أ.القحطاني أجب..

أ.القحطاني أجب..

لم يتم الاجابة على سؤالي خاص وسري

المصدر: نفساني

أختي الفاضلة ...... جرروح
صباح الخير ....
ابشري غدا سأرد فموضوعك يحتاج قرأة هادئة وردا لكل مفردة .....
كل التحايا لك .

سلام الله عليك ورحمتـه ....
ومساء الخــير ....
* ولك منا أيضا الشكر ، والتقدير لثقتك وإطراءك ..
*(( ولا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل..إنني أغرق..
إن مع العسر يسرا ..)) .. ما أروع ما استشهدي بـه ... هذا كلام الله .... حقيقـة لا يجادل فيهـا إلا من لا يعرف الإسلام ، والإيمان ... نعم مع العسر يسر ، وكل ليل لا بد أن ينجلي ، والفجر دائما يأتي بعد الظلام ... والغصن اليابس قد يورق خضاراً ...
·* لن أحدثكِ عن شعورك بالعجز ، والضيق ، والملل ، وفقدان القدرة على الاستمتاع بأي شيء من مظاهر الحياة ، وفقدان شهيـة الأكل ... وواقع يدفعك يوم بعد يوم إلى الابتعاد عن الآخرين ... وتفكيرا مستمرا في ذاتك ، ومشاكلك الشخصيـة ، وقد يتطور الحال إلى أبعد من ذلك إلى حالة اكتأب واضحـة ، وصريحـة الأعراض ... إن لم تكوني تعايشينهـا الآن !!
·* أنا سأقدر الوضع ، وأتفاءل ، واعتبرك تعيشي أزمــة حادة ، لهـا شدّة ، وتوتر مزعج ، وجميعنـا نعيش تلك الأزمات لكن الاختلاف في الدرجـة ، والشدة ... وأنت في شدة ، ودرجــة عاليـة ... لكن كتابتك ، وصياغتك ، وقدرتك على التعبير عن أدق مشاعر الضجر ، والتوتر يعني ، أنك واعيـة لأبعاد معاناتكِ ، ومتغيراتهـا .. وأعرف بمصادر توترهـا ، وأكثرهـا ألماً .. وهذا يعني الشيء الكثير في مسارك لتتغيّري أو تتقبلي واقعكِ !!
حتى لو تخلى عنك الكل .. فسيبقى الله يرعاك ، ومن إذا اشتدت المصائب جاء منه الفرج ... فتوكلي عليه ، وما نحن إلا أسبابا لعلنـا نكون قادرين على منحك ما ينير طريقك ، وتدرك أنت جوانب الإيجابية في ذاتك .. وتعرفي كيف تتعاملي مع سجنك، وسجانكِ ..
·* دعيني يا أختي أذكرك بأن أعضاءك ما زالت طبيعية ن وتؤدي دورهـا .. فلك يدين ، وساقين تتحركين بهما كيف تشائين ، وأنف ، وفم ، وكليتين ، ورأس ، وقلب ، واحد ، ووو ... وتلك الأشياء تجتمع في شيء واحد أسمه ذاتك ...رأسك به كم الأفكار الكئيبة ، والشعور بالظلم ، و الفشل ، والصعوبة في تغيير واقعك ، وأسلوب تعامل والديك ، ومنحك الثقة التي تفتقديها .. لنفترض أنك تعانين ألم في يدك اليمنى أو ساقك الأيمن .. هل معنى هذا أن تتعطل الحياة ، ونقف دون ممارسـة ما يناسبنـا .. وفي واقعنـا ممن يعاني إعاقات متنوعـة ، فأكمل دراستهم ، ومارسوا أعمالا ، ونجحوا فيهـا .. وبما أنك سليمـة الأعضاء ... فسأنقل ألمكِ ، وعلاقتك المتوترة مع والديك إلى يدك اليمنى ( والدتكِ ) ، واليسرى ( والدكِ ) ... لتكوني في وضع .. تشعري فيه فعلا بالألم الملازم لك ليلا ، ونهاراً كما هو حالك ... في البدايـة ننكر إعاقتنـا ، ونعيش في حالة من الذهول ، وبالذات إذا قارننـا يدينـا بيدي زميلاتنـا أو بعض أقاربنـا أو ما نسمعـه أو نشاهده !! بديهياً أن نبحث عن العلاج ، ونتنقل من عيادة إلى أخرى ... لكن قد نصل إلى مرحلـة ندرك أن ما يؤلمنـا في يدينـا لا يمكن علاجـه .. فالأعصاب التي لها علاقـة بمركز المخ معطلـة لذا لا دور لهـا إلا شكلا يملا أكمام بلوزتنـا أو فستاننـا ... إن أدركنـا هذا ، وتقبلنـا إعاقتنـا ، واستنفذنـا كل المحاولات العلاجيـة ، وابتكرنا أيضا نحن أساليب تخفف ألمنـا أو تجعلنـا قادرين على استغلال الشيء البسيط من وجود يدينـا حتى لو شكلا ... من خلال نستفيد قدرتنـا ، وطاقتنـا المخزونـة فينـا التي تكون في تلك المواقف الضاغطة معطلة أو معاقة لتوترنـا ، ومخاوفنـا ، ونظرتنـا التشاؤميـة .. لانشغالنا بالتغيير السريع أو عودة يدينـا طبيعيتين في دورهمـا ...
·* أختي إن استوعبت ما ذكرت ، ولا أشك في أنك لا تدرك ما أوضحتـه .. اليوم حاولي أن تنقلي ألمك إلى يديكِ ، وألغي مفهوم الأم ، والأب ... لتكون يدك اليمنى ، وهي الأهم ، والأكثر استخداما ، وهي من نصافح بهـا الآخرين ، ( الأم ) ، واليسرى ( الأب )
* بعــدهـا ... اكتبي عن مشاعرك ، وأفكارك ، وأخبريني كيف أصبح ألمك ،
(( أخرجوني من هذا السجن .. حرروني من أهلي )) كثيرا يا أختي ألمنـا ، وشعورنـا بالضياع داخل ذاتنـا .. فتلك المشاعر السلبيـة ، والضجر تأتي من أفكارنـا التي هي حبيسـة في داخلنا الذي نحن ارتضيناه ، نعم ليدك اليمنى ، واليسرى دور في ذلك .. فقد يملكون القدرة على حركتنـا ، ومصروفنـا لكن لا يقدر أحدا على التفكير حين نمارسـه داخلنـا .. حين نحلم .. حين نخلق من خوفنـا فرح قد يأتي ... حين نغمض عينينا ونرحل إن أحببنـا إلى حديقـة غناء أو سجنـا لا نسمع فيه إلا السياط ، وضيق المكان .... هنا نشعر بالألم ، وهناك في الحديقة نبتسـم ، ونشعر بالخدر ... موقفين متناقضين يحدثان داخلنـا