عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2005, 05:26 PM   #2
قـمـر الزمان
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية قـمـر الزمان
قـمـر الزمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15722
 تاريخ التسجيل :  01 2004
 أخر زيارة : 25-05-2008 (09:06 PM)
 المشاركات : 264 [ + ]
 التقييم :  52
لوني المفضل : Cadetblue


ثانيا: محاور اللقاء:

** نسمع كثيرًا عن برلمانات الدول الأخرى أنها تشارك في صنع قرارات مهمة في البلاد، بينما نرى أن مجلس الشورى لا يتطرق إلا إلى الموضوعات التي قد لا تمس كثيرًا القضايا المصيرية للبلاد فلماذا؟

- هذا سؤال لطيف، ولاسيما في صياغته فاستأذنك بالوقوف عند العبارة التي وردت في السؤال، وهي: "بينما نرى أن مجلس الشورى لا يتطرق إلا إلى الموضوعات التي قد لا تمس كثيرًا القضايا المصيرية للبلاد فلماذا؟"، من أين استقيت هذا الحكم؟ وبأي وسيلة تمت هذه الرؤية؟ ومع الأسف أن هذا شعور أو وجهة نظر شريحة غير قليلة.

الإجابة عن هذا السؤال تتكون من شقين:

الأول: هذه بعض الإنجازات والموضوعات التي درسها المجلس وأصدر فيها قرارات:

- موضوع استحداث وزارة باسم (وزارة المياه) تعنى بشؤون المياه والصرف الصحي والسدود وتحلية المياه المالحة، وإجراء الدراسات والبحوث العلمية لاختيار التقنيات المناسبة في الزراعة والري، بالقرار رقم 43/53/18 في 23/12/1418هـ.

- نظام المرافعات الشرعية، بالقرار رقم 14/13 في 14/4/1421هـ.

- نظام المحاماة، بالقرار رقم 7/67 في 7/1/1422هـ.

- نظام الإجراءات الجزائية، بالقرار رقم 86/73 في 27/1/1422هـ.

- التقويم الشامل للتعليم في المملكة بمراحله المختلفة، بالقرار رقم 78/56 في 12/11/1424هـ.

- تعديل نظام الجنسية، بالقرار رقم 9/5 في 20/3/1425هـ.

- نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بالقرار رقم 51/5 في 7/11/1425هـ.

دراسة مشكلة الإسكان والموافقة على الأهداف العامة لحلها على المدى القريب والبعيد، وكذلك الإسراع في إعداد الاستراتيجية الوطنية الشاملة (التفصيلية) للإسكان وإصدار وتحديث التشريعات التنظيمية اللازمة لحل تلك المشكلة، بالقرار رقم 35/25 في 26/5/1425هـ.

- مشروع الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، بالقرار رقم 4/3 في 13/3/1425هـ.

- دراسة ظاهرة العنف والإرهاب من جميع جوانبها الجنائية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية في عدد من النقاط تتضمن مايراه المجلس من سبل لمعالجة هذه الظاهرة، بالقرار 34/25 في 26/5/1425هـ.

- مشروع الاستراتيجية الوطنية الشاملة بعيدة المدى للتعليم الفني والتدريب المهني، بالقرار رقم 51/5 في 7/11/1425هـ.

- نظام الطيران المدني، بالقرار رقم 101/79 في 25/2/1426هـ.

- نظام الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين، بالقرار رقم 102/80 في 26/2/1426هـ.

بالإضافة إلى دراسة تقارير الأداء السنوية للوزارات والجهات الحكومية وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها تلك الوزارات، ووضع المقترحات التي من شأنها تحسين وتطوير العمل لدى تلك الوزارات.

ثانيًا: قد يكون هناك بعض التقصير الإعلامي من المجلس، وهذا أمر لايتحرج المجلس من الاعتراف به، مع الحرص الكبير والواسع على التواصل مع المواطن ومع كل راغب في المتابعة، ويكون الحرص على ذلك من خلال وسائل عدة من خلال البث التلفازي في لقاء منتظم يومين في الأسبوع، وكذلك أيضًا استعداد المجلس لاستقبال الراغبين في حضور جلسات المجلس رجالاً ونساء وإعلاميين وغيرهم، ومن خلال موقع المجلس وبريده الإلكتروني، ومن خلال لجنة العرائض، كما أن للمجلس صفحات يومية في بعض الصحف المحلية، والموضوعات التي ذكرتها بعضها منشور في هذه الصحف كاملاً وبعضها منوه عنه فيها، كل هذه قنوات أحسب أن فيها فرصة للتواصل والاطلاع على ما لدى المجلس من موضوعات ونقاشات، مع حرصنا على التحديث والتطوير وفتح المزيد من قنوات التواصل حسب الإمكان والوسائل المتاحة.

مع أننا لا نغفل أن كثيرًا من شرائح المجتمع مع تعدد النوافذ والقنوات وكثرة المعروض وتنوعه قد تجعل مثل الشأن الشوري والبرلماني غير ذي جاذبية وبخاصة في عصر الوجبات السريعة والأكلات الجاهزة وتوصيل الطلبات إلى المنازل.

** هل أنت راضٍ عن أداء سير المجلس والمهام الملقاة عليه؟

- إذا كان المقصود بالرضا الإنجاز والاستمرار في الإنجاز والعطاء من قبل الإخوة الزملاء أعضاء المجلس وإداراته في دوراته الثلاث، فلقد قدم الإخوة جهودًا مشكورة، وأسسوا للعمل الشوري والحياة الشورية في مناقشتها وحواراتها ودراساتها وقراراتها ما نحسب أنه شيء جيد ويعتز مثلي أن يذكره، أما إذا كان المراد بالرضا الاستكانةُ والإعجابُ المقعد وعدمُ التطلّع نحو المزيد من العطاء والتطوير والاشتغال بهم الوطن والمواطن، فهذا ليس موجودًا ولله الحمد. وأؤكد لكم أن هذا هو ما يعيشه الإخوة الزملاء في طرحهم ونقدهم ومتابعتهم لأداء الحكومة ومتطلبات الوطن.

** ماذا قدمت لك رئاسة مجلس الشورى شخصيًا ودعويًا؟

- رئاسة المجلس مسؤولية كبيرة أمام الله أولاً ثم هي ثقة كبيرة من ولاة الأمور والمواطنين، ومسؤولية تجعل الحمل ثقيلاً وهي كذلك أمام الزملاء الأعضاء والإداريين، ولكن توفيق الله ثم دعم ولاة الأمور للمجلس وهو دعم واضح وظاهر وكبير وكذلك نوعية الأعضاء في هممهم الكبيرة ومواقعهم الوظيفية وشخصياتهم القيادية وفكرهم الواسع في الوطن، كل هذا يسهّل من هذه المهمة، ويدفع المجلس إلى الأداء الجيد.

أما دعويًا فقد يكون من نعمة الله على عبده أن يُنظم في سلك الدعاة إلى الله وخدمة دينه والسير على نهج السلف الصالح، وهذه كذلك مسؤولية كبرى، والقيام بها مكلّف وكبير، ولكن نظرًا لما هيأ الله -سبحانه- من أسباب في التخصص الشرعي والارتباط بالمسجد الحرام إمامة وخطابة، كل ذلك جعل مثلي أن تكون الدعوة إحدى همومه، بل ربما وجد المرء في الأعمال الأخرى مجالاً دعويًا وبخاصة إن هو التقى شخصيات غير مسلمة، فيبيّن محاسن هذا الدين، ويكشف الشبه، كما يستغل اللقاء ببعض الشخصيات الإسلامية ذات التأثير في مواقعها وبلدانها للحث على تعزيز شأن الدين، وكذلك الأمر في التجمعات الإسلامية سواء في البلاد الإسلامية أو في أوساط الأقليات الإسلامية.

فهذه ميادين وفرص يحرص الإنسان على الاستفادة منها، مع التأكيد -ولله الحمد- على أنها لا تزاحم العمل الرسمي، بل أشعر أنها تصب في تأييده ومزيد من الثقة به والاحترام له.

** عندما كان نبي الله يوسف أثيرًا لدى والده حرمه ذلك من عيش الطفولة كأترابه، وكان من ذلك غَيرَة وحسد إخوانه، ولكن في الوقت نفسه اطلع على أمور لا يفهمها إلا الكبار! فهل مصادقة الوالد لولده منذ الطفولة تعطيه قوة وخبرة وتوفيقاً في حياته القادمة ماذا تقول في ذلك؟

- علاقة الوالد بأبنائه علاقة يصعب حصر الحديث عنها أو حصرها في جانب أو جوانب، فالله -سبحانه وتعالى- جعل علاقة الأبناء بوالديهم والوالدين بأبنائهم مما يزداد فيها المتأمل عجبًا، ففيها الرحمة والحزم، وفيها العطاء والمنع، وفيها الحب والمجازاة، وفيها الصحبة والمعاشرة السنين الطوال، فالأب يعيش مع أولاده منذ خروجهم إلى الدنيا والأبناء مع والدهم وهو يتنقل في مراحل العمر في قوة إلى كهولة إلى شيخوخة، ثم نلاحظ الطبائع المتباينة في الأولاد مع أنهم يعيشون تحت سقف واحد، ويأكلون أكلاً واحدًا، ويتلقون التعليم الواحد وبخاصة في مراحل التعليم العام في مدرسة واحدة في الغالب، ويعيشون في حي واحد مع الأقارب والمعارف والجيران والأتراب، ومع هذا يخرجون بطبائع مختلفة وسلوكيات متباينة وأنواع من التحصيل والمواهب والملكات متفاوته، {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، ومع كل هذا التباين والتمايز يبقى الوالدان لهما التأثير على كل واحد من هؤلاء البنين والبنات، من هذه الإشارة يمكن أن يفهم تأثير الأب على أبنائه.

أما إخواني وأنا فقد كان الوالد -رحمه الله- عالماً من العلماء وصالحاً من الصالحين ورجل دولة ورجل عامة له المنزلة الاجتماعية الواسعة، والتواصل الكبير في الداخل والخارج، كما أن له شخصيته المتميزة جدًا في بيته ومع أهله وأولاده، فهو مربٍ من الطراز الأول، متابع متابعة عجيبة للشأن البيتي على الرغم من كبر مسؤولياته وكثرة مشاغله العلمية والعملية خارج البيت وداخله، فقد استفدت من علمه -رحمه الله رحمة واسعة- كما استفدت من شخصيته في جديته واستغلاله لوقته وحسن رعايته لأولاده وحبه للناس والحرص على نفعهم والشفاعة لهم ومساعدتهم وقيامه بمهمة الاحتساب بشكل حكيم ومنقطع النظير، ناهيك عن تميزه في التدريس والقضاء والفتيا.

** كيف هو تأثير حفظكم القرآن في الصغر؟

- حفظ القرآن نعمة أنعم الله بها عليَّ وأعُدُّها من أكبر النعم بعد نعمة الإسلام، بل لا أبالغ إذا قلت إني أعد كل فضل أعيشه وكل راحة أنعم بها وكل سعادة أشعر بها، كل ذلك بفضل -الله سبحانه- ثم بنعمة هذا القرآن العظيم، تلاوة وتدبرًا ومعايشة وتدريسًا وعوناً في المحاضرات العامة، كما أن له تأثيرًا كبيرًا في السلوك وتأثيرًا كبيرًا كذلك في استقامة اللسان وحسن البيان ولا أتحدث في هذا عن نفسي فقد أكون من أقل المتأثرين في ذلك، لكني ألاحظه في كثير ممن رزقهم الله حفظ كتابه، وأقول ذلك من منطلق تأمل وسبر وملاحظة.

** لقد تقلد معاليكم مناصب عدة من معيد إلى رئيس لمجلس الشورى، أي من هذه المواقع كان أقرب إلى نفسك؟ وأحببته أكثر؟

- أحبها إليَّ التدريس فأنا مغرم بالتدريس والمطالعة والقراءة وأحب التحضير للدرس والمحاضرات وأشعر أنه ليس لدي الوقت الكافي لأشبع هذه الرغبة.

** هل لشرف المهنة وثقل المسؤولية ضريبة من خلال تجربتكم؟

- لاشك أن المسؤولية إذا كبرت تأخذ من وقت الإنسان وجهده وتحد من تحقيق بعض رغباته الشخصية وميوله وهواياته الذاتية، وقد يكون من ذلك عدم التواصل المطلوب مع الأولاد والأسرة ومع المجتمع والناس، ولكني شخصيًا أحاول التغلب على ذلك من خلال ترتيب جلسات منتظمة في بيتي في أيام محددة في الأسبوع وكذلك إلقاء المحاضرات العامة في المساجد والملتقيات ليتسنى التواصل مع الإخوان والأصدقاء والراغبين في التواصل.

المتابع لكم يرى غيابًا كبيرًا عن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة إلا فيما يتعلق بالشورى فما** طبيعة علاقتكم مع هذه الوسائل الإعلامية المهمة؟

- لعل في السؤال السابق وإجابته مايجيب عن جزء من هذا السؤال، فأنا شخصيًا لست ميالاً إلى الظهور من خلال وسائل الإعلام مع حرصي على التواصل الاجتماعي وحضور المناسبات الاجتماعية والدروس والمحاضرات.

** تتعدد رغبات الإنسان حينما ينمو عقله ويبدأ النضج، وبعده تستقر ميوله، هل هذا صحيح في تجربتكم الشخصية؟

- هذا صحيح مئة في المئة، وقد كانت طموحاتي في المرحلة الثانوية على الرغم من تحصيلي الشرعي وثقافتي في العلوم الشرعية والعربية وحفظي لكتاب الله الكريم، فقد كان طموحي أن أكون طبيبًا وقد التحقت بكلية الطب في إيران، ولكن -شاء الله سبحانه- غير ما شئت وأراد غير ما أردت، وكان فيما أراده الخير كل الخير، وأؤكد للقارئ الكريم أن سعادتي فيما قدره الله لي واختاره لا توصف رضى بما قسم الله فيما قدّره خير مما قدّرته وما كتبه خير مما أمَّلته.

** الشيخ صالح مسؤول ناجح، ماذا عنه كربّ لأسرة؟

- النجاح لا يحكم فيه الإنسان لنفسه وإنما هذا الحكم من حق غيره وحسب المسؤول أن يَجِدَّ ويعمل ويخلص ولايستبد وأن لا ينكفئ على ذاته وأن يتطلع إلى الجديد المفيد في محيط عمله أما الأسرة فهي مسؤولية كبيرة كما أنها نعمة حينما يشعر فيها المرء بالمودة والاستقرار والاجتماع وهذا ما أشعر به ولله الحمد والمنة.

.


 

رد مع اقتباس