|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
09-05-2005, 10:44 PM | #1 | |||
كاتبة في جريدة البلاد
|
أحضان الضياع
أحضان الضياع!؟
عندما هم بالنهوض من فوق سريره شعر وكأن ضغطة يده على فراشه تسحبه إلى هوة سحيقة لا يدري منتهاها، كان يهوي في أعماق نفسه البائسة التي لا تستطيع أي فرقة إنقاذ إخراجه منها، فلا يد تمتد نحوه لتنتشله، ولا ضوء بسيط يريه أين النهاية. أغمض عينيه وأخذ يتمتم بكلمات لا يسمعها غيره واستسلم لضعفه وعدل عن المحاولة. أي نوع من المشاعر يجتاح كيانه الآن! لا يدري فهو الذي كان بالأمس ما كان، أصبح اليوم يعيش هكذا مع ذكريات تنهش في عقله المحطم.. كبر الصغار وتزوجوا وابتعدوا بل ابتعد هو عنهم فليس لديه ما يقدمه لهم ولا ما يوجههم إليه وعاد البعيد منهم وغاب الحاضر وهو يقبع مكانه لا يملك غير عيون ترصد كل ما يدور حوله، وفم لا يملك منه غير شفتان كانت ترتسم الابتسامة فوقهما والآن جفت على أطرافها، ولسان يعجز عن التعبير.. حتى قدماه وهنت وأبت أن تحملانه، كيف يمكنه المقاومة الآن وأين الحل!..؟ أخذ عقله يطوف به في أعماقه محاولاً إيجاد مخرج، لديه تساؤلات كثيرة لا يمكنه الإجابة عنها؟ أين فرحته التي ظن سابقاً بأنها ستدوم كيف سيواجه مصيره المشئوم الذي آل إليه؟ كيف سيتمكن من إيقاف مأساة هو كاتبها ومخرجها ومنتجها .. من عنده الجواب لا يدري!. ذكريات تحاسبه أحداثها وبعنف. أحداث مع عجلة الزمن تدور وفي اتجاه واحد تسرع بدون توقف ولو لبرهة في محطات الأيام!. أين ذهبت من كانت تظلل بيته بالحب والحنان لسنين طويلة بل أين ذهب هو.. وماذا ترك لها؟ لم تعد تهم الإجابة على تلك التساؤلات، فما يمر به الآن يكفيه وتكفيه ذكرياته التي تلسعه بسياط من نار، تعجل له في نهاية لا يستطيع مواجهتها.. عالم من الأسرار يحمله في طيات قلبه ويغلق عليها بقفل من فولاذ لا يحمل مفتاحه إلا طبيبه الخاص، يأتيه في مواعيد منتظمة ويجلس معه ويخرج كل ما في جعبته من أحاسيس وكلمات تنم عن ندم في وقت لم يعد للندم فيه فائدة، فالكل يعلم بأنه مصاب بمرض عضال لا يمكن أن يبرأ منه أبداً، ظانين أن السرطان هو المرض!! وهم لا يعلمون أن السرطان أشرف منه وأرقى وعلاجه أصبح غير مستحيل، ليته كان سرطاناً لتمكن من علاجه والانتصار عليه مثل كثيرون قبله..ولكنه ليس كذلك فالسرطان لا ينتقل من شخص لآخر. إن ما يعاني منه ما هو إلا كصهيوني محتل جلبه هو بنفسه بماله وصحته عندما كان يملكهما، لن يستطيع لوم أحد غير نفسه ففرحته بحياة اللهو كانت تعمي عينيه عن ملذات حقيقية كانت تحيط به وبأمان، أعمته عنها لذة مؤقتة في أحضان الضياع!! أهداها ماله وأهدته الدمار.. منبوذ داخل ذاته ينتظر لحظة أمل لعلها تنتشله من عالم الأسرار بين أحضان الضياع. أنه الإيدز. المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|