|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
05-01-2015, 09:47 PM | #1 | |||
المدير العام للموقع
روح نفساني
|
الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ
يدور الدهر دورته ويحل فينا فصل الشتاء.. فما الشتاء بالنسبة لنا..؟
إنه بالنسبة للمؤمن ربيع.. لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات. ويسرح فيه في ميادين العبادات.وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ )الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ(. ((طال ليله فقامه، وقصر نهاره فصامه)) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (مرحبا بالشتاء؛ تتنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام) وقفات تأمّل الوقفة الأولى: الشتاء وعمر الإنسان: لقد أدركنا ليالي الشتاء، ولم يدركه غيرنا ممن رحلوا عن الدنيا، وما مَرَّ من أيام أعمارنا سيكون شاهداً لنا أو علينا، والمؤمن يقف دائماً مع نفسه وقفة محاسبة، ويقول لها: هل قدمتِ الزاد ليوم المعاد قبل أن يأتيكِ الموت فتتحسرين على ما فرطتِ في جنبِ الله؟. فالإنسان في هذه الحياة مشغول بالأموال والزوجات والأولاد، وغير ذلك من أمور الدنيا، وإذا راجَعَ نفسه وجد أنه يغفل عن زاد نفسه الذي ينفعه عندما يلقى ربه، فَتَصَرُّمُ الأيامِ وتعاقُبُ الفصول شتاءً وصيفاً تذكرة لنا لنراجع أوراقنا مع أنفسنا، ونجتهد في بذل الجهد من أجل الوصول إلى مرضات ربنا، ففي ذلك الفوز العظيم لنا. وفي فصل الشتاء فرصةٌ للمسلم للتزود من الطاعات مرضاةً لله تعالى وما أجمل إحياء سنة القيام في ثلث الليل الآخر، يقول الرَسُولِ صلى الله عليه وسلم: "يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟" هذا ربنا جل جلاله، الملك القدوس العزيز الجبار المتكبر، ينادي بودٍّ عبادَه فيقول: مَن يدعوني؟! من يسألني؟! من يستغفرني؟! أين نحن من هذه العروضِ الربانية الضخمة، والدعوةِ الكريمة السامية المتوددة؟! لما لا نستثمرها ما دام لنا في ليل الشتاء الطويل فسحة..؟! لما نغفل عنها ونحن المحتاجون الضعفاءُ لمسألته وفضله وجوده؟! لماذا لا نعرض حاجتنا عليه، ونمرغ أنوفنا بين يديه، وننيخ مطايانا ببابه؟! فمَن الذي دعاه بصدق فخيَّبه؟! بل مَن الذي انطرح بين يديه بصدق فأعرض عنه وتركه؟!. ما أجمل ليل الشتاء الطويل إذا سكن الناس ونامت عيونهم وغطوا في سباتهم فإذا رجل موفق ينسل من تحت دفء غطائه، أو امرأة موفقة تنسل من تحت دفء غطائها ذاكراً أحدهما الله طالباً ما عنده من الخير في صلاة الليل فيقوم ويوقظ أحدهما زوجه ليصليا جماعة أو فرادى.. متطلعين لحلول الرحمة عليهما فقد قَالَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى، ثُمَّ أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ، وَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ، ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ» أحبتي: وفي الشتاء يطول الليل فيستيقظ كثير من الناس فيه لحاجتهم أو لأي سبب كان ثم يعود لنومه وهنا تسنح للمسلم فرصة ذهبية وتلوح منحة ربانية..أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، إستمع يا رعاك الله إلى هذا الحديث فعن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ (يعني من استيقظ) فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَشَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ،سُبْحَانَ اللَّهِ، وَ الحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ " بمجرد أن تستيقظ وتقول هذا الذكر وتدعو الله بما تحب من خيري الدنيا والأخره أخبر الحبيب عليه السلام بأن دعائك مستجاب . إنه ذكر سهل مكون فقط من ستة عناصر رتبها وإحفظها وعلق قلبك بالله بمجرد أن تستقيظ لأي سبب كان . إنتبه لا تبحث عن الواتس أو مشاهدة الرسائل الجديدة , إجعل أول ما يأتي في قلبك وعقلك ولسانك ذكر الله هذا الذكر وهذا الفضل لا يحتاج إلى وضوء ولا إلى أن تقوم من فراشك كل مايحتاج أن تعلق قلبك بالله لتفوز بهذا الفضل العظيم الوقفة الثانيه : في الشتاء يقصر النهار ويسهل صيامه فعَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِى الشِّتَاءِ».وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا . وفي حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : مَن صَام يومًا في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خَنْدَقًا كما بين السماء والأرض . رواه الترمذي ومعلوم أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام . وهذا ميدان للتنافس والتسابق على كسب الحسنات، ينبغي لكل حازم أن يضرب فيه بسهم، وأن يزاحم عليه ما دام في العمر فرصة وفي الجسد قوة، الوقفة الثالثة: البرد في الشتاء يذكرنا بزمهرير جهنم، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: يارب أكل بعضي بعضاً. فجَعَل لها نفَسين: نفَس في الشتاء، ونفس في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها" فلابد أن نتذكر ذلك في الدنيا ، فكيف السبيل لزمهرير جهنم ونحن حفاةٌ عُراةٌ لا يحجبنا شيء عنه، أعاذنا الله وإياكم منه . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، -منقول للفائدة - المصدر: نفساني |
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|