الدراســة و الــحــب .. هل يجتمعان ؟

الدراســة و الــحــب .. هل يجتمعان ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أبدأ موضوعي اليوم بإستشارة في شأن من شؤون حياتي .. فيهمني كثيرا أن أستشير ذوي الخبرة من مستشاري المنتدى و إخواني الصالحين .. فكما يقال : ((لا خاب من إستخار و لا ندم من إستشار)) ..

الموضوع و ما فيه . طالب جامعي . سنتان متبقيتان للتخرج بإذن الله ... غرائز الشباب -العاطفية لا الجنسية- تملأ صدره .. حاول كبتها بشتى السبل لكنها أثقلت صدره .. أنغصت عليه معيشته .. فهو من أسرة محافظة لا تسمح له أخلاقه بأن يطلق العنان لعواطفه في غير محلها الشرعي..ويخاف الله بان يعبث بعواطف إماء الله من بنات الناس..فلم يجد أمامه سوى الصبر و التحمل .. ولكن الأمر يشغل باله .. يريد بالفعل أن يٌحِب و أن يُحَب ..بالطبع وضعه كطالب لا يسمح له أن يتزوج .. له أهل ميسوري الحال لهم قدرة على تزويجه .. أب حازم بأنه لا دراسة مع زواج .. بغض النظر أن المجتمع لا يقبل طالبا كزوج و يتم رفضه فورا ...

عرض على والديه البحث عن عروس .. يتم خطوبتها وديا بين الأسرتين .. طبعا رفض الأب مرة أخرى .. لا دراسة مع زواج .. لا حب مع دراسة .. حب في دراسة يعني الفشل ..بالطبع الجائع له إستعداد أن يلتهم أي طعام مهما كان نوعه .. أصبحت الآن في قمة المعاناة . أريد بالفعل أن أهدي المشاعر المتأججة في صدري إلى من يستحقها و يقدرها .. و أن أستشعر الإهتمام و التقدير ممن يعيرها لي .. أصبحت أبحث عن أي عروس .. أيا كانت مادامت توفي مبادئي الاولية ..لي نظرات معينة .. لكنها لا تتدنى إلى السوء.. اي عروس مادامت تروق لي ..و هذا ما أخشاه فأي شاب منا يتمنى أن يختار أوفى عروس و أحلاها فهي ستكون شريكتي للحياة .. إلخ إلخ...

هنا السؤال .. وجدت من أقراني في الدراسة من به من المميزات ما أحتاج و من له أرتاح و أعشق حياته و تصرفاته...و إتفقت مع الوالد على خطبتها عند تخرجي بترتيب زمني سأكون بإذن الله حينها قادرا على تحمل مسؤولية بيت زوجية بعملي كطبيب أسنان ان شاء الله .. و انتويت أن أجد في دراستي لأختصر الطريق بتفوق .

سؤالي الأول : هل يكفي كوني أرتاح لها .. أحترمها .. يعحبني _لايبهرني_جمالها ..جميل منصبها .. ميسور حالها .. معقول _ليست ذات الدين_ دينها , هل يكفي أن أتخذ قرارا سواءا الآن أو في المستقبل بأن أتخذها زوجة ؟أم يجب أن يحدث ما نسمع عنه من قصص بأن تسحر بجمالها و أن يغزو قلبك حبها و أن تراها ملء الأرض و السماء لتتزوجها ؟

السؤال الثاني :هل معنى أن يحب الطالب طالبة معه في ذات الدفعة أن يفشل فشلا ذريعا كما يؤكد الوالد ؟أو أن يدخل في مشاكل عاطفية تلهيه عن الدراسة كما تفيد الوالدة وينتهي به الأمر في عيادة نفسية محطم الفؤاد ؟فأنا شديد الشخصية قوي التحكم في عواطفي و أستطيع أن أوقف أي قصة عاطفية في الوقت الذي أريد. ولي في ذلك تجربة سابقة

السؤال الثالث : الأخوة الذين يكرمهم المولى بالستر الزوجي . هل حين يختارون زيجاتهم يكونون فقط متقبلين للعروس أم لابد من حب عميق و عشق بينهم ؟ أريد أن أفهم ما يحدث في الحياة من حولي..

السؤال الأخير : نويت أن أحادثها بحدود الشرع بأنني إنتويت إختيارها زوجة لي و أن أخبرها بتوقيت قدومي لوالدها لطلب يدها .. و انني أحترمها و معجب بها ..فما رأيكم بهذه الخطوة ؟علما بأنني شديد الغيرة فلو رأيتها في يوم تتحدث مع زميل لي لأشتعلت الجحيم في صدري .. فلابد أن أعلمها بذلك .


لأ أخفيكم خبرا بأنني متخوف جدا من هذه التجربة .. قلق على دراستي .. على كرامتي ,لا أدري فلربما تعرضت للإحراج الشديد.. أشعر أحيانا بأنني لست قبلا بهذه التجارب فهي للكهال فقط لا الشباب .. و محلها أفلام التلفاز و القصص الرومانسية فقط ...في نفس الوقت لا أدري هل أنا متعجل ؟أقول لربما وجدت من أحسن منها .. أمي تقول أنني كلما وجدت الأحسن تركت الأقل .. و أنه كلما برز من هي أكثر جمالا أو أكثر جاذبية تعلقت بها فورا و إن لم أعرف حتى خلقها ....و تفعم أنفي روائح التتجارب الفاشلة و الشباب الذين فقدوا أنفسهم و جرحت مشاعرهم بسبب هذه التجارب..

