|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
22-11-2010, 01:09 AM | #1 | |||
عـضو أسـاسـي
|
لماذا لا يُستجاب دعاؤنا...
أسرار إستجابة الدعاء.. سؤال طالما تفكرت فيه: لماذا لا يُستجاب دعاؤنا مع أن الله تعالى قد تعهّد باستجابة الدعاء، وبدأتُ رحلة من التدبر في آيات القرآن الكريم، وكانت هذه المقالة... يقول الله تعالى في محكم الذكر يخاطب حبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186]. وهذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى قريب منا يسمع دعاءنا ويستجيب لنا. ولكن الذي لفت انتباهي أن الله يجيب الدعاء فكيف نستجيب له تعالى (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) ؟! من هنا نستطيع أن نستنبط أن الله يدعونا إلى أشياء ويجب علينا أن نستجيب له، وبالتالي إذا استجبنا لله سيستجيب لنا الله. فما هي الأشياء التي يجب أن نعملها حتى يُستجاب دعاؤنا؟ إذا تأملنا دعاء الأنبياء والصالحين في القرآن الكريم نلاحظ أن الله قد استجاب كل الدعاء ولم يخذل أحداً من عباده، فما هو السرّ؟ لنلجأ إلى سورة الأنبياء ونتأمل دعاء أنبياء الله عليهم السلام، وكيف استجاب لهم الله سبحانه وتعالى. هذا هو سيدنا نوح عليه السلام يدعو ربه أن ينجيه من ظلم قومه، يقول الله تعالى: (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) [الأنبياء: 76].وهنا نلاحظ أن الاستجابة تأتي مباشرة بعد الدعاء. ويأتي من بعده سيدنا أيوب عليه السلام بعد أن أنهكه المرض فيدعو الله أن يشفيه، يقول تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) [الأنبياء: 83-84].وهنا نجد أن الاستجابة تأتي على الفور فيكشف الله المرض عن أيوب عليه السلام. ثم ينتقل الدعاء إلى مرحلة صعبة جداً عندما كان سيدنا يونس عليه السلام في بطن الحوت! فماذا فعل وكيف دعا الله وهل استجاب الله تعالى دعاءه؟ يقول تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [الأنبياء: 87-88].إذاً جاءت الاستجابة لتنقذ سيدنا يونس عليه السلام من هذا الموقف الصعب وهو في ظلمات متعددة: ظلمة أعماق البحر وظلمة بطن الحوت وظلمة الليل. أما سيدنا زكريا عليه السلام فقد كان دعاؤه مختلفاً، فلم يكن يعاني من مرض أو شدة أو ظلم، بل كان يريد ولداً تقر به عينه، فدعا الله: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) [الأنبياء: 89-90].وقد استجاب الله دعاءه مع العلم أنه كان كبير السنّ ولا ينجب الأطفال، وكانت زوجته أيضاً كبيرة السن. ولكن الله سبحانه قادر على كل شيء. والسؤال الذي طرحته: ما هو سرّ هذه الاستجابة السريعة لأنبياء الله، ونحن ندعو الله في كثير من الأشياء فلا يُستجاب لنا؟ لقد أخذ مني هذا السؤال تفكيراً طويلاً، وبعد بحث في سور القرآن وجدت الجواب الشافي في سورة الأنبياء ذاتها. فبعدما ذكر الله تعالى دعاء أنبيائه واستجابته لهم، قال عنهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].وسبحان الله! ما أسهل الإجابة عن أي سؤال بشرط أن نتدبر القرآن، وسنجد جواباً لكل ما نريد. ومن هذه الآية الكريمة نستطيع أن نستنتج أن السرّ في استجابة الدعاء هو أن هؤلاء الأنبياء قد حققوا ثلاثة شروط وهي: 1- المسارعة في الخيرات الخطوة الأولى على طريق الدعاء المستجاب هي الإسراع للخير: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ): فهم لا ينتظرون أحداً حتى يدعوهم لفعل الخير، بل كانوا يذهبون بأنفسهم لفعل الخير، بل يسارعون، وهذه صيغة مبالغة للدلالة على شدة سرعتهم في فعل أي عمل يرضي الله تعالى. وسبحان الله، أين نحن الآن من هؤلاء؟ كم من المؤمنين يملكون الأموال ولكننا لا نجد أحداً منهم يذهب إلى فقير، بل ينتظر حتى يأتي الفقير أو المحتاج وقد يعطيه أو لا يعطيه – إلا من رحم الله. وكم من الدعاة إلى الله يحتاجون إلى قليل من المال للإنفاق على دعوتهم لله، ولا تكاد تجد من يدعمهم أو يعطيهم القليل، والله تعالى ينادينا جميعاً فيقول: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 245]. ليسأل كل واحد منا نفسه: كم مرة في حياتي ذهبتُ وأسرعت عندما علمتُ بأن هنالك من يحتاج لمساعدتي فساعدته حسب ما أستطيع؟ كم مرة سارعتُ إلى إنسان ضال عن سبيل الله فنبّهته، ودعوته للصلاة أو ترك المنكرات؟ بل كم مرة في حياتي تركتُ الدنيا ولهوها قليلاً، وأسرعتُ فجلستُ مع كتاب الله أتلوه وأحاول أن أحفظه؟؟ فإذا لم تقدّم شيئاً لله فكيف يقدم لك الله ما تريد؟ والله تعالى قدّم ذكر المسارعة في الخير على ذكر الدعاء فقال: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا). 2-الدعاء بطمع وخوف الخطوة الثانية هي الدعاء، ولكن كيف ندعو: (وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا). الرَّغَب أي الرغبة بما عند الله من النعيم، والرَّهَب هو الرهبة والخوف من عذاب الله تعالى. إذاً ينبغي أن يكون دعاؤنا موجّهاً إلى الله تعالى برغبة شديدة وخوف شديد. وهنا أسألك أخي القارئ: عندما تدعو الله تعالى، هل تلاحظ أن قلبك يتوجّه إلى الله وأنك حريص على رضا الله مهما كانت النتيجة، أم أن قلبك متوجه نحو حاجتك التي تطلبها؟! وهذا سرّ من أسرار استجابة الدعاء. عندما ندعو الله تعالى ونطلب منه شيئاً فهل نتذكر الجنة والنار مثلاً؟ هل نتذكر أثناء الدعاء أن الله قادر على استجابة دعائنا وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء؟ بل هل نتذكر ونحن نسأل الله أمراً، أن الله أكبر من هذا الأمر، أم أننا نركز كل انتباهنا في الشيء الذي نريده ونرجوه من الله؟لذلك لا نجد أحداً من الأنبياء يطلب شيئاً من الله إلا ويتذكر قدرة الله ورحمته وعظمته في هذا الموقف. فسيدنا أيوب عليه السلام بعدما سأل الله الشفاء قال: (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، وسيدنا يونس عليه السلام والذي سمَّاه القرآن (ذَا النُّونِ) والنون هو الحوت، الغريب في دعاء هذا النبي الكريم عليه السلام أنه لم يطلب من الله شيئاً!! بل كل ما فعله هو الاعتراف أمام الله بشيئين: الأول أنه اعترف بوحدانية الله وعظمته فقال: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ)، والثاني أنه اعترف بأنه قد ظلم نفسه عندما ترك قومه وغضب منهم وتوجه إلى السفينة ولم يستأذن الله في هذا العمل، فاعترف لله فقال: (إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).وهذا هو شأن جميع الأنبياء أنهم يتوجهون بدعائهم إلى الله ويتذكرون عظمة الله وقدرته ويتذكرون ذنوبهم وضعفهم أمام الله تبارك وتعالى. 3- الخشوع لله تعالى والأمر الثالث هو أن تكون ذليلاً أمام الله وخاشعاً له أثناء دعائك: (وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).وهذا سرّ مهم من أسرار استجابة الدعاء، فبقدر ما تكون خاشعاً لله تكن دعوتك مستجابة. والخشوع لا يقتصر على الدعاء، بل يجب أن تسأل نفسك: هل أنت تخشع لله في صلاتك؟ وهل أنت تخاف الله أثناء كسب الرزق فلا تأكل حراماً؟ وهنا ندرك لماذا أكّد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على أن يكون المؤمن طيب المطعم والمشرب ليكون مستجاب الدعوة. هل فكرت ذات يوم أن تعفوَ عن إنسان أساء إليك؟ هل فكرت أن تصبر على أذى أحد ابتغاء وجه الله؟ هل فكرت أن تسأل نفسك ما هي الأشياء التي يحبها الله حتى أعملها لأتقرب من الله وأكون من عباده الخاشعين؟ هذه أسئلة ينبغي أن نطرحها ونفكر فيها، ونعمل على أن نكون قريبين من الله وأن تكون كل أعمالنا وكل حركاتنا بل وتفكيرنا وأحاسيسنا ابتغاء وجه الله لا نريد شيئاً من الدنيا إلا مرضاة الله سبحانه، وهل يوجد شيء في هذه الدنيا أجمل من أن يكون الله قد رضي عنك؟ وأخيراً أخي الكريم! هل ستسارع من هذه اللحظة إلى فعل الخيرات؟ وهل ستتوجه إلى الله بدعائك بإخلاص، تدعوه وأنت موقن بالإجابة، وترغب بما عنده وتخاف من عذابه؟ وهل سيخشع قلبك أمام كلام الله تعالى، وفي دعائك، وهل ستخاف الله في جميع أعمالك؟ إذا قررت أن تبدأ من الآن بتطبيق هذا الدرس العملي فإنني أخبرك وأؤكد لك بأن الله سيستجيب دعاءك، وهذا الكلام عن تجربة مررت بها قبلك، وكان من نتائجها أن أكرمني الله بأكثر مما أسأله، واعلم أخيراً أن الدعوة التي لم تستجب لك في الدنيا، إنما يؤخرها الله ليستجيبها لك في الآخرة عندما تكون بأمس الحاجة لأي شيء في ذلك اليوم، أو أن الله سيصرف عنك من البلاء والشر والسوء ما لا تعلمه بقدر هذا الدعاء. وندعو بدعاء المتقين الذين حدثنا القرآن عنهم: (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران: 193-194]. أ. عبد الدائم الكحيل.
مهندس وباحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة. المصدر: نفساني
|
|||
|
22-11-2010, 05:55 AM | #2 |
عـضو أسـاسـي
|
بارك الله فيك اختى ريما على هذا النقل الطيب واضيف لما سبق ان حسن ظن العبد بالله تعالى مهم جدا فى وقت الدعاء وعلى الدوام ،كما اخبرنا المولى القدير بذلك فى الحديث القدسى الشريف.....
عن ابى هريرة-رضى الله عنه-قال:- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم--: "يقول الله تعالى جلّ شأنه -: أنا عند ظن عبدى بى،وأنا معه اذا ذكرنى،فأن ذكرنى فى نفسه،ذكرته فى نفسى،وان ذكرنى فى ملأ،ذكرته فى ملأ خير منهم،وان تقرّب الىّ بشبر،تقربتّ اليه ذراعا،وان تقرّب الىّ ذراعا ،تقربتّ اليه باعا، وان أتانى بمشى ،أتيته هرولة".......... رواه البخارى ومسلم ........وصدق رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام فيما بلغّ عن رب العزّة سبحانه وتعالى ...................................... |
|
22-11-2010, 11:23 AM | #3 |
عـضو أسـاسـي
|
جزاك الله خيراً أختي عطر الياسمين.
إحسان الظن بالله أحد أسباب استجابة الدعاء. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" فهذا من إحسان الظن بالله وعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يقول: "إني لا أحمل هم الإجابة، بل أحمل هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء علمت أن الإجابة معه" فهو على يقين أنه متى دعى الله سبحانه وتعالى بالطريقة التي يحبها جل في علاه فإن دعاءه سيُستجاب. |
|
22-11-2010, 11:36 AM | #4 |
مراقب عام
|
أذا كان هناك تقة كبيرة في الله وحُسن ظن جبار من قبل العبد لا حصل على ما يريد
الله يجعلنا منمن يستمعون القول ويبعون أحسنه جزاكِ الله خير أختي ريما |
|
22-11-2010, 11:57 AM | #6 |
عـضو أسـاسـي
|
من أسباب إستجابة الدعاء.
