|
|
||||||||||
الملتقى العام لكل القضايا المتفرقة وسائر الموضوعات التي لا تندرج تحت أي من التصنيفات الموجودة |
|
أدوات الموضوع |
21-09-2002, 08:54 PM | #1 | |||
عضو نشط
|
كـان شـابـا صالحا ولكنــه تغـــير0
كان شابا صالحا، ذا شخصية متميزة، ترى السنة في لباسه، وفي مشيته، وفي كلامه، يحب الخير ويحث عليه، لا يسمع بمحاضرة إلا ويحضرها، ولا يسمع بشريط جديد في التسجيلات الاسلامية إلا ويقتنيه، بل أحيانا يوزعه، وفي المدرسة من أوائل الطلاب، في جماعات النشاط عضو فاعل،
ولكنه بعد ان تخرج وحصل على الوظيفة وتزوج تغير، فعندما تراه الآن تعجب، صار انسانا آخر، السنة لم يبق لها أثر في شخصيته، عندما تستمع لكلامه، تسمع الفحش والبذاءة، يردد كلمات الأغاني بعد ان كان يترنم بآيات القرآن، المسجد لا يعرفه إلا في يوم الجمعة أحيانا، أصدقاؤه وجلساؤه أهل سوء، الجيب الذي كان يضع فيه الصحف، صار موضعا لعلب الدخان، والأصابع التي كان يمسك بها السواك، صارت لما حرم الله. إن المتأمل لحاله، وكيف تغيرت أوضاعه، يخاف خوفا شديدا، فالقلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. إن الانسياق وراء الدنيا وزخارفها، والانهماك في شهواتها وملذاتها، وإيثارها على الآخرة، سبب في الزيغ والضلال، وصدق الله العظيم: {كّلاَّ إنَّ الإنسّانّ لّيّطًغّى" . أّن رَّآهٍ \سًتّغًنّى"} يقول ابن كثير في تفسيره، عند تفسيره لسورة العلق:.. ولكن الانسان لجهله وظلمه إذا رأى نفسه غنيا، طغى وبغى، وتجبر عن الهدى، ونسي أن لربه الرجعى، ولم يخف الجزاء، بل ربما وصلت به الحال الى انه يترك الهدى بنفسه، ويدعو غيره الى تركه.. إن الغفلة عن النفس وعدم محاسبتها عند كل صغيرة وكبيرة، داء خطير، ولذلك حذرنا ربنا عز وجل فقال: {يّا أّيٍَهّا پَّذٌينّ آمّنٍوا \تَّقٍوا پلَّهّ ولًتّنظٍرً نّفًسِ مَّا قّدَّمّتً لٌغّدُ واتَّقٍوا پلَّهّ إنَّ پلَّهّ خّبٌيرِ بٌمّا تّعًمّلٍونّ. ولا تّكٍونٍوا كّالَّذٌينّ نّسٍوا پلَّهّ فّأّنسّاهٍمً أّنفٍسّهٍمً أٍوًلّئٌكّ هٍمٍ پًفّاسٌقٍونّ }. إن في ارتكاب الذنوب والمعاصي، وعدم المبالاة بها، والاستمرار عليها، وعدم المبادرة بالتوبة منها، دور في انحراف الانسان وضلاله، والى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث الذي رواه الامام مسلم عن حذيفة صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه. إنه من أوجب الواجبات الحذر من الدنيا، والتعامل معها بفطنة، نسأل الله الثبات على دينه، والتمسك بكتابه، والاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم. منقول اختكم في الله المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|