|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
13-02-2006, 10:34 PM | #1 | |||
عضو نشط
|
فقه الابتلاء:أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل :
السلام عليكم
فقه الابتلاء) في ضوء حديث خباب بن الأرت-رضي الله عنه - للشيخ : أبو أسامة سليم الهلالي لقد فقه سلفنا الصالح مسألة الابتلاء ؛ فكان دافعا للثبات ، وطاقة عطاء لا تنفد ، وقوة عزم لا تنقطع ، ودونك معالم فقه الابتلاء عند سلفنا الصالح في ضوء حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه . 1- الابتلاء ضرورة ايمانية . قال تعالى : ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) - العنكبوت:2 . لا بد أن يمتحن الله أهل الإيمان ويبتليهم حتى يميز الصادق من الكاذب ، ولذلك اقتضت حكمة الله تعالى البالغة أن نصب الابتلاء سببا مفضيا إلى تميز الخبيث من الطيب ، والشقي من الغوي ، ومن يصلح مما لا يصلح : ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ) آل عمران:179 . ويخلص الصادق من الوهن البشري الذي لا تسلم منه نفس بشرية ؛ فتسمو همته فوق الألم فيدرك أنه جسر إلى المعالي فلن يدرك المرء المجد حتى يلعق الصبر. ويبتلى المرء على قدر دينه كلما اشتد إيمانه عظم ابتلاؤه حتى يخلص من شرور نفسه وسيئات أعماله ، ويظهر طيب نفسه بكير الامتحان ؛ كالذهب الذي لا يخلص ولا يصفو من غشه إلا بكير النيران ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل : يبتلى الرجل على حسب دينه ؛ فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقه ابتلي حسب دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه من خطيئة " . ولذلك فالمؤمن ينظر إلى الابتلاء أنه نعمة ورحمة من الله على عباده يتعهدهم بالابتلاء المرة بعد المرة ؛ لينقيهم ، ويطهرهم ، ويذهب عنهم رجز الشيطان ، ويربط على قلوبهم ، ويثبت به الأقدام . وكذلك ينظر إليه أنه دليل رضى ومحبة من الله لعباده ، فإن الله إذا أحب عبدا ابتلاه ، وكلما صلب إيمان المرء وقوي يقينه اشتد بلاؤه فمن رضي فله الرضى ، والعكس بالعكس . 2- الابتلاء سنة من سنن الله الجارية في الأمم الخالية . قال الله تعالى : ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) العنكبوت : 3 . 3- الابتلاء مقدمة التمكين . لما كان الابتلاء ضرورة إيمانية ؛ فإن المؤمن يحصل له الألم ابتداء ثم تكون له العاقبة في الدنيا والآخرة ، وسئل الشافعي رحمه الله : أيهما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى ؟ فقال : لايمكن حتى يبتلى . وقد ابتلى الله المؤمنين فلما صبروا مكنهم في الأرض ، واستخلفهم ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) : السجدة 24 ، فلا يظن عاقل أن أحدا يخلص من الألم ألبته ، وإنما يتفاوت أهل الآلام في العقول فأوسطهم من باع ألما مستمرا عظيما بألم منقطع يسير ثم تعقبه لذة في الدنيا والآخرة . وكما أن الابتلاء سنة جارية كذلك التمكين والاستخلاف كما قال تعالى : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) النور: 55 . 4- عدم استعجال التمكين واستدعاء البلاء. المؤمن يتأنى في الأمور ، وينظر في عواقبها ، لأن الفقيه من نظر في العواقب ، ولم تستفزه البداءات ، ولذلك فهو لا يستعجل التمكين وإن جاشت عاطفته ، وغلت حماسته؛لأنه يعلم أنه لا بد من الابتلاء ابتداء، وهو لا يتمنى الابتلاء ولا يستدعيه ؛ لأن في طياته فتنة مجهولة العواقب لا يدري الإنسان أيثبت أم ينكص على عقبيه ؟ عياذا بالله ويدل على ذلك الأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يسأل الله فيها العفو والعافية والعافاة من البلاء والابتلاء . وكذلك الأحاديث التي فيها النهي عن تمني لقاء العدو ، أو المرض أو غير ذلك من البلاء . عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه " . قالوا : وكيف يذل نفسه ؟ ". قال " يتعرض من البلاء ما لا يطيق " . وما تقدم من فقه هذه المسألة مداره على حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه قال : شكونا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ،وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة . قلنا له : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعوا الله لنا ؟ قال : " كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض ؛ فيجعل فيها ؛ فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه . ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب ،وما يصده ذلك عن دينه . والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون " . وبيان ذلك : أ- إخباره عن ابتلاء مؤمني الأمم الماضية يشير إلى أنه ضرورة إيمانية ، وإنه سنة جارية في المؤمنين على مر العصور . ب- إخباره بانتشار الدين وانتصاره يدل على أن الابتلاء مقدمة التمكين ، وأن المؤمن لا يمكن حتى يبتلى . ج- قوله " ولكنكم تستعجلون " تحذير من استعجال التمكين قبل النضوج واستدعاء البلاء . والله أعلم . المصدر: نفساني |
|||
|
01-03-2006, 12:56 PM | #2 |
عضو نشط
|
علمت فوعيت فعملت فاحسنت احسن الله اليك وعصمك من الفتن ما ظهر منها وما بطن وما صغر منها وما كبر جزاك الله كل خير وجعل لك بكل حرف حسنة وحط عنك سيئة ورفعك درجة اللهم آمين
|
|
01-03-2006, 01:25 PM | #3 |
عضو فعال
|
سبحانك اللهم
الابتلاء مفهوم عميق جدا اذ ان المؤمن مبتلى وهذه من قدرة ومحبة الله له لكي يقابله يوم القيامه خالي من الذنوب اي ان الدنيا دار امتحان رائع ما قرأت هنا سلمت يداكِ |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|