|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
01-06-2004, 11:08 AM | #1 | |||
عضو نشط
|
ابني ... لا يكفيني أني أحبك!!
ابني ... لا يكفيني أني أحبك!!
رئيسية :عام :السبت 4 ربيع الأول 1425هـ - 24 أبريل 2004م إلى من يشتكى؟ عابد طفل في الصف الأول الإعدادي يحاول أن يبذل كل وسعه وجهده في مذاكرته حتى يحقق توقعات والديه وطموحاته. ولكن للأسف والداه لا يقدران جهوده .. ويصفانه دائمًا بالتقصير ويتعاملان مع مشاكله معاملة هجومية .. مما جعل عابدًا ينطوي وينزوي في البيت وفي المدرسة ولا يصادق الكثير ... لا يستمتع بالرياضة ولا ينتمي إلى مجموعة معينة فهو شارد عن القطيع سابح في ملكوت وحده. وفي يوم من الأيام سأله صديقه الوحيد الخروج معه أثناء الفسحة لشراء شيء ما من أحد المحلات القريبة. ذهب معه عابد بحسن نية, فإذا بصديقه يشتري علبة دخان [تبغ] وبدأ في التدخين ... وأراد أن يعطي سيجارة لعابد ولكنه أبى .. مع أنه وجد صعوبة في أن يرفض هذا العرض لِما عند الأطفال من فضول لمعرفة كل غريب. ولكنه بعد جهد طويل استطاع أن يقول: لا لن أدخن. نعم لم يدخن عابد فلقد منعته فطرته السليمة من ذلك, ولكنه في موقف صعب الآن .. وتحت ضغط نفسي شديد. فصديقه الوحيد الذي كان أقرب إنسان إليه هو الآن يدخن ... ماذا يفعل عابد؟ سؤال يدور في خاطره .. ماذا أفعل؟ هل أصادقه أم لا؟ هل أحكي لوالدي عما حدث أم لا؟ هل أدخن أنا أيضًا؟ أريد أن أعرف ما سر هذه السيجارة؟ علامات استفهام تدور في خاطر عابد ولكنه لا يجد لها إجابة. وهو في الوقت ذاته يخاف أن يشتكي أو يحكي إلى والده لأنه يعلم تمام اليقين أن رد فعل والده سيكون عنيفًا وأنه سيوبخه. إلى من يشتكي هذا الصغير؟ أيقبل على الخطأ؟ لو أقبل فإنه سيكون معذورًا لأنه لم يجد من يوجهه ويعلمه بهدوء، لأنه كان خائفًا مرتعدًا من ردود أفعال أهله. وازداد الليل ظلمة! وفي نفس اليوم عاد من المدرسة ومعه تقريره الدارسي [شهادة درجات المواد] نظر الوالد إلى التقرير وأبدى امتعاضًا شديدًا وبدأ يوبخ عابدًا لأنه لم يحصل على درجة عالية في مادتين من المواد دون أن يناقش عابدًا ويسأله عن السبب, فأصبح عابد حزينًا جدًا، ويرى أن الحياة صعبة في المنزل نتيجة لتوبيخات والده غير العادلة، نتيجة لضغوط الأقران في المدرسة ...! مسكين عابد. ـ نقول لأم عابد ولوالد عابد لا يكفيكم أنكم تحبون عابدًا .. نعم لا يكفيكم أن تكون مشاعر الحب كامنة في صدروكم .. لا بد أن يراها عابد .. لا بد أن تقولوا لعابد: 'لا يكفيني أني أحبك' ماذا فعلت مشاعر الحب الكامنة؟ هل حلت مشكلة عابد؟ هل قضت على انطوائه وانزوائه؟ لا وإنما زادت منه خوفًا من ردود أفعالكم المرعبة. لابد أن يكون الآباء هادئين في انفعالاتهم عند سماع مشاكل أبنائهم حتى يتعود الأبناء أن يحكوا إلى آبائهم مشاكلهم لأنهم الأقدر على حلها وتصويبها. أما إذا اعتاد الطفل أن يرى الهجمات والكلمات إثر أية مشكلة يحكيها فسيمتنع عن ذلك وسيحل مشاكله بنفسه الضعيفة قليلة الخبرة والنضج. أو سيلجأ إلى رفقاء السوء الذين سيحلون المشكلة بلا وعي وبلا دين. ـ لو استمر الوضع على هذا الحال فإن عابدًا ربما يلجأ بعد ذلك إلى طاعة صديقه كي يقضي على الكبت النفسي داخله ... في المرة التالية ربما يدخله ويكون حينها ضحية سوء التربية والتفاهم مع الأبناء. ـ لابد أن يشعر الابن دائمًا بمشاعر الحب من والديه مشاعر مترجمة إلى كلمات وأفعال ووقائع عملية في كل وقت حتى عندما يخطئ الابن، فأنت لا تكرهه هو وإنما تكره فعل الخطأ الذي قام به. كما أنك لا تطلب منه دائمًا أن يكون [عبقرينو] أو نابغة عصره وزمانه فلكل جواد كبوة، وتختلف قدرات الأطفال ومستوى ذكائهم عن بعضهم البعض. الأم شقت قلبها نصفين لولديها! جاءت امرأة إلى عائشة رضي الله عنها فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت كل صبي لها تمرة وأمسكت لنفسها تمرة، فأكل الصبيان التمرتين ونظرا إلى أمهما, فعمدت الأم إلى التمرة فشقتها فأعطت كل صبي نصف تمرة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخرته عائشة، فقال: صلى الله عليه وسلم: 'وما يعجبك من ذلك لقد رحمها الله برحمتها صبييها' [رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه]. فهذه الأم لكأنما شقت قلبها نصفين رحمة بأطفالها. أبرزت معاني الحب ظاهرة في أفعال وحركات ليس مشاعر كامنة ليس لها من الواقع العملي حظ ولا نصيب. إن الطفل الذي يشبع من الحب والحنان يكون أميل إلى الطاعة والتعاون, ولذا فالحب والعطف ركنان أساسيان من أركان تربية الطفل. ومن الخطأ أن يعتقد الآباء أن المحبة هي توفير الحاجيات والملابس والهدايا والمآكل الطيبة وما شابه ذلك ... إن الحب الحقيقي الذي لا ينتبه إليه الكثير من الوالدين هو: عاطفة ومشاعر وتفهم. أبو القاسم يترجم الحب: ها هو محمد صلى الله عليه وسلم خير الخلق وأعظمهم قدرًا وإيمانًا يترجم الحب في وقائع عملية. روى الترمذي وغيره عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فجاء الحسن والحسين رضي الله عنهما وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فحملها ووضعهما بين يديه ثم قال: 'إنما أموالكم وأولادكم فتنة' نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران, فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما. فيالرحمة سيد الخلق التي ذكرها الله في كتابه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران:159]. ويالقساوة قلوب هؤلاء الجهلة الذين يطردون الأطفال من المساجد ويعاملونهم بقسوة فينفرونهم من بيوت الله. ـ وروى النسائي والحاكم 'بينما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس إذ جاءه الحسين فركب عنقه وهو ساجد, فأطال السجود بالناس حتى ظنوا أنه قد حدث أمر, فلما قضى صلاته قالوا: قد أطلت السجود يا رسول الله حتى ظننا أنه قد حدث أمر فقال: إن ابني قد ارتحلني أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته. ـ وجاء في الإصابة: أنه صلى الله عليه وسلم كان يداعب الحسن والحسين رضي الله عنهما فيمشي على يديه وركبتيه ويتعقلان به من الجانبين، فيمشي بهما ويقول: 'نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما'. ـ وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي [أي أختصر] مما أعلم من وجد أمه من بكائه'. ـ وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام مر على صبيان فسلم عليهم. ـ وروى مسلم أن الناس إذا رأوا أول التمر جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإذا أخذه قال: 'اللهم بارك لنا في تمرنا، وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا. ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك التمر'. انظر إلى الهدي النبوي الشريف في حب الأطفال والرحمة بهم، أفعال قليلة وصغيرة ولكن لها أكبر قدر وأثر في نفس الطفل، عندما يشعر أنه محبوب ومرغوب من الآخرين. لا تدمر معنى الحب: كثير من الآباء يظنون أن الطفل كائن هلامي لا يشعر ولا يحس. ولكن على العكس، فالطفل شديد الحساسية يتأثر أكثر من غيره بأسلوب المعاملة التي يتلقاها، يخطئ من يعتقد أن الطفل قليل الإحساس والتأثر ... والحقيقة أن الطفل أكثر إحساسًا من غيره, ومشكلته الوحيدة هي أنه لا يحسن التعبير عن هذه الحساسية، أو بعبارة أدق وأكثر موضوعية هو أن الكبار ليسوا في مستوى فك الرموز والرسائل غير الشفوية التي يبعث بها الطفل مستنكرًا طرق التعامل معه أو محتجًا أو معارضًا، فلا تدمر الحب إذن بأن تسخر من الطفل ... كأن تسخر من عيوبه وإخفاقاته الطبيعية فكما قلنا لكل جواد كبوة. إياك أن تستهزئ به: كأن تصفه بأوصاف الحيوانات أو بإطلاق الألقاب السيئة عليه. تجنب الاتهام المتكرر: كاتهامه بالفشل دائمًا أو المس بأمانته وقدراته. واحذر الخطاب المهين: من خلال ألفاظ وجمل معينة مثل: أنت غبي، لا تفهم كالحمار، أخجل لكونك ابني، لن تنجح أبدًا، تأكل كالحيوان، يا ليتك مثل أخيك. ـ كل هذا يهزم الطفل داخليًا ويضعف ثقته بنفسه ويجعله متجنبًا للجميع ويترك صداقة أمه وأبيه. من لا يرحم لا يُرحم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: 'قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلت منهم أحدًا قط فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: 'من لا يرحم لا يُرحم', وفي رواية: 'وأملك أن قد نزع الله من قلبك الرحمة' [رواه البخاري]. فلا تظن أن هذه القبلة تمر على الطفل هكذا دون أن يشعر بها .. لا .. إن لها دورًا فعالاً في حياة الطفل وفي تحريك مشاعر الطفل وعاطفته وهي دليل رحمة القلب للطفل، ثم هي أولاً وأخيرًا سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم. أولادنا ... أكبادنا: كم دعونا الله أن يرزقنا إياهم وقلنا وعهدنا أننا سنحافظ عليهم. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف:189]. ولكننا للأسف عندما رزقنا الله الذرية أهملناها، وكأنها لم تكن أولادنا، ونسينا أو تناسينا الرحمة أو المحبة لهم .. وهم أحوج ما يكونون إليها في هذه السن. ولا يحتج أحد بأن يقول: إننا إن فعلنا ذلك سنفرط في تدليلهم, فهؤلاء حجتهم داحضة وقولهم مرفوض، فهذا النبي صلى الله عليه وسلم يدلل أبناءه ليكونوا قادة تفتح على أيديهم الفتوح وتمصر على أيديهم الأمصار .... والله أعلم اتمنى أن ينال الموضوع على إعجابكم أحبتي shosho محبكم/د.فارس المصدر: نفساني
|
|||
|
01-06-2004, 12:37 PM | #2 |
عـضو دائم ( لديه حصانه )
|
جزاك الله خير يا د. فارس
ليت هالكلام يسمعه جميع اباء وامهات مجتمعنا لان وللاسف فيه الكثييييييييييييييير مثل ابو وام عابد ومايدرون انهم بحرصهم الزايد وتسلطهم" يؤسفني ان استخدم هذا التعبير ولكن للاسف هذا الواقع " انهم يدمرون ابنائهم والمصيبه الاكبر انه احيانا ليس هناك فرق بين الاميين الذين نستبيح لهم العذر احيانا وبين المتعلمين هنا ليس عابد وحده المسكين انما عابد وزميله الذي يدخن في هذه السن الصغيره والكثير من اقرانهم اسال الله ان يصلح حال مجتمعاتنا ويبدل الحال الى مافيه خير للامه الاسلاميه |
التعديل الأخير تم بواسطة المظلوم ; 01-06-2004 الساعة 12:42 PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|