|
25-02-2022, 02:01 PM | #121 | |
عضـو مُـبـدع
|
اقتباس:
يعطيني ( غير قادر على رفع نسخ الملف) مع ان الحجم أقل من المطلوب |
|
|
25-02-2022, 03:16 PM | #122 | |
المشرف العام
راحلون ويبقى الأثر
|
اقتباس:
ما ينفع هيك بدك تحمل صور فوت من موقع تحميل غير المنتدى انسى الطريقة اللي بتعملها فوت اي موقع تحميل وحمل من الصور اللي عندك بالمتجر ..بالجوال ويطلعك من بين الخيارات رابط منتدى بتنسخ الرابط وبتحطو بالمشاركة وبتطلع الصورة |
|
|
25-02-2022, 07:04 PM | #123 |
عضـو مُـبـدع
|
أكثر فكرة غبية عشتها هي أنه علي أن أتعب وأصبر الآن لأرتاح فيما بعد.
لكن بصراحة أكتشفت هذا الغباء مبكراً جداً. وعرفت أن كل عُمر ( الطفولة والمراهقة والعشرينات و الثلاثينات و.....) له همومه الخاصة به، وكذلك كل وضع انساني ( مراهق . عازب . متزوج . الأولاد صغار . الأولاد كبار ....) وكل وضع مادي ( الوضع الذي تعاني فيه للحصول على المواد الغذائية الأساسية وما يصاحبه من قهر. أو الوضع الوسط يلي ما فيه هم معيشي أساسي لكن فيه عجز عن أشياء أخرى مهمة أيضاً. والوضع الجيد شقة ملك وسيارة وكماليات و هكذا ....) كله فيه هموم توجع قلبك. حتى الوضع العاطفي له هموم لا ترحم تشغل بالك وتحرق قلبك وأعصابك وترهق عقلك وما تخليك تنام الليل.? لايوجد مفاجئات في الحياة لأن معنى الحياة وتعريفها هو كلمة : مفاجأة. وربما كلمة : معاناة أيضاً وفيها فرح لكنه قصير وشحيح جداً. فإذا شعرت مرة بأن حدث ما فاجأك في أحد الأيام فهذا يعني أنك فاهم الحياة غلط. كثير من محن الحياة لا نحس ونشعر بها إلا عندما تضرب في دائرتنا التي نعيش فيها وتُصيب إنسان قريب جداً لنا كالموت والمرض العضال وحوادث السير والاعتقال والفقد ....... مرة شفت زميل لي في العمل مهموم يبحث ويتصفح بحزن في جوجل عن السرطان عن نوع محدد منه وعرفت أن اختبار صدرت نتيجته قبل يوم فقط أكد اصابة أخته به ... أسأل الله أن يبعد عنكم كل أذى وهم. |
|
25-02-2022, 07:38 PM | #124 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
كل ماأقرأ ماتكتب لابد أن أكرر القراءه لأستمتع أكثر ولأفهم أكثر أشعر أن مستوى فهمي
أقل من مستوى ما تكتب ٠٠٠ ماشاء الله لاقوة الا بالله ربي يبارك لك ويزيدك من فضله ٠ |
|
25-02-2022, 08:20 PM | #125 |
عضـو مُـبـدع
|
وأنا أفرح دائماً باهتمامك وردودك ياسكون.
في شيء ذكرتيه بردك والله ارتبكت واحترت كيف أرد عليه . أنا لست كما ذكرتي ..أنا أعرف نفسي جيدا. وأعرف جيدا أيضا ما أنتي عليه وكتبته مرة في يوم جديد أثناء فترة غيابك . وأضيف عليه شيء جديد عرفته قبل فترة أنك قوية.. أقوى مني حتى. الله يسعدك ويحميك ويجبر بخاطرك أختي أميرة🌷 |
|
25-02-2022, 08:52 PM | #126 | |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
اقتباس:
مشكور أخي باسم لطيب ردك والدعاء ٠٠٠ آمين وياك ٠ |
|
|
26-02-2022, 08:18 AM | #127 | |
المشرف العام
راحلون ويبقى الأثر
|
اقتباس:
صدق يا باسم القصة مو قصة غباء ابدا بقدر ماهي جهل بالعالم الدنيوي المليء بالأحداث والاكتشافات التي ما زلنا ليومنا هذا نكتشفها ونتعلمها من تجاربنا وتجارب الآخرين كل وقت مر علينا كنا نفكر انه نحنا صح ..مو ذنبنا هيك كان فعلا يتطلب منا التصرف..ولكن تتغير الأحداث وتتغير الأفكار تبعا للظروف... الإنسان يعيش ويموت وهو يتعلم مافي انسان جاهز لكل شي وبيعرف كل شي.. اذا ما عشت واخطأت وجربت. لن تكتسب خبرة ولن تتعلم أحيانا الإنسان يندم على تصرفات سابقة وفعلا يقول( ما اغباني كيف عملت هيك) الحقيقة مو غباء. إنما وعي وادراك اكثر. والأمر طبيعي مع الكل... كل الاحترام لشخصك يا باسم 🌹🌹 |
|
|
27-02-2022, 09:21 AM | #128 | |
عضـو مُـبـدع
|
اقتباس:
كل الاحترام لك يا ياسمين ربي يحفظك 🌷🌷 |
|
|
06-03-2022, 05:58 PM | #129 |
عضـو مُـبـدع
|
لا أزال أدفع ثمن عزلتي المبكرة حتى اليوم.
في ذلك الوقت لم أحضر أفراح الأقارب ولاحتى عزائهم. وأول ثمن سددته كان يوم زفافي. كشاب عريس وجدت نفسي وحيدا في مشهد مؤلم فعلاً. من المفترض أن يكون بجانبي أقراني من العائلة الكبيرة والأصدقاء والجيران، لكن لماذا يشاركوني وأنا لم أشاركهم. الأسوء هو أن تفسيرهم لعزلتي هو أني متكبر وشايف حالي عليهم. زفافي كان كبير .. لكن من ناحية والدي لأن له مكانة داخل العائلة وكان يشارك الجميع بالإضافة إلى أنني كنت الولد البكر. من ناحيتي كنت وحيد تقريباً . المشهد الطبيعي هو : العريس جالس ويحيط به الشباب من أقاربه وأصدقاءه. أنا جلست وحيد لكن رب العالمين يعرف أن قلبي أبيض وأني كنت أتمنى دائماً أن أشارك الجميع لكن الخجل والرهاب كان يمنعني. وبالصدفة كان موجود في البلد صديقين قديمين من الطفولة هاجروا ومقيمين في كندا من سنوات طويلة وكانوا زايرين أهلهم في الشام لمدة قصيرة وحضروا زفافي حتى بدون دعوة وكان معهم مجموعة من اقاربهم? .. جلسوا بجانبي وكانت فرحتي لاتوصف .. أنا لا ألوم أقراني ومعارفي .. وأعرف أنني أسدد ثمن تقصيري. لكن لماذا الاستمرار بالجفاء .. طيب : لم أحضر فرحكم ولم تحضروا فرحي ولم أقدم لكم العزاء بأحبابكم وأنتم رددتم أيضا ولم تقدموا لي العزاء بوفاة أحبابي. يعني الأمر انتهى .. لماذا لا يزال الحقد واللؤم يسكن في قلوبكم. ياناس يلي منعنا عنكم الخجل والرهاب وما نقدر نعترف لكم بهذا أو نشرح لكم ونفهمكم هذه المشكلة وما تسببه لنا من ألم