شفيت من وسواس العقيدة و وسواس الموت

شفيت من وسواس العقيدة و وسواس الموت

	أولا : طفولتي

1) من بين كل الأمثال العربية و الغربية في عالمنا .... من بين كل الحكم و الأقوال المأثورة .... هنالك حكمة واحدة بالذات تهتز عظامي و تطقطق جمجمتي كلما سمعتها ...
((السعيد من اتعظ بغيره و الشقي من اتعظ بنفسه))

( يا لها من حكمة مدوية..... هي بمثابة قنبلة تهزني كلما سمعتها أو وردت في شئ أقرأه .......
2 ) كان في بيتنا و مايزال و منذ الطفولة تلفاز..... والداي أنجبا دزينة كاملة؟!!! كنت انا قبل الأخير في الترتيب .... تعلمت الصلاة مثل كل طفل و كنا نذهب لصلاة الجمعة .... والدي كان بسبب طبيعة عمله يسافر لفترات طويلة و والدتي كانت سيدة الموقف في عالمنا...... تعلمت منها الخوف ..... تعلمت منها الوسواس .... تعلمت منها كيف أن الضغط و قلة الحيلة في حياة شخص ضعيف قد يكونان بمثابة صواعق تعلم بل تنحت في عاطفته و شعوره و عقله.

3) والدي كان رهابيا إجتماعيا بامتياز لكنه لم يكن يعرف ذلك؟!!!!!!! كان شخصا منعزلا و كان في حياته مشاكل عائلية مع أعمامي بل و مع كل من يعرفونه!!!!! وتربيت أنا على مبدأ أن العالم الخارجي ما هو سوى حفنة من الذئاب و هم أقوياء و فتاكون و لا يعرفون الطيبة أو الشفقة..... مقياسي للحياة هو أسرتي ..... ما يراه والدي صحيحا فهو من المسلمات و ما تراه أمي قبيحا فهو من الفظائع..... مثل كل طفل ........ لكن..... ما الذي رأوه صحيحا؟!! كان المرض و العزلة و العصبية و كف اليد عن منح الدفء.... فالأسرة كبيرة و لا وقت للحنان!!!!!!!! ما دام الجميع يأكل و يأخذ مصروفه فكل شئ بخير !!!!!!!
و للحديث بقايا

المصدر: نفساني

	ثانيا : فترة المراهقة وبدء وسواس العقيدة !!

في مراهقتي كنت منعزلا بشكل شبه كامل .... نعم ..... هذا العدد الكبير من أفراد الأسرة !!! و لكننا كنا كلنا معزولون.... كلنا و كأننا شخص واحد !! لم يكن يصلني بالعالم الخارجي شئ سوى الكتب و التلفاز و بعض أصحاب صغار في المدرسة و كانت أفضل ميزاتهم في نظري في ذلك الوقت أنهم .... مثلي ..... معذبون .....حالمون !!!!!!! كان الإنعزال و الوقوف مطولا مع الذات و تمحيص الفكرة و تفتيتها و وضعها تحت اللسان و تذوق عصاراتها المرة و الحامضة مرارا و تكرارا مرارا و تكرارا صفة تلك الفترة و أهم ما فيها ......تعرفت في هذه السن على الخجل و تعرف وسواس العقيدة علي؟!!!

1) لماذا نكون نحن و من دون كل هذه الناس في العالم على حق؟!!
2) لماذا نصلي و نصلي و نصلي و نبتعد عن الذنوب و من ثم .... الله أعلم عالجنة أم لا ؟!!!!!!!!
3) هذه المعتقدات ... وراثة .... تعلمها الجميع كما تعلموا لغاتهم ..... تعلمها الجميع كما يتعلم الطفل إسمه؟!!! يقولون له أشرف .... فيصبح هو أشرف ؟!!! لا خيار له في هذا و لا دراية له بنوعية الحقنة الجاهزة التي أعطيت له في الدماغ و على أساسها سوف يعيش بقية حياته بل و يموت عليها!!!! في تلك السن كانت موجة الوسواس هي الأعنف .... و هنا تعرفت على شئ لم أكن أدركه إدراكا كاملا من قبل ..... أن في الحياة شيئا .. حقيقة .... إسمها .... الموت

..

	ثالثا : شارع الموت.

