكل من يأخذ بأقوالهم الخبيثة فهو منهم تشابهت قلوبهم بل كلهم أعداء الدين أعداء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ودسوسهم مردودة عليهم لأن القرآن نسف أكاذيبهم.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 28-03-2008, 02:31 AM   #2
طالب الاله
عضو فعال


الصورة الرمزية طالب الاله
طالب الاله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23050
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 29-03-2008 (12:40 AM)
 المشاركات : 49 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ؟؟؟؟؟؟؟دعوة للنقاش



الى من حذف الموضوع الاول لنفس الحادثة
قبلت بان تتسلط الشياطين على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ولم تقبل ان يخطأ رجل معرض للخطا بكل لحظة



وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }الزخرف23

ورد في التفاسير وكتب الحديث

أن سبب نزول المعوذتين قصة الوليد بن الأعصم الذي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشط ومشاطة وجف قشر الطلع طلعةٍ ذكر ووتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروز بالإبر فأنزلت عليه المعوذتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد في نفسه خفة صلى الله عليه وسلم حتى انحلت العقدة الأخيرة فقام فكأنما نشط من عقال وأنه خلال مرضه هذا لا يدري على حد زعمهم هل كان يدخل على نسائه الطاهرات أم لا يدخل فزعمهم الخبيث الباطل عن "سحره" المدسوس والذي أورده تفسير الجلالين برواية لبيد اليهودي معناها أن الشيطان كان يدخل على نسائه بل بلغت بهم صفاقة الوجه في رواياتهم أنه صلى الله عليه وسلم بقي تحت تأثير السحر وشياطينه 18 شهراً.. فهل انقطع الوحي بهذه المدة.
أما قال تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}(1).. أفكان الوحي شيطانياً؟!. وهو طعن بالقرآن العظيم بأنه من وحي الشياطين وذلك قول العميان المقطوعين عن الله، ولكن الشياطين تتنزل على أمثالهم {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ، تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}(2) .. وما الأفاك الأثيم إلاَّ أمرؤ متحوِّلٌ عن طريق الحق مُصرٌّ على حبِّ الدنيا الدنية وشهواتها المنحطة فهل يليق هذا بحقِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصِمُونه بهذه الصفة الشيطانية وهو أكمل الخلْق الذي شهد بكماله الله سبحانه وتعالى وهو هادي العالمين إلى الصراط المستقيم!.
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}(1).. فهو صلى الله عليه وسلم ما ضلَّ وما غوى وما نطق عن الهوى إذ هو وحيٌ يوحى لا يسبق ربَّه بالقول وبأمره دوماً يعمل، وعلمه مباشرةً من حضرةِ الله الذي بيده مقاليد السموات والأرض ومسيِّرها بكمال الكمال، ثم هل تسكت قريش واليهود إن رأت نقيصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا تقول أن القرآن من وحي الشياطين إن كانت هذه الرواية المدسوسة صحيحة عكس قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(2).
فهل في عقول الداسين على رسول الله صلى الله عليه وسلم عماء، وهل في أفكار المضلين غباء حتى أدخلوا هذه الدسوس من أن للشيطان على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلطان حتى يمرضه.. مع أنه حقاً لا تستطيع الشياطين أبداً حضور مجالسه صلى الله عليه وسلم: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ، وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ، إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ}(3)... فهل بعدَ بيانِ الله بيان!.
{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}(4) .. فما دام الشيطان أخسأ أن يكون له سلطان على مؤمن، بل يفر هارباً من عمر بن الخطاب: «يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غيره» التاج لجامع الأصول (ج3 ص311). وفي حديث آخر: «إنَّ الشيطان ليفرُّ منكَ يا عمر» رواه الترمذي رقم (3937).
فسلطان الشيطان على من يتولاه من الخبثاء وعلى المشركين لا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الموحدين.