وعذاب. اذا حكينا لكم رح نعاني منكم أكثر من المرض نفسه. لأن مجتمعنا معوق ومتخلف فكرياً .. حاولت أستفيد من الفيسبوك وأتقارب وأتواصل مع الجماعة خاصة أني خارج البلد من سنوات طويلة وأرسلت طلبات صداقة لكثير من الأقارب وجاملتهم وبصدق والله. لكن قليلين جدا يلي استجابوا . في ناس تركت الطلب معلق وأنا صبرت عليهم أسبوع وبعدين حذفته عشان ما أحرجهم أكثر. واحد قريب من حلقة بعيدة أرسلت له طلب وقلت لحالي أتوسع عن طريقه لحلقة بعيدة من الأقارب لكن رده كان عنيف جداً .. حذف طلب الصداقة مباشرة وكأني قاتل له ولد من أولاده .. ياساتر .. ليش .. لو عارف أنه مريض لهذه الدرجة ما كنت أرسلت له طلب صداقة كان من الممكن أن يسبب له جلطة قلبية أو دماغية وأتورط وأهله يطلبوني دية وتعويض. بصراحة استغربت وانقهرت وحاكيت والدي ضحك الوالد وقال لي : أنتا أحسن منهم كلهم .. اهتم بنفسك وعائلتك ..? أنا عندي يقين : أقاربك ( أولاد أعمامك وأولاد خوالك والدوائر والحلقات يلي تيجي بعدهم ) ما حدا منهم يتمنى لك الخير . نجاحك يوجع قلوبهم وتعثرك يفرحهم وكلمة ( ماشاء الله ) مو صادقين فيها ومو طالعة من قلوبهم. العلاقات الانسانية في هذا الزمن العجيب الذي نعيش فيه أصبحت مجرد ( لعبة ) لها شكل وطقوس محددة .. يلعبها ويشارك بها الجميع. ويلي عنده قلق واكتئاب ورهاب يبلع حبوب عشان يقدر يلعب معهم هذه اللعبة. وما تقدر إلا إنك تلعب اللعبة أو تنعزل لوحدك لا زواج ولا عمل ولا علاقات اجتماعية. وبالحالتين مايرحموك. |
|
07-03-2022, 10:29 AM | #130 | |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
اقتباس:
وجع قلبي ماكتبت أخي باسم وخير فعلت إنك لم تخبرهم بمعاناتك وصدقني هم الخسرانين خسروا شخص بقلب ابيض مثلك وإبتعاد مثل هؤلاء عنك غنيمه وأنا مع ماقاله والدك لك إنت أحسن منهم كلهم ربي يسخر لك الناس طيبين القلب مثلك ويحبب فيك خلقه ويسعدك مع من يحبوك ٠٠٠ آمين ٠ في انتظار المزيد من روائع ماتكتب ٠ |
|
|
07-03-2022, 11:21 AM | #131 |
المشرف العام
راحلون ويبقى الأثر
|
والله يا اخي باسم اناما تفاجأت ابدا
لأنه مع الأسف هالشي موجود بكل مكان ماحدا يتمنى الخير لحدا خاصة أقرب الناس إليك مشان هيك ماتتأثر وما تزعل بالعكس البعد عن هالناس مكسب صحي الإنسان يعتزل كل ما يؤذيه وهي مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخفف ناسك يرتاح راسك هههه كن بخير ايها الطيب ولا تبالي🌹🌹 |
|
08-03-2022, 10:17 AM | #132 | |
عضـو مُـبـدع
|
اقتباس:
جزاك الله خير على كلماتك الطيبة اختي أميرة الله يحميك ويسعدك ويفرح قلبك دوم 🌹 |
|
|
08-03-2022, 10:22 AM | #133 | |
عضـو مُـبـدع
|
اقتباس:
صحيح هذا الواقع يا ياسمين والله يعين. الله يسعدك ويفرح قلبك دوم يارب 🌹 |
|
|
12-03-2022, 01:03 PM | #134 |
عضـو مُـبـدع
|
السيمفونية الخامسة لبيتهوفن ( الحركة الأولى منها) مقطوعة مدتها ٧ دقائق تقريباً تعزف بواسطة ( اوركسترا ) حشد من مختلف الآلات الموسيقية.
