|
|
||||||||||
ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع |
23-03-2019, 12:25 AM | #1 | |||
عضو نشط
|
تأملات في المرض النفسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.. ينشأ الإنسان في مراحل حياته الأولى وهو يستكشف الحياة من حوله، غير ان هذا الإنسان اذا صادف المعوقات في بداية طريقه او في منتصفه وحاول ان يجتازها ونتج عن ذلك بعض الصدمات النفسية التي تلامس الوجدان فأنه يضطر لاشعوريا بأن ينكفئ على ذاته وان يعود للداخل في محاولة لحماية نفسه من اضرار الخارج أي من تكرار الألم الذي اورثته الصدمة خصوصًا اذا كان الألم شديدًا، وإن هذا الانكماش على الذات مشابه تمامًا لتلك الحالة الدفاعية التي تحصل مع بعض الكائنات الحية عندما تغطي نفسها بواق او تدخل في غلافها لما تستشعر الخطر، وهذا الألم الذي يسبب هذه الحالة من التقهقر إلى الداخل قد يكون ألم تراكمي أي مجموعه من الألآم او بمصطلح أخر مجموعه من التجارب وليس موقفًا واحدًا بحد ذاته ولكنه ايضًا يحتمل ان يكون بسبب موقف واحد يختلف هذا من حالة إلى اخرى، ولكن وعندما ينكمش الإنسان على نفسه فأن نوع الأسئلة التي يطرحها بطبيعته تختلف عن تلك التي تطرأ عليه عندما ينفتح على العالم فبدل ان يسأل عن الخارج فهو يتساءل عن الداخل ، ذلك لأنه لا يعيش في الخارج بل يعيش في عالم أفكاره ومشاعره وهذا هو حال المرضى النفسيين فهم يعيشون في عالم أفكارهم اكثر من عيشهم في واقع الحياة بل انهم اذا حاولوا الخروج إلى واقع الحياة فإن الصعوبات تعتريهم لهذا تجد الشخص لا ينجح في عمله في دراسته وفي علاقاته مع الاخرين ذلك لأنه في حالة دفاع واحتراز من الخارج لا يطمئن للخارج ابدًا ولأنه غير مطمئن فهو لا يؤدي وظيفته في الحياة بشكل متوازن ، والمسألة نسبية بقدر وقع الألم بقدر ما يؤدي إلى ذلك إلى التقوقع على النفس. معظم المرضى النفسيين الذين رأيتهم في حياتي معاقون جزئيًا عن أداء حركتهم في الحياة بشكل طبيعي، ولكن عندما يكون المريض معاق بمستوى فوق المتوسط عن أداء حركته في الحياة، فإن الوسائل الخارجية لا تفيد معه الا عندما يستجيب لها هو من الداخل وهذا ينطبق حتى على الشخص المتعافي، ولكن المقصود ان عامل الإرادة في الإنسان عامل مهم ومؤثر ولكن حاله كبقية العوامل الأخرى التي تحتاج لأن تدعم بعضها البعض ليكتمل هيكلها على النحو الذي يقيمها على الأرض بثبات، ولهذا كان أول الامر وقبل كل شيء وبعد كل شيء التوجه لله سبحانه وتعالى بإخلاص ، اما بخصوص الأسباب فإن العلاج النفسي يجب ان يفهم فهما سليمًا، فجميع البشر بحاجه للعلاج النفسي لأن لا احد في الناس كامل بل كل إنسان لديه عقده نفسيه معينه ولكن المستويات تختلف، فلنتفق اذا على تصحيح مفهوم العلاج النفسي فهو في نظري يشمل مداواة النفوس من معوقاتها إلى تحسينها وتألقها، وليس فقط الاكتفاء باستئصال العلة لأن هناك قانون ثابت في الحياة الا وهو التطور المستمر في الوجود ، وهذا التطور يشمل كل المخلوقات ، لهذا فلا بد من أن ندرك بأن المرض النفسي يكون في الغالب مزمنًا لأنه يتطور مع تطور وعي المريض ، وهكذا فإن العلاج الدوائي يتطور مع الأبحاث ، والأفكار تتطور مع التعلم ، والمخاوف تتطور مع الصدمات. ثم إذا أدركنا هذه الحقيقة أدركنا معها أننا بحاجة لرقابة مستمرة على افكارنا ومشاعرنا وسلوكياتنا، ونحن نستمد القوة