المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > المنتديات الإسلامية > الملتقى الإسلامي
 

الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ))

الشهيد الطيار

« .. الشهيد الطيار » جعفر بن أبي طالب .. الشهيد الطيار المقدمة حديثنا اليوم عن ( جعفر ابن أبي طالبٍ رضي الله عنه الشهيد الطيار ) .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24-01-2008, 07:55 PM   #1
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,615 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الشهيد الطيار



« .. الشهيد الطيار »

جعفر بن أبي طالب .. الشهيد الطيار
المقدمة
حديثنا اليوم عن ( جعفر ابن أبي طالبٍ رضي الله عنه الشهيد الطيار ) .
وهو واحدً من خريجي مدرسة النبوة المباركة المدرسة ، التي خرّجت لنا معالم القمة والقدوة في سائر جوانب الحياة .. في العقيدة صفاءً وعمقاً وثباتاً ، وفي العبادة كثرةً وإخلاصاً وخشوعاً ، وفي الفكر إدراكاً ونضجاً ووعياً ، وفي المعاملات المالية ورعاً وبذلاً وزهداً ، وفي سائر جوانب الحياة المختلفة .
ووقفاتنا مع صحابينا الجليل جعلتها في خمس محطات :
1- في الحب والقرب .
2- في التضحية والهجرة .
3- في الفطنة والدعوة .
4- في الجود والكرم .
5- في الشجاعة والإقدام .

ولقد نال جعفر - رضي الله عنه- في كل هذه الجوانب قصباً من السبق عظيماً وقدراً وافراً كريماً ، ولعل هذه الوقفات الموضوعية تعيننا على الانتفاع من سيرة جعفر رضي الله عنه .
وهي كذلك لا تخلو - أولا تقطع - سرد الحياة التي كانت له في صورة قصصٍ وأحداث .
ونبدأ بمحطتنا الأولى : القرب والحب
فجعفرٌ قريب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحبيب ، وأما قربه فمن وجوه كثيرة :
فهو ابن عم رسول الله - عليه الصلاة والسلام - إذ هو جعفر بن أبي طالب ، واسم أبو طالبٍ عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم ، وهو الأخ الشقيق لعلي وعقيل ابني أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين .
وأمهم جميعاً فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، فنسبه موصول برسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الأب ومن جهة الأم .

وأسلم جعفر ابن أبي طالب كما ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب بعد علي رضي الله عنه بقليل .. وروى ابن إسحاق ، كما نقل عنه ابن عبد البر وابن حجر كذلك في الإصابة : " أنه أسلم بعد واحدٍ وثلاثين رجلاً ، وكان هو الثاني والثلاثين " .
وفي رواية أخرى : " أنه كان الخامس والعشرين " ، فهو من السابقين الأوائل إلى الإسلام ، وورد في بعض الروايات أن من دعاه هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
وفي رواياتٍ أخرى وإن كانت الروايات السابقة أشهر وأظهر : " أنه كان في أوائل من أسلم بعد خديجة بنت خويلدٍ رضي الله عنها وعلي ابن أبي طالبٍ وزيدٍ وبلالٍ والمقربين القريبين من رسول الله عليه الصلاة والسلام " .
وبالجملة ؛ فإن الذين سبقوا إلى الإسلام كانت لهم مزايا ومحاسن ، هي التي جاءت بهم إلى الإسلام دون غيرهم ، ممن أعرضوا وصدوا ، وممن قاوموا وآذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فالذين أسلموا وأقبلوا على الإسلام كان لهم زكاء نفس ، ورجاحة عقل ، وطهر قلب ، وثقب نظر ، ثم أراد الله - عز وجل - قبل ذلك بهم الخير ، فأقبلوا بقلوبهم على الإسلام ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن وجوه الحب قصصٌ كثيرة مع هذا القرب الذي كان بالنسب ، والذي كان تبعًا لذلك بالمعاشرة والمعايشة ؛ فإن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم كان فترة من الزمان في ظل رعاية وكنف أبي طالبٍ - والد جعفر رضي الله عنه - وعلي ابن أبي طالبٍ - رضي الله
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
قديم 24-01-2008, 07:57 PM   #2
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,615 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الشهيد الطيار (2)