أذكر ذلك اليوم ....وكأنه اليوم .... كان العام هو 1996 .....
كان في التلفاز المحلي عندنا برنامج إخباري يشاهده الجميع.... إسمه "ستون دقيقة" ...
كان برنامجا جديد الفكرة .... برنامجا أسبوعيا فيه أخبار متنوعة ..
و كان في ذلك اليوم ...
و في إحدى فقراته .... يسلط الضوء على شارع أطلق عليه الأردنيون إسم شارع الموت ...... حذر المقدم من صعوبة المشهد التالي ...
فالتالي هو مشهد دهس....
و كان مشهد الدهس.....
رجل يحاول قطع الشارع ...
لتأتي السيارة المسرعة و ترفعه إلى السماء عدة أمتار .....
و سط صراخ المحيطين ..... يا ليتني كنت وقتها في الشارع .....
خارج بيتنا ألعب .....
يا ليتني كنت .... في أي داهية أخرى!!!!!!!!
كان عمري وقتها 17 عاما و منذ ذلك اليوم و حتى وقت قريب .....

أعتقد أنني خرجت من حدود الحياة ...... إلى عالم آخر..... يا له من دماغ إسفنجي يتشرب الصورة و يستعصي على الدنيا بكل ما فيها سحبه من بين براثنها!!!!!!

	رابعا : معاناتي مع الوسواسين

كانت الأعراض للحالتين.... للوسواسين.....
مؤلمة لدرجة أنني أصبت بالدهشة كردة فعل لما أنا فيه؟!!؟!!!
تحول كل شئ حرفيا و دون تزويق في الكلام....
تحول كل شئ للون الرمادي؟!! روائح الأشياء تغيرت..... أجلكم الله ...
هنا اتحدث عن تجربة شخصية فعلي قول كل شئ.... تغير لون البول و صارت تصدر عنه رائحة غريبة؟!!!
هذا عرض يعرفه من يدخل في حالة غير إعتيادية من الرعب و إختلال الإطمئنان....
كنت كمن يقف على سلم المشنقة.... تماما....
الموت حولي يطير جيئة و ذهابا و أنا أراه...
و الكل من حولي يقولون لي " ما بالك..... لا داعي لكل هذا " و هو فوقي و فوقهم يحلق؟!!!!!!!
و كان - كما هو مفترض و بديهي في هكذا حالة- كان علي إستحضار طاقة ما لكي تعينني على تخفيف هذا الذهول....
لم يكن في عالمنا أنا و أسرتي مفهوم الطبيب النفسي أو مجرد تقبل فكرة النقاش في هذا المفهوم...
فلان يأكل و يشرب و يأخذ مصروفه.... إذا ..... لا مبرر لديه للقلق أو المرض؟!!!!!!!!
كلهم كانوا مرضى و كلهم يعانون من شئ .... و مهما تعاطفوا معك أو أهملوك ... فهم لا حيلة لهم ..... فهم أيضا يعانوووووووون؟!!!!

في تلك الفترة وضحت ما أنا فيه لنفسي في معادلة ..... " الناس في الحياة ..... لا يخرجون منها سوى بالموت ...... أنا خرجت منها .... لست في الحياة و لا في الموت ؟!!!!!!!!! "

..

	خامسا : هكذا يتسلط الشيطان .. يامن لا تعرفه . .

تآكل عالمي و صار النوم هو ما أعرفه و أتقنه.....
تعرفت على شعور لم يكن يأتيني من قبل....
خواء في المعدة..... شعور و كأن معدتي فارغة..... طوال الوقت......
كان شعورا غريبا و مؤلما......
قلبي ينقبض في كل ثانيتين.... أ
ريد الطلب من الخالق أن يخفف عني ...
و تأتيني رجة عااااااارمة تقول لي " و ما أدراك ......
فلعلها أسطورة عربية هي التي تناجيها"؟!!!!!!! " إختراع متوارث لا أساس له و لا يقين على سماعه لك أو درايته بما تستغيثه منه"؟!!!!!

السلام عليكم اخي


كيف الموضوع معك الان ؟؟ قد حذفت ما حذت و عدلت ما عدلت ،، اتمنى ان يكون مثل ما تريد ،،


للتنويه : خاصية التعديل للعضو تتعطل بعد 5 دقائق من كتابة المشاركة ،، و انت كنت تعمل اقتباس و ليس تعديل ،،

اي تعديل بعد الحمس دقائق عليك التوجه للمشرفين للقيام به ،،

متابعة بشغف لكل ماتكتبه اخي خبز

وعذراً على مقاطعة تسلسل افكارك

اكمل يا رعاك الله ..
متابعه ..

