|
|
||||||||||
ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع |
28-10-2017, 07:50 PM | #1 | |||
عضو نشط
|
مايجهله البعض عن المرض النفسي
في رحلة البحث عن الذات والتعرف على النفس من أجل تطويعها في المسار الذي يناسبها، يجد الانسان نفسه حائراً من اين يبدأ فالنفس ليست طريقاً معبداً يسلكه السائرون مشياً على الاقدام لينتهي بهم الى العنوان المطلوب، بل ان هناك مفاهيم تحوم حول النفس تجعل من مجرد التقرب منها ليس بالأمر الذي يسهل حصوله، فأول ما يصدم به الانسان في محاولته لاكتشاف ذاته انه لا يعرف عنها الا القليل، فهو يرجو شيئاً جميلاً من هذه الذات وقد لا يدري ان هذه الذات شفافة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة حيث تصطبغ بالبيئة التي تتواجد فيها، ولكنها لا تنسجم بالبيئة المحيطة بسهولة، فهي تقاوم اول الامر تجاه كل الاشياء التي لا تتوافق مع مكنوناتها التي تلقتها في تجاربها الاولى على هذه الحياة وبعض هذه التجارب ربما لا يستطيع الانسان استرجاعها بذاكرته لشدة قدمها وعمقها في الذات. فقد تحدث التجارب السلبية قبل او بعد الولادة مباشرة والحقيقة ان لا احد يذكر اللحظة التي ولد فيها ولا الشهور الاولى من حياته ناهيك عما كان يجري له وهو في بطن امه، فالأنسان قد يتعرض لتجارب نفسيه قاسية قبل ان يولد حتى، وهذا ما أصدرت عنه جمعية العلم النفسي تقريراً يقول بأن الحالة النفسية للأم تؤثر على الجنين في بطنها لدرجة انه قد يبكي معها عندما تبكي وقرأت في مقال اخر بان الصحة النفسية للأم قد تؤدي الي تشكيل انطباعات الجنين تجاه الحياة، ان التجارب الاولى هي الأقوى تأثيراً في نفس الانسان ويصعب التأم هذا النوع من الجروح الا انه من الممكن التعايش مع الألم الذي حتماً يؤدي الي تشكيل بعض ملامح الشخصية التي لا يستطيع الانسان ان يغيرها، فالإنسان قد يصاب بمعوقات نفسية كالذي يصاب بمعوقات جسدية ويعيش مع هذه الإعاقة طوال حياته، الا ان المهم في الامر هل ستمنعه الاعاقة من السعادة والنجاح والتمييز والهام الاخرين، قد تقف الإعاقة كحجر عاثر بينه وبين بعض الأشياء الجميلة ولكن الله يأخذ ويعطي، ان كون الانسان يمنع من شيء يعطيه الفرصة لاكتشاف شيء اخر، أي ان الإعاقة بحد ذاتها فرصه لاستطلاع افاق جديدة وربما السير في مسارات لم يسلكها احد من قبل، خصوصاً في الإعاقة النفسية فحرمان الانسان من القدرة على مخالطة الناس او جذبهم اليه او عدم انسجامه مع الحياة بالشكل الطبيعي قد يزيد من توجهه نحو الله سبحانه وتعالى، ولكن هنالك هدايا ربانيه يهبها المولى لهؤلاء الذين باركهم بهذه الابتلاءات فلنضرب مثلاً ببعض الأشخاص الذين أصيبوا بإعاقات نفسيه وابهروا العالم بإبداعاتهم، لقد كان المهندس والنحات والرسام والشاعر الايطالي مايكل انجلوا الذي جل أوروبا تفخر بأعماله يعاني من التوحد وهو مرض يعزل الانسان عن الاتصال بالأخرين او التفاعل معهم، بينما كان بيتهوفن اصماً ومصاباً بثنائي القطب احد اعظم مؤلفي المقطوعات الموسيقية وقد ازداد ابداعه خصوصاً بعد فقده لحاسة السمع، بينما كان يعاني إبراهيم لينكولين رئيس الولايات المتحدة الذي سطر في تاريخها كأحد اعظم الشخصيات التي حكمت أمريكا من الاكتئاب، بينما صاحب الجاذبية إسحاق نيوتن كان يعاني من ثنائي القطب وبعض الميول للجنون، وعانى الروائي المبدع ليو تولستوي صاحب رواية الحرب والسلم من الاكتئاب ايضاً وعانى فيلسوف الرياضيات والمنطق كورت جودل من أوهام الاضطهاد، انني اكاد اجزم ان هؤلاء العباقرة ما كانوا ليصلوا لما وصلوا اليه من دون هذه الامراض النفسية لقد كانت هذه الامراض النفسية هي سر عبقريتهم ولكن الامر يكمن في كيفية التعامل معها وحسن ادارتها، ان السبب الذي جعل البعض يبدع والبعض يفشل هو ان البعض استسلم وانحنى عن اكمال مساره بينما البعض الاخر واصل إصراره ولم يتوقف عن المحاولة، ولكن المحاولة كما يجب ان لا تتكر على نفس النحو كي لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، بل لا بد من تجديد المحاولات واختلافها فقد سئل اديسون مخترع المصباح عن الف تجربة فاشلة قام بها فأجاب بانها ليست الف تجربه فاشله بقدر ماهي طرق مختلفة كان يسلكها حتى وصل إلي ما وصل اليه، انا شخصياً مصاب بثنائي القطب وهو اضطراب النفسي يجعل الانسان يتأرجح بين الفرح والحزن ويتحول احياناً إلي أوهام، بل وقد وصل بي الامر إلي ان تم ادخالي إلي المصحة بعد ان تسببت بالفوضى في احدى المرات، ولكني لست خجلاً من ذلك فقد طرقت الكثير من الأبواب الا ان هناك ابواب كثيرة أخرى امامي لاطرقها، اسأل الله لكم التوفيق ولي ايضاً.
المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|