الانــــتـــــقـــــامـــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات....
الانتقام وانواعه.....
انتقام من امر محرم بامر محرم اخر....
انتقام بامر محرم من امر حلال....
انتقام بامر حلال من امر محرم....
وسأفصل المجمل ...
انتقام من امر محرم بامر محرم اخر....
وله امثله وصور عديده ومختلفه....فمثلا رجل خان زوجته فانتقمت منه بخيانته....او موظف ظلمه مديره في مرتبه فسرق منه الموظف وتمادى في السرقه....رجل تعدى على اخر بالكلام فشهر والصق به كذبا وزورا....امرأه اغتابت اخرى فنشرت لها الاخرى بعد ان اخذت لها صورا خفيه لتنشرها في كل مكان بشكل فاضح....وهكذا....
وهذا النوع من الانتقام لايجوز وكلا المتخاصمان مخطئ وان كان البادئ اشد ظلم من المنتقم الا ان كلاهما عليه الذنب العظيم ...
انتقام بامر محرم من امر حلال....
وهذا النوع له صورا ايضا فمثلا رجل تزوج على امرأته باخرى حلال لكن انتقامها كان عن طريق الذهاب الى طريق السحر والسحره فالتعدد حلال والسحر والذهاب للسحره حرام....قاضي حكم بين متخاصمين بما يراه من عدل الا ان المحكوم عليه لم يرضى فالصق التهم على القاضي وطعن في حكمه بهتان وزور....
وهذا النوع من الانتقام لايجوز ويكون المنتقم قد جمع على نفسه الظلم والكذب ونجى منها المنتقم منه....اذ انه لم يرتكب محرما ولم يتجاوز الحدود...
انتقام بامر حلال من امر محرم....
وهذا النوع انسان تعدي عليه فذهب الى الشارع لينصره وينتقم له عن طريق احله الله وبالعدل وهذا افضل انواع الانتقام اذ انه يكون بعدل وانصاف وبطريق حلال....
الانتقام في الشرع والمنهج الرباني
1....
وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40)وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41)إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)(الشورى)
هذه الايات واضحه جليه بينه لجميع انواع الانتقام....
وهنا يوضح الله عزوجل ان الذين يصيبهم البغي (الظلم)هم يطلبون النصره واخذ الحق ممن ظلمهم...لان الاصل وجزاء سيئة سيئة مثلها دون زياده او تعدي فلو تجاوز احدهم على الاخر بالكلام فله ان يرد بالمثل دون زياده...او من اخذ حق فله ان يسترجعه دون زياده ...فمثلا رجل بخيل لاهل بيته اخذ حاجتهم دون تفريط في الاموال....وتعمد الايذاء....فاذا اخذ حقه ممن ظلمه فليس له بعد ذالك من الامر شيء لكن الذي يستنصر فلم يجد من ينصره او لم يتمكن من اخذ حقه كاملا او زيد عليه في الظلم فهذا امره لله عزو جل فالله ينتقم ممن ظلمه ان لم يكن في الدنيا ففي الاخره ولايضيع الله حقا لاحد......لكن كمال الامر لمن صبر ولم يطلب النصره الا من الله تعالى....وهذا من كمال الايمان....
2....
وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ۖ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126النحل)
دائما يرتبط الصبر وفضله على الانتقاك ممن ظلم....وهنا تأكيد على ان لايتعدى الانتقام ممن ظلم....
3....
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة8)
وهذا وجوب لانتصار للمظلوم واخذ الحق له بالعدل والشنئان هما المتخاصمان ...اي لاتتحيز لاحد دون الاخر مهما باغ مكانت احدهما على الاخر اذ ان العدل هو المطلوب من كلا المتخاصمان وعليهما بالرضى والتسليم للحكم العادل....
الانتقام على ثلالث مراتب...
1..عدل (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) كما ذكر سابقا....
2.فضل...وهو العفو والاصلاح وقد قالت عائشه رضي الله عنها ما كان رسول الله ينتقم لنفسه ابدا فاذا انتهكت حرمات الله قام غاضبا ينتقم لله في دوده.....وقد قيل لذة العفو اطيب من لذة التشهي والانتقام اذ ان النفس البشريه لاتكتفي ولن ترضى تمام الرضى بالانتقام لكن ينزل الله عليها الرضى والسكينه عند العفو....
3..ظلم...وهذا ان لايكتفي المنتقم حتى يقع في ظلم المنتقم منه....وهذا من اشد واقبح انواع الانتقام...وهو منهي وصاحبه في هلاك....
خاتمه ابلغ....
عن أبي هريرة
أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة ...
تلخيصي واضافتي من برنامج الراصد في قناة المجد للشيخ محمد المنجد (حفظه الله) لحلقة هذا الاسبوع...
|