|
|
||||||||||
ملتقى الأدب للقصة القصيرة والقصيدة باللغتين الفصحى والنبطي . |
|
أدوات الموضوع |
03-05-2008, 06:20 PM | #1 | |||
عضومجلس إدارة في نفساني
|
مذكرات زوجه
لأول مرة بعد أن تزوج منذ سنة يبقى وحيداً ... كان يفضل الصمت والتفكير في زوجته التي سافرت في مهمة عمل ... لم يسهر في أي مقهى ولم يدع صديقه ماجد ليسهر عنده لأن ماجداً ما زال يطارد الفتيات في الشوارع ولم يستكن إلى شريكة حياته بعد, وعندما يلتقيان يذكره بماضيه وبأسماء الفتيات اللواتي كان على علاقة حب معهن . كان يفكر في زوجته كم يحبها وكم تركت من فراغ مرت في خياله صورتها ذكرها جمالها وجاذبيتها بشوق هرع إلى غرفة النوم يبحث عن ألبوم الصور . شيء ما غريب وغير مركز دعاه لأن يبحث عن مفتاح خزانتها الخاصة عثر عليه فتح الخزانة تسربت منها رائحة عطرها المنعش أحس بنشوة لمس أثوابها , حرك المشاجب أخرج ثوب الزفاف الأبيض المطرز بحبات اللؤلؤ والماس ... أعاد الثوب إلى مكانه لاحظ أنه ينثني من الأسفل انحنى اصطدمت يده بصندوق خشبي يرقد في زاوية الخزانة المعتمة أخرجه , جلس القرفصاء تحت الضوء قلبه بدأ يخفق رعباً فتحه بقسوة , أخرج ما في داخله وجد دفتراً كتبت صفحاته بخط يدها سر لذلك خاصة وهو يعلم أنها تجيد الكتابة ولها محاولات في كتابة القصة القصيرة جلس على السرير وابتدأ القراءة. مذكرات زوجة 15/ت2/2000 كنت أرتدي ثوب الزفاف الأبيض دمية تائهة ومشردة كأني لست أنا الثواني التي تمر بي مملة رتيبة ولهذا ابتسم لأني لا أحس بمعنى البسمة . 30/ت2/2000 الرجل الذي أعيش معه (زوجي) طيب إلى حد السذاجة يحسب أني أحبه مثلما يحبني هو ... ترى أليس له من ماض هو أيضاً ? أليس له من حبيبة قبلي ... ? 6/ك1/2000 يعاودني الحنين القاتل إلى من أحب فراغي النفسي لم يملأه زوجي على الرغم من انه محترم ومحبوب من الناس . لست أدري لم أشعر بالفزع إذ توقعت الحمل كأني غير مستقرة في حياتي أما زوجي فإنه يخفي حبه لطفل وأنا أتجاهل . 7/ك2/2001 اليوم كنت بكامل أناقتي أتأبط يد زوجي ونسير عبر الليل , النسمات الرطبة تصافحني والقمر يرسل نوره السحري فتظهر أوراق الشجر الرقيقة تتراقص على أنغام الريح وثمة غيوم رقيقة تتجول حول القمر ... حتى هذه اللحظات الشاعرية ذكرتني بمشاويري الليلية مع من أحب . بعد شفائي من مرض ألم بي أهديت طاقة ورد , أفرحتني بحثت عن اسم مرسلها وجدت اسم زوجي ... ولكن أليس من الغريب أن تكون الورود كلها حمراء اللون مثل تلك التي كان يرسلها إلي من أحب ...? يبدو لي أن الحياة مريرة وأمر ما فيها انتزاع الذكرى والرضوخ للواقع ... أكاد أكره نفسي , تلك التي تفيض بقوة على شيء مضى . اليوم سألني زوجي : أتحبينني ... ? دون أن أشعر رددت له الجملة ذاتها التي اعتدت قولها لمن أحب : (فوق ما تتصور) ثم جلست أجتر آلامي . أحياناً أعتقد نفسي مبتذلة وخائنة ... إذ كيف أحيا مع رجل وأفكر في غيره ... ? ولكن متى كان الإنسان يعاقب على مشاعره الصامتة ... ? 5/2/2001 أدرت قرص الهاتف لأطلب من زوجي حاجيات الطعام فرد عليَّ من كنت أحب ... أغلقت السماعة ليته يعلم أني بغير إرادتي أدرت الأرقام ذاتها التي اعتادت أصابعي على الضغط عليها . 10/2/2001 أحسّ أني أضعف, قواي تتلاشى لم أعد أحتمل, بودي أن أخبر زوجي بأمري وقد يكون حديثي بمثابة الاعتراف وتفريغ الذات من رواسب الماضي ولكن كيف أثق أنه سيفهم ويأخذ بيدي ولن يسيطر عليه التفكير الشرقي ? 2/4/2001 يقال إن السنين البعيدة ترسب في القاع ويعلوها الغبار والصدأ لكنَّ ذكرياتي هي ذروة حياتي , هي لحظات الغبطة السرية . اليوم همس في أذني أحبك كأنها هرولت إلى كلمة أحبك القديمة ودمرتها ... الحقيقة أنني ابتدأت اقترب من زوجي ابتعد عن الماضي قليلاً ... لكن طيف من أهوى عالق في ذاكرتي لا يغيب . مرة ثانية سألت صديقتي عنه ... هل تزوج ? كأني أريده أن يفعل ذلك لأرتاح من قصة تركي له وزواجي من غيره مرغمة . 5/7/2001 تأكدت أني حامل يا إلهي إني أحمل جنيناً من زوجي ما أعمق سعادتي بأن أكون أماً ... ? هرولت كل الذكريات ولم يبق في خاطري غير الحلم بالأمومة وصورة الطفل أو الطفلة . لم يكمل الزوج قراءة المذاكرات , أمسك جبينه وأحس بالعذاب , كل أمر تحول إلى نقيضه حتى نقاط الماء التي يريد أن يشربها بدت له سماً قاتلاً , ذكر كل الأحداث التي شاهدها في السينما وقرأها في الروايات قال في نفسه يشد من ضعفه ودهشته "إلى متى نظل جبناء أمام الحقائق ... وأشد الأمور غرابة هو أمر واقعي بحد ذاته" حاول إقناع نفسه بطريقة فلسفية , لم يستطع, فقد أعصابه , راح يقول بصوت جريح زوجتي , جبيبتي , وتتحطم الصور الحلوة المزدحمة في مخيلته واحدة واحدة كيف ... ? تحولت نفسه إلى عصي يقارع بعضُها بعضَها, إنه يتعذب ولا يعرف الحل , بل ولا يريد الحل , برر لنفسه بعد حين . الماضي ملك الإنسان أنا مثلاً لو كنت أكتب مذكرات وقرأتها هي ماذا كانت تفعل ? أو لو أنها لم تكتب هذه المذكرات ... ! أم لم يصادف أنني قرأتها ...! غداً ستعود زوجته من مهمتها , غداً سيتصرف ولكن كيف يتصرف ? الطلاق , الهرب , الثورة , الصفح , التجاهل ...? حين عادت فتحت الباب , كان ينتظرها التقت عيناهما رمقها بنظرة غضب وعتاب , نقلت لنفسها الهلع , لم يتعانقا ... أحس بها بعيدة عنه كل البعد ... هي التزمت الصمت , هو ارتدى ثيابه وخرج من البيت , زجّ نفسه في المقهى . تولدت لديه عادة أن يدعها تذهب ويلوذ هو بقراءة مذكراتها , قرأ مجدداً بعد مرور أكثر من عام . مذاكرات زوجة 4-3 أشعر أن الماضي قد أدار لي ظهره وخطا خطوة في طريق البعاد, ومن الطرف الثاني اتجه إليّ زوجي وبدأ يقترب من قلبي ... أجل إنه إنسان رائع ولطيف بل ولم لا أقول إنني أحببته منذ اللحظة التي عرفت فيها إنه أبو الجنين الذي أحمله . 7-3 سعيدة أنا, فرح الدنيا أحس به حين يتحرك الجنين سأصبح أماً ... ألم أقل بعد لزوجي , زوجي اليوم هو الحقيقة وكل شيء غيره هباء. 12-4 أحبك قلتها اليوم لزوجي لا زيف فيها ولا تزوير ولا طيف ذكرى أصبحت الذكرى لا حرارة فيها ولا لون ولا طعم . اقترب الزوج من زوجته قبلها وقدم لها هدية وضع يده على بطنها سألها بعتاب : ألا تريدين أن أشاركك فرحك بالجنين ... ?! قالت بدهشة : كيف عرفت ... ? من قراءة مذكراتك . **************منقووووووووووووووووووول*********** المصدر: نفساني
|
|||
|
05-05-2008, 12:19 AM | #5 | |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
اقتباس:
أنا اللى مُتشكر لمتابعتكِ واهتمامكِ .... |
|
|
05-05-2008, 12:20 AM | #6 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
العفو ياصديقى العزيز / المظلوم ... وأدام الله أواصر الصداقه والتواصُل بيننا .... |
|
05-05-2008, 12:22 AM | #7 |
عضومجلس إدارة في نفساني
|
سلمكِ الله ياروح المنتدى وريحانته العطره ..... وأسعد الله مساءكِ .... |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|