المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > الملتقيات العامة > الملتقى العام
 

الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة

التوبة - كلمة عظيمة فاقرؤها

التوبة - كلمة عظيمة فاقرؤها التوبة جلاء القلوب، ومطهرة النفوس، ومجلبة الغفران من الرب الكريم الرحمن، وهي التوبة التي أمر الله بها عباده، فقال تعالى: (وتوبو إلى الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-07-2003, 08:17 PM   #1
يسموني القمر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية يسموني القمر
يسموني القمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3256
 تاريخ التسجيل :  12 2002
 أخر زيارة : 20-09-2012 (02:24 PM)
 المشاركات : 377 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
التوبة - كلمة عظيمة فاقرؤها



التوبة - كلمة عظيمة فاقرؤها

التوبة جلاء القلوب، ومطهرة النفوس، ومجلبة الغفران من الرب الكريم الرحمن، وهي التوبة التي أمر الله بها عباده، فقال تعالى: (وتوبو إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) (النور:31)، وقال تعالى: (يأيها الذين آمنوا توبو إلى الله توبة نصوحاً) (التحريم: 8) .

وقد حث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أمته على التوبة، فقال صلى الله عليه وسلـم: (يا أيها الناس، توبوا إلى الله وإستغفروه، فإني أتوب في اليوم مائة مرة) (رواه مسلم). وأخبر عن شدة فرح الله تعالى بتوبة عبده، فقال صلى الله عليه وسلم: لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة) (متفق عليه

ولها شروط ثلاثة

الأول: أن يقلع عن المعصية .
الثاني: أن يندم على فعلها .
الثالث: أن يعزم على أن لا يعود إليها أبداً .
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فلها شرط رابع أيضاً وهو: أن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه ردّه إليه، وإن كان حد قذف ونحوه مكّنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة إستحله منها، مالم يترتب على الإستحلال نفسه مفسدة أخرى، فإن يُكتفى بتوبته بينه وبين الله، وأن يذكر المغتاب في مواضيع غيبته بضد ما ذكره به ويستغفر له .
وإن كان أخطأ على أحد بأي نوع من الأخطاء إسترضاه من ذلك الخطأ، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان لأخيه عنده مظلمة من مالٍ أو عرض فلتحلله اليوم من قبل ألا يكون دينار ولا درهم الا الحسنات والسيئات) (رواه البخاري

أيها الأحبه : إن من رحمة الله بعباده أن شرع لهم التوبة ورغّبهم فيها خصوصاً بعد وقوعهم في المحاصي، يقول صلى الله عليه وسلم: (لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ثم جاء بقوم يذنبون، ثم يستغفرون فيغفر لهم) (رواه مسلم) .
قال إبن رجب ـ رحمه الله ـ: وفي إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً فائدتان عظيمتان:
أحداهما: إعتراف المذنبين بذنوبهم وتقصيرهم في حق مولاهم وتنكيس رؤوس عجبهم، وهذا أحب إلى الله من كثير من الطاعات، فإن دوام الطاعات قد توجب لصاحبها العُجب .
ثانيها: حصول المغفرة والعفو من الله لعبده، فإن الله يحب أن يعفو ويغفر، ومن أسمائه الغفار والعفو والتواب، فلو عصم الخلق فلمن كان العفو والمغفرة .

سئل علي رضي الله عنه عن العبد يذنب؟ فقال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد، قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: حتى متى؟ قال: حتى يكون الشيطان هو المحسور .

وقيل للحسن رحمه الله: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود، ثم يستغفر ثم يعود، فقال: ودّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا، فلا تملوا من الإستغفار . فما أحوجنا إلى التوبة النصوح، وما أحوجنا إلى وقفة مع أنفسنا لنحاسبها قبل أن تحاسب .

إن كثيراً من الناس قد يغضب إذا قيل له: تب إلى الله تعالى، ويعتقد أن التوبة لا تكون إلا من الكفر، أو الكبائر، وهذا إعتقاد خاطىء، والمؤمن بحاجة إلى التوبة في جميع أحيانه، فالله تعالى نادى المؤمنين بقوله : (يايها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً) (التحريم:8) .

والنبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن نفسه بأنه يتوب في اليوم مائة مرة ـ كما تقدم ـ وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما ظنكم بأنفسكم أيها المؤمنون، فالله الله بالتوبة النصوح، ولا تأنف أخي المؤمن ولا تضجر ممن أمرك أو ذكرك بالتوبة، وإعلم أنها قوام حياتك وعصب دينك، فلا فلاح إلا بملازمة التوبة، ولا هداية إلا بالمداومة عليها، فالعابد، والزاهد، والتاجر، وطالب العلم، والعالم، والمتعلم، الكل منهم لا غنى له عن التوبة، لتستقيم أموره وتكون خالصة لوجه الله تعالى موافقة لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

فأوصيكم ونفسي أيها الأخوة بالتوبة النصوح عاجلاً قبل فوات الأوان، توبوا عن التقصير في حقوق الله تعالى وحقوق عباده، وتحللوا من مظالم العباد قبل أن يحول الموت بينكم وبينها، فمن كان عنده مظلمة لأحد فليتحلل منه قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة، أدّوا الحقوق إلى أهلها قبل أن يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء. وإعلموا أن الد نيا دار ممر وإمتحان، وأن الآخرة هي دار القرار .

ثم إعلموا أن لصحة التوبة علامات يحسن التنبيه عليها تبشيراً لمن آنس منها شيئاً، وإنذاراً لمن لم يجد ريحها، ومن تلك العلامات

:-
أن تكون حال المؤمن بعد التوبة خيراً وأحسن من حاله قبل التوبة، ويجد لذلك راحة وإطمئناناً .
أن يكون المؤمن دائم الخوف من الله تعالى خصوصاً في حال الرخاء .

وفي الختام أيها الأخوة إليكم شيئاً من فوائد التوبة : أولا: أن التوبة من كمال الإيمان وحسن الإسلام .
ثانياً: أن التوبة سبب من أسباب حب الله تعالى للعبد ورضاه عنه، لأن الله يحب التوابين.
ثالثاً: سعة رحمة الله تعالى للتائبين وشمول مغفرته سبحانه لكل ذنب تاب منه العبد حتى لو كان شركاً .
رابعاً: أن التائب يحوز على رضوان الله تعالى وإحسانه .
خامساً: أن الله تعالى يُقبل على العبد التائب أضعاف إقبال عبده عليه بالطاعة .
سادساً: أن التوبة سبب في ذهاب الضيق والهموم .
سابعاً: سعة مجال التوبة حيث إن بابها مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها أو يغرغر العبد .
ثامناً: أن التوبة جلاء للقلوب من ظلمة المعاصي .

أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من التوابين ومن المتطهرين، وأن يغفر لنا خطايانا ووالدينا وجميع المسلمين، إنه هو الغفور الرحيم . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا