الوسواس
الوساوس هو من أكثر الأشياء التي تنغّص على حياة الإنسان، فتجعلها عبئاً ثقيلاً على صاحبها؛ فالوساوس كفيلة بأن تقلب حياة الإنسان المستقرّة إلى جحيم لا يطاق، فهي ليست كوابيس أو نوبات عابرة؛ بل هي ظواهر ذات أصل مرضي، تصيب الإنسان فتسبّب له المتاعب النفسية والعصبية، وهي في معظمها أمراض مزمنة؛ أي قد تلازم المصاب بها لفترات طويلة تمتد لشهور أو حتى سنوات. المتابع لأخبار الحوادث والجرائم في الصحف ونشرات الأخبار، يلاحظ كم شخصاً مصاباً بالوساوس، أوصلته وساوسه إلى اللجوء إلى العنف، وارتكاب جرائم بحق الآخرين، أو بحق نفسه من خلال الانتحار، إذاً فأضرار الوساوس تتجاوز المصابين بها وحسب، لتتسبّب بمشاكل عائلية أو اجتماعية أكبر وأكثر فداحة على مستوى العائلة أو على مستوى المجتمع. يبقى الوسواس مرضاً نفسيّاً غير عضوي؛ أي إنّ مرض الوسواس بحدّ ذاته ليست فيه خطورة على حياة الإنسان، لذلك فعلاج الوسواس هو شيء ممكن؛ إذ يتطلّب الصبر والإرادة من المصاب بالوسواس، ويتطلب الحكمة من الاختصاصي المعالج، كما ويتطلّب عون الأهل والأصدقاء وزملاء العمل، من خلال مساندتهم للمصاب وتفهمهم لحالته وكيفية التعامل معها .