|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
09-05-2005, 08:18 PM | #1 | |||
كاتبة في جريدة البلاد
|
أنا وحذائي وحظي
shosho
]أنا وحذائي وحظي[/font] كلما خرجت أو دخلت لسكني المتواضع في العمارة الصغيرة ، أنظر للفيلا الأنيقة التي يسكنها جاري.. تلك الفيلا التي تملكها وغيرها إحدى المستشفيات المعروفة والتي توفرها للعاملين بها من أطباء واستشاريون. ولكن لم تشفع لي وظيفتي كطبيب استشاري ولا شهاداتي العالية في أن أحظى بمثلها وهي السكن المناسب لي ولأفراد عائلتي، رضيت بواقع لا مفر منه وبالشقة الصغيرة التي حرمتنا من استضافة أهم عنصر من أفراد العائلة وهي مدبرة المنزل ومديرته والتي تجعلنا نذوق طعم الراحة " الخادمة المصونة". وساعدنا أصدقاءنا وضيوفنا للقيام بزياراتنا لهم عند طفشنا من شقتنا الصغيرة. ثم نعود بعدها كما تعود ريما لعادتها القديمة.. وفي فجر ذات يوم وبعد أن أديت صلاة الفجر في المسجد القريب قفلت راجعاً لمنزلي ودخلت المصعد الذي بالكاد يتسع لي مع شخص نحيف آخر .. وما كدت أضغط على زر المصعد حتى انطلق وتوقف فجأة وبدون إنذار مسبق!! انتابني الرعب فلم يكن هناك أي منفذ لتجديد الهواء فلا مروحة فيه ولا ساكن في العمارة أسمع خطوات حذائه لأطلب النجدة بعد ما أعيتني الحيل في الاتصال بموظف الأمن المسئول، الذي لم يرد على الهاتف المعد لإنقاذ ضحايا المصاعد، سلمت أمري إلى الله وأخذت أحاول فتح باب المصعد لإدخال بعض الهواء قبل أن أختنق من شدة الحر ولم يكن أمامي غير حذائي الذي رشحته لوضعه بين فتحتي الباب لكي يمنع انغلاقه. ونجحت ولكن بعد بعض الإصابات في أصابع يداي، ولم أكد أنتهي من ذلك حتى رأيت قطة سوداء ظهرت فجأة وأخذت تنهش في حذائي معتقدة بأنه شريحة لحم. أخذت أبعدها ودخلت معركة جذب مني ومن القطة من خلال الفتحة الصغيرة، أخافني منظرها جداً وتخيلتها شيطان يريد قتلي، حيث أنه لا يخفى على الكثيرين منا ماذا تعني القطة السوداء؟! تملكني شعور غريب ولأول مرة يدخل التشاؤم في نفسي، وقصص من الذاكرة شاركت في عرض ما يمكن به أن يجمد الدم في عروقي، وعرقي كاد أن يصبح مطراً. وشعرتُ بالراحة فجأة عند سماعي لخطوات أحد الجيران وهو يصطحب أبنائه للمدارس وأخذت أصيح لطلب النجدة وأدق الباب بقوة حتى جاء الفرج على يديه، ونزعت فردة حذائي من أحضان المصعد بعد أن كادت تلتهما القطة. واكتشفت أن موظف الأمن المسئول كان يغط في نوم عميق ليتمكن من أداء عمله الآخر من أجل أمكان الصرف على زوجتين وعدد من الأطفال . بعد تلك الحادثة طلبت تغيير مسكني لفيلا مثل فيلة الدكتور فلان، وإذا بي أفاجأ بأن فلان ليس بدكتور بل سائق في المستشفى نال الفيلا عن طريق الواسطة، والتي أفتقدها أنا فشهاداتي لديهم مجرد حبر على ورق وليست بطاقة مرور لنيل فيلا واسعة. لم أجد أمامي غير الرحيل وقدمت استقالتي غير نادماً. المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|