|
|
||||||||||
ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع |
30-09-2011, 05:19 PM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
الحاجة لإرضاء الآخرين ربما توقعك في كثير من المشكلات
السلام عليكَكم .,
لوسي كيلاوي في الأسبوع الماضي، قدمت امرأتان مختلفتان، كل منهما غارقة في أنواع مختلفة من المشكلات، العذر نفسه لشرح سوء سلوكهما فقد قالت كل منهما إنها تعاني حالة مُقعِدة جديدة - الهوس القهري لإرضاء الناس. دفعت دانييل شيزي، محللة صناديق التحوط التي اعترفت بتسريب معلومات داخلية لراج راجاراتنام (مالك صندوق تحوط متهم بالاحتيال) وغيره، المحامين الذين يدافعون عنها لأن يقولوا للمحكمة إنها ''كانت مدفوعة برغبة غير صحية وغير طبيعية لإرضاء الآخرين''. وقال طبيبها إنها تعاني اضطراب الشخصية البينية، وبناء على ذلك تم الطلب من القاضي تخفيض فترة عقوبتها في السجن استناداً إلى هذا الحكم الطبي. وقبل ذلك بيومين، قدمت سارا فيرجسون عذرا مماثلا حين كشفت عن مكنونات نفسها في برنامج أوبرا وينفري فقد كان السبب الذي جعلها تقع في حبائل أحد الصحافيين من'' نيوز أوف ذا وورلد''، الذي عرض عليها نصف مليون جنيه استرليني مقابل تقديمه إلى زوجها السابق الأمير أندرو، هو كما قالت ''إدماني على إرضاء الناس هو ما جعلني أستمر في ذلك.'' وفي حالة شيزي اتخذ الهوس القهري لإرضاء الناس شكل إقامة علاقة ''سامة'' دامت 20 عاماً تقريبا مع مارك كيرلاند، رئيسها في بنك بيرشتيرنز، الذي، وفقا لتقرير المحكمة، كان يعاملها على أنها ''عملياً كالخادمة''. وكانت تسرب له معلومات داخلية، ليس لتحقيق ربح مالي لنفسها، بل فقط لإرضائه. وفي حالة فيرغسون من الأصعب معرفة من الذي كانت تحاول أن ترضيه ولماذا ففي قيامها بذلك لم تكن بالتأكيد ترضي العائلة المالكة، مع أني أعتقد أنها أسعدت بشكل غير مباشر الملايين من قراء الصحف الذين لا يسرهم شيء مثل سرورهم بقراءة أحدث مأزق أوقعت فيرغسون نفسها فيه. لفهم هذه الحالة القهرية على نحو أفضل، اطلعت على مؤشر AllPsych الأمريكي للاضطرابات النفسية، ولكني لم أجد هذه الحالة في القائمة المختصرة. إلا أن الإنترنت تزخر بخبراء يتحدثون عن خطورة هذه الحالة. ويبدو أن ''مرض إرضاء الناس'' حالة خطيرة تنبع من نقص الثقة بالنفس الذي قد يؤدي إلى معاناة رهيبة بل وحتى الانتحار. ولكن يمكنني التفكير بحالة أخرى تقلقني أكثر حتى من مرض إرضاء الناس. إنه مرض عدم إرضاء الناس. لا شك أن معظم المجرمين يعانون آثار رغبة غير طبيعية وغير صحية بالتسبب في التعاسة لضحاياهم. وهم يعانونها بشكل كبير بحيث إن المرء يتساءل لماذا لم يستغل المحامون والأطباء هذا لمحاولة تخفيض فترة عقوباتهم أيضا. وهذه الحالة لا تصيب فقط المجرمين فهي شائعة أيضا بين الصحافيين والكتاب الذين يبدو أنهم مدمنون على التسبب في العذاب للآخرين. فلا شك أن ف. س نيبول، الذي قال أخيرا إنه لا توجد كاتبة مساوية له، هو مثال كلاسيكي على هذه المعاناة. والحالة أكثر شيوعا بين المراهقين، الذين كلهم تقريبا مدمنون على إغضاب أهاليهم. والنتيجة مأساوية، تظهر في الأبواب التي تغلق بقوة والسلوكيات غير الطبيعية وغير القانونية. وبالمقارنة، يبدو لي إدمان إرضاء الناس حميدا للغاية. فأسوأ تصرفاتي لا تحدث حين أكون عازمة على إرضاء الآخرين بل حين أنوي إرضاء نفسي. وإرضاء الناس ليس مرضا خبيثا، بل هو جوهر الأساس الذي تقوم عليه الحضارة - والرأسمالية. ولن يسير العمل في المكاتب بسهولة إلا إذا كنا كلنا نعاني مرض إرضاء الآخرين. وفي الواقع، في عالم الشركات الحديثة الذي يتسم بالمنافسة الشديدة يعتبر إرضاء الناس اتجاها رائجا أكثر من أي وقت مضى فقد كانت الشركات تستهدف إرضاء زبائنها؛ والآن عليها أن تسعدهم. وعلى المديرين إرضاء المساهمين. وعلى العمال إرضاء رؤسائهم. فالنجاح لا يأتي إلا من خلال إرضاء الآخرين. ومع ذلك، أعتقد أن الرغبة في إرضاء الآخرين قد تخرج أحيانا عن السيطرة، كما حدث مع فيرغسون وشيزي. ولكن الخبر الجيد هو أن هناك ثلاث قواعد بسيطة لإرضاء الناس بشكل آمن. أولا: عليك أن ترضي الشخص المناسب فلا يمكنك إرضاء الجميع في كل الأوقات (فهذه غاية لا تُدرَك كما نعلم)، لذا من المهم تحديد الشخص الأكثر حاجة للإرضاء. على سبيل المثال، في العمل من الجيد دائما إرضاء الأشخاص الأعلى منك في الهرم القيادي. وليست فكرة جيدة على الإطلاق إرضاء الناس مثل الأشخاص الذين يتخفون في زي الصحافيين في ''نيوز أوف ذا وورلد''. ثانيا: قبل أن تبدأ بإرضاء الناس، من الجدير التحقق فيما إذا كان الشخص محتالا. وإذا كان الأمر كذلك، من الأفضل عدم إرضائه. ثالثا: حين تحاول إرضاء رئيسك من المهم أن تفعل ذلك بطريقة تكون قانونية.ولا شك أن الأشخاص الذين لا يلتزمون بهذه القواعد لا يعانون تبعات الرغبة الجامحة في إرضاء الآخرين بل مرض الحكم السيئ على الآخرين، الذي وإن كانت آثاره كارثية بالقدر نفسه، إلا أنه لن يكون دفاعا يمكن أن يتأثر به القاضي. ودي . . ., المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|