عنه - تربى ونشأ في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجعفر شقيقه وهو أسنّ من علي بعشر سنين ، فكان قريباً ومخالطاً لرسول الله عليه الصلاة والسلام .
وروى البخاري من حديث البراء بن عازب ، قصة تنبئنا عن هذا القرب والحب .
اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة ، فأبى أهل مكة أن يدخل مكة ، حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيامٍ ، فلما كتبوا الكتاب : " هذا ما قاضى عليه محمد صلى الله عليه وسلم .. " ، إلى آخر ما هو مذكور في قصة الحديبية ، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بما أخذ به من شان الصلح ، ثم مضى الأجل ، فلما دخلها النبي - صلى الله عليه وسلم - أي مكة في عام القضاء ، ومضى الأجل ، أتوا علياً - أي كفار مكة - فقالوا : قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ، فتبعتهم ابنة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه - عمّ النبي صلى الله عليه وسلم - وهي تقول : يا عمّ يا عمّ ، فتناولها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فأخذ بيدها وقال لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم : دونك ابنة عمك، فحملتها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال علي: أنا أخذتها وهي ابنة عمي ، وقال جعفر: ابنة عمي، وخالتها تحتي ، وقال زيد: ابنة أخي ، فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال: ( الخالة بمنزلة الأم ) ، وقال لعلي: ( أنت مني وأنا منك ) ، وقال لجعفر: ( أشبهت خلقي وخلقي ) ، وقال لزيد: ( أنت أخونا ومولانا ). قال علي: ألا تتزوج ابنة حمزة؟ قال: ( إنها ابنة أخي من الرضاعة ) .
وانظروا إلى هذا القضاء العظيم ، وإلى هذا العقل الراجح ، وإلى التربية النفسية الفريدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وشاهده قوله لجعفر : ( أشبهت خلقي وخلقي ) ، وقد كان أشبه صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم برسول الله من حيث الخلقة ، وأضاف النبي بنص حديثه الخلق وذلك دليل موافقةٍ وحبٍ .
وذكر الذهبي في السير رواية هذا الحديث من طريق ابن إسحاق :
عن أسامة بن زيدٍ ، عن أبيه زيدٍ ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لجعفر : ( أشبه خلقك خلقي وأشبه خلقك خلقي فأنت مني ومن شجرتي ) رجاله ثقات ، أخرجه أحمد في المسند ومثل ذلك رواه ابن سعدٍ في الطبقات .
وهذا دليل قربٍ وحبٍ واضحٍ فيما كان لجعفر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وروايةً أخرى كذلك لهذا الحديث ، عن هانئ بن هانئ ، عن عليٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أشبهت خلقي وخلقي ) .
ومن صور المحبة الفياضة لجعفر في قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم ما علم بعد ذلك ، مما سيأتي في سيرة جعفر ، يوم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً من الحبشة إلى المدينة المنورة ، فوافا النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بعد غزوة خيبر ، وفتح الله عز وجل لهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا أدري بأيهما أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ) .
فجعل ذلك الفتح العظيم الذي كان من أعظم الفتوح من حيث الغنائم ومن أعظمها وأجلها من حيث تطهير الجزيرة من اليهود عليهم لعائن الله ، جله في قمة السرور ، لكنه قارن ذلك ووازاه وساواه وقارنه بحب النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر وسروره بقدومه .
قال الذهبي رحمه الله في السير : " وقد سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لقدوم جعفر ، وحزن - والله – لوفاته " .
ذكر ذلك في مقدمة ترجمته في السير ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب بعد جعفر أبناء جعفر ويضمهم إليه ، ويشمهم ويردفهم ويقربهم ؛ لما كان لجعفر في قلبه من الحب والمنزلة الخيرة رضي الله عنه وأرضاه .
روى مسلم في صحيحه ، عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر تُلُقِّيَ بصبيان أهل بيته، قال: وإنه جاء من سفر فسُبِق بي إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة الحسن والحسين رضي اللَّه عنهم فأردفه خلفه، قال: فأُدخلنا المدينة ثلاثة على دابة " ، أي كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد ورد كذلك في شأن قدوم جعفر ما يكشف عن مزج تلك المحبة بالاجلال والتقدير لجعفر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد ذكر ابن عبد البر سياق هذه الرواية : أنه لما قدم جعفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقاه المصطفى عليه الصلاة والسلام واعتنقه ، وقبّل بين عينيه ، وقال : ( ما أدري بأيهما أنا أشد فرحاً بقدوم جعفر أم بفتح خيبر ؟! ) ، وأنزله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوار المسجد .
وهذا التقبيل بين عينيه إجلال وحب ، والاعتناق دليل شوقٍ من الرسول صلى الله عليه وسلم لجعفر ، وقد نأت به هجرته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حوالي سبع سنين من هجرته إلى يوم فتح خيبر .


 

رد مع اقتباس
قديم 24-01-2008, 07:59 PM   #3
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,615 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الشهيد الطيار (3)



وقد ذكر ابن حجر في الإصابة أيضاً في المسند عند الإمام أحمد من حديث عليٍ رفعه قال : ( أعطيت رفقاء نجباء .. وعدّ منهم سبعة منهم جعفر بن أبي طالبٍ رضي الله عنه ) .
وسياق الحديث على أن هذه الكوكبة من أقرب وأحبّ أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم إليه .
ولذلك بلغ الحزن برسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغاً يوم استشهد جعفر بن أبي طالب .
روت عائشة رضي الله عنها قالت : لما جاءت وفاة جعفر عرفنا في وجه النبي صلى الله عليه وسلم الحزن .
وعن أسماء - أي بنت عميس - زوج جعفر رضي الله عنه ، قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بني جعفر فرأيته شمهم - أي قبلهم واعتنقهم - وذرفت عيناه عليه الصلاة والسلام ، فقلت : أبلغك عن جعفر شيئاً ؟! قال : نعم قتل اليوم ، قالت فكنا نبكي ، فرجع وقال : ( اصنعوا لآل جعفر طعامً فقد شغلوا عن أنفسهم ) .
ووردت روايات أخرى تحكي لنا حزن النبي صلى الله عليه وسلم على جعفر ، وقوله عليه الصلاة والسلام فيما وردت فيه بعض الروايات ( على مثل جعفر فلتبكي البواكي ) .
وكان عليه الصلاة والسلام يحب جعفر ويقربه ، وتلك بعض مواقف الحب والقرب في محطتنا الأولى .
الثانية : في التضحية والهجرة
وهي السمة الغالبة على حياه جعفر رضي الله عنه ، فقد هاجر كما لم يهاجر غيره من الصحابة إلا نفر قليل .
قال ابن عبد البر في الاستيعاب : " هاجر الهجرتين إلى الحبشة ، وهاجر إلى المدينة المنورة فحياته كلها كانت هجرة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولإقامة الدين والدعوة إليه ، والأمان لإقامة شعائره وشرائعه " .
فهو ممن هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى وهاجر إلى الحبشة مع زوجه أسماء بنت عميسٍ رضي الله عنها الهجرة الثانية ، وولد له أولاده الثلاثة في الحبشة وعاش فيها ردحاً من الزمن ، وذكر ابن حجر في الإصابة ، قال : " وعلى يديه أسلم النجاشي ومن تبعه في الحبشة " ، وذكر رواية عن ابن مسعود : " أن جعفر بن أبي طالبٍ كان أمير المهاجرين في الحبشة " ، وروى ذلك ابن سعدٍ في الطبقات .
وذلك كله يدلنا على أن جعفر رضي الله عنه كان من أهل الإيمان الراسخ ، واليقين العظيم ، والتضحية الكبيرة ترك داره وأرضه وبلاده وهاجر إلى الحبشة بعد أن أذن بذلك ، وأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال : ( إن بأرض الحبشة ملكاً عادلاً لا يظلم عنده أحد فالحقوا بأرضه ) ، فذهب جعفر رضي الله عنه في الفوج الأول الذي لم يكن يتعدى عددهم كما في بعض روايات السيرة إثني عشر أو ثمانية عشر ما بين رجلٍ وامرأة ، ثم كذلك كان في الفوج الثاني الذي زاد على ثمانين رجلاً وامرأة وكانت له المواقف العظيمة هناك .
وكانت هجرته على هذا النحو ، ثم لحاقه بالنبي صلى الله عليه وسلم سجل له هجرةً إضافيةً - أو هجرةً ثالثة - فكان ممن كانت حياته كلها هجرةً وتضحيةً في سبيل الله ، وفي سبيل إعلاء كلمه الله عز وجل .
ثم إن أبا موسى الشعري روى لنا قصة المهاجرين من الحبشة كيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فأخبر أبوموسى رضي الله عنه أنه خرج ومعه نفر من قومه من بلاده - وهو من اليمن - قال : نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقذفت بنا السفينة على أرض الحبشة ، فوافينا جعفراً وأصحابه ن ثم خرجنا معهم جميعً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافينا المدينة في أعقاب خيبر .
وهنا وقعت قصةٌ كذلك تدلنا على مسألة الهجرة وأهميتها وفائدتها ، ترويها لنا أسماء بنت عميس مذكورة في البخاري ومسلم وغيرهما من كتب السنة المشهورة .
هذه الرواية فيها : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدم ودخل على بيته ، وعند زوجته امرأة ، فقال : من هذه ؟ قالت : أسماء بنت عميس ، فقال عمر : آل حبشية ؟ أي هل هي الحبشية التي جاءت من الحبشة ؟ فقالت : نعم ، فقال : الفاروق : سبقناكم بالهجرة ، فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم !
وكان تفاخر القوم ليس بلأحساب والأنساب ، وإنما بالبذل والتضحية في سبيل الله ، وبالقرب والخدمة والذود والحماية لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
فغضبت أسماء رضي الله عنها من ذلك وحزنت - وكانوا أعظم وأحرص شيئاً على الخير والفضل في هذا الدين - فقالت : كلا والله !كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ، ويعلم جاهلكم ، وكنا في دار البعداء والبغضاء في الحبشة ، وذلك في الله وفي رسوله ، والله لا أطعم طعاماً ، ولا أشرب شراباً ، حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له ذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام : ليس بأحق بي منك ولأصحابه هجرة واحدة ، ولكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان ،


 

رد مع اقتباس
قديم 24-01-2008, 08:07 PM   #4
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,615 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الشهيد الطيار (5)



لكنه أضاف المعنى المعجز الذي نؤمن به ، وهو وروحه - أي التي قذفها في مريم عليها السلام - ورسوله فهو نبيٌ مرسل كرسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال : " وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول " أيضاً ليبرئ مريم عليها السلام مما يقذفها بها بعض اليهود والمحرفين منهم - على وجه الخصوص - فهو جمع في ذلك محاسن عقيدة الإسلام في هذه المسألة المهمة .
فلا هو ابن الله ، ولا هو الله ، ولا هو بشر كسائر البشر ، بل هو كلمة وروح ألقاها الله إلى مريم ، وليست مريم عليها السلام ممن عنده شيء من شبه أو من قذفٍ أو من غير ذلك .
استطراد يسير نذكره لبعض علماء الإسلام : " أبوبكر الباقلاني " جاءه بعض النصارى ، وأرادوا أن يثيروا بعض الشبه ، فقالوا له : إن زوجة نبيكم قد وقع لها ما وقع - يعنون بذلك حادثة الإفك ، ويرمون بذلك عائشة ، ويغمزون في شرفها - فقال بذكاءٍ وفطنةٍ وبديهةٍ وسرعة : هما امرأتان اتهمتا في شرفهما ، وبرأهما الله عز وجل ، أما واحدة فلم يكن لها زوج وجاءت بولد ! وأما الثانية فكان لها زوج ولم تأتي بولد - يعني الأولى مريم - قال : إذا كان ولا بد من شبهة فتلك لا زوج لها وجاءت جاء بها ولد جاء منها ولد ! وأما هذه فلها زوجً ولم يأتي لها ولد فهي أبعد عن الشبهة ومع ذلك فنحن نبرأهما كما برأهما الله عز وجل .

