|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
15-06-2019, 07:39 PM | #1 | |||
عـضو أسـاسـي
|
(الاستغفار سبب تطهير القلوب)
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه؛ فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها؛ فإن زادت حتى تغلّف قلبه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل في كتابه " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (سورة المطففين، الآية: 14 ) . فالاستغفار سبب في طهارة القلب ونظافته وصقله وتطهيره من الذنوب والمعاصي والسواد والران . (الاستغفار يدفع العقوبة والعذاب قبل وقوعهما ) من القواعد المتعارف عليها أن الوقاية خير من العلاج، وقد قال الحسن البصري - رحمه الله- : "يا ابن آدم تركك الذنب أهون من طلبك التوبة"، ومن ثمرات الاستغفار أن الله عز وجل جعله سبباً في رفع العذاب والعقوبة قبل وقوعهما مصداقاً لقول الله عز وجل : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " (سورة الأنفال، الآية: 33 ) . قال أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه- كان لنا أمانان من العذاب ذهب أحدهما وهو كون الرسول عليه الصلاة والسلام فينا، وبقي الاستغفار معنا فإن ذهب هلكنا.. فالاستغفار أمان من الله لعباده . (الاستغفار سبب في مغفرة الذنوب ومحو الخطايا)" قال قتادة - رحمه الله- "إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم أما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار" فهو سبب لمغفرة الذنوب ومحو الخطايا وتكفير السيئات . قال الله عز وجل : " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " (سورة آل عمران، الآية: 135 ) . قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في كتاب الله عز وجل آيتان ما أذنب عبد ذنباً فقرأها واستغفر الله عز وجل إلا غفر الله تعالى له ثم ذكر الآية السابقة، ومن الآيات الدالة على فضل الله عز وجل وتكرمه بغفران الذنوب، وتكفير السيئات قوله عز وجل : " وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا " (سورة النساء، الآية: 110 ) . عن علي - رضي الله عنه - قال: كنت رجلاً إذا سمعت من رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حديثا نفعني الله عزّ وجلّ بما شاء أن ينفعني به، وإذا حدّثني أحد من أصحابه استحلفته؛ فإذا حلف صدّقته قال : وحدّثني أبو بكر وصدق أبوبكر –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صاى الله عليه وسلم- يقول : "ما من عبد يذنب ذنباً فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له" ثم تلا قوله تعالى : " وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ " (سورة آل عمران، الآية: 135 ) (أخرجه أصحاب السنن وحسنه الترمذي ) . وعن أنس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني، ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي" (رواه الترمذي وقال حديث حسن ) .. فانظر إلى عظيم فضل الله وجوده وكرمه . وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أذنب العبد ذنباً فقال اللهم اغفر لي؛ فيقول الله عز وجل أذنب عبدي ذنباً، فعلم أن له رباً يأخذ بالذنب، ويغفر الذنب، عبدي اعمل ما شئت فقد غفرت لك"(متفق عليه من حديث أبي هريرة ) . وقد جاء في الأثر عن إبليس - لعنه الله - أنه قال لربّ العزّة عندما لعنه الله: "يا ربّ وعزّتك لأغوينّ بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم" فقال عزّ وجلّ: "وعزتي وجلالي لأغفرنّ لهم ما داموا يستغفرونني". وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: كنت ذرِب اللسان على أهلي فقلت يا رسول الله فقد خشيت أن يدخلني لساني النار فقال النبي عليه الصلاة والسلام : "فأين أنت من الاستغفار؟ فإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة"(أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة وابن ماجه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين وذرب اللسان أي: حاد اللسان ). وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال حين يأوي إلى فراشه استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر- أو عدد رمل عالج، أو عدد أوراق الشجر، أو عدد أيام الدنيا"( أخرجه الترمذي ورواه البخاري في التاريخ بلفظ آخر ) . وفي رواية زيد: "غفرت ذنوبه وإن كان فارّاً من الزحف"(أخرجه أبو داود من الترمذي من حديث زيد ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ) . (الاستغفار سبب لرفع الدرجات بعد الموت) " الاستغفار كما ينفع الإنسان في الدنيا يكون أيضاً سبباً فى رفع درجته في الجنة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله ليرفع درجة العبد في الجنة فيقول يا رب أنى لي هذه؟ فيقول باستغفار ولدك لك" (رواه أحمد بإسناد حسن) . ففي الحديث دليل على أن الولد الصالح ينفع الله به والديه في الدنيا والآخرة مصداقاً لقول النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع، أو ولد صالح يدعو له"(رواه مسلم) . (الاستغفار سبب في التمتع بالصحة والقوة ) ومن آثار الاستغفار أن يبارك الله للعبد في صحته وعافيته، ويزده قوة ونشاطاً وحيوية، وذلك مصداقاً لقوله عز وجل على لسان نبيه هود - عليه السلام - : " وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ " (سورة هود، الآية: 52 ) . فقوله عز وجل : " وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ" دليل على أن الاستغفار سبب في زيادة القوة والعافية، وقوله عز وجل في موضع آخر : " وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ" ( سورة هود، الآية: 3 ) . فقوله عز وجل : " يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا " دليل على أن الاستغفار سبب في تمتع العبد ومن صور هذا التمتع الصحة والعافية والقوة . (الاستغفار سبب في إنجاب الأولاد) وهذه بشرى لكل إنسان يطلب الولد والذرية الصالحة ودليل ذلك قول الله عز وجل : " فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا " (سورة نوح، الآيات: 10-12 ) . ففي هذه الآية الكريمة عدة ثمرات فهي : 1) مغفرة الذنوب . 2) إنزال المطر وإخراج الرزق . 3) إكثار الله تعالى الأموال والأولاد. 4) جعل البساتين والأنهار. قال عطاء في قوله تعالى : " وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ " أي يكثر أموالكم وأولادكم . وقال ابن كثير : " أي أعطاكم الأموال والأولاد وفي الحديث : "ويرزقه من حيث لا يحتسب " والأولاد رزق من الله عزّ وجلّ . الكلم الطيب المصدر: نفساني |
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|