((استوصوا بالنساء خيراً))

((استوصوا بالنساء خيراً))

إن الزواج نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على عباده الذين كرمهم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلاً، وهو سنة سنها الله لهم لتيسير حياتهم، وتحقيق رغباتهم التي خلقها الله فيهم، وتكثير نسلهم تحقيقاً لقوله تعالى:{وهو الذي جعلكم خلائف الأرض }.

والزواج المبني على المحبة والاحترام المتبادلين خليق بأن يحقق الغاية المرجوة منه على أكمل وجه. أما الزواج الذي يفتقر إلى ذلك فهو علاقة تحمل في ثناياها أسباب هدمها، حين يعطي الزوج نفسه حق التصرف في زوجته كأنها دونه منزلة ليس لها حق الاعتراض.

قال تعالى:{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}، فكما أن التأسي به صلى الله عليه وسلم يشمل العبادات، فهو كذلك يشمل المعاملات. والتي منها معاملته صلى الله عليه وسلم لأزواجه، قال معاوية بن حيدة رضي الله عنه: يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تقبح الوجه (أي لا تقل قبح الله وجهك) ولا تضرب، ولا تهجر إلا في البيت. كيف وقد أفضى بعضهم إلى بعض إلا بما حل عليهن )).

إن أكثر شكاوى النساء اليوم من الضرب. لكأنما أيس أزواجهن من كل سبيل سواه، فلئن أباحه الله أباحه ضربا غير مبرح. فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً )).

قال ابن حجر في الفتح في شرحه لهذا الحديث: كان فيه- أي في هذا الحديث- رمز، إلى التقويم برفق بحيث لا يبالغ فيه فيكسر ولا يتركه فيستمر على عوجه. وإلى هذا أشار المؤلف- أي البخاري- رحمه الله- باتباعه بالترجمة التي بعده باب (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً) ثم قال ابن حجر. ((وفي الحديث الندب إلى المداراة لاستمالة النفوس والصبر على عوجهن )).

وعند البخاري أيضاً عن عبد الله بن زمعة عن النبي صلى اله عليه وسلم قال: ((لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم )).

قال ابن حجر: وفي سياقه استبعاد وقوع الأمرين من العاقل : إن يبالغ في ضرب امرأته ثم يجامعها من بقية يومه أو ليلته. والمجامعة أو المضاجعة إنما تستحسن مع ميل النفس والرغبة في العشرة. والمجلود غالباً ما ينفر ممن جلده فوقعت الإشارة إلى ذلك )) أ. هـ.

لا شك أن النشوز والإعراض من أحد الزوجين من الطوارئ المتوقعة في حياة الأسرة. وهذا ما يدل عليه قول ربنا تبارك وتعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً... } الآية. وقال تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن } الآية. والضرب في هذه الآية كما قال الحسن البصري: ((يعني ضرباً غير مؤثر)).

غير أن من الرجال من يعمل بطرف الآية دون الطرف الآخر فيضرب ويبالغ في الأذى. ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ضرب النساء مطلقاً.

كما ذكر ابن حجر. فعند أحمد وأبي داود والنسائي من حديث إياس بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تضربوا إماء الله )) فجاء عمر فقال: ((قد ذئر النساء- أي نشزن- على أزواجهن )) فأذن لهم فضربوهن. فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكين أزواجهن. فقال: ((لقد أطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعون امرأة كلهن يشكين أزواجهن ولا تجدون أولئك خياركم )).

ثم إن سوء عشرة النساء لا تقتصر على ضربهن، بل تتعدى إلى ما هو شر من ذلك، غياب الزوج المستمر عن بيته وأهله، أو قضاء أوقاته خارج دوام عمله مع أصحابه فلا يأتي بيته إلا آخر الليل للمبيت فيدخله ويخرج منه كأنه يدخل ويخرج من فندق. ولربما يؤدي التزاماته المالية تجاه أهله إلا أنه يهمل ما سواها من التزامات وواجبات فيقع الضرر من جراء إهماله لا على الزوجة فحسب، بل على الأولاد أيضاً. إذ إن غياب الرقابة الأبوية يدفع الأبناء إلى قضاء وقت طويل خارج البيت. وهذه مشكلة قائمة بنفسها سأتناولها إن شاء الله في بحث ((الخلل في التربية الأسرية)).

ولنستعرض موقفاً شبيها- نوعا ما لما مر آنفاً مع اعتبار البون الشاسع بين عناصر الحالتين. فعن أبي حذيفة رضي الله عنه قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء. فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة. فقال لها ما شأنك؟ قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعاماً، فقال: كل. قال فإني صائم. قال: ما أنا بآكل حتى تأكل. قال: فأكل. فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم. قال: نم. فنام، ثم ذهب يقوم. قال: نم، فلما كان من آخر الليل.قال سلمان: قم الآن. فصليا. فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدق سلمان)) البخاري. فأبو الدرداء لم يغفل حق زوجه عليه لانشغاله بأمور دنياه من جوي وراء العيش، أو لعب أو لهو- حاشاه- بل انشغل بعبادة ربه عنها ومع هذا فقد أقر صلى الله عليه وسلم إنكار سلمان على أخيه أبي الدرداء عزوفه عن الدنيا- فكيف بمن ينشغل عن أهله بدنياه ولهوه ولعبه؟ كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول.

وقد نحسن الظن بمن يتعمد الغياب عن أهله وولده بافتراض هروبه من مواجهة مشكلة أو مشاكل يومية في بيته، أو لكرهه خلقاً من أخلاق زوجته. بيد أن الهروب من مواجهة مشكلة ما هو مشكلة بحد ذاته. بل على العكس من ذلك، فإن مواجهة المشكلة هو جزء من حلها. وصبر الرجل على ما يكره من خلق زوجه مدعاة للمثوبة والأجر العظيم وصفة من صفات المؤمنين، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر)) أو قال: ((غيره )) (رواه مسلم).

المصدر: نفساني

المراه .خلقت من ضلع الرجل ..............

يعني الرجل دايم بحاجة للمراه
حتى يكمل ضلعه الناقص ............عشان يحمي قلبه
من المؤثرات الخارجية

كل شباك مفتوح عامل لدخول الريح ( وشوف بأ الريح حامله ويها ايه)....................؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الآخ الفاضل..الغالب حسن
موضوعك جميل جدا جدا
وقد أقتطفت منة مايلى للمناقشة:-


إن أكثر شكاوى النساء اليوم من الضرب؟
1-وماهى أكثر شكاوى الرجال اليوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقد نحسن الظن بمن يتعمد الغياب عن أهله وولده بافتراض هروبه من مواجهة مشكلة أو مشاكل يومية في بيته؟
2-موضوع جيد للمناقشة ( الآسباب أوالمشاكل التى تؤدى الى غياب الرجل عن بيتة)