وأن الشيطان ذاته لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه ارتعدت فرائصه وفرَّ هارباً، {..فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(1).. لما رأى التأييد الإلهي للمؤمنين، فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم خليفة الله في أرضه وسفيره لخلقه، صلى الله عليه وسلم.. وكلمة (وسلَّم) أي سلَّمه تعالى بديمومة إقباله عليه تعالى من كل شيطان مريد ومن كل مخلوق لتحصُّنه بربِّ الفلق وبربِّ الناس وهو عليه السلام، والسلام تعني الأمان من كل ذي شر.. والعكس صحيح: {.. وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ..}(2) . وقوله صلى الله عليه وسلم: «نُصرت بالرعب مسيرة شهر»(3) .
والشيطان الأول إبليس عندما حاول الوسوسة لسيدنا آدم العظيم ليثبت أن آدم صلى الله عليه وسلم قد يعصي ربه ولكن لا يحيق المكر السيء إلا بأهله فسيدنا آدم صلى الله عليه وسلم قد أصبحت له بدل الجنة الواحدة التي كان بها جنات وإبليسْ بالشقاء يعيشْ، والنار مثوى له. فعندما رأى إبليس هذه النتيجة {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ، قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ، إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}(1).
فها هو إبليس يرى خسارته باقترابه من عباد الله المخلَصين: أي الأنبياء، فيتجنبهم بذاته {إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} ويقول الله تعالى أنه لا سلطان له حتى على المؤمنين {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}: الغاوين: وهم الذين لا يُعملون تفكيرَهم في السعي الحقيقي لمعرفة ربهم والدنيا أغوتهم فظنوا أن بها شيئاً وعند الموت تنكشف الحقيقة بأنه لا شيء فيها بل كان كله من الله عطاءً وفضلاً وإحساناً فيعيشون في الحسرات والندامة ثم مثواهم النار لتسلِّيهم عما بهم.
أفلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المخلَصين وهو الذي اصطفاه لتبليغ رسالته والله السميع العليم فهو سميع لقوله صلى الله عليه وسلم عليم بحاله ونيته فكلامه صلى الله عليه وسلم عالٍ وحاله لذلك اصطفاه الله لطهارته وعلو نيَّته ليرشد الخلق إلى الله.. أفيُقال عنه هذا القول الشنيع ويقبله عميان القلوب؟!.
أولم يقل تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً}(2)، ما يفعل الله بعذابكم.. لماذا يعذبكم؟. خلقنا ليسعدنا دنيا وآخرة لكن حيث النفس فيها ما فيها من علل يسوق لنا هذه الشدائد لنرجع عن غيِّنا فنتوب ونصلي لتطهر نفوسنا مما بها وبما أن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم أنقى نفس بمداومتها على ذكر الله وعدم انقطاعها أبداً عن الله فحاشا أن يُمكِّن مخلوقاً من الإنس أو الجن أن يمسه أو يلمسه صلى الله عليه وسلم بلمسة أذى لالتجائه الكلي إلى الله فكفاه {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ..}(1).. فمن كان الله معه فمن ضده. {..وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ..}(2) .. الله يعصمه فلا أحد يستطيع الوصول إليه بأذى {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ}(3) .
وقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً، إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً}(4) : يحفظونه من السوء أو أي أذى من مخلوقٍ كان لا من الإنس ولا من الجان.
في هذه الآية {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ}.. اعتماد من الرسول صلى الله عليه وسلم على الله تعالى بأنه هو الفعَّال وحده وأنه صلى الله عليه وسلم طاهر لا يمكن لأحد أن يتسلَّط عليه فلا خلل ولا خطأ وقع منه حتى يتسلَّط عليه أحد فلا حول ولا قوة إلا بالله وحده.
فكل ما قيل عنه صلى الله عليه وسلم من أن لبيد اليهودي سحره أو أن رباعيته الشريفة كُسِرَت في أُحُد أو ضربه أحد في الطائف إن هي إلا من دسوس كفرة اليهود الأذلاء بسبب طرده إياهم من الجزيرة العربية وكل من يأخذ بأقوالهم الخبيثة فهو منهم تشابهت قلوبهم بل كلهم أعداء الدين أعداء الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ودسوسهم مردودة عليهم لأن القرآن نسف أكاذيبهم.


 

رد مع اقتباس
قديم 28-03-2008, 03:10 AM   #3
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue


الأخ : طالب الإله

هل بنظرك هذا العنوان الذي وضعنه للموضوع مناسب ! : (( هل حقا سحر الرسول (ص)؟؟ لعن الله من افتراها ))

كان بإمكانك طرح الموضوع ومناقشته بدون اللجوء للعن الذي يشمل هنا رواة الأحاديث فهم بنظرك مفترين ومستحقين للعن !!