الإخلاص لله سبحانه وتعالى في الدعاء. فلا يُسأل إلا الله ولا يُستعان إلا بالله ولا يُطلب المدد والعون والتوفيق إلا من الله سبحانه وتعالى. فلا يطلب شيء من ذلك لا من ملك مقرب ولا من نبي مرسل ولا من ولي. وهذا السبب أهم سبب من أسباب إجابة الدعاء فبدونه لا يقبل الدعاء. قال الله تعالى: " فَادْعُواْ اللهَ مُخْلِـصِينَ لَـهُ الدِّينَ" وقال سبحانه: " وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً" فالدعاء عبادة لا تصرف إلا لله وحده. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفـعوك بشيء لم ينـفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضـروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك" |
|
22-11-2010, 12:20 PM | #7 |
عـضو أسـاسـي
|
من أسباب إستجابة الدعاء.
أن لا يكون في الدعاء إثم أو قطيعة رحم. قال صلى الله عليه وسلم: "ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم" |
|
22-11-2010, 01:57 PM | #8 |
عـضو أسـاسـي
|
من أسباب استجابة الدعاء. طيب المأكل والمشرب والملبس والمسكن ففي الحديث : "ذكر صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغُذيَ بالحرام فأني يستجاب لذلك " ففي الحديث السابق استبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجيب الله دعاء هذا الداعي، مع أنه قد أتى بأسباب إجابة الدعاء فهو: {يطيل السفر} ودعاء المسافر مستجاب، كما أنه {أشعث أغبر} فهو لا يهتم بنفسه؛ أهم شيء عنده الدعاء، {يمد يديه إلى السماء} ومد اليدين إلى السماء من أسباب إجابة الدعاء، ويقول {يا رب يا رب} وهذا وسيلة لإجابة الدعاء، ومع هذا كله رد الله دعائه. فالحرام مانعٌ لإجابة الدعاء، ولو عُمل من أسباب الإجابة ما عُمل قال أحد أهل العلم: " كيف تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقها بالذنوب" !!. وسواء كان هذا الحرام حصل بالغش، أو الكذب أو الربا، أو الظلم.. أو غير ذلك. يتبع،،
|
|
22-11-2010, 06:17 PM | #10 |
عضـو مُـبـدع
|
من اسباب الاستجابة بر الوالدين والدعاء لهما ووصل الارحام
بارك الله بكم على هذا الموضوع المهم |
|
23-11-2010, 12:22 AM | #11 |
عـضو أسـاسـي
|
وفيك بارك أخي الكريم.
جزاك الله خيراً أخي الكريم |
|
23-11-2010, 12:58 AM | #12 |
عـضو أسـاسـي
|
من أسباب استجابة الدعاء.
