لا تخطط لحياتك بل نمي عاداتك !
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.
دائمًا ماكانت رغبتي نحو النجاح تدفعني إلى القيام بالعديد من الاجراءات في حياتي من اجل تحقيق ما اطمح إليه، لقد كانت لي أحلام اطاردها باستمرار فمثلًا كنت أحلم بأن اصبح أستاذًا جامعيًا وكنت أحلم بأن أمتلك لياقة بدنية عاليه وكنت أحلم بأن اجمع مايكفي من المال لتأمين مسقتبلي ومستقبل أسرتي ، وفي سبيل ذلك كنت جادًا بمعنى ولم أكن أهفو نحو هذه الاهداف بشيء من الهوى والتمني بل كان كثيرًا ما يؤلمني أنني اعاني من أجلها ، لقد كنت أسهر الليل وانا افكر باستمرار وأقرأ الكتب واستمع للنصائح والتوجيهات وكنت أتحمس من أجل العمل، ومن أجل تحقيق هدفي، غير أن هدفي هذا مع كل محاولة كنت أقدم عليها في سبيله كان يبتعد عني أكثر مما أقترب منه وكان يبدو لي صعب المنال، فكرت كثيرًا في الاسباب المانعه فوجدتها كثيره فمثلًا مرضي نفسي الذي اهملته طويلاً بدون علاج ولكن دعنا من المرض هناك سبب أخر يغفل عنه الاخرين وغفلت عنه انا شخصيًا وهو يكمن في الاستراتيجية التي اتبعتها من أجل تحقيق هدفي، فقد كان التكتيك الذي قمت به هو أول خطوه نحو الفشل لا نحو النجاح ، واعني تلك الحركه التي صدرت مني وكانت سببًا في صعوبة المهمه وفي تعقيدها الا وهي التخطيط ، نعم التخطيط هو أكبر خطأ يرتكبه البعض في سبيل تحقيق اهداف حياته الشخصية، لقد كنت أخطط لمستقبلي على المدى البعيد وكنت أخطط للعمل اليومي، فمالذي كان يحصل، بختصار كانت النتيجة شعور كئيب ينتابني يجعلني اتحسس من القيود التي جلبها التخطيط إلى نفسي ، لا ادري كيف فاتني بأن الإنسان كائن حر مفطور على الحرية لا يحب التقيد بشيء ولكنه يحب ان يمضي إلى الشيء برضاه وبمحبته، لم اشعر بالحب تجاه عملي بسبب أني لم اقم ببناء علاقة قوية بيني وبين عملي ، او بمعنى اخر لم اقم بتحويل العمل إلي عاده تلقائيه امارسها بكل اريحيه بل جعلته نشاطًا غير اعتيادي يستدعي التركيز المستمر مما ارهقني وجعلني انسحب في كل مره، لهذا بعد أن فكرت وقرأت القليل وجدت أن التخطيط لا يصلح للحياة الشخصية انما يصلح لعمليات التسويق والبناء وغير ذلك إي انه يصلح في اماكن اخرى غير الحياة الشخصية لا ادري كيف يخطط الاخرون وينجحون في تخطيطهم ولكنني أشعر بأن التخطيط مجرد دعايه وهمية نحو النجاح فالاقدار دائمًا ما تسيرك بعيدًا عن ما ظننت انك في صدده، وأني ارى برأي المتواضع ان افضل وسيلة للمضي نحو النجاح هي بتكوين العادات الايجابيه التي تحملنا إليه ،مثلًا تكوين عادة العمل اذا استطاع الفرد تكوينها تصبح مصدر سعاده بالنسبه له ، أعمل عملًا تحبه ليس لهدف اخر سوى الاستمتاع به كممارسة الرياضة مثلًا المريض النفسي من أكثر الناس حاجه لها لأنها تقلل التوتر وتريح الاعصاب فلو استطاع احدنا ينمي عاده في الرياضة فيكون حقق في حياته عدت اهداف منها الالتزام والانضباط وتعويد النفس على ذلك ومنها الصحة الجيدة ومنها الراحه النفسيه وتحسين المزاج هذه امور تساعد اذا وضعتها إلي جانب العمل المحبوب كممارسة حرفة كتابه تصميم تصليح كنت بذلك حققت شيء إيجابي، لذا ابتعد عن التخطيط لحياتك ولتكن اهدافك واضحه وخطواتك لها متوازنه من خلال عدم اجهاد النفس فوق المستطاع وعدم إكراه النفس خذ المسألة بأريحيه شيء عادي تفعله لتمضية الوقت وهكذا ستروض نفسك على المزيد مع مرور الوقت وستمضي نحو الهدف الذي تسمو إليه شيئًا فشيئًا.
|