|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
21-12-2008, 06:20 PM | #1 | |||
V I P
|
الإستخفاف بكلام الله عز وجل !!
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم .. القرآن الكريم له مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة ، لأنه كلام الله عز وجل، ولذلك فإن الاهتمام به وتلاوته وتدبره والعمل به أمر مهم جداً ، فينبغي لقارئ القرآن أن يعظم كلام الله لأن تعظيمه من تعظيم الله تعالى و أن يستحضر في نفسه عند تلاوته لكلام الله أنه يناجي الله عز وجل فيراعي الأدب مع القرآن ومع كلامه سبحانه , و يجب عليه تعظيم تنزيهه وصيانته وعدم الاستخفاف به , لكن قد نجد من المسلمين هداهم الله يستخف بكلام الله سواء كان عامداً أو غير عامد وذلك بتداول بعض الطرف التي تتضمن آيات قرآنية والتي فيها إستخفاف بكلام الله تعالى ومن أمثلة هذه الطرف : (( زوجة جحا قالت لجُحا أبغى تين و زيتون .. راح جحا ونسى طلب زوجته يوم اذن راح المسجد يصلي سمع الإمام يقول : " والتين و الزيتون " قال جحا : يؤؤؤؤؤؤ نسيت التين والزيتون .. ها ها ها ها ها )) وهناك الكثير من أمثال هذه النكت !! فكلام الله عز وجل نزل لما هو أشرف من هذا وأعظم ، فلقد نزل لإصلاح القلوب والأعمال ، ولم ينزل ليجعل وسيلة للإضحاك والقهقهه ..!! فالله عز وجل ذم من استمع القرآن فلم يخشع له قلبه فقال : { أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون } [النجم: 59-60] . ويقول الله تبارك وتعالى: { لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [الحشر:21] . أي: لو أنزل الله هذا القرآن على جبل صخر أصم لا تهده إلا الآلات الضخمة لرأيت هذا الجبل خاشعاً متصدعاً متشققاً منهداً من خشية الله، فكيف لا تخشع قلوبنا وهي من لحم ودم ؟! ويقول الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر:23] . والسلف الصالح رحمهم الله تعالى كانت تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم عند قراءة القرآن , فعن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر : كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ فقالت: ( تدمع أعينهم ، وتقشعر جلودهم، كما نعتهم الله ) . وقال الإمام القرطبي - رحمه الله تعالى - : " فكانت حالهم - يعني رسول الله وأصحابهُ رضي الله عنهم - عند المواعظ :الفهمُ عن الله, والبكاء خوفاً من الله, ولذلك وصف الله أحوال أهل المعرفة عند سماع ذكر الله وتلاوة كتابه فقال: { وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } فهذا وصفُ حالهم وحكايةُ مقالهم ... فمن كان مستنَّا فليستن". روي عن بهز بن حكيم ٍ, أن زرارة بن أوفى التابعي الجليل - رضي الله عنه - أمّهمُ في صلاة الفجر فقرأ حتى بلغ: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ* فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) خرَّ ميتاً, قال بهز: فكنتُ فيمن حمله . وكان أحمد بن الحواري - رضي الله عنه - وهو ريحانة الشام - كما قال أبو القاسم بن الجنيد رحمه الله - إذا قُرئَ عنده القرآن يصيح ويصعق ". فينبغي على من يتلو كلام الله أن يُحضر قلبه الحزن وأن يبكي , فإن لم يحضره حزن وبكاء ، فليبك على فقد ذلك ، فإنه من أعظم المصائب ..!! وينبغي حضور القلب والتدبر في كلام الله عند تلاوته وفهم معانيه ، فيشعر أنه مخاطب بكل آية من آيات القرآن ، فيستبشر عند آيات النعيم ويسأل الله ذلك ، خائفا عند آيات العذاب ويستعيذ بالله تعالى منه، إذا مر بآية تسبيح سبح ، وإذا مر بآية دعاء دعا، وإذا مر بآية استغفار استغفر، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى : { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا ءَايَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } [ ص : 29 ] . وقال تعالى : { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } سورة الطارق . فكل من اتخذ شيئاً من آيات القرآن للهزل والغناء والرقص والطرب فقد اتخذها هزواً ولعباً وقد توعد الله هؤلاء بالعذاب المهين فقال تعالى : { وإذا علم من ءاياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين (9) } سورة الجاثية . وقال : { وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (34) ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (35)} سورة الجاثية وعلى الأخرين إن كانوا في حضرة من يسنهزيء بآيات الله أن ينصحهم ولايشاركهم الإستهزاء وإن لم ينتهوا يتركهم .. قال تعالى : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} سورة النساء / 140. فينبغي أن نأخذ العظة والعبرة وأن نتجنب عقوبة الله وانتقامه كما حدث للذين نزلت آيات في كتاب الله بشأنهم : قال الله تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } سورة التوبة . وهذه الآية نص في كفر من استهزأ بالله وآياته ورسوله سواء استحل ذلك أو لم يستحل فمجرد الاستهزاء بالمذكورات ردة عن الدين بإجماع المسلمين ولو لم يقصد حقيقة الاستهزاء كأن يكون مازحاً أو هازلاً . وظاهر الآية أنهم كانوا من قبل مؤمنين فكفروا بالاستهزاء الذي يعلمون حرمته ولكن لم يظنوه كفراً .. نسأل الله السلامة والعافية .. فالمسلمون كلهم مجمعون على وجوب احترام كلام الله وتعظيمه وصيانته عن العيوب والنقائص , والإنسان بفطرته التي ولد عليها يدرك عظيم هذا الفعل وكبير هذا الذنب ويعلم أن كلام الله ليس مقامه الضحك والإضحاك فعليه أن يجنب نفسه مغبة مثل هذه التصرفات . فيا أيُّهَا القَارِي كُن بهِ مُتمسِّكاً *** مُجِلاً له في كلِّ حالٍ مُبَجِّلا ( .. منقول من عدة مصادر وبتصرف .. ) المصدر: نفساني |
|||
|
22-12-2008, 02:28 AM | #5 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
جزيت خيرا عزيزتي نور.....
واحببت ان اضيف .... سبب نزول قوله تعالى { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } سورة التوبة . قال زيد بن أسلم ومحمد بن وهب: قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق لأخبرنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عوف ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث بحديث الركب نقطع به عنا الطريق كان استهزائهم بالقراء من الصحابه فنزلت فيهم هذه الايات وهذا يشمل العلماء والقراء لانهم يحدثون عن الله تعالى ورسوله الكريم ....... فمابال الذين يخصون ايات من كتاب الله او احاديث من السنه المطهره ويعبثون بها ويستهزءون بالتصريح او التلميح..... هذا والله اعلم ...... |
|
22-12-2008, 09:46 PM | #7 |
V I P
|
أشكركِ أختي الكريمة نجلاء لقرأتكِ الموضوع ,,
|
|
24-12-2008, 11:39 PM | #8 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
أعاذنا الله وإياكم أجمعين ؛ أن نكون بكلامه تعالى مُستهزئين ؛ أو لكتابه الكريم
غير مُعظمين .... شكراً لكِ أُختى الفاضله هذه التذكره الهامه .... |
|
25-12-2008, 02:25 AM | #9 | |
V I P
|
اقتباس:
شاكرة لكِ أختي الكريمة على قرأتكِ وتعقيبكِ على الموضوع ,, |
|
|
29-12-2008, 07:41 PM | #10 | |
V I P
|
اقتباس:
وصدقتِ فيما قلتِ فاليوم إنتشر الإستهزاء بالعلماء نسأل الله السلامة والعافية فهذه الآيات نزلت في الإستهزاء بالقراء من الصحابة فما بال إذاً الإستهزاء بكلام الله ,, وأشكركِ على إضافتكِ القيمة ,, |
|
|
07-01-2009, 07:23 PM | #12 |
V I P
|
آميـــــــــــــــن وإياكِ ,, أشكركِ أختي الكريمة على تواجدكِ ,, |
|
05-02-2009, 11:15 PM | #13 |
V I P
|
والشكر لك كذلك أخي الفاضل أسامة على تواجدك ,,
|
|
03-03-2009, 08:56 PM | #14 | |
V I P
|
اقتباس:
أشكركِ أختي الكريمة على دعاءكِ لي فجزاكِ الباري خير الجزاء عليه ,, |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|