02-02-2013, 02:53 PM
|
#37
|
المدير العام للموقع
روح نفساني
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 34210
|
تاريخ التسجيل : 05 2011
|
أخر زيارة : 22-09-2024 (10:35 AM)
|
المشاركات :
23,525 [
+
] |
التقييم : 325
|
|
لوني المفضل : Darkcyan
|
|
هذا الحجر الرخاميّ الذي أقف عنده أرحم بي منك.
لو بكيت الآن أمامه.. لأجهش بدوره بالبكاء.
لو توسّدت حجره البارد، لصعد من تحته ما يكفي من الدفء لمواساتي.
لو ناديته (يا أمّا..) لأجابني ترابه مفجوعاً "واش بيك آ ميمة..؟".
ولكن كنت أخاف حتى على تراب (أمّا) من العذاب، هي التي كانت حياتها مواسم للفجائع لا غير.
كنت أخاف عليها حتى بعد موتها من الألم، وأحاول كلّما زرتها أن اخفي عنها ذراعي المبتورة.
ماذا لو كان للموتى عيون أيضاً؟
ماذا لو كانت المقابر لا تنام.. كم كان يلزمني من الكلام وقتها لأشرح لها كل ما حلّ بي بعدها؟
لم أجهش ساعتها بالبكاء، وأنا أقف أمامها بعد كلّ ذلك العمر.
نحن نبكي دائماً فيما بعد.
مرّرت فقط يدي على ذلك الرخام، وكأنني أحاول أن أنزع عنه غبار السنين وأعتذر له عن كل ذلك الإهمال.
ثم رفعت يدي الوحيدة لأقرأ فاتحة على ذلك القبر..
بدا لي وقتها ذلك الموقف، وكأنه موقف سريالي. وبدت يدي الوحيدة الممدودة للفاتحة وكأنها تطلب الرحمة بدل أن تعطيها..
فتنهّدت.. وأخفيت يدي.
ألقيتها داخل جيب سترتي.. وألقيت بخطاي خارج مدينة التراب.. والرخام.
|
|
|