21-08-2014, 12:07 PM
|
#1
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 40364
|
تاريخ التسجيل : 09 2012
|
أخر زيارة : 25-11-2022 (02:32 PM)
|
المشاركات :
797 [
+
] |
التقييم : 34
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Black
|
|
حزن دمشقي-شوقي بغدادي
هاهو سميح القاسم يرحل وراء محمود درويش بأمدٍ قصير وكأنّه كان حريصاً على اللحاق بصديقه ورفيق دربه بأسرع وقت، فيا لبؤس المرض القاتل يحرمنا هذين الشاعرين الكبيرين و فلسطين ما تزال بحاجةٍ إليهما أكثر من أي وقتٍ مضى، فغزة تحترق و الضفة الغربية تترنح و ترتج و اسرائيل غير عابئة بأحد و العالم يتفرج و يتأسف ….
أخطُّ هذه السطور على فراش المرض حزيناً مفجوعاً و دمشق حزينةٌ معي على سميح، أستعيد ذكراه الآن وأنا أنتظر الموت، و الموت يرفض حتى الآن أن يزورني، فكيف أبقى وحدي بعد رحيل معظم أصدقائي .
أتذكر الآن سميحاً و أنا أكاد أصرخ من الألم، أتذكر كيف أهداني وكنّا في الأردن معاً ذات مرة كوفيّةً فلسطينية فاخرة اشتراها أمامي من متجرٍ فاخر، قدمها لي على الفور و هو يقول :
البسها يا أستاذ شوقي مثلي فكلنّا الآن فلسطينيون ! فهل نحن حقاً فلسطينيون مثل سميح القاسم، هذا الشاعر المشتعل حماسةً باستمرار، الشاعر الذي لا مثيل له في توهجه الحماسيّ و شاعريته العنيفة ممن عرفت أو قرأت له من الشعراء العرب المعاصرين .
و أتذكر حين زار دمشق لأول مرة في حياته في أواسط التسعينات كما أذكر، و كيف طُلب مني شخصياً تقديمه في أمسيته الشعرية الخارقة التي أهدانا إيّاها، فقدمته بما يليق به و سهرنا بعدها سهرةً لا تُنسى تألّق فيها سميح أكثر من تألّقه على منبر المكتبة الوطنية الكبرى .
لم يبقَ يا سميح و يا محمود سوى خطواتٍ معدودات ألتحق بعدها بكما فأنا لم أعد أستطيع احتمال العيش وحيداً بعد رحيل سميح و محمود و بعد ما يحدث الآن من فظائع لا توصف في غزة أو في دمشق التي تكاد لا تنام إلا على أصداء دويّ الموت في غوطة دمشق الشرقيّة خاصةً .. الموت .. الموت .. لا شيء إلا الموت يا سميح .
شوقي بغدادي - أديب سوري
|
|
|