هذه المقطوعة فيها كل المشاعر والحالات الإنسانية بطريقة لا يبدعها إلا بيتهوفن. تيم ( لحن ) واحد مدته ٦ ثواني فقط تبدأ السمفونية به ويتكرر مع تعديلات طفيفة من نفس روح اللحن تكاد لا تلاحظه ليعكس كل احساس وشعور وحالة ممكن أن يعيشها ويتعرض لها إنسان : الحب والكره والخوف والقلق والحزن والفرح والشجاعة والحنان والشفقة والغضب والحماس والسذاجة والبساطة والحيرة والغموض واليقين والخوف من المجهول والجدية والاستهتار والتحذير والشعور بخطر قادم والحرب والسلام. أنا أستمع اليها من أكثر من ٢٠ سنة ولا أزال أكتشف فيها أشياء جديدة. ( أنا أكتب الموسيقا للأجيال القادمة ) وصدق. في البدايات ما كنت أفهم ( عقلياً ) أي معنى منها لكن كنت أشعر بتلك المعاني دون أن أحددها .. يعني الغضب واضح تشعر فيه والحزن والحنان والمرح والحماس وهكذا ..?? فيها أيضاً ترتيب عجيب في توالي تلك المشاعر والمعاني ومدة كل منها ونوع وعدد الآلات التي تعبر عنها. الهدوء يسبق الغضب ثم يعود بعد زواله. بعد تصاعد لحن الأمل وارتفاع المعنويات والحماس القصير قبل نهاية المقطوعة بقليل الذي يرفعك لأعلى .. يأتي بعده نغم ( تحقق وانجاز ) يعبر عن تحقيق ما تحمست لتحقيقه تشعر بذلك .. ثم نغم يرجع بك الى الأرض من جديد .. تشعر بضيق لأن هذا انتهى بسرعة .. لكن هذا هو الواقع لا أعرف كيف أوضح هذا لكن هذا ابداع. لحن الشفقة والحنان وربما الحب أيضا هو الوحيد الذي تعزفه آلة واحدة فقط وهي أرق آلة تشبه الناي وهو أحن لحن ممكن أن تسمعه في حياتك ( مزيج من الحب والحنان والشفقة والرحمة والحزن أيضاُ ) ويخرج من وسط نوبة غضب وجنون ويتدفق معه بصوت خفيض يشق طريقه واذا لم تنتبه لن تلاحظ أنه بدأ داخل الصخب وتدفق معه جنباً إلى جنب بخجل ورقة وصوت خافت لمدة ٣ او ٤ ثواني ثم تخرس كل الآلات مرة واحدة ليبقى هو فقط يمضي لوحده ٤ أو ٥ ثواني أخرى تشعر وكأنه يكافح ليخرج بصعوبة كأن شيء يقبض عليه ويمنعه .. ثم يتلاشى ( لا يصمت ) يتلاشى برقة وبطأ شديد وكأن شيئاً يكتمه حتى يختفي لتنفجر الآلات كلها من جديد وتصدح بمرحلة ومشاعر جديدة. تيم البداية نفسه الذي يعكس الغموض والمجهول ( ٤ ضربات ) يبدأ مرة ثانية في مكان ثاني لكن بطريقة تحذير من خطر قادم. في مكان في المقطوعة تشعر بمعركة وقتال وجدال بين اثنين ونصر وهزيمة .. أنا وجدت أيضاً أقصد شعرت أنه جرى تفاوض بينهما. تجد ارتباك وضياع. تشعر بواحد يمرح باستهتار وخفة عقل. تجد انسان يتوسل برقة أحد ما آخر ويلح في التوسل .. ثم لحن غاضب وكأنه رفض ثم توسل من جديد. تجد حوار ناعم ربما بين حق وباطل ثم تهديد ثم قتال وعراك. وبتوالي وترتيب عجيب. حتى لحن الشفقة يلي حكيت عنه ويلي مدته ثواني مركب بابداع : من بدايته الى وسطه إلى نهايته .. تدفقه فيه ابداع ومعاني. وهكذا .. أستطيع كتابة صفحات عنها .. إذا حبيت تسمعها لا تشارك معها أي شيء آخر .. أنت وهي فقط .. لأنها تستحق ذلك. |
