الحقد يفتك بصاحبه

الحقد يفتك بصاحبه

الحقد يفتك بصاحبه


والحقود هو الذي ينـظر الى نجاح الآخرين ويتمنى لهم الفشل والفرد الذي تستبد به نزعة الحقد هو انسان عاجز يشعر بقلة قيمته وشأنه داخليا وهو يحتقر نفسه كثيرا قبل ان يحتقره الاخرون

والحقد مزيج من الغيرة والحسد » ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله « .

فالحاسد كالحاقد مصاب بمرض نفسي مدمر يحيل حياة المريض الى جحيم فلايشعر بالراحة ولايستمتع بمباهج الحياة

انه يريد كل شيء له يريد المغانم بمجرد أن يتمناها يريد الشر للناس ويلبس افعاله واقواله بثياب فضفاضة حتى لاتكشف اعراض مرضه التي انتشرت ولاتظهر نواياه السيئة ويلبس النظارات السوداء لكي لاتفصح شرارة الحسد والحقد التي تنبعث من عينيه

وقديما قالوا لاراحة لحقود فهو ظالم في ثوب مظلوم وعدو في ثياب صديق فالحاسد والحقود خاصم القضاء وعاند القدر واراد الخير لنفسه ولكنه بفعله أورد ناراً ذات لهب لاتبقى ولاتذر .

الحسود قد نشاهده رفيقاً ناعماً ولكنه كالثعبان الاسود السام لايقر قرارة حتى يفرغ سمه في جسم فريسته وينتهز الفرص لذلك حتى يغرس انيابه ويبث سمومه لقد حكت لنا آيات القرآن الكريم كيف ان الشيطان لعنه الله قد طرد من الجنة لكبره وحقده وحسده على ابينا أدم فكان نتيجة ذلك الطرد من رحمة الله هذا في الجنة اما في الارض فاول جريمة كانت ايضا بسبب الحقد والحسد فهذا قابيل يقتل اخاه هابيل لانه لم يرض بقضاء الله وحقد على اخيه فبسط الله يداه فقتله فاصبح من الخاسرين ثم اصبح من النادمين وقصص الحقد تكررت مع اعداء الدين فحاكوا المؤامرات والحيل ضد الانبياء والمرسلين والصالحين وهي ايضا تتكرر مع المبدعين الناجحين في حياتهم وفي اعمالهم فاي مجتهد وناجح لاشك سيكون له فئة حاقدة حاسدة فأنت ايها الناجح عندهم مذنب لاتوبة لك فما دمت تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع وتنجح ويحبك الناس فانت صاحب كبيرة حتى تترك مواهبك وتتخلى عن نجاحك وتنخلع من كل صفات الاجتهاد وتنسلخ من كل معاني الصلاح والنبل وتبقى مثلهم فارغا محبطا تائها .

فاعرض عنهم ولاتك في ضيق مما يمكرون وزد من عطائك واحسانك وتفانيك وابداعك في عملك ودع اذاهم وتوكل على الله واجعلهم بزيادة خيرك كمن يسقيهم الخردل وخاطبهم باعمالك الجليلة قل موتوا بغيظكم وتجاهل اقوالهم وكن يقظا فلاتغتر بقربهم منك فقد يكون في ذلك أمر دبر بليل واستعذ بالله من شر الحاسد وواظب على قراءة المعوذتين والاخلاص ليعينك الله على شرهم ويخلصك من أذائهم فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.

المصدر: نفساني