|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
11-04-2012, 06:13 PM | #1 | |||
عضو مجلس اداره سابق
|
قول بعضهم: (اللي ما يخاف من الله خاف منه ) والعياذ بالله
بسم الله الرحمن الرحيم للشيخ محمد بازمول حفظه الله كذا تجري هذه الكلمة على ألسنة بعض العوام، وهذا خطأ، بل الذي يخاف من الله خاف منه و الذي لايخاف من الله لا تخف منه، ويشرح هذا ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (1/57-5، في كلام له في تفسير قوله تبارك وتعالى: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:175)، حيث يقول رحمه الله: "دلت الآية على: أن الشيطان يجعل أولياءه مخوفين ويجعل ناسا خائفين منهم. ودلت الآية على : أن المؤمن لا يجوز له أن يخاف أولياء الشيطان ولا يخاف الناس، كما قال: ( فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ)-(المائدة: من الآية44)؛ فخوف الله أمر به. وخوف أولياء الشيطان نهى عنه. (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (البقرة:150)، فنهى عن خشية الظالم وأمر خشيته. وقال: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ)(الأحزاب:39). وقال (فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (النحل:51). وبعض الناس يقول: يارب إني أخافك وأخاف من لا يخافك؛ فهذا كلام ساقط لا يجوز، بل على العبد أن يخاف الله وحده ولا يخاف أحدا، فإن من لايخاف الله أذل من أن يُخاف، فإنه ظالم وهو من أولياء الشيطان، فالخوف منه قد نهى الله عنه. وإذا قيل: قد يؤذيني! قيل: إنما يؤذيك بتسليط الله له، وإذا أراد الله دفع شره عنك دفعه، فالأمر لله. وإنما يسلط على العبد بذنوبه، وأنت إذا خفت الله فاتقيته وتوكلت عليه كفاك شر كل [ذي] شر، ولم يسلطه عليك، فإنه قال: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهًُ) (الطلاق:3)، وتسليطه يكون بسبب ذنوبك وخوفك منه فإذا خفت الله وتبت من ذنوبك واستغفرته لم يسلط عليك، كما قال: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (الأنفال: من الآية33)"اهـ مقتبس من "عبارات موهمة " منقول المصدر: نفساني |
|||
التعديل الأخير تم بواسطة المشتاق الى الجنة ; 11-04-2012 الساعة 06:18 PM
|
14-04-2012, 02:51 AM | #5 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
بارك الله فيك أخي كريم ,,
ولكن للتوضيح : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإننا أولاً نلفت انتباه السائل إلى أن الخوف من حيث هو ينقسم إلى ثلاثة أقسام: 1- خوف السر: وهو أن يخاف الإنسان من غيره أن يصيبه بما يشاء من مرض أو فقر أوأي مصيبة بقدرته ومشيئته. 2-أن يخاف الإنسان من غيره، حتى يترك ما أوجبه الله عليه من جهاد أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو غير ذلك. 3- الخوف من عدو أو سبع أو غرق أو هدم، أو نحو ذلك من أسباب الهلاك أو الأذى الظاهرة وهو ما يسمى بالخوف الطبيعي. إذا تقرر هذا فإن الخوف من المخلوقات إذا كان من النوع الأول فهو شرك، لأن ذلك النوع من الخوف من لوازم الإلهية، فلا يجوز تعلقه بغير الله أصلاً. وهذا هو الذي كان المشركون يعتقدونه في آلهتهم وأصنامهم، فكانوا يخوفون بها أولياء الله، يقول الله عز وجل حاكياً عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام في رده على الكفار لما خوفوه بآلهتهم: ( ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً وسع ربي كل شيء علماً أفلا تتذكرون* وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون). [الأنعام: 81،82]. وإذا كان الخوف من المخلوقات من النوع الثاني فهو محرم، وهو الذي نزلت فيه الآية (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) [ البقرة: 176]. وورد فيه الحديث: "إن الله تبارك وتعالى يقول للعبد يوم القيامة: ما منعك إذا رأيت المنكر أن لا تغيره؟ فيقول: يا رب خشيت الناس، فيقول: إياي كنت أحق أن تخشى" رواه أحمد. أما إذا كان الخوف من المخلوقات من النوع الثالث فهذ واقع طبعاً إذ هو أمر جبلي خارج عن إرادة الإنسان، ولا يذم شرعاً، وهو الذي ذكره الله عز وجل عن موسى عليه الصلاة والسلام في قوله:( فخرج منها خائفاً يترقب ) [القصص: 22]. وفي قوله تعالى: (ففررت منكم لما خفتكم ) [الشعراء: 21]. وبهذا التقسيم للخوف يتبين أنه لا منافاة ولا تعارض بين الخوف من الله وبين الخوف من المخلوقات، إذ الخوف من الله عز وجل من أفضل مقامات الدين ومن أجلها، وقد وصف الله به في كتابه العزيز الملائكة والأنبياء والصالحين فقال: ( يخافون ربهم من فوقهم ) [النحل:51] وقال:( وهم من خشية ربهم مشفقون ) [الأنبياء: 29] وقال: ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحد إلا الله ) [الأحزاب: 40]. أما الخوف من المخلوقات فهو دائر بين الشرك بالله والمعصية كما قد قدمنا، إذا لم يكن من الخوف الطبيعي الجبلي. والله أعلم مركز الفتوى . |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|