قالت : فضرب النجاشي بيده إلى الأرض فأخذ منها عودا ، ثم قال : والله ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود - يعني بالضبط تماماً كما قلت ، وهو يعرف التحريف – وذلك كان من أثر عرض جعفر بن أبي طالب أن النجاشي أسلم ، وأكثر الروايات على أن النجاشي الذي أسلم والذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو هذا النجاشي الذي لقيه جعفر بن أبي طالب وتكلم بين يديه .
قالت فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال فقال وإن نخرتم والله اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي - والشيوم الآمنون - من سبكم غرم ثم قال من سبكم غرم ثم قال من سبكم غرم . ما أحب أن لي دبرا من ذهب وأني آذيت رجلا منكم - ردوا عليهما هداياهما ، فلا حاجة لي بها ، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي ، فآخذ الرشوة فيه وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه .
قالت فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار .
وهنا نرى كيف كان فطنة جعفر رضي الله عنه ، والمقام أقصر من أن نحيط بكثيرٍ من جوانب العظمة والذكاء والفطنة وحسن العرض والدعوة فيما كان من جعفر رضي الله عنه .
الرابعة : الجود والكرم
ولقد نال منها جعفر مبلغاً ورتبةً لم ينلها كثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة - وأبو هريرة كما تعلمون كان من أهل الصفة ومن فقراء المسلمين الذين كان ليس لهم مصدر دخلٍ ولا قوت ولا طعام إلا ما يكون من الغنائم في الجهاد ، وما يكون من إكرام المسلمين وهداياهم وصدقاتهم لهم - يقول أبو هريرة رضي الله عنه : "خير الناس للمساكين فكان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إنه ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها ".
يعطي ما عنده لا يستبقي شيئاً لا قليلاً ولا كثيراً .
ولذلك كثر مدح أبي هريرة على وجه الخصوص له ؛ لأنه كان من الفقراء ويعلم شدة الفقر والجوع رضي الله عنه وأرضاه .
ولذلك قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " هذا الحديث تقييد يحمل عليه المطلق الذي رواه عكرمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ما احتذى النعال ولا ركب المطايا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب . يعني في الجود والكرم .
أخرجه الترمذي والحاكم وصححه .
وهذه روايةً ساقها الترمذي فيها طرافة ، وفيها ذكر لهذه المنقبة العظيمة لجعفر رضي الله عنه .
يقول : " كنت أسأل بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الآيات من القرآن - وأنا أعلم بها - منه ما أشاء إلا ليطعمني شيئاً ، فكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب لم يجبني حتى يذهب بي إلى منزله ، فيقول لامرأته : يا أسماء أطعمينا شيئاً فإذا أطعمتنا أجابني " .
أي يسأله عن معاني بعض الآيات وهو أعلم بها هو لا يريد السؤال ولا يريد الجواب يريد حديثاً حتى يقول له تفضل وادخل البيت فينال شيء من طعام
يعرف أن أبا هريرة إنما يريد الطعام أولاً ثم يقول في تتمة الحديث أبي هريرة : " وكان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ، ويحدثهم ويحدثونه ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنيه بأبي المساكين " وهذه كنية اشتهرت لجعفر رضي الله عنه فهو أبوالمساكين .
وفي رواية أبي هريرة أيضاً عند الترمذي ، قال : كنا عند جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه - أبى المساكين - فكنا إذا أتيناه قرب إلينا ما خطر ، فأتيناه يوماً فلم نجد عنده شيئاً ، فأخرج جرة من عسلٍ فكسرها ، فجعلنا نلعق منها " .
فمن شدة كرمه رضي الله عنه أنه كان يكسر جراراً للعسل حتى يلعقوا ما فيها .
ثم كذلك وردت الرواية عند البخاري في هذا المعنى الذي ذكرناه ، وذلك من وجوه الكرم والجود التي كانت معروفةً عن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه .
وهذا - إن لاحظتم - يدل على بروز هذا الخلق عند جعفر رضي الله عنه ؛ لأن جعفر كان في الحبشة ، وإسلام أبي هريرة إنما كان في العام السابع بعد خيبر ، ونعلم أن جعفر رضي الله عنه - كما سيأتي - شارك في مؤتة ، واستشهد فيها .. عام واحد هو الذي كان يجمع بين أبي هريرة وجعفر في المدينة ! ومع ذلك كان كرم جعفر رضي الله عنه مشتهراً ؛ حتى لقب بـ " أبي المساكين " حتى كان أبوهريرة - وهو من هو - يذكر : أنه ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أو أفضل من جعفر بن أبي طالب ؛ لما كان لأثر كرمه ، وجوده على أبي هريرة وعلى غيره من فقراء الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .

وهذا يدلنا على هذه المنقبة العظيمة التي تدل على نفسٍ سمحةٍ سخيةٍ ، وعلى رغبةٍ في الأجر والمثوبة ، وعلى رغبة في إدخال السرور إلى قلوب الضعفاء والمحتاجين .
الخامسة : الشجاعة والإقدام
وهنا بيان لمعرفة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة وإرادته إظهار المناقب والمراتب لبعضهم ؛ فإن جعفر رضي الله عنه كان في الحبشة وقتاً طويلاً ، لم يشهد غزوة بدرٍ ، ولا أُحد ، ولا الخندق ، ولا الحديبية ، ولا خيبر ، لكنه وافى مع الصحابة خيبر فقسم له النبي عليه الصلاة والسلام من غنائم خيبر ، وأول معركةٍ أو غزوةٍ عظيمةٍ كانت بعد ذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم جعفر من قادتها .
وهذه المعركة الشهيرة التي سميت غزوة - واشتهرت بأنها غزوة - وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يشارك فيها هي " غزوة مؤتة " ، وهي أول تحرك عسكري للمسلمين خارج الجزيرة العربية ، وخارج المواجهة مع العرب وقبائل العرب لمقاتلة ومنازلة الروم .
وهي الغزوة الوحيدة التي أمّر فيها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمراء ، وهي الغزوة الوحيدة التي نصّ النبي صلى الله عليه وسلم على نتيجتها وخبرها وحياً وقت وقوعها قبل عودة الصحابة ورجوعهم رضوان الله عليهم أجمعين .

أمر النبي عليهم زيد بن حارثة قال ؛ فإن قتل فجعفر بن أبي طالب ؛ فإن قتل فعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم أجمعين .
وكن النبي صلى الله عليه وسلم يدرك عظمة هذه المواجهة .
وعجيبة - أيها الأخوة – وهو أن عدة جيش المسلمين كان ثلاثة آلاف وأقل عدد ذكر في الروايات لجيش الروم أنه كان ثلاثين ألفاً أي عشرة أضعاف ، وفي بعض الروايات مائة ألف وفي بعضها مائتين ألف ، ما النتيجة المتوقعة لعشر أضعاف من الجيش يقابلون عشرهم مع قلة الزاد والعتاد ، وطول السفر والشقة .
من المفترض أن لا يأخذوا إلا سويعة من الزمان ويثنوهم عن بكرة أبيهم !
لست بصدد الحديث عن الغزوة ولكني أقول : ما نتيجتها في آخر الأمر ؟ كم عدد الذين استشهدوا في غزوة مؤتة من هذا العدد الذي كان يبلغ ثلاثة آلاف ؟
أظن أن أكثركم لا يستحضر الرقم ، وقد يتعجب منه كثيراً شهداء غزوة مؤتة اثنا عشر شهيداً - ربعهم قيادة الجيش القواد الثلاثة رضوان الله عليهم أجمعين - لم تكن القيادة بمعزل بل كانت في مقدمة الصفوف .
ثم كيف تسنى لهم أن يواجهوا الجيش حتى يفصل عنهم ، ثم ولّوا خالد بن الوليد - كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام - وكما وقع به الحال ، ثم استطاعوا أن ينسحبوا انسحاباً عسكرياً قوياً ، ولم يكن انسحاب هروبٍ أو فرار ، لماذا ؟ لأنه لو كان انسحاب هروبٍ لكان انسحاباً متعثراً مرتبكاً وكان مغرياً للأعداء أن يلحقوا بهم ، وأن يبيدوهم ، لكن الأعداء قد رأوا الهول ، فاكتفوا بأن انسحب المسلمون من أمامهم ، ورأوا أن هذه فرصةً عظيمة لهم أن لا يواجهوا هؤلاء الناس الذين كانوا يحبون الموت أكثر من حب أولئك للحياة .

وهنا وقفاتنا مع جعفر رضي الله عنه .. قاتل زيدٌ حتى استشهد ، فحمل الراية جعفر رضي الله عنه وقاتل قتال الأبطال .


 

رد مع اقتباس
قديم 24-01-2008, 08:10 PM   #5
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,615 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
الشهيد الطيار (6)



ثم -كما روى بعض الصحابة - : " والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالبٍ يوم مؤتة حين اقتحم عن فرسٍ له شقراء فعقرها ثم تقدم حتى قتل رضي الله عنه " .
ومن هنا ذكر أصحاب السير - وأولهم ابن إسحاق - إن أول من عقر في الإسلام هو جعفر بن أبي طالب .
لما كانت المعركة بكثافة الجيش العدو ، ليس فيها مجال لركض الخيل ، وكانت فرسه تعيقه عن ذلك ، نزل عنها فعقرها ، ثم قاتل رضي الله عنه واقف على قدميه ، وقطعت يده اليمنى فحمل الراية بيسراه فقطعت يسراه ، ثم خرّ شهيداً رضي الله عنه وأرضاه .
وإليكم هذه الروايات التي ذكرنا فيها رواية عقر فرسه ، وقد رواها أبوداود في السنن ، وذكرها ابن عبد البر في الاستيعاب : لما قاتل جعفر قطعت يداه - والراية معه لم يلقها - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة ) .
ولذلك سمي بالطيار ، وسمي بذي الجناحين ، وصح عند البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنه ، أنه كان إذا رأى عبد الله بن جعفر قال : " السلام عليك يا ابن ذا الجناحين " .
وخذوا هذه الرواية وهي رواية قد كثرت في كتب السيرة ، وفي كتب السنة على اختلافٍ فيها .
قال الراوي : ولما قتل وجد به بضع وسبعون جراحا ، ما بين ضربة بسيف وطعنةٍ برمح كلها فيما أقبل من بدنه " ، وقيل : " بضع وخمسون " والأول أصح كما قال ابن عبد البر .
وذلك دليل شجاعة وإقدامٍ وثباتٍ وقوة إيمانٍ ويقينٍ وفروسيةٍ كانت لجعفر رضي الله عنهم وأرضاه .
وفي رواية ابن إسحاق قص النبي صلى الله عليه وسلم القصة في وقتها - أي في وقت حدوثها - وهي رواية بألفاظٍ أخرى في الصحيح أيضاً : لما أصيب القوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أخذ الراية زيد بن حارثة، فقاتل بها حتى قتل شهيدا، ثم أخذها جعفر، فقاتل بها حتى قتل شهيدا. قال: ثم صمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغيرت وجوه الأنصار، وظنوا أنه قد كان في عبد الله بن رواحة بعض ما يكرهون، ثم قال: ثم أخذها عبد الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا ، ثم قال: لقد رفعوا إليّ في الجنة فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت في سرير عبد الله بن رواحة ازورارا عن سريري صاحبيه، فقلت: عم هذا؟ فقيل لي: مضيا، وتردد عبد الله بن رواحة بعض التردد ثم مضى ) .
وتردده رضي الله عنه ليس خوفاً على نفسه وإنما خوف على المسلمين ، وإلا ما كان لعبد الله بن رواحه في أول المعركة ما يدل على هذا ، عندما وصل المسلمون إلى مؤته وعلموا ضخامة الجيش الذي ينتظرهم وقفوا يتشاورون ماذا نصنع ؟
قال بعضهم : نرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يمدنا بمدد ! فقال عبد الله بن أبي رواحة : يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون؛ الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين؛ إما ظهور وإما شهادة. قال: فقال الناس: قد والله صدق ابن رواحة. فمضى الناس
فما كان ليتردد خوفاً أو جبنناً - حاشاه - وإنما كان يفكر في أمر المسلمين وأقدم واستشهد كيف قد يضطرب حالهم .
ثم مضى لأمره ولما ولاه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد فكان لتردده أثر .
ووردت الرواية عند ابن إسحاق - وهي مما سبقت إشارتنا إليها – عن أسماء بنت عميس قالت : لما أصيب جعفر وأصحابه، دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دبغت أربعين منا، وعجنت عجيني، وغسلت بني ودهنتهم ونظفتهم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ائتني ببني جعفر ) . فأتيته بهم فشمهم وذرفت عيناه، فقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ما يبكيك، أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال: ( نعم، أصيبوا هذا اليوم ) قالت: فقمت أصيح، واجتمع إليّ النساء، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال: ( لا تغفلوا عن آل جعفر أن تصنعوا لهم طعاما؛ فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم ) .
وروي أيضاً أنه لما جاء ذلك قال : ( على مثل جعفر فلتبكي البواكي ) وقد أخبر عليه الصلاة والسلام أنه قد ضرج بالدم وأنه يطير بجناحين مخببان بالدم في الجنة إشعارً بما كان له من فضلٍ وإقدامٍ في جهاده في سبيل الله عز وجل .
وفي شجاعته أيضاً ذكر الرواة ما ذكروا من هذا الأمر ، ومن ذلك رواية عقره لفرسه ذكرها أيضاً الذهبي في سيره وهي مروية بإسناد رجاله ثقات .
وقد وردت رواية أبي هريرة عند الترمذي في سننه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رأيت جعفر يطير في الجنة مع الملائكة ) ، قال الترمذي هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وفيه من يضعف ، وقد ذكر العلماء رواياتٍ عديدة في هذا الشأن ساق منها ابن حجر رحمه الله قول ابن عمر لابن جعفر بن أبي طالب : " السلام عليك يا ابن ذي الجناحين " .
قال شارح : " كأنه يشير إلى حديث ابن جعفر - عبد الله بن جعفر - قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هنيئاً لك أبوك يطير مع الملائكة في السماء ) أخرجه الطبراني بإسنادٍ حسن " .
ثم ذكر ابن حجر طرقٌ أخرى عن أبي هريرة وعلي وابن عباس ، وقال في طريق ابن عباس : إن جعفر يطير مع جبريل وميكائيل له جناحان عوضه الله من يديه .
قال : وإسناد هذه جيد - أي إسناد هذه الرواية جيد - وهذه الرواية مسوقة سياقاً آخر من حديث ابن عباس : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه إذ قال : يا أسماء هذا جعفر مع جبريل وميكائيل مر بي فأخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا فسلّم فردّي عليه السلام ، وقال : إنه لقي المشركين فأصابه في مقادمه ثلاثة وسبعون فأخذ اللواء بيده اليمنى فقطعت فأخذه بيده اليسرى فعوضه الله من يديه جناحين يطير بهما مع جبريل وميكائيل في الجنة يأكل من ثمارها .
وهذا مما وردت به روايات بعضها ببعض .
نسأل الله - عز وجل - أن يلحقنا به وببقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على خيرٍ وتقى وهدى ، وعلى استمساكٍ بكتاب الله ، واتباعٍ لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
نسألك اللهم أن تلحقنا بهم في الشهداء الصالحين وفي المؤمنين العاملين برحمتك يا أرحم الراحمين ..


