|
|
||||||||||
ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع |
09-01-2005, 11:44 AM | #1 | |||
عضـو دائم ( لديه حصانه )
|
أين تجد السعادة
[moveo=up]أين تجد السعادة
إن السعادة الحقيقة هي شعور داخلي ناشئ عن رضا وكنات القلب وسكونه واطمئنانه، وهذا القلب لا يمكن أن يستقر ويطمئن إلا بطريقة واحدة، وهي إشباع الفطرة التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها، فإذا لم يهتد الإنسان إلى ذلك الطريق عاش في فراغ داخليين وعدم استقرار، وشقاء دائم. فقد يظن الإنسان أن السعادة في مال يجمعه، أوفي شهوة ولذة ينالها، أو في شهرة ومكانة يحققها، ثم يكتشف بعد ذلك أن هذه الأمور لم تحقق له الرضا والقناعة والاطمئنان والاستقرار النفسي، ويعلم أن ذلك كله سراب، وينتقل من سراب إلى سراب، ومن وهم إلى وهم، ومن غم إلى غم؛ لأنه لا يزال يشعر أنه بحاجة إلى شيء مفقود يحقق له السعادة والاطمئنان. وقد ينخدع الإنسان بمظاهر الحضارة الغربية المادية، فيلهث وراءها ظنًا منه أن في ذلك سعادته وراحته، فينكشف زيف ذلك البريق الخادع، والمظاهر الجوفاء، فينتكس ويتعس ويشقى في الدنيا والآخرة، فما هو السبب في ذلك؟ إن السبب الحقيقي في ذلك هو أن الحضارة الغربية المادية قد أشبعت الجانب الجسدي المادي عند الإنسان، فحققت له طموحاته ورغباته، وأشبعت شهواته المادية إشباعًا تامًا في جميع شؤون الحياة، إلا أنها أهملت جانبًا مهمًا في الإنسان، وهو جانب الروح، حيث إن الإنسان مكون من جسد وروح، ولكل منهما متطلباته وحاجاته. وفي إهمال الجانب الروحي من الإنسان ـ وهو الجانب المهم لديه ـ مناقضة لفطرته، مما سبب له صراعًا داخليًا، وعدم سكون واستقرار يشعر معه الإنسان بفراغ روحي، فيلجأ إلى إشباعه بطرق شتى، وذلك للتعبير عما يعانيه في داخله، ولإشباع ذلك الفراغ، والقضاء على ذلك الصراع. ومن مظاهر الشقاء في حياة الإنسان في الغرب: 1 ـ هناك من رفض حضارة الغرب، واتجه إلى الحياة البدائية على شكل مجموعات تعيش على القذارة والبهيمية، مثل جماعات الخنافس (Beatles) والهيبز (Hippis) وعبدة الشيطان وغيرهم، وهؤلاء من الشباب الضالين المنحرفين الذين لا يدرون ماذا يريدون، وليس لهم هدف في الحياة. 2 ـ انتشار الأمراض النفسية والقلق والاكتئاب والجنون، وكثرة المترددين على العيادات والمصحات النفسية، بل انتشرت الشعوذة والسحر، وقراءة الكف، وذلك للخوف من المستقبل، ونتيجة للفراغ الروحي. 3 ـ اتجه كثير من الشباب إلى عالم المخدرات والمسكرات هروبًا من واقعهم، فانتشرت عقارات الهلوسة L.S.D والمارجوانا والحشيش والأفيون والمروفيين والكوكايين وغيرها، وذلك لشعور الإنسان بالضيق من الحياة، والهروب إلى عالم الخيال والمخدرات لينسى واقعه المزري. 4 ـ الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة مثل الروك المدرول والجاز وغيرها، والأغاني الماجنة، وذلك للتعبير عما يعانيه من فراغ، وظنًا منهم أن في ذلك إشباعًا للفراغ النفسي والروحي الذي يعيشونه. 5 ـ انتشرت الجريمة والانحراف والعنف والفتن، لا لشيء إلا للتعبير عن الصراع النفسي الداخلي، وكثير ما سمعنا في وسائل الإعلام عن أشخاص يدخلون على الطلاب في المدارس فيقتلون مجموعة كبيرة منهم بدون سبب، أو من يقوم بقتل المارة في الشوارع والمطاعم والأسواق والمحلات التجارية دون هدف، وإنما للتعبير عما يعانيه بداخله من صراع. 6 ـ الإغراق في الشهوات والملذات وخصوصًا الجنسية، بل إن الفطر قد انقلبت، فأصبح الإنسان يمارس الشذوذ الجنسي كاللواط على أبشع الصور، وبشكل علني، بل أصبح لهذه الفئات الشاذة منظمات وجمعيات ونقابات، وأصبحت مألوفة لدى الغرب، بل إن عادة زواج الرجل بالرجل أصبحت شيئًا قانونيًا ومألوفًا. 7 ـ الخوف الملازم للإنسان الغربي الذي يعيش وسط غابة بين بني جنسه، فتجده يضع الأقفال على بابه،ولا يفتح الباب لأي طارق، بل ينظر إليه من الثقب السحري ويفزع من أي حركة، ولا يأمن جاره أو أي قادم، وخصوصًا في المدن الكبرى في أوروبا وأمريكا. 8 ـ تبلد الإحساس وجفاف العواطف، وطغيان المادة على حياة الكثير من الناس، حيث إن الإنسان في الغرب أصبح ماديًا كالآلة تثيره المادة، لا يعرف الرحمة أو الشفقة أو الإحسان أو المعروف، أو صلة الرحم، أو بر الوالدين، أو إكرام الجار، أو إطعام المسكين، أو إكرام الضيف، وغيرها من مكارم الأخلاق، بل إن علاقاته مادية بحتة حتى مع أقرب الناس إليه كوالديه، فإذا لم يدفعا إيجار المنزل أو قيمة الطعام أخرجهما من المنزل، بل إن أبناءه إذا بلغوا السن القانوني أخرجهم من البيت، ولا يعرف الغيرة على العرض أو المحافظة على البنات والأولاد. 9 - ونتيجة لتبلد الإحسان وجفاف الحياة فإن الإنسان الغربي لم يعد يثق في أخيه الإنسان ولا ينافس به، فاتجه إلى مصاحبة الكلاب والقطط، وغيرها من الحيوانات أوقف حياته وماله عليها، يرعاها ويبيت معها ويكرمها ويصاحبها، بل ويوقف كثيرًا من أمواله عليها بعد موته، ويحرم منها أولاده ووالديه. 10 ـ الانهيار العصبي عند مواجهة الأحداث وعدم الرضا والتسليم للقضاء والقدر، ونتيجة لذلك فإن الإنسان الغربي يقد يبلغ به اليأس من الحياة إلى أن يقتل نفسه وينتحر هروبًا من هذه الحياة القاسية، مع توفر وسائل العيش والرفاهية، وذلك لشعوره بالصراع الداخلي، وتعبيرًا عما يعانيه فيها، ورغبة في التخلص منها والانتقال إلى عالم آخر، وقد يكون الانتحار جماعيًا ومنظمًا عن طريق جمعيات وجماعات لها رئيس وتنظيم يعدهم باللقاء بعد التخلص من الحياة، بل إن هناك جمعيات ومدراس تعلم الانتحار. هذا وقد كانت السويد من أكثر البلاد ارتفاعًا في نسبة الانتحار مع توفر الحياة المادية لسكانها، وتوفر جميع الإمكانات المادية، ورفاهية العيش. وصدق الله سبحانه وتعالى حيث يقول: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) [طه : 124 ـ 125]. لذا فإن في إشباع فطرة الإنسان بالإيمان بخالقه سبحانه وتعالى، واتخاذ الدنيا وسيلة لا غاية، واعتبارها فانية يكفي منها الشيء القليل والقناعة بما كتب الله سبحانه وتعالى للإنسان فيها يجعله راضيًا مسلمًا لخالقه، يحتسب ما يصيبه فيها عند الله راجيًا من الله سبحانه وتعالى أن يعوضه ما فاته في الدنيا من نعيم الجنة وملذاتها، ولهذا نجد المؤمن يشعر بلذة الإيمان والسعادة الحقيقية في هذه الحياة الدنيا، وقد قال تعالى: (من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [سورة النحل : 97]، وقال أحد السلف الصالح رحمهم الله: إننا نجد سعادة لو يعلم عنها الملوك أو أبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف. ------منقول--------[/moveo] المصدر: نفساني
|
|||
التعديل الأخير تم بواسطة إسماعيل رفندى ; 09-01-2005 الساعة 11:50 AM
|
09-01-2005, 12:24 PM | #2 |
( عضو دائم ولديه حصانه )
|
أخي الأستاذ الفاضل ... إسماعيل رفندي ...
حياك الله وبياك ... ومرحباً بعودتك من جديد ... نورت دارك ... بارك الله فيك وأسعدك ... مقالة رائـعـة ... نعم الناقل والمنقول ... ننتظر المزيد من عطائك ... |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|