|
13-03-2022, 06:11 PM | #135 |
عضـو مُـبـدع
|
وقد أكد رجال خبراء في اضطرابات الحب ، ومجربون في العالم كله ، أنهم لم يعانوا قط جزعاً شبيهاً بذاك الذي تحدثه رائحـة ريميديوس الجميلة الطبيعية ، فسواء في ردهة أزهار البيغونيا ، أم في صالون الاستقبال ، أم في أي مكان من البيت ، كان بالإمكان تحديد المكان الذي كانت فيه بالضبط ، والوقت الذي انقضى منذ أن غادرته . لقد كان أثرها محدداً ، لا يمكن الخطأ فيه ، ولا يمكن لأحد من أهل البيت أن يميزه ، لأنه كان قد اختلط ، منذ زمن بعيد ، بالروائح اليومية المعهودة ؛ لكن الغرباء يتعرفـون إليـه فـوراً . ولهذا كانوا هـم وحـدهـم مـن يدركون أن قائد الحرس الشـاب قـد مـات حباً ، وأن سيدأ قادماً من بلاد أخرى ، قد أسلم نفسه لليأس .
وغير واعية لأجواء القلق التي تتحرك فيها ، والبلاء العميق الذي يسببه مرورها ، كانت ريميديـوس تعامل الرجال دون أدنى خبث ، وتجهز على عقولهم بملاطفاتها البريئة. وعندما نجحت أورسولا فـي أن تفرض عليها تناول طعامها في المطبخ ، مع آمارانتا ، كيلا يراهـا الغرباء ، أحست هي براحة أكبر ، لأنها صارت بذلك في منجى من أي نظام. والحقيقة أنه كان سيان لديها تناول الطعـام فـي أي مكان ، ودون مواعيد محددة ، وإنمـا فـي استجابة لشهيتها . فقـد كانت تستيقظ لتناول الغداء في الساعة الثالثة فجراً ، وتنام طوال النهار ، وتقضي عدة شهور وهي تعيش في توقيت مضطرب ، إلى أن تأتي حادثة مفاجئة ، لتعيدها إلى النظام . وعندما تكون الأمـور على أحسن حال ، تنهض فـي الساعة الحادية عشرة صباحاً وتبقى معتكفة في الحمام ، وهي عارية ، لوقت قد يستمر ساعتين کاملتين ، تقتل العقـارب ، ريثمـا تـزيـح عـن نفسها خمـول نعاسها الثقيل والطويل . وتبدأ بعد ذلك بسكب ماء الحوض على جسمها ، بإناء من ثمرة قرع مجوفة . كانت عملية بالغة الطول ، وبالغة الدقة ، وبالغة الغنى بالمواقف الطقوسية ، حتى إنه يمكـن لمن لا يعرفها جيداً أن يظن أنها مستسلمة لعبادة جسدها الجدير بالعبادة . ولكن ذلك كله لم يكن ، بالنسبة إليها ، سوى طقس توحـد خـال مـن أية حسية ، وأنه ببساطة ، مجرد وسيلة لإضاعة الوقت ريثما تشعر بالجوع . وذات يوم ، عندما بدأت بالاستحمام ، انتزع أحد الغرباء قرميدة من السقف ، ووقف منقطع الأنفاس أمام مشهد عريها الرهيب . ورأت . العينين المذهولتين من خلال القرميد المنزوع ، ولم يكن رد فعلها إحساساً بالخجل ، وإنما بالذعر . فقد هتفت : - حذار . سوف تسقط . - أريد رؤيتك وحسب - تمتم الغريب . - آه ، لا بأس - قالت هـي - ولـكـن كـن حـذراً ، فهذا القرميد مهترئ . كانت على وجه الغريب ملامح ذهـول مؤلم ، وبدا كما لو أنه يجاهد دوافعه البدائية خفية ، كيلا يتلاشى ذلك السراب . وظنت ريميديـوس الجميلـة أنـه يـعـانـي مـن خـوف أن يتكسـر القرميـد فاستحمت أسرع من عادتها ، كيلا يظل الرجل في خطر . وبينما هي تسكب ماء من الحوض على جسدها ، قالت له إن بقاء السقف علـى هـذه الحـال مشكلة ، وإنها تعتقـد أن فرشـة أوراق الشجر المتعفنة من المطر ، هي التي تملأ الحمام بالعقارب . وأخطأ الغريب في اعتبار تلك الثرثرة وسيلة لمواراة رضاها ، وهكذا وجد نفسه يستسلم لإغراء التقدم خطـوة إلى الأمام ، عندما بدأت تفـرك جسمها بالصابون ، فقال متلعثما : - اسمحي لي أن أفركك بالصابون . فقالت له : - أشكرك على طيب نواياك ، ولكن يدي تكفيان . - اسمحي لي ، ولو بفرك ظهرك - توسل الغريب . - سيكون ذلك بلاهـة - قـالـت - . فـلا أحـد يفـرك ظهره بالصابون . وفي ما بعد ، بينما هي تنشف جسدها ، توسل إليها الغريب ، وعيناه تغرورقان بالدموع ، أن تتزوج منه . فأجابته صراحة بأنها لن تتزوج أبدأ من رجل ساذج ، يضيع قرابة ساعة من الزمن ، حتى إنه يبقى دون غداء ، لمجـرد أن يـرى امـرأة تستحم . وأخيراً ، عندما لبست جلبابها ، لم يستطع الرجل تحمل تأكده من أنها لا ترتدي ، بالفعل ، شيئا تحته ، مثلما كان الجميع يتوقعون . وأحس أنـه قـد صار موسوماً إلى الأبد بحديدة ذلك السر المتقدة . فانتزع عندئذ قرميدتين أخريين ليتدلى إلى الحمام . - إنه عال جداً - حذرته هي ، بخوف - سوف تقتل نفسك . وتفتت القرميد المتهالك فـي قرقعة كارثـة ، ولـم يكـد الرجـل يتمكن إلا من إطلاق صرخة رعب ، وتحطمت جمجمته ، ومات دون احتضار على الأرضية الإسمنتية . الغرباء الذين سمعوا الضجة وهم في قاعة الطعام ، وأسرعوا لرفع الجثة ، شموا على جلدها رائحة ريميديـوس الجميلة الخانقة . كانت الرائحـة متغلغلـة فـي الجسد ، حتى إن شروخ الجمجمة لم تكن تنز دماً ، بل زيتاً عنبرياً يعبـق برائحـة ذلك العطـر السـري . وعندئذ أدركوا أن رائحـة ريميديوس الجميلة ، تواصل تعذيب الرجال في ما وراء الموت ، بل إنها تحول عظامهم إلى رميـم . ومـع ذلـك ، لـم يـربـطـوا بـيـن تلـك الحادثة الرهيبة والرجلين اللذيـن مـاتـا مـن أجـل ريميديـوس الجميلة . كان لا بد من ضحية أخرى ، كي يصدق الغرباء ، وكثير من سكان ماكوندو القدماء ، أسطورة أن ريميديـوس بوينديا لا تنبعث منها نفحات حب ، إنما أنفـاس مـوت . وقد جاءت الفرصة لتأكيد ذلك ، بعد شهور ، في عصر يوم ذهبت فيه ريميديوس الجميلة ، مع جماعة من صديقاتها ، لزيارة .......... من رواية ( مئة عام من العزلة ) للكاتب غابرييل غارثيا ماركيز، نشرت عام 1967 وحصل بها على جائزة نوبل للآداب. |
التعديل الأخير تم بواسطة ستوكا ; 13-03-2022 الساعة 06:20 PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|