أن يتوسل إلى الله بأحد أنواع التوسل المشروع كالعمل الصالح. وجميعنا نذكر قصة أصحاب الغار وكيف أن أعمالهم الصالحة كانت سبباً في نجاتهم. وأحد الأعمال كانت تتعلق ببر الوالدين كما أشار أخي أبو نور جزاه الله خيراً في المشاركة السابقة. دعونا نقرأ الحديث. عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر، فأووْا إلى غار في جبل، فانحطّت على فم غارهم صخرة من الجبل، فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها صالحةً لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم." وفي رواية أخرى في الصحيح: "بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر، فأووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنه والله يا هؤلاء! لا ينجيكم إلاّ الصدق، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه. فقال واحدٌ منهم: اللهم! إن كنت تعلم [وهو يعلم أن الله يعلم؛ ولكنه يريد الطلب والدعاء من الله, إن كان الله يعلم منه الإخلاص في عمله أن ينجيه] أنه كان لي أجيرٌ عمل لي على فَرَق [مكيال يزن ثلاث آصع جمع صاع] من أُرُز فذهب وتركه، وأني عمدت إلى ذلك الفَرِق فزرعته فصار من أمره أني اشتريت منه بقراً، وأنه أتاني يطلب أَجَرَه فقلت له: اعمد إلى تلك البقر فسقها، فقال لي: إنما لي عندك فرق من أرز، فقلت له: اعمد إلى تلك البقر، فإنها من ذلك الفرق، فساقها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك، ففرج عنا، فانساحت عنهم الصخرة . فقال الآخر: اللهم! إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران ،وكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي، فأبطأت عليهما ليلة فجئت وقد رقدا، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع [يصيحون ويبكون من الجوع]، فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبوييَ، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أدعهما فيستكنّا [من الاستكانة لعدم الشرب، فيصيران ضعيفين مسكينين لا شيء لهما] لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر؛ فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا، فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء. فقال الآخر: اللهم! إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عمٍ من أحب الناس إلي، وأني راودتها عن نفسها، فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها، فأمكنتني من نفسها، فلما قعدت بين رجليها فقالت: اتق الله! ولا تفُضّ الخاتم إلا بحقه، فقمت وتركت المائة الدينار، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنا، ففرج الله عنهم فخرجوا" قال الإمام النووى: "وفى هذا الحديث فضل بر الوالدين وفضل خدمتهما وإيثارهما عمن سواهما من الأولاد والزوجة وغيرهم، وفيه فضل العفاف والانكفاف عن المحرمات لاسيما بعد القدرة عليها والهم بفعلها، وفيه جواز الإجارة وفضل حسن العهد وأداء الأمانة والسماحة فى المعاملة" يتبع،، |
|
24-11-2010, 12:19 PM | #13 |
عـضو أسـاسـي
|
من أسباب استجابة الدعاء.
تجنب الاستعجال: بل ادعُ واصبر، والله يُحْكِم أمره ويَحْكُمُ ما يريد، لا تستعجل. قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي" وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم، وما لم يستعجل" قيل يا رسول الله: وما الاستعجال؟ قال: "يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أَرَ يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" فإذا قال دعوت فلم يُستجب لي فإنه سوف يستحسر أي ينقطع عن الدعاء ويترك الدعاء. وحينئذ لا يحصل له مطلوبه، وهذا يقع كثيراً من بعض الناس، وهذا خطأ كبير؛ فإنه حرمان من الإجابة، وحيلة من حيل الشيطان ليصدك عن دعاء ربك فيوقعك ذلك في سوء الظن بالله - والعياذ بالله. بل ينبغي على المسلم أن يدعو ربه ويدعوه ويدعوه؛ فربما يكون عدم تحقق الإجابة مباشرة من نعمة الله عليك كي تكثر من الدعاء، فالله سبحانه يحب أن يسمع من عباده مناداته وطلبه وسؤاله، بل يحب منهم الإلحاح في الدعاء يقول الله: "ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وخُفْيَةً" "تَضَرُّعاً" : وهذا فيه الإلحاح وكثرة السؤال ودوام الطلب وعدم الاستعجال. "وخُفْيَةً" : فالله سبحانه وتعالى يحب أن يكون دعاء عباده بينه وبينهم خُفيةً ومناجاة. كما أن في تأخر الإجابة امتحاناً للعبد؛ هل يستمر في دعائه لله أو يستحسر فيمتنع، وكلما أكثرت من الدعاء ازددت رفعةً عند الله؛ وفي النهاية سوف يستجيب الله لك. انظر لقوله عليه الصلاة والسلام: "من سرَّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرَب فلْـيُـكثر الدعاء في الرخاء" يتبع،، |
|
24-11-2010, 01:03 PM | #14 |
عـضو أسـاسـي
|
أوقات وأحوال وأماكن وأوضاع يستحب فيها الدعاء ومنها:
الثلث الأخير من الليل. لحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يقول حين يبقى ثلث الليل الآخر: "من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" بين الأذان والإقامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء بين الأذان والإقامة لا يُـرد" عند نزول المطر: وقد جاء في الحديث: "اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش، وإقامة الصـلاة، ونزول المطر" ساعة من يوم الجمعة: ساعة الجمعة وأرجح الأقوال أنها آخر ساعة من عصر الجمعة وقد تكون ساعة الخطبة والصلاة. عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله عز وجل فيها خيرًا إلا أعطاه إياه، وهي بعد العصر" وقال أحمد بن حنبل: "أكثر الأحاديث في الساعة التي يرجى فيها إجابة الدعاء أنها بعد صلاة العصر ويرجى بعد زوال الشمس. وأما حديث مسلم وأبي داود عن أبي موسى رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ساعة الجمعة: "هي ما بين أن يجلس الإمام" يعني على المنبر "إلى أن تقضى الصلاة" فقد أعل بالاضطراب والانقطاع. والله أعلم. في السجود: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" عند الاستيقاظ من الليل والدعاء بالمأثور في ذلك عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله ، وسبحان الله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : اللهم اغفر لي ، أو دعا ، استجيب له ، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته . " دبر الصلوات المكتوبة أي بعد السلام من الصلاة فعن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع، قال: "جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات" الدعاء في السفر ودعاء الوالد لولده: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثُ دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن؛ دعوة المظلوم، ودعوة المسـافر، ودعوة الوالد لولده" الدعاء عند شرب ماء زمزم: ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "ماء زمزم لما شرب له"، وقد نص العلماء على أن الدعاء بعد الفراغ من شربه مما ترجى إجابته، ولم يثبت عن الرسول صلى الله صلى الله عليه وسلم - عند شربه ماء زمزم - دعاء مخصوص فيما نعلم، لكن روى الدارقطني عن ابن عباس أنه كان إذا شرب ماء زمزم قال "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً من كل داء" فأولى لمن شرب ماء زمزم أن يشربه بنية صالحةٍ، ثم يدعو الله بعد فراغه. عند سماع صياح الديك: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا" دعاء الصائم والإمام العادل: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "ثلاث لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر, والإِمام العادل، ودعوة المظلوم" دعاء المضطر: لقوله تعالى: "أمَّن يُجِيبُ الْمُضَّطَّرَ إِذَا دَعَاهُ" دعاء المظلوم: فالمظلوم مستجاب الدعوة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: "واتَّق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" أوقات وأحوال وأماكن أخرى يستحب الدعاء فيها ومنها: يوم عرفة، وشهر رمضان، وليلة القدر، ووقت السحر، والدعاء في حالة إقبال القلب على الله واشتداد الإخلاص، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، والتقاء الجيوش، ودعاء الغازي في سبيل الله، الدعاء بعد الوضوء إذا دعا بالمأثور في ذلك وهو "أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " فمن قال ذلك فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء. وعند رفع الرأس من الركوع وقول: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه"، والدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير، دعاء الحاج والمعتمر، والدعاء عند المريض، عند دعاء الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى، ودعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، وعند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر، والدعاء في المصيبة بـ : " إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها "، ودعاء الوالد لولده،ودعاء الولد البار بوالديه.... والمؤمن يدعو ربه أينما كان وفي أي ساعة، ولكن هذه الأوقات والأحوال والأماكن تخص بمزيد عناية، فإنها مواطن يستجاب فيها الدعاء بإذن الله تعالى. يتبع،، |
|
24-11-2010, 04:00 PM | #15 |
عـضو أسـاسـي
|
اداب الدعاء.. وكما أن للدعاء أسباباً وأوقاتاً للإجابة فإن هناك آداب ينبغي للداعي أن يتحلى بها ومنها: تحين أوقات الإجابة. يستحب الوضوء قبل الدعاء إن تيسر. استقبال القبلة إن أمكن فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي فدعا واستسقى واستقبل القبلة. رفع اليدين أثناء الدعاء للحديث: "إن ربكم حَيِـيٌّ كريم؛ يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفراً خائبتين" حضور القلب في الدعاء والإيقان بالإجابة فيكون الداعي حاضر القلب مستشعراً عظمة من يدعوه ، قال صلى الله عليه وسلم: " واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب لاهٍ " إظهار الفاقة والضراعة إلى الله جل شأنه وخفض الصوت بين المخافتة والجهر وعدم الاعتداء في الدعاء، قال الله تعالى: "وَ لاَتَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَ لاَتُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً" وقال سبحانه: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" ومن أهم آداب الدعاء- بعد افتقارك وخشوعك إلى الله- أن تقدم بين يدي دعائك الحمد لله والثناء عليه وتمجيده. ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك تسأل. وفي سورة الفاتحة بيانٌ للأدب الذي ينبغي أن يكون عليه الداعي حيث يرشدنا الله تبارك وتعالى أن نسأله الهداية إلى الصراط المستقيم في قول الله تعالى: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" لكنه جل سبحانه قبل أن يرشدنا إلى سؤاله الهداية دلَّنا على الأدب الذي ينبغي أن نكون عليه في سؤالنا لربنا، فافتتح سبحانه السورة بالحمد، ثم بالثناء عليه ثم بتمجيده، ثم بعد ذلك أتى بالدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين؛ فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل؛ فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال العبد: الرحمن الرحيم: قال الله:أثنى عليَّ عبدي، فإذا قال العبد: مالك يوم الدين، قال الله: مجّدني عبدي" حمدني، أثنى علي، مجدني، كل هذا الحمد والثناء والتمجيد يأتي بين يدي الدعاء، فقولك "الْحًمْدُ للهِ" : حمدٌ لله، "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" : ثناءٌ على الله، وتوسع في الثناء على الله، وتوسل إلى الله بإسمين من أسمائه "مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ" : تمجيد لله، فأنت في ثناء ومبالغة في حمد الله وتعظيمه بين يدي دعائك، وتعترف بالعبودية له: " إِيـَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّـَاكَ نَسْتَعِينُ" فهذه كلها وسائل بين يدي دعائك، فأنت تتوسل إلى الله عز وجل بأسمائه وصفاته، وتتوسل بعبوديتك له، وذُلِّك بين يديه، وافتقارك التام إليه، ثم يأتي بعد ذلك الدعاء: "اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ" وفي هذا بيانٌ لمقام الدعاء، وبيانٌ للأدب الذي ينبغي أن يكون عليه الداعي. فيبدأ الداعي دعائه بحمد الله على النعم العظيمة التي لا نحصي لها عدا "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمًةَ اللهِ لاَ تُـحْصُوهًا" وإن أعظم النعم التي يُحمد الله عليها هي نعمة الهداية إلى الإسلام "الْحًمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَوْلآ أَنْ هَدَانَا اللهُ" فتحمد ربك على نعمة الإسلام، تحمده على نعمة الأمن، تحمده على نعمة الستر، تحمده على نعمة البصر والسمع "وَمَا بِكُم مِّن نِّـعْمَةً فَمِنَ اللهِ" ثم تصلي على النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم كما تصلي عليه في صلاتك، ثم تدعو واثقاً من الإجابة. وينبغي للداعي أن يحرص على الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنها خير الدعاء وأجمعه وأنفعه منها: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" وفي سنن ابن ماجه: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الدعاء أفضل؟ قال: سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ثم أتاه في اليوم الثاني والثالث فسأله هذا السؤال، وأجيب بذلك الجواب. ثم قال صلى الله عليه وسلم: "فإذا أعطيت العفو والعافية في الدنيا والآخرة فقد أفلحت" وفيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من: "اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة". ومن هذه الأدعية أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: "سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أَبُوءُ لك بنعمتك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها من النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة" وهنا نبينا صلى الله عليه وسلم يعلمنا أدب الدعاء: فهو يرشدنا صلى الله عليه وعلىآله وسلمأن نبدأ في دعائنا بالتوسل بربوبية الله لنا، وأنه المربي بالنعم، وأنه وحده الخالق، وهذا ثناء على الله. ثم التوسل إلى الله بتعبُّدنا له في قوله: "وأنا عبدك"واعترافنا بنعم الله علينا، واعترافنا بذنوبنا في قوله: "أبوء" أي أعترف. ثم بعد ذلك نسأل ربنا المغفرة؛ "فاغفر لي" من الأحاديث التي تعلمنا أدب الدعاء قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ربَّ كل شيء ومَليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه" فقد بدأ صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء بتمجيد الله وتعظيمه بأنه هو خالق السماوات والأرض، وأنه عالم السر والعلانية، وأنه مالك كل شيء، فلما توسل إلى الله بذلك سأل ربه الاستعاذة من شر النفس وشر الشيطان وشركه. ومن الأدب العظيم في الدعاء أن تتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته: كأن تقول: " اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى أن تغفر لي" مثلاً. ومن توسله صلى الله عليه وسلم بأسماء الله وصفاته قوله: "ما أصاب أحدا - قط- هَمٌ ولا حَزَن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أَمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنـزلته في كتابك، أو علَّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القـرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله - عز وجل- همه وأبدله مكان حزنه فرحا". وكأن تقول: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني؛ فإنك قد سألت ربك أن يرحمك متوسلاً إليه برحمته، والرحمة من صفات الله - عز وجل- أو تقول: اللهم يا ذا الجلال والإكرام أسألك أن تكرمني بالجنة؛ فقد سألت الله أن يكرمك بالجنة متوسلاً بصفة الإكرام، والإكرام من صفات الله عز وجل ومن الأدب أن تدعو بالإسم المناسب لمطلوبك: فمن دعائه صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفو عني" ففي هذا الدعاء سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه العفو، ولكنه قبل سؤاله العفو توسل إلى ربه بإسم مناسب لطلبه بقوله: "اللهم إنك عفو" و "العفو" اسم من أسماء الله، كما أنه توسل إلى الله بصفة مناسبة لطلبه؛ في قوله: "تحب العفو" فمن صفات ربنا أنه يحب العفو. ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: "رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم" وهنا سؤال من النبي صلى الله وعليه وسلم المغفرة والتوبة، متوسلاً إلى الله باسمين من أسمائه - عز وجل- هما: " التواب، الرحيم " مناسبين لطلبه. ومن دعائه صلى الله عليه وسلم: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث؛ أصلح لي شأني كله، ولا تكِلْني إلى نفسي طَرفة عين" وفي هذا الحديث توسلٌ إلى الله باسمين من أسمائه هما: " الحي، القيوم " وفيه التوسل بصفة الرحمة في قوله: "برحمتك أستغيث" وعن عثمان بن أبي العاص أنه شكا إلى رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم وجعاً يجده في جسده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: "بسم الله" ثلاثاً، وقل سبع مرات: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أَجِدُ وأُحَاذِر" قال: ففعلت فأذهب الله ما كان بي. ففي قوله صلى الله عليه وسلم: "قل بسم الله" توسلٌ إلى الله واستعانة، وفي قوله: "أعوذ بعزة الله وقدرته" التوسل إلى الله بصفتين من صفاته؛ هما: "العزة، والقدرة" وفي الحديث دخل رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلمالمسجد فإذا هو برجل يقول: اللهم إني أسألك يا ألله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم، فقال صلي الله عليه وعلي آله وسلم "قد غُفر له، قد غُفر له" ومن الآداب أيضاً.. الإلحاح في الدعاء وتكراره ثلاثًا. فعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو ثلاثًا ويستغفر ثلاثًا. عدم استعجال الإجابة. الدعاء في الرخاء والشدة. عدم الدعاء على الأهل والمال والولد وعدم الدعاء بإثم أو قطيعة رحم. عدم تكلف السجع في الدعاء وعدم الأعتداء فيه. أن يختم بحمد الله تعالى والثناء عليه ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فاحرص على هذه الآداب في دعائك.. يتبع،،
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
|
|