ثلاث فواقر ومصائب وطوام .. تذل اعناق الرجال والنساء . وترغم انوفهم

ثلاث فواقر ومصائب وطوام .. تذل اعناق الرجال والنساء . وترغم انوفهم

ثلاثة فواقر ومصائب وطوام ... ما نزلت على فرد ولا على جماعه

الا ذلت انفوهم وأوهت عزهم .. وكسرت شوكتهم .. ومحقت سؤددهم ..


وجعلتهم اذلة مساكين .. لا يريمون عن المسكنه .. ويعيشون في جو المسغبه

ويأكلون الثرى .. ويلعقون البسطار .. ويديمون النظر الى الارض .. وتكون

بلادهم نهبا لاعدائهم وبيوتهم فوضى لخدمهم وحشمهم ..




انها الامور الثلاثه التى تذل الرجال .. وتكسر الانوف .. وتجعل القوي ضعيف




هذه البلاياء والرزياء هي .... (( الفقر .. المرض .. القهر ))




فالفقر انعدام المال وقلته .. والمرض انعدام الصحه وقلتها .. والقهر انعدم

الحريه والعدل وشيوع الاجبار والاكره والضغط ..




ورسولنا عليه السلام استعاذ بالله منها ..


فكان يتعوذ من (( الفقر والكفر وعذاب القبر )) في كل صباح ومساء

ولاحظ ان الفقر قرن بالكفر وعذاب القبر .. لانه حجيم وذال ..

فكما ان حجيم الاخره العذب .. فجحيم الدنياء الكفر والفقر ..


وتعوذ بالله من (( البرص والجنون والجذام وسي الاسقام ))

وتعوذ بالله من (( قهر الرجال ))


فالفقر ان لاتجد من المال ما تعيش به انت واسرتك مثل الاخرين

فتكون اقل من غيرك .. ولا توفر حاجاتك الضرويه .. ولا تعيش مثل ما يعيش

اخوانك واهلك وجماعتك وكل من هو محيط بأسرتك .. تكون دائما اقل منهم


ذالك ان الفقر وقلة الحال اذا كنت مشتركه .. وكانت عيشة الناس متقاربه

فالانسان لا يشعر بالغبن ولا القهر ولا الحرمان

لانه يعيش مثلما يعيش غيره ممن حوله ..

اما اذا كان اقل من غيره فسيشعر بالحرمان وربما عير بفقره ..



والمرض هو ذهاب قوة الجسد ونشاطه وتحمله .. بحيث لا تجد النفس فيه

ملجاء يمكن الوثوق به .. ولذا تجد انه لا صبر له على الحر ولا البرد ولا على

تقلب الجوء .. ولا يصبر على جوع ولا على مشي ..

وتكثر امراضه .. ويقل نشاطه .. وتضعف مناعته فلا يقاوم الامراض ..



ولا يصبر على مشاكله النفسيه .. فاذا اصيب بمشكله فأول من يتأثر جسده

بالصداع والمغض والاسهال والاستفراغ والدوخه وسرعة نبضات القلب

وضيق التنفس وجفاف الفم .. الخ الخ


من المظاهر التى تدل على ان الجسد يعيش في مرحلة الاصفرار


ومرحلة الاصفرار هي المرحله الثانيه من مراحل العمر


ذالك أن العمر له ثلاث مراحل

مرحلة الاخضرار والفوران وهي مرحلة القوه

ومرحلة الاصفرار وهي مرحلة نهاية القوه وبداية الضعف

ومرحلة اليبس والانكسار وهي نهاية مرحلة القوه

وقد اشار القران الى هذا المعني بتشبيه الحياة بالنبات الذي ينزل

عليه الماء فيخضر ثم يهيج فيكون مصفر ثم يكون حطاما تذوره الرياح




وقهر الرجال هو الاستذلال والاجبار والا رغام بحيث يجبر الانسان ويرغم

على سلوك لايحبه .. ويجبر على فعل لا يحبه .. ويجبر على خيار لا يرضاه

ولكنه يعيش بين نارين .. نار التمرد التى لايقوى عليها جسمه ولا يعينه

عليها ماله .. ونار الاستذالل التى لا ترضاها طبيعته وتأباها مرؤته وترفضها

كرامته .. فيبلع الذل لاجل ان يرتاح في حياته .. ويعيش في امان مع غيره ..



وهذا يحصل لكل انسان اجبر على شي لا يحبه ولا يرضاه .. لكي لا يخسر

علاقاته مع الاخرين ... فيجد نفسه انه يهان ولا يأبه له ولا ينظر اليه

ولا يستطيع الثوره والتمرد والرفض .. لان الخسائر ستكون كارثيه

ولن يربح أي شي ..

ولانه فقير لايملك مالا يعزه .. ولا عشيره تنصره ..

ولانه مريض لا يملك بدنا يسنده ... ولا نشاطا يعينه

فهو مسكين .. والمسكين من اسكنته الحاجه .. والجمه الفقر

واقعده المرض ..



مثل قهر الموظف من قبل مديره

وقهر الرجل من قبل زوجته

وقهر الاب من قبل ابنه

وقهر الام من قبل زوجة ابنها

وقهر الزوجه من قبل زوجها

وقهر الانسان من قبل السلطه



الزبده

1 - ان عز الانسان في قوة بدنه وماله وعشيرته واحبابه وتنوع خيارته

2 - ان المرض ضعف وحرج كما سماه القران .. هو ذال وعاله

3 - ان الفقر ذال وسكون الى الارض كما سماه القران بالمسكين

4 - ان قهر الرجال ذال وأن عزه الانسان في كثرة انصاره وقوة بأسه

وكثرة خيارته ونشاط بدنه

5 - من جمع الله له فقر المال وتعب البدن ومرضه .. وقهر الرجال وتسلط

الناس عليه واجبارهم له وضغطهم عليه .. فهو المسكين الضعيف وهو يشبه

بني اسرائيل الذين استضعفهم فرعون وقومه ..

وليس له الا التعلق بالله والوذ به وتفويض الامر اليه .. كما فعل الصحابه ..

في العصر المكي ..

المصدر: نفساني