غريبة عن نفسي

غريبة عن نفسي

الغربة ..أو الإغتراب كلمة لا يعي معناها سوى من جربها وعايشها .. كنت دائما اهفو للسفر والإبتعاد عن حياتي كلها .. لس لأني لا احب حياتي بكل مافيها .. وليس لأني لم أحقق ذاتي حيث كنت .. ولكن دائما كنت أتطلع لحياة جديدة .. أكتسب منها خبرات جديدة ..

وأخيرا جائت الفرصة أنتقلت إلى دولة بعيدة ألاف الأميال عن موطني ودعت حياتي الأولى بكل مافيها .. أحمل حلما كبيرا بأن احضر الماجستير والدكتراة في هذه الدولة ..
وبدأت الصعوبات تتوالد الواحدة تلو الأخرى ..

منذ اليوم الأول بدات تنتابني أعراض تشبة لحظة إيقاض شخص من نومه , حينما يختلط الحلم بالحقيقة .. كل شيء مختلف .. كل شيء جديد .. شعرت بأني احلم وأن كل شيئ سينتهي في لحظة ..

ظل معي هذا الإحساس مايقارب الشهر .. كل شيء بلا معنى بالنسبة لي لا تفضيلات ولا استبعادات .. كل ما كنت أفعله هو المقارنة بين الماضي والحاضر .. كل شيء كان جديد اللغة العادات والتقاليد الحياة وأسلوبها , الثقافة ,الدين ,حتى نكهات الأطعمة .. كل شيء كان جديد ..

حينها لم أحن إلى موطني .. ولم أحب شيئا حولي .. عرفت عندها معنى الصدمة الحضارية ..

شيئا فشيئ بدأت أتأقلم مع هذا الوضع ولكن الفجوة الكبرى كانت اللغة .. التي كانت أكبرعائق عن الوصول الى تواصل تام أو حتى مشبع بمن حولي .. بت ناقمة على نفسي وعلى عدم قدرتي على اكتساب اللغة سريعا .. في هذه الفترة شعرت معنى الغربة حتى زوجي بدأت أشعر بأنه غريب عني لأنه والحمد لله متقن للغة ..

أصبحت أكره الخروج وحدي ليس لأني لا أستطيع إجراء التعاملات البسيطة كالشراء وغير ذلك .. ولكن لأني عندما اخرج أشعر بإحساس الغربة يتفاقم في داخلي أكثر .. فأصبحت لا أخرج سوى لمعهد اللغة ومن ثم أعود للبيت ..

ضعفت ثقتي بنفسي وبقدراتي .. حتى أن ذلك أثر على تحصيلي الدراسي , تعاملي مع زوجي , بل أضعف دافعي لإكمال دراستي ..

ومرت الأيام وشيئا فشيئ بدأت أتخطى هذا العائق .. وبدأ العائق الأكبر .. ( علاقاتي الغير مشبعة ) .. فقد أصبحت لا أخرج سوى مع زوجي ولا أتحدث سوى إلى زوجي أصبح زوجي هو صديقي وأخي وزوجي .. وكل شيء بالنسبة لي .. وأصبح إنشغاله عني هو أكبر كارثة في هذه الحياة .. مع أن المدينة التي أعيش فيها فيه العديد من فتيات بلادي إلا أني لم أجد روابط مشتركة بيني وبنهم ..

عند هذه النقطة بدأ حنيني لوطني , لأهلي , صديقاتي .. ترى لماذا دائما نهفو لكل ماهو بعيد عن أيدينا ..؟؟ في السابق كان هذا هو حلمي واليوم حلمي هو في تلك الحظة التي اعود فيها لوطني .. لا أعرف إن كان ذاك الحنين يدفعني لأتقدم سريعا ,أو لانتهي من كل شيء وأعود حيث كنت ..

مؤكد بأني لن أفعل ذلك .. فأنا مصرة على تخطي كل العقبات التي ستواجهني .. ولكن لا أعرف السبيل إلى ذلك .. احيانا ينفذ صبري خصوصا عندما اقارن ماقطعته من الطريق وما بقي لي فأنا الأن في مرحلة الصفر مقارنة بما تبقى لي .

أشعر بأن نفسيتي مضطربة وغير مستقرة .. وأشعر أوقات كثير بأني مكتئبة ولا أريد أن أفعل شيء ..

أصبحت عصبة المزاج وغير واثقة من نفسي بصورة كبيرة لا أعرف ماذا أفعل لأدعم نفسي حتى أستطيع المضي في حلمي .. أريد حلا ففي كل يوم أشعر بأني أبتعد عن نفسي أكثر..وجزيتم خيرا

المصدر: نفساني