على رأي المثل.. " إحنا دافنينه سوا"!!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
كان هناك أخوان في قرية لديهما حمار يعتمدان عليه في تيسير أمور الزراعة والتنقّل من قرية لأخرى، ارتبط الأخوان بالحمار، وأطلقا عليه اسم “أبو الصبر”، في يوم من الأيام مات الحمار؛ فحزن الأخوان عليه حزنا شديدا، ومن شدة تعلّقهما به قرّرا دفنه بمدفن يُشبه مدافن الإنسان تكريما له، ذهب الأخوان نهار اليوم التالي لدفن الحمار، وبعد دفنه جلسا يبكيان بحرقة بجانب القبر.
فكان كل مَن يمرّ عليهما يسألهما ماذا أصابهما؟ فيجيبان: “أبو الصبر مات”؛ فيسأل الناس عن “أبو الصبر”؛ فيجيبان بأنه كان سندهما وعونهما، قائلين: “كان الخير والبركة.. يرفع الأثقال، ويقضي الحوائج ويُوصل البعيد”، وظلّ الأخوان بجانب القبر فترة، وكلما مرّ عليهما شخص سألهما كانا يقولان نفس الإجابة، إلى أن ظنّ الناس أن “أبو الصبر” هو شيخ تقي أو رجل مِن أولياء الله الصالحين، وبدأ الناس يحضرون لهما الطعام، ويتودّدون إليهما بالمال والمساعدة تقرّبا لله وتبرّكا بالشيخ؛ فاستغلّ الأخوان ما فهمه الناس دون ترتيب أو تخطيط منهما، وبدآ في النصب على الناس باسم الشيخ “أبو الصبر” وانشاوا صندوقا لتبرعات ضريح الشيخ ابو الصبر .
وفي يوم من الأيام، سرق احدهما الفلوس اللى كانت بصندوق الشيخ ؛ فقال أحدهما للآخر بغضب: “ الفلوس راحت فين ؛ فكان ردّ اخيه السارق ورحمة الشيخ ابو الصبر ماشفتهم فقال له اخوه : “لا يا شيخ؟ شيخ مين إنت نسيت.. ده إحنا دافنينه سوا”.
|