تابع مسيرتك أيها المبدع ، تابع وأفدنا من تجربتك ، تابع ولا تتوقف ، فقد صرت مطرا ينتفع منه وبه . جعلك الله غيثا نافعا . وذخرا لهذه الأمة . اللهم آمين .

اسفه عالمقاطعه أتمنى أخي ان توضح لي كيف تخلصت من وسواس العقيدة فهو هااااالكني جدا ومآثر على دنيتي وديني للاسف

متابعة اخي خبز

تحيتي لكم إخوتي.... لو كنت أعرف أن أحدا سوف يهتم بما كتبت لما كنت خرجت اليوم ...إعذروني فوالله إني أنا في حاجة أن أكتب .....
30 سنة من الألم فيها 17 عاما من وسواس الموت و 10 سنوات من وسواس العقيدة ... مصح نفسي متنقل ..... شخصية مضطربة و راء ديكور من القوالب اللفظية التي لأ أعرف غيرها فعالمي كان الكتب و نشأتي كانت في تمحيص كل ما وراء الأشياء و هكذا كان الضياع و هكذا استفدت و لكني أضعت من سنيني ما لا يمكن استرجاعة

عزيزي عماد

ارجو عليك التوجه الى هذا الموضوع

http://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=91845

إذا لم تتمكن من الدخول بلغني

	سادسا : لحظات لن أنساها . .

أذكر تلك اللحظات بإستحضار لا يحتمل... و كأنني أعيشها الآن في لحظة الكتابة...
خرجت... ذلك الفتى النحيل من منزلنا قاصدا مسجدا ليس ببعيد عن منزلي.... يا اللللللللللله ما أصعب صوت الأذان؟!!!!! الله أكبر الله أكبر ..... و

كأنها ملائكة الموت تحلق فوقي؟!!!!!!!! كنت أقول "ملائكة الموت" و كانت في تصوري متعددة و هي في هيئات و صور..... لست أدري حتى اللحظة كيف تكون ذاك الشعور المزلزل و العنيف في داخل أوصالي .... بل هذا الشعور

المزلزل و القاسي الذي أستحضره الآن.... لست أدري كيف تكون.... حين نزلت للمتوضأ ....
أرضية مببلة و صنابير تنز نقاطا من الماء و عندها رجلين عجوزين كل منهما مشمر عن ساعديه يتوضئان.... أول ما خطر في بالي عند

تلك الجزئية من اللحظة هو ماء غسيل الموتى!!!!! وقفت في الصلاة ......
أردت أن أصلي ركعتي تحية المسجد......
تحية من ؟؟؟؟؟؟!!!!!! لمن أنا أقف؟!!!!!!
لماذا أقف هنا؟!!! ما هذا البلاء الرهيب؟!!!
كيف لي أن أعرف صحة الذي أفعله ....
أنظر لهذا و ذاك ..... من الكبير إلى الصغير ...... لم جاؤوا ...... من علمهم هذا ؟!!!
من وضع في أدمغتهم أصابعه العشرة .... و أقحم في وجدانهم لقمة جاهزة لاكها بين أسنانه و فطمته أمه عليها .... فخرج "مؤمنا"!!!

"موحدا" ؟!!!!! من أين جاؤوا بفكرة وجود هذا الخاااااااااااااااااالق؟!!!!
و كلهم يصلون و يسلمون على ذلك و ذاك؟!!! و يستشعرون في قلوبهم مراكز و مناصب و ألقابا لسنا ندري من أي عقل جائت و أي مخترعين نتجت؟!!!!