النقاش له أصوله بدون إستخدام مثل هذه الألفاظ هداك الله ,,

عدلت عنوان الموضوع ودمجته مع موضوعك الأخر ,,

وبإذن الله ستجد رد على الشبه التي أوردتها ,,


 

رد مع اقتباس
قديم 28-03-2008, 03:18 AM   #4
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue





شبهة حول أحاديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم




من الأحاديث التي كانت محل جدل عند البعض ، وأثيرت حولها العديد من الشبهات في القديم والحديث أحاديث سحر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مع أنها أحاديث صحيحة ثابتة ، بل في أعلى درجات الصحة ، ولا مطعن فيها بوجه من الوجوه ، فقد اتفق على إخراجها البخاري و مسلم ، ورواها غيرهما من أصحاب كتب الحديث كالإمام أحمد و ابن ماجه وغيرهم ، وإليك بيان روايات الحديث وما أثير حولها من شبهات وبيان وجه الحق في ذلك .

روايات الحديث

روى البخاري و مسلم واللفظ للبخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : " سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله ، حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ، ثم قال : يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجليَّ ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ فقال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر ، قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذروان ، فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناس من أصحابه ، فجاء فقال : يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء ، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ، قلت : يا رسول الله ، أفلا استخرجته ؟ فقال : قد عافاني الله ، فكرهت أن أثوِّر على الناس فيه شراً ، فأمر بها فدفنت " .

وفي رواية للبخاري عن عائشة : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُحِر ، حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن - قال : سفيان وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا - ، وفي رواية قالت : مكث النبي - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي ....

الشبه التي أثيرت حول الحديث

وما أثير حول هذا الحديث من شبه ليست جديدة في الحقيقة ، وإنما هي شبه قديمة أثارها أهل الزيغ والابتداع من قديم الزمان ، ورددها من جاء بعدهم ، فقد ذكر الإمام ابن قتيبة رحمه الله في كتابه " تأويل مختلف الحديث " هذه الحديث من ضمن الأحاديث التي طعن فيها النظَّام وأمثاله من أئمة الاعتزال الذين لا يقيمون وزناً للأحاديث والسنن ، وزعم الجصاص أنه من وضع الملحدين ، وادعى أبو بكر الأصم أنه متروك ومخالف لنص القرآن .

ثم جاء بعض المعاصرين فتلقفوا هذه الآراء ، ورددوها تحت مسمى تحكيم العقل ، وطرح كل ما يتعارض مع مسلماته وثوابته ، ويمكن تلخيص الشبه المثارة حول الحديث في ثلاثة أمور .

الأول : أن الحديث وإن رواه البخاري و مسلم فهو حديث آحادي ، لا يؤخذ به في العقائد ، وعصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من تأثير السحر في عقله ، عقيدة من العقائد ، فلا يؤخذ في إثبات ما يخالفها إلا باليقين كالحديث المتواتر ، ولا يكتفي في ذلك بالظن .

والثاني : أن الحديث يخالف القرآن الكريم الذي هو متواتر ويقيني ، في نفي السحر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فالقرآن نعى على المشركين ووبخهم على نسبتهم إثبات السحر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال سبحانه :{ وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الفرقان 8 - 9) ، وقال جل وعلا : { نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا }( الإسراء 47 - 48) .

الثالث : أنه لو جاز على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتخيل أنه يفعل الشيء وما فعله ، لجاز عليه أن يظن أنه بلَّغ شيئـًا وهو لم يبلِّغه ، أو أن شيئـًا ينزل عليه ولم ينزل عليه ، وهو أمر مستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم لأنه يتنافى مع عصمته في الرسالة والبلاغ .


الرد على الشبه

وقد تصدى أهل العلم لهذه الشبهات ، وأجابوا عنها بما يرد عن الحديث كل تهمة ، ويفند كل فرية ، فأما ما يتعلق بحجية أخبار الآحاد ، فإن الأدلة شاهدة من كتاب الله ، وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقوال السلف ، بل وإجماعهم - كما نقله غير واحد كالشافعي و النووي و الآمدي وغيرهم - على الاحتجاج بحديث الآحاد ، وقبول الاستدلال به في العقائد والعبادات على حد سواء ، وهي أدلة كثيرة لا تحصى ، وليس هذا مجال سردها ، وقد سبق الكلام عنها في مواضيع مستقلة في محور الحديث ، بعنوان ( حجية خبر الآحاد ، والشبهات حوله ) ( حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام ) يمكن للقارئ الكريم الرجوع إليها .

ويكفي وجود هذه الأحاديث في الصحيحين للجزم بصحتها وثبوتها، وقد أجمعت الأمة على تلقي كتابيهما بالقبول، وليست هي من الأحاديث المنتقدة حتى تستثنى من ذلك، وقد رُوِيت من طرق عدة في الصحيحين وغيرهما ، وعن غير واحد من الصحابة منهم : عائشة ، و ابن عباس ، و زيد بن أرقم - رضي الله عنهم- ، وغيرهم مما يبعد عنه احتمال الغلط أو السهو أو الكذب ، كما أثبتها واعترف بصحتها رواية ودراية كبار الأئمة الذي هم أرسخ قدمـًا في هذا الشأن ، وفي الجمع بين المعقول والمنقول كالإمام المازري و الخطابي ،و القاضي عياض ، والإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، والإمام ابن كثير ، والإمام ابن حجر وغيرهم ممن لا يحصيهم العدُّ ، فهل كل هؤلاء الأئمة فسدت عقولهم ، فلم يتفطنوا إلى ما تفطن إليه أصحاب العقول ؟! ، أم أنه التسليم والانقياد ، وتعظيم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وعدم معارضته برأي أو قياس .

وأما أن الحديث مخالف للقرآن فهو دليل على سوء الفهم ، لأن المشركين لم يريدوا بقولهم :{إن تتبعون إلا رجلا مسحورا } أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُحر فترة يسيرة بحيث لم يتعلق سحره بأمور الرسالة والتبليغ ، ثم شفاه الله ، وإنما أرادوا بقولهم ذلك إثبات أن ما يصدُر عنه ما هو إلا خيال وجنون في كل ما يقول وما يفعل ، وفيما يأتي ويذر، وأنه ليس رسولاً ، وأن ما جاء به ليس من الوحي في شيء ، وإنما هو خيال مسحور ، فغرضهم إنكار رسالته - صلى الله عليه وسلم - ، وبالتالي فلا يلزمهم تصديقه ولا اتباعه .

يتبع

,


 

رد مع اقتباس
قديم 28-03-2008, 03:19 AM   #5
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue


ولا ريب أن الحال التي ذُكَرت في الحديث عروضها له - صلى الله عليه وسلم - لفترة خاصة ، ليست هي التي زعمها المشركون في شيء ، فلا يصح أن يؤخذ من تكذيب القرآن لما زعمه المشركون دليلاً على عدم ثبوت الحديث ، فنحن عندما نؤمن بما دل عليه الحديث لا نكون مصدقين للمشركين ولا موافقين لهم فيما أرادوا ، لأن الذي عناه الحديث غير الذي عناه أولئك الظالمون، وإذا ثبت ذلك لم يكن هناك تصديق ولا موافقة لهم .

وأما ادعائهم بأن هذا الحديث يتنافى مع عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الرسالة والبلاغ فإن الذين صححوا حديث السحر كالبخاري و مسلم وغيرهما ، ومن جاء بعدهما من أهل العلم والشراح ، قالوا إن ما حدث للنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو من جنس سائر الأمراض التي تعرض لجميع البشر ، وتتعلق بالجسم ولا تسلط لها على العقل أبداً ، وهو أمر يجوز على سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، قال القاضي عياض : " فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده ، وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده "

وقول عائشة : " أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله " إما أن يكون في أمور الدنيا لا في أمور الدين والرسالة ، وقياس أمور الوحي والرسالة على أمور الدنيا قياس مع الفارق ، فإنه بالنسبة لأمور الدين معصوم من الخطأ والتغير والتبدل لا يخالف في ذلك أحدٌ ، فللرسول - صلى الله عليه وسلم - اعتباران : اعتبار كونه بشرًا ، واعتبار كونه رسولاً ، فبالاعتبار الأول يجوز عليه ما يجوز على سائر البشر ، ومنه أن يُسحر ، وبالاعتبار الثاني لا يجوز ما يخل بالرسالة لقيام الدليل العقلي والنقلي على العصمة منه .
على أنه قد قال بعضهم : إنه لا يلزم من أنه كان يظن أنه فعل الشيء ولم يكن فعله ، أن يجزم بفعله ذلك ، وإنما يكون ذلك من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت .

وإما أن يكون ذلك التخيل في أمر خاص بينته الروايات الأخرى في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، هي رواية الإمام سفيان بن عيينة التي رواها عنه اثنان من كبار شيوخ البخاري الأول شيخه المُسْنَدي ، والثاني شيخه الإمام الحميدي ، وفيها تقول عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سحر حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهنَّ ، قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذلك " .
فهذه الرواية تبين ما في الرواية الأولى من إجمال ، وما هو هذا الشيء الذي كان يخيل إليه أنه فعله ولم يفعله ؟ ، قال القاضي عياض رحمه الله : " يحتمل أن يكون المراد بالتخيل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء ، فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود " .

وسواء قلنا بهذا أو بذاك فليس في الحديث أبداً ما يخل بعصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يتعلق بالتبليغ والرسالة ، ولذلك قال الإمام المازري رحمه الله : " أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث - يريد حديث السحر - وزعموا أنه يحط منصب النبوة ، ويشكك فيها ، قالوا : وكل ما أدى إلى ذلك باطل ، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرَّعوه من الشرائع ، إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ ، وأنه يوحى إليه ولم يوح إليه بشيء ، وهذا كله مردود ، لأن الدليل قد قام على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ ، والمعجزات شاهدات بتصديقه ، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل.

وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ، ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعتري البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يُخَيَّل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين " ، قال : " وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطئهن ، وهذا كثيرًا ما يقع تخيله للإنسان ، وهو في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة " أهـ .

ثم ما رأي المنكرين للحديث فيما ثبت في القرآن الكريم منسوباً إلى نبي الله موسى عليه السلام من أنه تخيل في حبال السحرة وعصيهم أنها حيات تسعى ، فهل ينكرون القرآن القطعي المتواتر ؟! وهل تخيله هذا أخل بمنصب الرسالة والتبليغ ؟! وإذا كان لا مناص لهم من التسليم بما جاء به القرآن الكريم ، فلم اعتبروا التخيل في حديث السحر منافيـًا للعصمة ؟! ولم يعتبروه في قصة موسى عليه السلام منافيـًا للعصمة ؟! .

لقد شاء الله سبحانه - وله الحكمة البالغة - أن يبتلي أنبياءه بشتى أنواع البلاء ليعلم الناس أنهم بشر مثلهم ، فلا يرفعوهم إلى درجة الألوهية ، وليزداد ثواب الأنبياء ، وتعظم منازلهم ودرجاتهم عند الله تعالى بما يلاقونه ويتحملونه في سبيل تبليغ رسالات الله ، وللإمام ابن القيم كلام حول هذا الموضوع نرى أن نختم به حديثنا ، حيث قال رحمه الله بعد أن ذكر الأحاديث الدالة على سِحر النبي - صلى الله عليه وسلم - : " وهذا الحديث ثابت عند أهل العلم بالحديث ، مُتَلقَّى بالقبول بينهم لا يختلفون في صحته ، وقد اعتاص على كثير من أهل الكلام وغيرهم ، وأنكروه أشد الإنكار ، وقابلوه بالتكذيب ، وصنف فيه بعضهم مصنفـًا منفردًا حمل فيه على هشام - يعني ابن عروة بن الزبير - ، وكان غاية ما أحسن القول فيه أن قال : غلط واشتبه عليه الأمر ، ولم يكن من هذا شيء ، قال : لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز أن يُسْحَر ، فإنه تصديق لقول الكفار : {إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }( الإسراء 47 ، الفرقان 8) .... قالوا : فالأنبياء لا يجوز عليهم أن يُسحروا ، فإن ذلك ينافي حماية الله لهم ، وعصمتهم من الشياطين .

قال : وهذا الذي قاله هؤلاء مردود عند أهل العلم ، فإن هشامـًا من أوثق الناس وأعلمهم ، ولم يقدح فيه أحدٌ من الأئمة بما يوجب رد حديثه فما للمتكلمين وما لهذا الشأن ؟ ، وقد رواه غير هشام عن عائشة ، وقد اتفق أصحاب الصحيحين على تصحيح هذا الحديث ، ولم يتكلم فيه أحد من أهل الحديث بكلمة ، والقصة مشهورة عند أهل التفسير والسنن ، والحديث ، والتاريخ ، والفقهاء ، وهؤلاء أعلم بأحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأيامه من المتكلمين ( ثم أخذ يذكر بعض الروايات في إثبات سحره - صلى الله عليه وسلم- ) . . . . . . إلى أن قال : والسحر الذي أصابه كان مرضـًا من الأمراض عارضـًا شفاه الله منه ، ولا نقص في ذلك ولا عيب بوجه ما ، فإن المرض يجوز على الأنبياء ، وكذلك الإغماء ، فقد أغمي عليه -- صلى الله عليه وسلم - في مرضه ، ووقع حين انفكت قدمه ، وجُحِشَ شِقه ( أي انخدش ) ، وهذا من البلاء الذي يزيده الله به رفعةً في درجاته ، ونيل كرامته ، وأشد الناس بلاء الأنبياء ؛ فابتلوا من أممهم بما ابتلوا به من القتل والضرب والشتم والحبس ، فليس ببدع أن يبتلى النبي - صلى الله عليه وسلم- من بعض أعدائه بنوع من السحر كما ابتلي بالذي رماه فشجه ، وابتلي بالذي ألقى على ظهره السلا وهو ساجد ، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك ، بل هذا من كمالهم ، وعلو درجاتهم عند الله " أهـ .

_________________

المراجع :
- دفاع عن السنة الدكتور محمد محمد أبو شهبة
حديث السحر في الميزان الدكتور سعد المرصفي
- الأنوار الكاشفة للمعلمي


 

رد مع اقتباس
قديم 29-03-2008, 12:10 AM   #6
طالب الاله
عضو فعال


الصورة الرمزية طالب الاله
طالب الاله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 23050
 تاريخ التسجيل :  02 2008
 أخر زيارة : 29-03-2008 (12:40 AM)
 المشاركات : 49 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
استغفر الله العظيم



حضرة المراقب الاداري نور

تحية طيبة وبعد

وهنا اجاوبك وابدا بسم الله الرحمن الرحيم



(((((الأخ : طالب الإله

هل بنظرك هذا العنوان الذي وضعنه للموضوع مناسب ! : (( هل حقا سحر الرسول (ص)؟؟ لعن الله من افتراها ))

كان بإمكانك طرح الموضوع ومناقشته بدون اللجوء للعن الذي يشمل هنا رواة الأحاديث فهم بنظرك مفترين ومستحقين للعن !نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة))))


اعتقد انه باللغة العربية هناك فرق كبير بين

المفتري
والراوي


وهنا اخرج الرواة من دائرة اللعن وليسوا هم المقصودين لانهم ليس بالضرورة ان يكونوا قد افتروا هذه الفرية على ماحق الشياطين والسراج المنير وسيد العالمين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام(بالمناسبة معنى السلام هنا الامان من كل مكروه بما في ذلك تسلط الشياطين لانها فقط تنزل على كل افاك اثيم )


ثانيا ببساطة كل الاحاديث والروايات التي احضرتها للاسف ينسفها القران الكريم باية واحدة

الجميع متفقون على ان السحر يحدث بسبب الشياطين وبتاثير منها على نفس المسحور
وهذا ما نفاه ربنا سبحانه وتعالي باية


(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ)


سيدنا محمد عليه السلام نصر بالرعب مسيرة شهر

كيف ؟؟؟؟؟ الجواب عندك ؟؟؟


واستغفر الله العظيم من هذه الفرية على اطهر نفس من الازل الى الابد من ان يتسلط عليها الشيطان الرجيم




إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا

ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ


 

رد مع اقتباس
قديم 29-03-2008, 12:48 AM   #7
noooor
V I P


الصورة الرمزية noooor
noooor غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5696
 تاريخ التسجيل :  02 2004
 أخر زيارة : 15-11-2010 (09:06 PM)
 المشاركات : 8,386 [ + ]
 التقييم :  87
لوني المفضل : Cadetblue


الأخ : طالب الإله

أسلوب مخاطبة العواطف قد ينطلي على من ليس له معرفة بهذه الطرق المتبعة من قبل ناشرين الشُبه أما غيرهم فلا ,,

جميع مشاركاتك في القسم الإسلامي كلها نقل لشبه محمد شيخو الذي سبق أن رد عليه مجموعة من العلماء والكتاب من جنسيات مختلفة وبينوا أخطاءه!

نحن هنا في منتدى نفساني غير متخصص للرد على مثل هذه الشبه إن أردت من يناقشك فيها فيوجد منتديات متخصصة لهذه الأمور ,,

فأرجوا منك بارك الله التوقف عن نشر مثل هذه المواضيع لأني سأضطر آسفةً لحذفها ,,


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:35 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا