عرض مشاركة واحدة
قديم 19-04-2002, 03:43 PM   #1
هولمز
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية هولمز
هولمز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 638
 تاريخ التسجيل :  09 2001
 أخر زيارة : 15-07-2011 (05:43 PM)
 المشاركات : 288 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
سقوط الفضيلة (منقول)



سقوط الفضيلة
كَسِبَ العلمانيون جولةً قويةً وهامَّةً ضِدَّ الإسلاميين في هذه البلادِ، وذلك مِنْ خِلالِ إِسْقَاطِ جِهَازٍ شَرْعِيٍّ دِيْنِيٍّ هُوَ الرِّئَاسَةُ العامَّةُ لِتَعْلِيْمِ البنات، وإِسْنَادِ مُهِمَّتِهَا إلى وزارة المعارف!!
وهذا النَّصْرُ لِلْعَلمانيين – في هذه البِلادِ – يَجْعَلُنَا نُدْرِكَ قُوَّةَ تَغَلْغُلِهِمْ فِيْ البِلادِ وَتَنَفُّذِهِمْ فِيْهَا، وَسَيْطَرَتِهِم عَلى كَثِيْرٍ مِنْ السُّلُطَاتِ فِيْ ظِلِّ تَحْجِيْمِ دَوْرِ العُلَمَاءِ مِنْ جِهْةٍ، وَعَدَمِ الاعْتِدَادِ بِآرَائِهِمْ، وَفَتَاوِيِهِمْ!!
وَلَعَلَّ مِنْ نَافِلَةِ القَوْلِ أَنَّ نَذْكُرَ أَنَّ المُشْكِلَةَ لَيْسَتْ فِيْ مَسْأَلةِ ذَهَابِ رَجُلٍ مَسْئُوْلٍ والإِتْيَانِ بِآخَرَ؛ بِقَدْرِ مَا هِيْ إِسْقَاطٌ لِشَرْعِيَّةِ هَذَا الجِهَازِ، وَالانْتِقَالِ بِهِ بَعِيْدَاً بِأَيْدِيْ هَؤُلاءِ العَلْمَانِيِّيِّن!
إِنَّ مَنْ يَتَأمَّلُ يُدْرِكُ - وَبِكُلِّ سُهُوْلَةٍ - خُطُوْرَةَ هَذَا الدَّمْجِ، وَعَوَاقِبِهِ الوَخِيْمَةِ عَلَى البِلادِ وَالعِبَادِ، وَيَعْلَمُ عِلْمَاً قَاطِعَاً أَنَّ مَنْ نَصَحَ بِه لم يَكُنْ نَاصِحَاً لِدِيْنِه وَلا لِوَطَنِهِ، وَلاَ لِوُلاةِ أَمْرِهِ، وَأَنَّهُ أَرَادَ زَرْعَ العَلْمَانِيَّةِ فِيْ هَذِهِ البِلادِ عَنْ طَرِيْقِ أَهَمِّ خُطُوَاتِ التَّغْرِيْبِ وَالاخْتِلاَطِ بِهَذَا الدَّمْجِ!!
وَلا نَعْدُوْ الصَّوَابَ إِذا قُلْنَا إِنَّ الرَّئِيْسَ العَامَّ السّابِقَ يَتَحَمَّلُ جُزْءَاً مِنْ مَسْئُوْلِيَةِ الانْحِدَارِ الرَّهِيْبِ بِكَيَانِ الرِّئَاسَةِ العَامَّة لِتَعْلِيْمِ البَنَاتِ، وَذَلِكَ بَسَبَبِ ضَعْفِهِ وَخَوَرِهِ، وَاسْتِسْلامِهِ، وَخُضُوْعِهِ الوَاضِحِ للمُتنَفِّذِيْن!! وَلَكَنَّ هَذَا لا يَعْنِي إِسْقَاطَ جِهَاز بِهَذَا السَّبَبِ البَارِدِ!
ما المشكلة في الدمج؟
1- إِسْقَاطُ جِهَازٍ شَرْعِيٍّ دِيْنِيٍّ يَعْتَنِيْ بِتَعْلِيْمِ المَرْأَةِ، وَيَهْتَمُّ بِأُمُوْرِها التَّعْلِيْمِيَّةِ وَالتَّرْبَوِيَّةِ، وَمِنْ المَعْلُوْمِ أَنَّ الاتِفَاقِيَّةَ التِيْ كاَنَتْ بَيْنَ المَلِكِ فيَْصَلٍ وَبَيْنَ سَمَاحَةِ مُفْتِيْ عَامِّ المَمَلَكَةِ – فِيْ حِيْنِهِ - الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمٍ؛ تَنُصُّ عَلَى أَنَّ مَنْ يَتَوَلَّى رِئَاسَةَ تَعْلِيْمِ البَنَاتِ يَكُوْنُ مِنْ سِلْكِ القَضَاءِ، وَيَرْتَبِطُ بِالإِفْتَاءِ، وَذَلِكَ إِدْرَاكَاً مِنْهُ - رَحِمَهُ الله - بِخُطُوْرَةِ هَذَا الشَّأْنِ.
2- أَنِّ هَذَا الدَّمْجِ طَرِيْقٌ سَهْلٌ وَمَيْسُوْرٌ لِتَمْرِيْرِ مُخَطَّطَاتِ العَلْمَانيِّيِّنَ؛ فَقَدْ ظَلَّتْ رِئَاسَةُ تَعْلِيْمِ البَنَاتِ سَدَّاً مَنِيْعَاً – عَلَى ضَعْفٍ فِيْ أَوَاخِرِهَا – أَمَامَ شَهَوَاتِهِمْ العَارِمَةِ للتَّغْيير، وَلِذَا فَلا نَسْتَغْرِبُ فَرْحة هَذِه الصَّحُف بِمِثْلِ هَذَا القَرَارِ وَاعْتِبَارِهِ حَدَثَاً تَأْرِيْخِيَّاً؛ لأَنَّهُ بِالفِعْلِ سَيُغَيِّرُ خَارِطَةَ هَذِهِ البِّلادِ فِكْرِيَّاً وَأَخْلاقِيَّاً.
إِنَهُ وَبَعْدَ هَذَا الدَّمْجِ ستَكَوْنُ أُمُوْرٌ كثَيِرْةٌ بِأْيْدِيْ هَؤُلاءِ؛ مِنْهَا:
أ- دَمْجُ الصُّفُوْفِ الدُّنِيْا فِيْ التَّعْلِيْمِ (مِنْ السَّنَةِ الأُوْلَى إِلى الرَّابِعَةِ) وَهَذِهِ كَانَتْ حُلُمَ وَزِيْرِ المَعَارِفِ مُنْذُ أَنْ كَانَ فِيْ مَكْتَبِ التَّرْبِيَة لِدُوَلِ الخَلِيْجِ العَرَبِي!!
ب- أَنَّ أُمُوْرَ النِّسَاءِ التَّعْلِيْمِيَّةِ - فِي هَذَا البَلَدِ - أَصْبَحَتْ فِي أَيْدٍ غَيْرِ أَمِيْنَةٍ!! وَلِذَا لَنْ نَسْتَغْرِبَ – بَعْدَ فَتْرَةٍ – قِيَامَهَمْ – مَثَلاً – بِالجَوْلاتِ التَّفَقُّدِِيَّةِ!! وَبِالاجْتِمَاعَاتِ التَّشَاوُرِيَّةِ!! وَقَدْ تَكُوْنُ فِي البِدَايَةِ عَنْ طَرِيْقِ الدَّائِرَةِ المُتَلْفَزَةِ!! ثُمَّ يَسْهُلُ اللِّقَاءُ فِيْمَا بَعْدُ!!
ج ـ مِنَ المُتَفَقِ عَلَيْهِ قَطْعَاً بَيْنَ النَّاسِ أنَّ وِزَارَةَ المَعَارِفِ عَجَزَتْ عَنْ ضَبْطِ الطُّلاَبِ فِيْ المَدَارِسِ؛ فَهَا نَحْنُ نَرَىَ نَتَائِجَ تَرْبِيَتِهَا فِيْ صُفُوْفِ المُجْتَمَعِ مِنْ الشَّبَابِ؛ فَمَا بَالُكَ بِتَعَامُلِهَا مَعِ الفَتَيْاتِ!! خَاصَّةً إِذا أَدْرَكْنَا أَنَّهُ مِنْ المُسْتَحِيْلاتِ أَنْ يَقُوْمَ جِهَازٌ وَاحِدٌ عَلى رِعَايَةِ التَّعْلِيْمِ فِي المَمْلَكَةِ بِكَامِلِهَا؛ لِصُعُوْبَةِ هَذَا الأَمْرِ وَتَرَامِي أَطْرَافِ البِلادِ، مِمَّا يَعْنِيْ فَشَلاً وَخُطُوْرَةً عَلى التَّعْلِيْمِ وَأُسسه التَّرْبَويَّةِ الدَّيْنِيَّةِ.
د- وَمِنْ العَجِيْبِ أَنَّه بَعْدَ صُدُوْرِ القَرَارِ أَطَلَّتْ عَليْنَا الصُحُفُ المُنَافِقَةُ بِالتَّصْفِيْقِ لِهَذَا القَرَار الإِصْلاحِيِّ التَأرِيخي الجري– كَمَا يَزْعُمُوْن – وَطبَّلُوْا لَهُ، وَأَنَّهُ خُطُوْةٌ فِي سَبِيْلِ التَّغْيِيْر!!
وَكَان َمِنْ ذَلِك المُطَالبَةُ فَوْرَاً بِمُسَاوَاةِ المُعَلِّمَةِ بِالمُعَلِّم وَالطَّالِبَات بِالطُّلابِ!! بَلْ وَالنَّظَرِ فِي كَثِيْرٍ مِنْ تَعَامِيْم الرَّئاسَةِ السَّابِقَةِ السَّلُوْكِيَّة(وَتَشْمَلُ الزِّيَّ المُوَحَّد، وَطَرِيْقَةَ لبْسِ المُعَلِّمَاتِ، وَبَعْضَ مُخَالفَاتِهِنَّ الشَّرْعِيَّةِ)!!
وَبَعْدُ: فَلَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ البِلاد المُبَارَكَة تَتَمَيَّزُ بِمَيزَتَيْنِ عَظِيْمَتَيْنِ هُمَا:
الرِّئَاسَةِ العَامَّةِ لِتَعْلِيْمِ البَنَاتِ، وَالرِّئَاسَةِ العَامَّةِ لِهَيْئَةِ الأَمْرِ بِالمَعْرُوْفِ وَالنَّهَيَ عَنِ المُنْكَرِ، وَكِلاهُمَا يُعْنى بِالسُّلُوْكِيَاتِ وَالأَخْلاقِ، فَسَقَطَ المَحْضِنُ الأَوُّلُ لِلْمَرْأَةِ بِأْيْدِيْ أَهْلِ العْلْمَنَةِ، وَلَمْ يَبْقْ إِلاَّ الآخَرُ وَهُو عَلى خُطَى الأَوَّلِ يَسِيْر، وَعِنْدَهَا سَتَكُوْنُ الفَوْضَى الأَخْلاقِيَّة وَالفَسَاد عَلى أَشُدِّهِ، وَالخَاسِر الحَقِيْقِيُّ فيها: الفَضِيْلَةُ وَمَنْ يَقُوْمُ عَلَيْها، وَهِي المَيْزَةُ التي قَامَتْ عَلَيْهَا هَذِهِ البِلادِ.
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس