عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2011, 10:44 AM   #2
نورحياتي إنطفأ
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية نورحياتي إنطفأ
نورحياتي إنطفأ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32065
 تاريخ التسجيل :  10 2010
 أخر زيارة : 10-06-2011 (10:25 PM)
 المشاركات : 1,638 [ + ]
 التقييم :  48
لوني المفضل : Cadetblue


لماذا يعبد الغرب اسرائيل؟!


كشف مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية "ديربان 2"، الذي عُقد مؤخرًا في "جنيف" بسويسرا، مدى خضوع الدول الغربية للهيمنة اليهودية الصهيونية، على الرغم من كل ما فعله اليهود في أوروبا وفي فلسطين والدول العربية وفي كل أنحاء العالم من جرائم، جعلتهم مغضوبًا عليهم ومنبوذين وغير مرحب بهم.
هذا الخنوع الذليل والتقديس الأعمى لـ"إسرائيل"، والذي مكَّنها من أن تكون هي الدولة التي لا تقيم أي اعتبار للقانون الدولي، ولا للقيم الأخلاقية الإنسانية، والتي تحكمها إدارة عنصرية إرهابية، ويفتي لها حاخامات عنصريون يبيحون قتل الأطفال والنساء وتدمير المنازل على رءوس سكانها، ومع ذلك لا يصلها أي قانون، هذا كله يحار البعض في تفسيره ومعرفة أسبابه.
فالعداء بين اليهود والمسيحيين قديم ومعروف، وهو عداء تقليدي، وتأتي جذوره من الأناجيل؛ حيث اتهم اليهود بمعاداة المسيح وصلبه، فصارت هذه لعنة تطارد اليهود عبر التاريخ, ولو تتبعنا ما فعله المسيحيون باليهود من وجهة النظر الدينية وبإذن السلطات الدينية المسئولة؛ نجد الآتي:
في عام 537م أصدر "جستيان" مرسومًا بحرمان اليهود من الحقوق المدنية وحرية العبادة.
وفي عام 613م يجبر ملك القوط الغربيين اليهود في أسبانيا على اعتناق المسيحية.
وفي عام 629م إجبار اليهود على التعميد وطردهم من فرنسا.
وفي عام 694م تم تحويل جميع اليهود في أسبانيا وفلورانس إلى عبيد.
وفي عام 1096م مذابح للطوائف اليهودية في أوروبا.
وفي عام 1099م طرد اليهود المقيمين في "أورشليم" بعد سقوطها على يد الصليبيين.
وفي عام 1113م أول مذبحة لليهود في كييف "روسيا".
وفي عام 1553م البابا يحرق التلمود في روما.
وفي عام 1556م مذابح اليهود في أوكرانيا وألمانيا وبولندا والنمسا.
وفي عام 1670م طرد اليهود من فيينا.
وفي عام 1740م طرد اليهود من براغ.
وفي عام 1827م القيصر "نيقولا" الأول يأمر بتحويل أطفال اليهود إجباريًّا إلى المسيحية.
وفي عام 1891م طرد اليهود من موسكو.
وفي عام 1936م-1940م سن تشريعات معاداة السامية في رومانيا وإيطاليا والنمسا.
وفي عام 1939م-1945م مذابح اليهود في الحرب العالمية الثانية.
هذا هو التاريخ الأسود للمسيحيين في أوروبا مع اليهود، هؤلاء اليهود الذين لم يجدوا صدرًا حنونًا إلا في الإسلام، ولم يحاربوا في صدر الإسلام إلا بعد أن خانوا ونقضوا العهد.
وحتى أوروبا المسيحية لما أقامت لليهود وطنهم القومي في فلسطين، إنما أرادت أن تتخلص منهم بعد الحرب العالمية الثانية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ليكونوا مصدر قلاقل واضطرابات للعدو التقليدي وهو الإسلام والمسلمين.
أما تبرئة اليهود من دم المسيح؛ فقد أحدثت هزة عقائدية وعارضها نصارى مصر، وقالوا: إن هذا خطأ؛ لأن معناه أننا نعلم الناس الإنجيل خطأ على مدى ألفي سنة.
لكن الآن هناك تحالف بين الصهيونية والأصولية الإنجيلية على أساس ضرورة قيام دولة "إسرائيل" قبل المجيء الثاني للمسيح، وهذا تم بوسائل مختلفة، واستخدم اليهود في ذلك المال والجنس مع رجال الكنيسة، وهذه أمور مسجلة وموثقة.
واليهود ضحكوا على رجال الكنيسة بكل ذلك، بالإضافة إلى الرؤى والتفسيرات الخاطئة، كما ضحكوا على كثير من الساسة ودفعوهم إلى الإيمان بالتفسيرات النبوئية الخاصة باليهود؛ فيزعمون أنه لكي يعود المسيح فلابد أن تقوم "إسرائيل"، وهذا الكلام ليس له أساس في كتبهم ولكنها خرافات، وحتى لو صحت فإنها تحتمل وجهين بل أكثر من ذلك.
الدعم الغربي غير العقلاني وغير المنطقي لـ"إسرائيل"، والذي أسميناه "عبادة إسرائيل" ليس معقدًا لهذه الدرجة، فالثقافة الغربية في أمريكا وأوروبا قائمة على مزيج ثلاثي من المسيحية ـ اليهودية، والعلمانية الدينية، والعلمانية اللادينية، ترتبط بصلات ثقافية قوية مع "إسرائيل" القائمة أيضًا على مزيج ثلاثي من اليهودية، والعلمانية الدينية، والعلمانية اللادينية، ويلعب هذا البعد الثقافي الديني دورًا مهمًّا في تحديد مواقف بعض التوجهات والتيارات الداعمة لـ"إسرائيل" في أمريكا وأوروبا.
ومن أسباب الضعف الغربي الشديد أمام "إسرائيل"، أن الغرب كله الآن أصبح معتقدًا بالاضطهاد التاريخي لليهود في أوروبا، لدرجة العقدة التي يتعين على الغرب التكفير عنها، المتمثل في الدعم اللامتناه لليهود ودولتهم.
فالشعوب الغربية من خلال وسائل إعلامها وأجهزة ثقافتها وكتابات أدبائها؛ أصبحت مقتنعة أن اليهود عانوا في أوروبا كثيرًا من الاضطهاد الديني، كما واجهوا مختلف أنواع العنصرية ضدهم في أمريكا خلال القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين.
ثم جاءت المذابح النازية وما كُتب عنها؛ لترسخ في عقول الغرب كله أمورًا تصل إلى حد الخرافة عن هول معاناة اليهود وموتهم في أفران الغاز، ولقد أدى ذلك كله إلى توليد عقدة الشعور بالذنب لدى المسيحيين الأوروبيين والأمريكيين تجاه اليهود؛ وأدى ذلك إلى التعاطف النفسي معهم ومساعدتهم على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
ويعتقد كثيرون من أساتذة التاريخ الأوروبي الحديث أن السبب الرئيس الذي جعل وزير الخارجية البريطانية "بلفور" يعطي وعده لليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، كان تشجيع التجار اليهود في أوروبا على دعم الحكومة البريطانية في الحرب العالمية الأولى.
وفي عام 1956م اعتمدت بريطانيا وفرنسا على "إسرائيل" لتنفيذ عدوانهما على مصر بعد تأميم قناة السويس، وأثناء فترة الحرب الباردة اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية على "إسرائيل" اعتمادًا كبيرًا لمواجهة النفوذ السوفييتي في الشرق الأوسط وإفريقيا، وفي أعقاب انتهاء الحرب الباردة استفادت "إسرائيل" من فكرة صدام الإسلام والغرب، وقدَّمت نفسها بوصفها حليفًا استراتيجيًّا مهمًّا للولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ضد الدول والجماعات الإسلامية المعادية للغرب.
المؤكد أن "إسرائيل" ما هي إلا صناعة غربية في الأصل، والغرب غرسها عمدًا في قلب الأمة العربية بهدف إضعافها وتمزيقها؛ وذلك بسبب الصراع الحضاري الطويل بين المسلمين وأوروبا، والذي يعود في جذوره إلى الأندلس والحروب الصليبية، واكتساح العثمانيين للبلقان وتهديدهم باحتلال النمسا.
ولهذا؛ فمن المنطقي أن تقوم الحكومات الغربية المتعاقبة بدعم "إسرائيل"، وهكذا فإن الدعم الغربي الكامل لـ"إسرائيل" ناتج عن رعاية هذا الجسد الذي هو قطعة منهم، والذي غرسوه في الجسد العربي المسلم بسبب كرههم التاريخي للعرب والمسلمين.
والمؤكد والقطعي والثابت أيضًا، أن الجماعات اليهودية في أمريكا وأوروبا تمارس ضغوطًا مستمرة على حكومات هذه الدول لاتخاذ مواقف داعمة لـ"إسرائيل"، فهم يدعمون المرشحين في الانتخابات بالمال والإعلام، ويحتلون مراكز قيادية في مختلف النقابات والاتحادات، ويسيطرون على المؤسسات المالية والإعلامية، ويمارسون نفوذًا كبيرًا ضمن المؤسسات التعليمية والثقافية، ولقد مكنتهم هذه الاعتبارات من توجيه الرأي العام في أمريكا وأوروبا لصالح "إسرائيل".
ورغم ما قدمته الدول الغربية لـ"إسرائيل" من دعم، فإن هذه الدول تعتقد أن "إسرائيل" يمكن أن تواجه أخطارًا جسيمة في المستقبل بسبب وجودها ضمن بحر واسع من الأعداء؛ ولذلك فإنها تدعمها دعمًا كاملًا يضمن تفوقها على المحيط العربي بالكامل والسماح لها بامتلاك الأسلحة الذرية، بل ومدها بالتكنولوجيا النووية.


بقلم:د. نانسي أبو الفتوح: لواء الشريعة


 

رد مع اقتباس