استنتاجات مذهله ستغير تفكيرك
في ليلة ما قبل البارحة بينما اقود سيارتي وانا عائد من الجامعة تساءلت بما ان كان بمقدور العلم ان يجد حلاً لهذا الاختلاف البشري الحاصل بين الثقافات ويجمع الناس على كلمة سواء، فسألت نفسي اذا كان الناس يختلفون فهل هناك من شيء يجتمعون فيه ولا يختلفون فيه فتوصلت إلي انه رغم اختلافهم في مبادئهم ومعتقداتهم وطرق عيشهم الا ان هناك قيم ومبادئ لا يختلف عليها اثنان على وجه الأرض كحرمة الدم والمحارم الشرف والصدق والعدل والامانه والإيمان بالله نعم القاتل يقتل والسارق يسرق والزاني يزني والظالم يظلم والملحد يكفر والكاذب يكذب وهناك من يستبيح محارمه وربما احتج البعض وحاول تبرير استباحة هذه الثوابت وقد يشوش بعض العقول من حولة ولكنه في قرارة نفسه لا يستطيع ان ينكر مدى حاجته لها وهذا اكبر دليل على نقضانه لما يزعم، فلنتفق اذاً على ان اهل الأرض جميعاً متفقون على هذه الثوابت، يعني ان هناك نقاط اتفاق، ومن هذه الحقيقة طرأ لي سؤال هل من الممكن ان نبني على نقاط الاتفاق هذه اساساً يؤهلنا للوصول الي بناء فكري متكامل يجمع البشر على كلمة سواء او لا؟ للوصول لمثل هذا الشيء نحتاج اولاً ان نكون على اطلاع بكل شيء ومعرفة كل شيء وهذا حتماً لن يحصل لآنه ما ان نكتشف حقيقة جديدة الا وندرك معها جهلنا لحقائق أخرى لا تعد ولا تحصى ولكن هنالك ثابت ومتغير والثابت لا يتغير وهذه الامور السبعة التي ثوابت، وهناك قواعد علمية ثابته كالتطور والجدلية والتغير المستمر وهذه الحقائق الثلاث تشير الي ان الانسان ينتقل من مرحلة إلي مرحلة في هذه الحياة وفي كل مرحلة ينتقل لها تختلف عن الاولى وهي بمثابة اختبار للإنسان هل سيتكيف مع التغيير دون ان يتغير ام سيتغير ليتكيف مع التغيير، في بداية حياة الانسان كانت هناك امة واحدة وفكر واحد وثقافة واحدة وثم بدأ التغير يأخذ مجراه وتنوعت وتشعبت السلالات والالسنه والأفكار، الا انه بقيت هذه الثوابت السبع لم تتغير ومن الممكن ان تتغير اذا تنازل البعض عنها ولكنه رغم تنازله عنها فهو يشتاق لها ويتحسر عليها وسرعان ما يعود حتى يجتاز المرحلة التي هو فيها ثم يتنازل عنها ثم يندم ويعود لها ويبقى الانسان في صراع جدلي مع نفسه حتى يموت، ولكن هناك أناس لم يتنازلوا واصروا على ماهم عليه ومابدلوا تبديلا، نستبنط من هذه الحقيقة ان الناس هي التي تختار ولكن هل تختار الناس باريحية ام ان الظروف تجبرها في ان تتنازل عن مبادئها وما تعتقد بصحته، هناك قانون رابع توصل اليه المؤرخ الإنجليزي ارنولد تويبني بعد دراسة التاريخ والحضارات دامت ٤٢ سنة هذا القانون يسمى قانون التحدي والاستجابة بمعنى اخر ان الحافز للمواصلة والثبات يكون بقدر التحدي الذي يجبرنا على التنازل عن مبادئنا فحتى في اشد الظروف لا ينقطع الامل ولكن الامر متعلق بمدى إيمان الانسان بما يحمل من مبادئ وأفكار، لقد حمل الرسول صلى الله عليه وسلم هم البشرية فكان معه الوحي يحفزه ذلك وكأن الوحي كان يأتي بقدر التحدي الذي واجهه الرسول صلى الله عليه وسلم فكم من الهم الانسان الطبيعي يحمل اليوم، يحمل الانسان الطبيعي هم نفسه وربما اسرته ومن يحب وبقدر المحبة تأتي تضحياته ويأتي نضاله وعلى قدر تضحيته ونضاله يأتي نجاحه، واقع الانسان يعكس مكنونه وواقع الأرض اليوم يعكس مكنون أهلها، فهل هناك فرد على وجه الأرض اليوم بمكانه ان يحمل هم جميع سكانها لقد حمل الرسول صلى الله عليهم هم الاولين والاخرين ولم يهمل هم عصره فقط ذلك لان الذين حملوا هم عصرهم انقطع عطائهم مع انتهاء عصرهم، فلكل فعل ردت فعل مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه، تعلم ماذا يحدث عندما تعاكسها في الاتجاه ينشأ قانون الجدلية او الدليكتيك الذي يولد من هذا التضاد طاقة هائلة هي اكثر تأثيراً من حركة الفعل الاولى، فمن يستطيع اليوم ان يحمل هم الاخرين من حولة او على الأقل هم نفسه، اكثر الناس في اكتئاب ويبدو لي اننا نحتاج لإعادة النظر في افكارنا ومعارفنا وما نجزم بصحته لكي نعيد تأهيل انفسنا لهذه الحياة الكريمة التي وهبنا إياه الله سبحانه وتعالى واسرع سبيل للخروج من هذه التقوقع الذي نعيش فيه هو سبيل العلم.
|