قصه من احزان الواقع واشدها

قصه من احزان الواقع واشدها

هل لكم ان تقرءون هذه القصه..
هل لكم ان تشعرون بها ..كم ترددت في كتابتها لكم خوفا ومن حزني وانا اكتبها فحينما قراتها كرهت كل شيء نسميه انسان والله اني اصحت انضر اليه نضرة الظلم في عينه وقسوته التي تزداد مع الايام
يسالون لماذا يصبحون ارهابيين
يستنكرون لماذا نرى الانحراف
وانا هنا اكتب لكم هذه القصه التي حدثت لشاب سعودي ارسلها لاييمل احد الاقلام الصحفيه المعروفه في دولة الوكيت والذي ارسلها لي بعد نشرها في احد الصحف لصداقتي الحميمه لهذا الكاتب فارجو ان تقرءوها جيدا حتى وان طالت ..يقول صاحب الرساله
( لقد ولدت في الوفره وتعلمت فيها حتى الصف الاول المتوسط وبعد ذلك رحلت الى السعوديه حيث وطني وجنسيتي السعوديه وبقيت فيها حتى كتابة هذه السطور ..واقسم بربي انني لم انسى الكويت وعاصمتها وابراجها وبحرها وارضها وسماءها ومرابعها ودور السينما فيها وكل شيء احبه بها وبالمناسبه فان حبي الاول كان في الشويخ .
انا اتابع اخبار الكويت عن طريق الصحف ولفضائيات وكافة وسائل الاعلام
واخيرا قمت بزيارة الكويت بعد غياب طال 21 سنه بالتمام والكمال ..وانا اهيم على وجهي في المدينه سالت نفسي ..هل هذه الكويت ؟ فردت علي الابراج وقالت نعم انت في الكويت ..ذهبت الى الوفره
مسقط راسي ومكان ولادتي ولكن للاسم لم اعرفها ولم تعرفني وبدت لي مكانا كاني لاول مره اراه واختلط فيه وجوه جديده بيوت جديده ..حياة مختلفة عن السابق ذهبت الى حيث يتجمع الناس بحثا عن صديق قديم
نعم رائيته ولكن ..!! ..ليتني لم اره

سالت صديقي عن والده الذي رباه وغذاه وجعل منه رجلا فقال : والدي الذي في السجن بسبب اصداره
شيكا بلا رصيد ..وكما ترى تشتت الاسره
اخواتي البنات في عمر الورود ..فسالته عنهن ..كيف يعيشن اخواته وممن يعشن وما هي حياتهن فاجاب باكيا
فاسقط دموعي بوهلة واحده وجعلني اذهل من هذا الزمان
حينما قال : الاسره ضربها الخراب ..والبنات على حل شعورهن ولا لوم عليهن والدراسه توقفت ومعيل الاسره في السجن يقضي فيه السنوات الطويله لانه اقترض مالا من احد المرابين مقابل الشيك ..وعندما وقعت الواقعه لم ياخذ صاحب الشيك امواله ..ولم ينج مصدر الشيك من العقوبه ..
اما ......الام !! فحدث ولا حرج ..لعب فيها الزمان تخلى الناس عنها اما الام فحدث عنها ولا حرج لا حول ولا قوة الا بالله ..بناتها ياتين في اخر الليل ..واحيانا في اليوم التالي ..وقد تدفعها حاجتها الى تقديم احداهن قربانا لدافع مال حتى يسعد برفقتها
فساله صديقه ..ما انت فاعل ؟!! فقال حزينا باكيا اكثر من السابق :
ها انت تراني اموت من الجوع ..بعد ان طاردت اجهزة الامن والدي ..ولم تشعر بالراحه الا وبعد ان قبضت عليه وادخلته الى المحاكم ومنها الى السجن
واخذ يبكي صاحب المشكله قائلا لا املك الا دعاء المظلوم على من كان السبب ..اني اتمزق وانا ارى اخواتي
البنات يذهبن الى المجهول ..وارى امي في اليوم التالي تقول اين المحصول ؟! اما انا فتراني تحت تاثير الخمر التي الجا اليها من اجل الهروب ..وعندما اصحوا في الصباح ..اتذكر باكيا كم ظلمتنا هذه الايام ..
وكم قست علينا تلك الاجهزه التي وقفت ضدنا مع اناس كيهود يثرب قبل ظهور الاسلام ..يوجرون المال وياخذون الناس الى السخره تسديدا اله او ياخذون الابناء والاولاد الشبان ليعملون عندهم من دون اجر الى ان تم تسديد ديون ابائهم ثم استطرد صاحب المشكله قائلا لصديقه :
ليتك لم تزرني ..لقد قلبت مواجعي ..تذكرت الناس كيف كانت وكيف اصبحت ثم خر ذلك الصديق باكيا ايضا ويصرخ من هول ما حصل لصديقه مع السنين الطوال التي غاب عنها وعن دولة الكويت وبعد ان انهى حواره المفجع مع صديقه هم بالرحيل عن ذلك المكان ولقد لمح احدى اخوات صديقه وهي تصحو من نومها بفستانها ولم تغسل وجهها من ادوات التجميل ..واستنتج انها عادت من سهرتها ليلة البارحه مخموره لتنام كما هي وتنسى الام ومصائب الدنيا عليها وعلى اهلها
الدنيا لا ذنب لها بل نحن الذين نصنع الذنوب فيها ..نحن اللذين نقسوا على بعضنا البعض ..بالرغم من ان ديننا لم يامرنا بذلك

يقول الكاتب
هذه رواية الشخص السعودي للقصه والتي ارسلها لي والذي ولد بالوفره وعاد اليها بعد واحد وعشرين عاما ليرى صديقه وقد حلت عليه النكبات ..وبالمناسبه فان هذه النكبه ليست النكبة الاولى هناك كثيرون قد تعرضوا لقسوة الدنيا ومواجع الانسان على اخيه الانسان
قسوة علاجها ليس السجن فالمراد اكل العنب وليس قتل النواطير ..ورحم الله احد المستشارين حينما حكم بالغرامه وليس السجن على كثيرين اصدروا شيكات بلا رصيد معتبرا ان الرحمه فوق القانون
لقد قتلت قسوة القانون اسرا كثيره ..وهذا نموذجا منها ليس هو الاول ولن يكون الاخير ..ولقد حول القانون اجهزة الامن كلها من رجال شرطه وامن وقضاء الى محصيلين لحساب المرابين واصحاب الشيكات بلا رصيد وهي شيكات توخذ كضمان لقرض المرابي ولا تعتبر اداة دفع

والان مني انا وبعد ان طرحت هذه القصه الحقيقيه لكم علما ان العوائل كلها سعوديه وحتى البنات انفسهم
والام والزوج الذين استقروا بالكويت من مده طويله

..ماهو الحق وماهو الباطل كيف نواجه هذه المشاكل مع انها بدات تتكاثر في مجتمعاتنا العربيه وتزداد شيئا فشيئا
تحياتي للجميع
اخوكم فيصل

المصدر: نفساني