في مواصلة السير من الله سبحانه وتعالى فهو الذي يمدنا بالأسباب المعينة على التماشي مع تصاريف الحياة وهو الذي يبعث في نفوسنا التجدد الدائم للخلايا وللأفكار وللمواقف وللذرات وللبشر وللحياة بصورة عامة. فكل شيء يتغير ولهذا الانسان الملول تجده لا يلاحظ التغيرات في حياته لأنه عالق في طريقة تفكير معينه تمنعه من التجاوب مع الحياة ويشعر بان قطار الحياة يمضي من أمامه فيسابق الزمن على كل ثانيه ويشعر بالإرهاق إذا ما توقف للحظة انتظار. إذا استطعنا ان نتقبل فكرة التغيير في حياتنا ووطدنا أنفسنا للتصالح معها ونفضنا الجمود عن كاهلنا، فإننا سنتحرك تلقائيًا نحو هذا التغيير وان كنا في بداية الامر شحيحي المصادر، وان كنا سنصطدم ببعض العبقات وسنتعثر في بعض المنعطفات خلال رحلة العلاج الذي هو علاج قد يكون دوائي ومعرفي وديني واسري واجتماعي وأخلاقي ومهني ولكن ينبغي الإيمان بالله وبحكمته ورحمته وأن طالت سنين البحث والاستقصاء، فلرب ضار لك نافع وما تدري ما تخفي لك الاقدار. ان صبر المريض على مرضه من أهم عوامل الشفاء وعندما يصبح المريض بمثابة مراقب او يقوم بدور الباحث في مرضه فأنه بهذه الطريقة لا يعبر عن استسلامه للمرض بل يمثل عامل مقاومة وإرادة نحو الحياة، لهذا فعلاج المريض جزء منه يتعلق بنفسيته هو بأفكاره الشخصية ومشاعرة ووجدانه، وجزء يتعلق بالبيئة التي هو فيها وجزء يتعلق بإيمانه بالله سبحانه وتعالى ،، وجزء يتعلق بصحة جسمه وصحة دماغه وجزء يتعلق بعلاقاته مع الاخرين وطريقة فهمه للعلاقات الاجتماعية والناس . ولهذا ينبغي على المريض ان ينتبه لما يثير تساؤلاته ويسعى للبحث عن اجابه منطقية وأن كلفه ذلك القلق والسهر، قد ينظر المريض لجزء مما يحدث معه على انه سوداوي لكن النظرة لم تكتمل بعد ليثبت الحكم فعلى المريض ان يكون واقعي مع نفسه ولا يطلق الاحكام التعسفية بناء على معلومات غير مكتملة حتى لا يصيب نفسه بما لا يحمد عقباه، ولينظر المريض إلي نفسه ما لذي يبتغيه فالحياة وما لذي يجيب ان يكون صحيحًا ، اظن جميعنا نقرأ القرآن والقران لا ريب فيه، فيه آيات بينات وهدى اذا استعمت للقرآن بقلب منصت وبعقل مدرك وسلمت أمرك لله ، يستحال ان لا تجد الطريق ، فإن فعلت ولم تجد الطريق فلا بد من إعادة المحاولة لأن الخلل يكمن في فهمك ليس في الواقع ، واختم بخاطره راودتني في هذه الاثناء السعادة الحقيقة تنبع من الألم النبيل. المصدر: نفساني
|
|||
|
23-03-2019, 04:18 PM | #2 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
موضوع قيم و طرح مفيد و نصيحة قيمة
بارك الله فيك و أحسن إليك و جزاك الله خيرا على جهودك الطيبة |
|
23-03-2019, 06:18 PM | #3 |
عضو نشط
|
الله يحيك وبارك الله فيك .. مرورك اسعدني
|
|
23-03-2019, 09:46 PM | #4 |
ابو نجلا سابقا
السكوت تُهمه و إقصاء•
|
الله
مقال رائع أخي الغالي العولقي و ما شدني هو ما في عقب المقال " السعادة تنبع من الألم النبيل . أشتمّيت في المقال ما كان يقوله لنا كتاب المدمن المجهول عن الخطوات الإثنى عشر في برنامج التعافي من الإدمان شكرا لك |
|
23-03-2019, 09:58 PM | #5 |
عضو نشط
|
حياك الله يابو نجلا وتحياتي لك ،، اسعدني مرورك كثيرًا كتاب المدمن المجهول لم أطلع عليه من قبل ولكن إذ وقع فيدي إن شاء الله أقراه
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|