أنظر لهؤلاء الكهول؟!!! يمسكون بهذا الكتاب الذي عند كل أكشاش الكتب في عمان كتب مثله؟!!! يقرأون و يهتزون و يسجدون؟!!!!!! هم لا يختلفون عن أي هندي أو أوروبي في الهيئة كبشر ....
لا هم من نور و لا من ضياء؟!!! وبالعكس.....
هم في هيئتهم أقل وسامة و أقل طولا و أقل لطفا و ثقافة و علما؟!!!!
أنظر لهذه الكوفية أو تلك؟!!!! هذا الثوب أو الدشداشة أو تلك الطاقية؟!!!! من هم هؤلاء؟!!!! جهلاء في قلب جهلاء؟!!!!! يتضاحكون و يطلقون

فكاهات وقحة و من ثم يتوضئون و يصلون؟!!!!!!!! و يشربون الفكرة المصبوبة شربا و لا يناقشون؟!!!
من علمهم هذا ؟ آبائهم...... من عظم هذا و ذاك في أبصارهم؟؟؟ مجتمعهم؟؟!!! من صنع هذا المسار الذي هو في وجدانهم

أساس الحياة و يتناقشون فيما بينهم في مواضيع مثل :
" هذا أبو محمود و الله يا رجل حجة و علامة ..... هذا قارئ كل كتب التفاسير ..... خلينا نروح نسأل أبو محمود عن الحوت اللي في قصة موسى ..... نعال نسأل أبو قتيبة عن

رأيه في تفسير الظلال"؟؟؟!!! ينااقشون مسائل في نظرهم هي قمم المسائل و ينسون أن يسألوا عن أصل الفكرة الأم .....الفكرة الأساس ...... من أين جائت؟!!!!!!!
إنها مثل لون العينين أو الصوت أو اللغة او اللهجة..... وراثة في وراثة؟!!!!!!
ملايين الهند الهندوسيين هم أكثر من كل المسلمين؟!!!!!!!!!
فهل هؤلاء بدون عقل؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!! هم الآخرون شربوا من ينبوع وردت عليه آبائهم و أجدادهم ......
إذا هم مثلنا و نحن مثلهم ..... مؤمنون بما نؤمن به

بالوراثة و تحت تأثير المجتمع و حسه العام و ما أصبح فيه من مسلمات لا تقبل النقاش.... لا لشئ .... فقط لأن المجتمع بني على هذا ......
و أنت إذا حاولت مجرد المحاولة ......أن تعرف كيف كان من الممكن أن تكون عليه الأمور لو

أن هؤلاء ولدوا في سيريلانكا ؟!!!! لاختلت روحك ..... فلقد غدى ما توارثته عن أجدادك ..... جزئا من روحك إذا تزعزع و لو قليلا .... إختلت روحك؟!!!!!!!

	سابعا : أكثر الناس حديثا عن الأمانة ....... هم اللصوووووووووووووص"؟!!!!!!!

أذكر في تلك الفترة أنني ....

و كلما شاهدت في التلفاز.... مجموعة من البشر في أي بلاد كانوا.... كانت مشاعري تهتز؟!.......
كلما كنت أرى أصحاب ثقافة أو لغة غريبة عني ...... كانت مشاعري تهتز ؟!!!!
هؤلاء مثلي .....
كائنات تعيش في شارع مثل شارعي و مدينة مثل مدينتي .....
يحتاجون للنوم و الغذاء و الدواء...... بللللللللل ......
هم في حال أفضل كثيرا من حالي و حال عالمي و ثقافتي و بيئتي؟!!؟
أنظر إليهم يأكلون و يشربون..... مثلي ..... مثل أبي و أمي....
مدنهم أكبر و عددهم أكبر بكثير و بيئتهم فيها تنوع و جمال مناظر أكثر بكثير من عالمي و عالم أصحاب عقيدتي؟!!! هل هؤلاء .... بكل عددهم و تعداد مصادر المعرفة عندهم..... هؤلاء.... بكل ما لديهم من ثقافة اكتسحت هذا الكوكب .....
هل هؤلاء كلللللللللللللللللللهم على باطل و أنا الذي على صواب؟؟!!!
هذا المجتمع الوسخ السيئ الذي أنا فيه..... ......"
هذه البيئة التي ولدت فيها ... التي هي مثل الزريبة ..... كلما جلست فيها و سامرت أهلها ...
كلما اعتدت على الرائحة فيها..... لا تعرف أنك كنت في زريبة ...
إلا إذا خرجت ثم عدت؟!!! عندها سوف تشعر بالرائحة طازجة في منخريك ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كانت عندي قوالب لفظية أشد وطأة ؟!! حقدت على هذا العالم الذي أ نا فيه...... و هنا ......

كان لي أن أخرج بقاعدة للدنيا : " أكثر الناس حديثا عن الأمانة ....... هم اللصوووووووووووووص"؟!!!!!!!