 

رد مع اقتباس
قديم 25-01-2008, 10:25 AM   #6
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله خيراً أخى الكريم لنشرك سيرة آل البيت الأطهار .......

وجميل منك جداً سلسلة المقالات عن الشهيد الطيار ؛ ففيها العِظه

والإعتبار بما كان عليه سلفنا الأبرار .........

كما ان فيها ربط بيننا وبين أؤلئكم الذين حفروا أسماءهم بحروف من نور

فى سجل الجهاد المُقدس لإعلاء رايه الدين الحق ؛ لا لمغنم دنيوى

ولا لعرض زائل .....................

نرجوا من الله أن نكون أهل للسير فى ركبهم ؛ وأن يعيننا على اللحاق

بهم ................

اسامه


 

رد مع اقتباس
قديم 25-01-2008, 10:27 AM   #7
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


مازلتُ مُتابعاً ومستمتعاُ بالمتابعه ...........................

اسامه


 

رد مع اقتباس
قديم 25-01-2008, 10:29 AM   #8
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله خيــــــــــــــــــــــــراً .............

اسامه


 

رد مع اقتباس
قديم 25-01-2008, 10:33 AM   #9
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


مجهود يُذكر فيُشكر ........

اسامه


 

رد مع اقتباس
قديم 25-01-2008, 10:35 AM   #10
اسامه السيد
عضومجلس إدارة في نفساني


الصورة الرمزية اسامه السيد
اسامه السيد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19648
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 10-11-2020 (02:43 AM)
 المشاركات : 12,794 [ + ]
 التقييم :  94
لوني المفضل : Cadetblue


آمين يارب العالمين .................

جزاك اله خيراً أخى الكريم .................

وفى انتظار مزيدك من سيرة آل البيت الكُرماء ؛ والصحابة الأجلاء ............

اسامه


 

رد مع اقتباس
قديم 25-01-2008, 02:18 PM   #11
النسر الابيض
مراقب إداري سابق


الصورة الرمزية النسر الابيض
النسر الابيض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22257
 تاريخ التسجيل :  12 2007
 أخر زيارة : 24-10-2009 (08:34 PM)
 المشاركات : 1,615 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


حماك الله وحياك ( اخي اسامه السيد ) وشكرا لمروركم
اخوكم النسر الابيض


 

رد مع اقتباس
قديم 25-01-2008, 03:29 PM   #12
خواطر العشاق
روح المنتدى


الصورة الرمزية خواطر العشاق
خواطر العشاق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19557
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 03-09-2017 (10:42 PM)
 المشاركات : 5,683 [ + ]
 التقييم :  83
لوني المفضل : Cadetblue


يعطيك العافيه النسر ع الطرح القيم .. جزاك الله كل خيرررر


 

رد مع اقتباس
قديم 25-01-2008, 03:30 PM   #13
خواطر العشاق
روح المنتدى


الصورة الرمزية خواطر العشاق
خواطر العشاق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19557
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 03-09-2017 (10:42 PM)
 المشاركات : 5,683 [ + ]
 التقييم :  83
لوني المفضل : Cadetblue


يعطيك العافيه النسر


 

رد مع اقتباس
قديم 25-01-2008, 03:31 PM   #14
خواطر العشاق
روح المنتدى


الصورة الرمزية خواطر العشاق
خواطر العشاق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19557
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 03-09-2017 (10:42 PM)
 المشاركات : 5,683 [ + ]
 التقييم :  83
لوني المفضل : Cadetblue


بارك الله فيك


 

رد مع اقتباس
قديم 25-01-2008, 03:31 PM   #15
خواطر العشاق
روح المنتدى


الصورة الرمزية خواطر العشاق
خواطر العشاق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19557
 تاريخ التسجيل :  03 2007
 أخر زيارة : 03-09-2017 (10:42 PM)
 المشاركات : 5,683 [ + ]
 التقييم :  83
لوني المفضل : Cadetblue


جزاك الله كل خيررر


 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:55 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا