انقذوا صديقي بدواء سحري

انقذوا صديقي بدواء سحري

لدي صديق يبلغ من العمر 24 عاما محبوب لدى اصدقائه واقاربه شاب مثالي في تصرفاته خلوق وطيب لدرجه ان مايملك يعتبره ليس بملكه واجتماعي لحد ما ولكن اصابته حاله بدأ من خلالها يميل الى الانطوائيه فطلب مني الاستفسار عن حالته وهي انه عندما يسخر منه احد اصدقائه او يمازحه بالكلام بقصد الدعابه يحمر وجهه ويتصبب عرقه وغالبا مايرتعش خده الايسر فيصبح كشخص يريد البكاء ولكن يحاول اخفاء دموعه امام الناس فحالته دائما ملفته للانضار لدرجه اني دائما اصر على تغيير الموضوع اذا سخر منه احد لكي لا يقع في الاحراج امام بقيه الناس وعندما انكشفت حالته عند اغلب زملائه انفجر بالبكاء ليقول لي انه الان يحاول الهروب من المزاح والسخريه ودائما مايلجأ الى الصمت لكي لايقع في هذا الموقف المحرج علما بأن اكثر مايزعجه هو ان الصمت يعم جميع المكان عندما يرون شده الاحراج فيه وجهه وكأنهم صدموا بخبر وفاة احد مهم وعزيز ويقول ان حالته تزيد استياء يوما بعد يوم لدرجه انه تجنب المزاح والسخريه حتى مع اهله والذي يقول انه لا يخشى المزاح والضحك معهم سابقا ولكن يعتقد ان مايصيبه في الخارج اثر على نفسيته داخل البيت والمصيبه ان كثير من الاشخاص يرتاحون لشخصيته وثقافته ونظافه قلبه ولكن يحاول ان ينهي علاقته بهم لكي لا يخسرهم بسبب تصرف منه غير مرغوب به اجتماعيا وهو احمرار الوجه عند كل لحضه سخريه وتصبب العرق عند كل مزحه من احد الاصدقاء ... والمصيبه الاعضم انه لايستطيع العلاج عند طبيب نفسي لان المجتمع الذي هو فيه مجتمع مدمر للنفوس فهو يريد علاج كيميائي ربما قد يساعده على مثل هذه المواقف وان كان لايوجد علاج كيميائي فهو وفي حد علمي انه سيضطر للسفر للعلاج خارج مدينته لكي لا يعلم به احد من هذا المجتمع المدمر علما بأن السفر ايضا ربما يكون صعبا جدا جدا جدا .... برأيكم هل هذا مرض ؟ وما اسمه ؟ وهل له علاج كميائي ؟ وما هو ؟ وهل يستطيع ان يتصرف كشخص طبيعي في مثل هذه الضروف في يوم من الايام ..... ودمتم

المصدر: نفساني

مرحبا بك اخي الكريم (( فهد الفهد ))

أود أن أطمئنك يا أخي أن يعاني منه صديقك من أعراض بسيطة لما يعرف بالهرع ، أو الرهاب الإجتماعي وهو نوع من القلق النفسي الذي أصبح منتشرا في زماننا هذا ، وأؤكد لك أن ما يعاني منه ليس جبنا ، ولا يدل على ضعف في شخصيتك ، ويعتقد الكثير من العلماء النفسيين أن مرده تجارب أو مواقف سلبية اتسمت بالمخاوف يكون الإنسان قد تعرض لها في مراحل الطفولة أو المراحل اللاحقة ، ويعتقد أيضا أنه ربما يكون هنالك اضطراب كيميائي بسيط في كيمياء الدماغ نتج عنه ضعف في إفراز مادة تعرف بالسروتنين .

والعلاج بسيط جدا يا أخي ويتمثل في مواجهة مصدر المخاوف وعدم تجنبها ، وتكون هذه المواجهة في الخيال أولا ، ثم في الواقع ، فعليك أن تتأمل مثلا أنك دعيت لمخاطبة اجتماع جماهيري كبير يحضره علية القوم ، وتسترسل في هذا التأمل لمدة نصف ساعة على الأقل يوميا ، ويجب أن تصحب ذلك بالتطبيق العملي كالجلوس في مقدمة المجالس ، والصلاة في الصف الأول خلف الإمام ، ولا بأس أن تؤم الناس في الصلاة متى ماأتيحت لك الفرصة لذلك ، وعليك الإكثار من حضور المناسبات الإجتماعية والمشاركة فيها بصورة إيجابية .

وأنصح صديقك ايضاً بممارسة تمارين الاسترخاء النفسي ، وتوجد عدة أشرطة لذلك في المكتبات ، وعليك أيضا بتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف .. وذلك بعد الكشف من قبل دكتور نفسي مختص و لا اعتقد ان يوجد ضروره للسفر الي الخارج .

ملاحظة : ما قصدك اخي بهذه العبارة ( والمصيبه الاعضم انه لايستطيع العلاج عند طبيب نفسي لان المجتمع الذي هو فيه مجتمع مدمر للنفوس ) .