|
|
||||||||||
الملتقى الإسلامي قال تعالى : (( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ )) |
|
أدوات الموضوع |
12-03-2008, 12:00 AM | #1 | |||
عضو فعال
|
بدا الدين غريبا وقد عاد غريبا فمرحبا بالسيد المسيح(ص)
إن هذا العلم غريب، لأن الدين أصبح غريباً، جديد، لأن معظم
الناس قد هجروا ما أنزل الله واتَّبعوا ما نسب إلى آبائهم. لقد هجر المسلمون القرآن الكريم، ويمموا وجوههم شطر الحديث والفقه وغير ذلك، دون النظر إلى توافقهما والقرآن الكريم. من أجل ذلك غدا الدين غريباً، لأن القرآن أصبح مهجوراً، وإذا ما أضعنا القرآن ولم نتدبر آياته، وجعلناه وراء ظهورنا، فإننا أضعنا الدين كله، وإنك لترى الدين قد عفَّت حقائقه، فلم يبق من الإسلام إلاَّ اسمه، ومن القرآن إلاَّ رسمه. لقد ورثنا مما نسب إلى الآباء، تركة لا خير في معظمها، فبدلاً من أن يوجهوا الناس إلى التفكر في آيات الله الكونية، وإلى التدبر في هذا القرآن العظيم، راحوا يوجهونهم إلى سفاسف الأمور، من الخرافات والقصص الإسرائيلية، والإفاضة بما هو غير جوهري، وذلك بغية تحويل الناس عن طريق الإيمان، وعن معاني هذا القرآن العظيم، ثم إ غراق الناس في اختلافات الفقهاء، وكثرة الآراء التي لا يعرف الإنسان بأيٍّ يأخذ. وأوْلى لمن أراد أن يخوض هذا البحر الخضم أن يحسن العوم، أو يصطحب قارباً للنجاة ودليلاً مرشداً، وإلا ابتلعه الموج إن لم تدركه رحمة من ربه، وسوف يعيش في ظلمة، بل في ظلمات من الشكوك بعضها فوق بعض. {...وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (40) سورة النــور: يهتدي به في حياته وفي أعماله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (28) سورة الحديد: فلا تحصل التقوى وهذه الرؤية بالنور إلاَّ بعد الإقبال القلبي النفسي بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الله تعالى. لقد أمرنا الله أن نتبع ما أنزل، لا أن نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، ولم يأمرنا أن نتخذهم أرباباً، نسمع كلامهم ونشركه مع كلام الله. ولا تغرنك هذه الملايين المطمئنة والمصدقة للذي جاءت به الأجداد، لأن أغلب الناس لا يتبعون إلا الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً. {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} (116) سورة الأنعام: يسكتون إذ لا حجة لهم في رد الحق عند مجابهتهم به، دنيا وآخرة. لذلك فإن الله تعالى خلق الإنسان في هذه الدنيا وهداه : {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى} (12) سورة الليل، بأن أرسل له الرسل الكرام، معلِّمين هادين لطريق الإيمان، كي لا يضلّهُ أكثر من في الأرض عن الحق، ومن لم يدخل مدرستهم ولم يَسرْ بسيرهم، ولم يدرس ولم يتبع ما أنزل الله عليهم، فإنه بوادٍ والهداية بوادٍ آخر، لذا علينا أن نقتدي بهدْيِ رسله الكرام، ونسلك الطريق التي بها اهتدوا إليه، وندخل المدرسة التي منها تخرجوا،ونحصل على شهادة (لا إۤله إلا الله) التي منها حصلوا عليها، والتي أصبحت لهم العين التي يرون بها الحقائق، والأذن التي يسمعون بها، والقلب الذي يفقهون به معاني كلام الله الذي أحاط بأسرار الكون، واللسان الذي ينطقون به. ومن لم يتخرج من هذه المدرسة، فلا وربك لا يؤمن ولو قرأ كتب الأولين والآخرين، أو كلَّمه الموتى، أو أي شيء يكبر في صدره. {الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (147) سورة البقرة :{الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ... }:(أنت يا حبيبي يا محمد):{ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}: فلن تكون أبداً من الممترين. فمن لم يؤمن بالله، فلن يجعل الله له نوراً، ولن يجعل له فرقاناً يفرق الحق من الباطل، والغثَّ من السمين، وهذه المدرسة مفتوحة الأبواب في كل حين، ولمن يشاء، وليس علم الله أو العلم بكتابه مقصوراً على أمة دون أمة، ولا زمان دون زمان، ولا خزائن رحمته مفتوحة على أناس دون أناس. {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء...} (4) سورة الجمعة: كلُّ من يشأ بصدق فالله يؤتيه فضله العظيم. فما أرسل الله رسله ورسوله إلاَّ رحمة للعالمين. فما خصَّ عالماً دون عالم. {كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ...} (20) سورة الإسراء : الكل عند الله واحد، كل امرئ يعطى على حسب صدقه وسعيه :{...إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ...} (13) سورة الحجرات. {...وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا} (20) سورة الإسراء: ما تطلبه تجده. لقد تساءلت قريش من قبل فقالوا: {أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا...} (8) سورة ص : ألم يجد الله من القوم سواه؟. أجل، لقد أنزل عليه الذكر لا من بينهم فحسب، بل من بين كل الأمم، لأنه كان صادق النيَّة والطلب لأن يتعرف على مبدع الوجود، فكان يذهب إلى شعاب مكة، يسير فوق بطاحها، ويتسلق جبالها، ويقضي الأيام والليالي يتفكر في خلق السموات والأرض، حتى أتاه اليقين من رب اليقين، في وقت كانت فيه قريش تلهو وتلعب وتسمر، وتشغل نفسها بزينة الدنيا ومتاعها. وعلى الإنسان قبل أن يستغرب، فهل حاول ولو لمرة واحدة، أن يسلك النهج الذي سلكه القدوة الحسنة صلى الله عليه وسلم؟. أم أن الاعتقاد والذي كتب في الماضي دون توافقه والقرآن الكريم هو الذي يوصل إلى الإيمان بالله واليوم الآخر، أما لاحظت كم من آية يمرون عليها في تفاسيرهم وهم عنها معرضون؟. أما أمرنا الله تعالى أن نتفكر في خلق السموات والأرض؟. والتفكر بالخلوات والموت، لتزهد النفس بالدنيا الدنية المنقضية، والتفكر بالفلوات للوصول لرب الكائنات، فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون؟. أم أنهم ينتظرون أن تأتيهم الهداية من رب العالمين، دون أن يطلبوها هم، كما طلبها أبونا إبراهيم عليه السلام، أو دون أن يكلفوا أنفسهم قليلاً من الجهد؟. وكيف يهدي الله قوماً يقضون أعمارهم في مراتع اللهو واللعب، أو القيل والقال ؟. أم كيف يهدي الله من أغفل عنه قلبه، واتخذ إۤلهه هواه وكان أمره فرطاً؟. فلو شاء الله لهدى الناس جميعاً، ولكن أي فائدة يجنيها الإنسان إذا سيق إلى ما يكره بالقوة؟. ألا تبقى نفسه معرضة إذا أكرهت على عمل ما؟!. بل قد يزداد إعراضها إذا أُجبرت على شيء ليس لها رغبة فيه. إن الهداية الحقة هي أن يُقبـِل الإنسان عن طوع وبدافع ذاتي، حتى يكون الإيمان إيماناً ذاتياً شهوديّاً عاينه هو وتحقق منه وعقلَه، وأيقن به قلبه، فيقول أشهد أن لا إۤله إلا الله شهوداً. فالإيمان شهود بالعين عين الرأس، ثم شهود