أرشدوني جزاكم المولى خيرا .. و أتمنى أن يساهم أكثر من إستشاري بأارائهم حتى يقر قلبي و تسكن عيني ...

و جزاكم المولى عن المسلمين خير الجزاء

المصدر: نفساني

الى أخي : dentist

وعليكم السلام ورحمت الله وبركاته ......,,,

أشكر لك تواصلك معنا .


لقد أبهرني طريقة طرحك في الرسالة , فهي تنم عن فكر واعي وعقل مستنير .

ان أكثر ما يميز مرحلة المراهقة هو توجه العاطفة من التعلق العاطفي مع الام الى البحث عن الحاجة الى الحب مع الجنس الآخر وهذا ليس عيب بل هذه فطرة فطر الله الناس عليها .

فالحاجة الى الحب حاجة اساسية .
ولكن أن نوجه هذه الحاجة الى غير مسارها الصحيح والى غير من يستحقها هنا تكمن المشكلة .

يجب علينا عند الاقدام على أي خطوة أن لا يكون الموجه لنا عاطفتنا فقط . بل يجب أن نقيم الموضوع من جميع النواحي وأن لا نتعجل في الاقدام على أي شيء مهما كانت احاسيسنا وعواطفنا تدفعنا نحوه . ( وينطبق على ذالك موضوع ارتباطك بزميلتك الطالبة )

ان الحب بين الزوجين هو الوقود الحقيقي لعيش حياة زوجية سعيدة , ولكن يجب أن لا تنبهر فيما ترى من قصص و أفلام حول قصص الحب فالحياة الزوجية أكبر من قصة تروى أو فلم يعرض .


أخي العزيز نصيحتي لك بأن لا تقلق و لا تكثر التفكير بهذه المواضيع فأنت ولله الحمد ينتظرك مستقبل مشرق يجب أن تبذل قصار جهدك لتحقيقه .

وتذكر دائما اننا مسيرون ولسنا مخيرون فلندعوا الله دئما بأن يختار لنا مافيه خير الدنيا والآخرة .

أتمنى لك دوام التوفيق والنجاح

جزاك الله خيرا أستاذي ... فلقد إتشرح صدري عندما وجدت ردا .. فيال سروري !

إستنتجت من كلامك نصيحة : لاتجعل عاطفتك فحسب هي الموجة,و ألا تتعجل فتعطي العاطفة لمن لا يستحق ...

أعتذر عن إثقالي عليك بتكرار سؤالي .. أجد فيها صفات حسنة و قبولا لها .. و الحمدلله القدرة المالية موجودة .. فهل يكفي هذا لإختياري ؟أي هل إذا تقدمت في الأمر أكون قد أخطأت؟ وهل سيؤثر هذا على دراستي ؟ علما بأن الأمر قد يتحول حافزا للدراسة ...


الأمر الآخر الموجه العاطفي . بالفعل الذي يدفعني حاجة عاطفية .. ولكني وزنت الأمر بعقلي ووجدته مناسبا و ليس إندفاعا بعاطفة بل هو ما أسمح لنفسي بتسميته مشروع زواج تبعا للشرع و العرف الإجتماعي... أي أن الأمر ليس عاطفيا بحتا .. لكن هذا ليس ذريعة للعبث أو اللهو .. سيكون بإذن الله إختيارا لزوجة و سيتم الأمر بين الأسرتين بموافقة الأهل بإذن الله .. هل في هذا أمر تراه خاطئا أو ما شابه؟

هل ترى أن في الأمر شيء من الخطأ أو ما شابه ؟ أو أن أوقف الأمر لسبب ما ؟

بإنتظار ردك و جزاك الله خيرا

الى أخي العزيز :dentist

عزيزي أنت الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يقرر مااذا كان اقدامك على الزواج سوف يؤثر على مسيرتك الدراسية ام لا .
بلأضافة الى ذالك يجب أن تنظر للموضوع ليس من جانبك الشخصي فقط بل من جانب من ستكون زوجتك فهي لديها حقوق وعليها واجبات , ويجب أن تسأل نفسك دائما هل أنا قادر على القيام بواجبات زوجتي على اكمل وجه (ليس الواجب المادي فقط ) بل كل ماتتظمنه الحياة الزوجية , كما يجب ان تسأل نفسك هل من سوف ارتبط بها قادرة على القيام بواجباتي كزوج دون أن يؤثر ذالك على مسيرتها التعليمة ايظا .

أنا على يقين بأنك تستطيع أختيار الانسب لك لكن بعد التريث ودراسة هذا الموضوع من جميع الجوانب .

ولا تنسى أن تستخير الله في جميع جوانب هذه الحياة فالله وحده يعلم مافيه خير لنا في ديننا ودنيانا