قلبي بعين النفس. عندئذ يشاهد الخير والعدل، ويلمس الرحمة والحب يسري في الوجود كله، فلا رحمته تعالى تسبق عدله، ولا غضبه يسبق رأفته، فهو سبحانه قائم بالقسط، وهو جلَّ شأنه على صراط مستقيم. إن الله وحده بيده الخير للمحسن والمسيء على حد سواء، ومن لم يشهد ذلك في الدنيا، فسوف يشهده في الآخرة، وما دام الأمر كذلك، وهو كذلك، فإنه لا يوجد ظلم بين الناس، وما دام لا يوجد ظلم فلا يوجد شر. إن ما نراه شراً، هو محض الخير لمن يصيبه، لأن هذا الشر الذي أصابه سينقذه من شر أعظم لو لم يصبه، وهذا الشر ما كان ليصيبه لولا ما قدمت يداه، إن شق البطن شر بالنسبة للمعافى، إلا أنه الخير كل الخير لمن تخرج به علَّته. والظلم أيضاً لا يقع إلا على من يستحقه، والظالم لا يقع ظلمه إلاَّ على ظالم مثله قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (129) سورة الأنعام:من أعمالهم. إذ لعله بتلك المصيبة يرجع عن غيه ويتذكر ما قدمت يداه، ويتوب إلى الله توبة نصوحاً، عندئذ يرتفع عنه الظلم. بل قد يمكنه تعالى من الذي ظلمه. هذا التصرف لا يقتصر على الأفراد فحسب، بل يتعداه إلى الأمم والشعوب، فالأمة التي يكون فيها من القابلية للإيمان أكثر من غيرها، يسلط الله عليها أمة أظلم تسومها سوء العذاب لعلها تتضرع إلى الله، وتبتعد عما هي فيه من اجتراح السيئات، فتنيب إليه تعالى، عندئذ يبدل الله سيئاتها حسنات، ويرد لها الكرة على من ظلمها، لا لتبطش وتنتقم لنفسها، بل لتردها أيضاً إلى طريق الهداية والصلاح. ينقسم الجنس البشري إلى أصناف ثلاثة: (إنساني، وظالم، وأظلم). والظالم هنا هو الظالم لنفسه، الذي يسلك مسالك (حيوانية) لتحقيق أهوائه، والأظلم هو ظالم لنفسه ولكن يسلك مسالك (شيطانية) لتحقيق أغراضه المنحطة. وهذا التقسيم ينطبق على الأمم كما ينطبق على الأفراد، وبما أن الإنسان الإنساني بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى مفقود أو شبه مفقود في هذا العصر، لذلك لم يبق إلاَّ الظالم والأظلم منه، وفي هذه الحالة يسلّط الله الأمة الأظلم، على الأمة الظالمة، لعلها تصحو من غفلتها، وترجع إلى إنسانيتها، فيبدل الله ضعفها قوة، وذلها عزاً، وخذلانها نصراً على من ظلمها، لعل الأخرى ترجع إلى الله، وترتاح البشرية بعدها من هذا الشقاء، ومن هذه الآلام التي تصيبها. غير أن الواقع يشير إلى أن الأمل في الرجوع كاد يصبح مستحيلاً : {... وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} (31) سورة الرعد، لذا بات البلاء متوقعاً والساعة قريبة، والسيد المسيح عليه السلام، المنقذ للبشرية من الشقاء والآلام، ومن الكفر والحرمان، قد لاح بالأفق: {... وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ،بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ، وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (4 ــ 6) سورة الروم. يتبع علامات قيامة المسيح عليه السلام المصدر: نفساني |
|||
|
12-03-2008, 12:50 AM | #2 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
بارك الله فيك أخى / طالب الاله هذا الطرح الطيب ......
وفقنا الله جميعاً للسير على هدى نبيه الكريم ؛ وهدانا بفضله الصراط المستقيم ..... اسامه |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|